أشارت دراسة نفسية حديثة إلي أن شخصيات الرجال كالمعادن ، وتتميز كل شخصية عن الأخري علي النحو التالي :
الشخصية المنطقية :
وهي شخصية تثير الاحترام في كل مكان ، ولكنها تفتقد حب الآخرين ، وذلك لدقته المفرطة ، وعقلانيته التي قد تجلب الضيق والتبرم في بعض الأحيان .. فهو يعمل ليومه ، ولا ينسي غده ، ولا مكان عنده للعواطف ولا للخيال في حياته الخاصة أو عمله ، يصحو في وقت معين ، وينام في ساعة لا يتاخر عنها أبدا . وإذا اقتنع بفكرة درسها جيدا باسلوب منطقي ، ثم يبدا في تنفيذها بكل دقة وحزم ..ويحرص علي صداقة من هو علي شاكلته من البشر . ولا يضيع وقته فيما لا يفيد ، ولا يناقش أحدا إلا لكي يستفيد ، ولا يفتح حوارا مع أحد إلا لمصلحة أو بغية الاستزادة من المعرفة حول شيء يفكر فيه . وهو شديد الطموح ، ولكنه الطموح الحريص المحسوب ... إذا زرته في بيته تجده نظيفا منظما .. ولابد أن تخلع حذاءك ، فهو ليس علي استعداد لتبديد وقت أهل بيته في تنظيف سجادة إكراما لصديق
. 2- الشخصية القوية :
تتميز هذه الشخصية بقدرتها غير العادية في مجال عملها .. وكثيرا ما يكون صاحب هذه الشخصية يمارس حرفة من الحرف والاعمال اليدوية يجيدها ، ويفتن من حوله بقدرته وبراعته في مجالها ... ولكنه كثيرا ما يفتقد الرغبة في اقامة علاقة إنسانية مع الآخرين . قد يكون شرس الطباع ، وسر شراسته يكمن في عمله نفسه ، حيث يمارس هذا العمل بلا حب ، لانه لم يحترف مهنته تلك الا لانها الشيء الوحيد الذي يجيده ، برغم انه ليست لديه رغبة حقيقية للاستمرار فيها حتي انه كثيرا ما يسخط علي اليوم الذي زاول فيه مهنته وينصح علماء النفس للتعامل مع هذه الشخصية أن نستفيد مما يعرفه بهدوء ، ولا نناقشه ، فهو لن يتغير ، حيث لم يحاول ان يغير من طباعه أو يعدل منها ، لذا يحتاج من يتعامل معه أن يتحلي بالصبر والثقة وطول البال .
3- الشخصية البارعة :
ويقصد بالبراعة هنا براعته في إقامة علاقة طيبة مع الآخرين .. فهو بطبعه طيب القلب ، محبوب من الجميع ، ولكن يفتقد القدرة علي الاقناع المنطقي والاستدلال العقلي .. ولذا فإن علاقاته الطيبة بالآخرين تغطي علي النقص في قدراته في ذلك الجانب . وتتميز تلك الشخصية بالتواضع ، والبراعة في فن معاملة الناس ، وتوطيد الصلات بهم ، ومن ثم لا تحتاج هذه الشخصية الي جهد كبير في إقامة أي علاقة معها ، ولاسيما أن صاحبها يسعي الي الآخرين قبل أن يسعوا اليه .
4- الشخصية الفورية أو المندفعة : يتميز صاحبها بكلامه الذي يعد أكثر مما يفعل .. تستهويه فكرة أو مشروع ، وعلي الفور يبدأ في تنفيذ فكرته أو مشروعه ، ولكنه سرعان ما ينسي نفس الفكرة ونفس المشروع اذا استهوته فكرة جديدة او مشروع جديد .. وهكذا تزدحم رأسه بالافكار والمشروعات والخطط ، ويمضي الزمن بدون ان يحقق شيئا سوي الكلام عن الجديد من غير ان ينفذ شيئا . اذا زرته في بيته وجدته راسا علي عقب .. الكتب والمجلات في غرفة الطعام ، وبقايا الطعام في غرفة النوم ، وهكذا . يتسم بالتوتر العصبي ، يحرق اعصابه بلا جدوي ، يحيل احباطاته علي المجتمع الذي لا يفهمه ولا يقدر عبقريته ، وعلي اصدقائه الذين لا يقفون الي جواره ... ومع ذلك فهو صديق مخلص نقي الطبع ، وان كان حاد التصرف ناقما وناقدا علي الدوام
5- الشخصية الكلاسيكية او التقليدية :
يتميز صاحبها بالحفاظ علي طراز معين من الملابس التي يغلب عليها طابع الماضي .. هاديء التصرف ، قليل الكلام .. إذا اكل او شرب فبهدوء شديد .. يبدا قراءة جريدته بصفحة الوفيات ، فهو مجامل الي اقصي حد يهمه ان يعرف درجة قرابة وصداقة كل من يعرفه أو يسمع عنه ، يؤمن بالقسمة والنصيب ، طموحاته محدودة .. يميل الي التراثيات في القراءة ، ولا تعجبه السرعة ، فالتاني في كل شيء هو اسلوبه في الحياة ... يحتفظ دائما باشياء لا ضرورة لها الا انها بالنسبة له تمثل ذكري وماضيا يعتز به .. اثاث منزله يغلب عليه الضخامة والقدم في التصميم . ليس شرطا ان يكون صاحب هذه الشخصية متقدما في السن فما هو الا طباع وسلوك . .
