جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
قال رئيس التحرير للصحافي : عشرون كلمة ، لا اكثر ، اذ لا متسع لخبر اكبر , وهكذا ظهر الخبر في الصحيفة كالتالي : * زلت امراة علي قشرة موز مرمية علي رصيف في شارع بانهوف . ونقلت الي مستشفي الجامعة حيث تبين ان ساقها مكسورة ,
وجاء الرد الاول علي الفور في رسالة بالبريد المضمون من مستورد للموز ، جاء فيها : اننا نحتج بشدة علي تشويه سمعة بضاعتنا , فقد نشرت صحيفتكم 14 تعليقا سلبيا حول البلدان المنتجة للموز في الاشهر الاخيرة . وهذا يحملنا علي الشك في ان لديك نية القيام بحملة افتراء عن سابق تصور وتصميم .
وفي الوقت نفسه طرق مدير مستشفي الجامعة باب رئيس التحرير مغضبا وهو يحتج بان كلمة ( نقلت ) قد تعني نقل الكائنات البشرية كانها بضائع للشحن ، مما لا يتماشي وعادات مستشفاه . وتابع متاثرا : والي ذلك يمكنني ان اثبت ان الكسر في الساق ناتج عن سقوط المراة وليس من نقلها الي المستشفي ، كما يوحي الخبر المدسوس .
واخيرا اتصل مسؤول في مديرية الهندسة المدنية في المدينة واعلم الصحيفة ان سقوط المراة لا يمكن ان يعزي الي رصيف المشاة . واضاف ان لجنة الارصفة علي وشك الانتهاء من وضع تقريرها بعد سنوات من العمل ، فهلا تفضلت الصحيفة بعدم ذكر الارصفة مطلقا خلال الاشهر المقبلة لئلا تنتج من ذلك ذيول سياسية .
صباح اليوم التالي ورد الخبر مصححا كالاتي : سقطت امراة في الشارع وكسرت ساقها .
وفي اليوم التالي تلقي رئيس التحرير ردين فقط
الاول رسالة استياء من جمعية حقوق المراة وفيها احتجاج صارخ علي العبارة التمييزية ( سقطت امراة ) مما اثار حفيظة سيدات الجمعية لان فيها لمزا الي النساء الساقطات مما يبرهن نية علي ( تلطيخ صورة المراة في هذا العالم الذي يسوده الرجال ) وهددت الرسالة بمقاضاة الصحيفة ومقاطعتها وباجراءات اخري .
اما الرد الثاني فجاء من قاريء الغي اشتراكه في الصحيفة شاكيا من - التفاهات المتزايدة - والاخبار التي لا معني لها . برونو جدعون
المصدر: المختار نوفمبر 1989
ساحة النقاش