6- الشخصية المستقبلية :
وهي التي تتميز بحديثها كثيرا عن المستقبليات ، وإذا تحدث صاحبها عن الماضي او الحاضر فلكي ينطق بحديثه عن المستقبليات .. مشروعاته القادمة .. تخطيطه لحل مشاكل العمل وإنجازه .. الكتب التي ينوي قراءتها ، أو الرحلات التي سيقوم بها . ينطلق من الخاص الي العام ، فيتحدث عن اقتراحاته المبتكرة او غير التقليدية التي ستقضي علي الجوع في العالم ، او تحقق الرفاهية والأمان للمجتمعات الانسانية . إنه جاهز دائما للحديث عن كل شيء في الحياة ، ولديه الحلول لكل مشاكل الأرض وما عليها .. إذا انطلق في الحديث فمن الصعوبة أن توقفه ولو بتساؤل أو ايضاح ، فهو يتكلم بسرعة ولا يسمح بمفاطعته ، ولذا إذا أردت أن تنال اهتمام صاحب هذه الشخصية فعليك أن تكون مستمعا جيدا بدون مقاطعة ، اذا زرت صاحب هذه الشخصية في منزله تجد شخصيته في كل ركن .. الاضاءة علي أحدث طراز ، والاثاث غير كثير ويغلب عليه آخر صيحات العصر في التصميم . يري ان تكدس الاثاث - وخصوصا التقليدي منه - يصيبه بالكآبة .
7- الشخصية الراغبة أو المتطلعة : وهذه الشخصية تتميز بتطلعاتها الخاصة ، فصاحبها يريد القيام بعمل بارز ، ولكن مواهبه وقدراته لا تساعد علي تحقيق آماله . كما تنقصه القدرة علي إقامة علاقات حميمة مع المحيطين به ، أو ممن يمكنهم مساعدته ، فهو شخص لديه الرغبة ولكن تنقصه القدرة .. فهو كمن يرغبون في ان يصبحوا قادة أو أغنياء أو مشهورين في حين أن قدراتهم تحول دون ذلك .وقد تبين أن أفضل تعامل مع هذا النموذج من الشخصيات هو الاطراء والتشجيع ، لعل ذلك يشحذ قدراته ويستفز ملكاته .
8- الشخصية الرومانسية أو الحالمة : وتتميز هذه الشخصية بالصوت الخافت عند الحديث ، ولمعة عينيه إذا تطرق الحديث الي العواطف ومشاعر الحب .. يعشق الشعر ويحفظ بعضا منه بل ربما تكون له محاولات في نظمه . يكره العنف في التعاملات . تضايقه الضوضاء والجلبة عند المناقشة .. يفضل مكانه وسط الطبيعة كالحدائق والمساجد ذات الروحانية .. يطربه سماع أنغام الطبيعة مثل خرير المياه وزقزقة العصافير وحفيف اوراق الشجر وما شابه ذلك ، ويشجيه سماع تلاوة آيات القرآن الكريم من بعض أصوات معينة من المقرئين ، كما يشجيه سماع بعض الابتهالات واناشيد المناجاه ، وبعض الاغاني العاطفية السامية ويؤلمه أن يسمع ألفاظا نابية من أحد ... ويحاول أن يكون أنيقا بقدر ما يستطيع ، ولكن لا تجتذبه الالوان الصارخة أو البهرجة في ثيابه . لا يعرف الوسطية في مشاعر الحب والصداقة .. فالحب بالنسبة له امتلاك كامل ، والصداقة إخلاص تام متبادل .. ولديه الاستعداد لفعل أي شيء إذا وجد صديقا في ضيق أو يحتاج الي معونة .وبالمقابل ليس لديه القدرة علي التسامح أو النسيان لكلمة جارحة أو نقد ساخر أو لمزة استهزاء أو تذمر من حبيب أو صديق . هو يمارس عمله بنفس أسلوبه في الحياة ، ولذلك فهو لا يصلح لادارة أي مشروع تجاري أو اقتصادي ، لان عواطفه دائما ما تتسابق وتتصارع مع عقله . اذا زرته في بيته تجد لوحات ذات مناظر طبيعية ، أو آيات قرآنية ، فضلا عن وجود مكتبة تضم مجموعة من الكتب الدينية وغيرها من المؤلفات التي تتناول اهتماماته الخاصة في اللغة أو الشعر أو علم النفس والاجتماع أو الفنون أو غيرها . يميل إلي المزروعات يزرعهاويقتنيها في احواض صغيرة ، يرقبها ويتابعها ويجلس في مواجهتها
. 9- الشخصية النموذجية :
وهذه الشخصية تجمع في جوانبها كل ما سبق ، أو أكثر منه .. فصاحبها يمارس العمل الذي يحبه ، ولديه القدرة علي حل المشاكل التي تواجهه في العمل .. كما ان لديه الرغبة في الاستمرار فيه . وتمتلك هذه الشخصية موهبة التعامل مع الآخرين وإرضائهم ، فهو واقعي مع الواقعيين ورومانسي حالم مع الرومانسيين .. إنه يمثل الماضي والحاضر والمستقبل .. إنه النموذج المتكامل للشخصية الناجحة إلا أن التعامل مع هذه الشخصية العبقرية يكون صعبا إذا لم تفهم جوانبها .. ولذا من الافضل ان يكون المتعامل معه علي طبيعته ، لان لديه الحاسة الفريدة التي يقيم بها من يتعاملون معه أو يحيطون به ، وغالبا لا يخطيء .. وتعد هذه الشخصية قليلة إن لم تكن نادرة . كما أن هناك دراسة نفسية أخري قد تناولت أنماط الشخصية لدي الرجال حيث قد اثبتت إحدي الدراسات النفسية أن هناك ثلاث أنماط شخصية من الرجال هي الشخصية المستقبلية ، والكلاسيكية والمندفعة .
ساحة النقاش