اذا تاب الله علي عبد أنسي الحفظة ( ملائكة التسجيل ) ذنوبه حتي يلقي الله وليس عليه شاهد بذنب ووفي عنه حقوق الآخرين * المظالم التي قام بها * الله يتولي الوفاء بها .. وتولي عنه القصاص لنفسه .. يعني لو له حق ياتي له الله به .. وفي هذا الوقت يصبح ( عتيق الله في أرضه ) ... وساعة العتق ينادي جبريل عليه السلام في أهل الأرض والسماء ( إن فلانا هذا عتيق الله في أرضه من كان له عليه دين فليؤده الي الله ) وسيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - مثلا هو واحد ممن رزقهم الله التوبة .. لقد وصل غضبه من النبي صلي الله عليه وسلم الي حد أن قرر قتله ... وعندما مر ببيت اخته ليعرف منها سبب ايمانها سمعها تقرا قوله تعالي : طه ما انزلنا عليك القران لتشقي * .. فرق قلبه للايمان وعلي العكس تماما عبدالله بن ابي بن سلول ..راس الفتنة .. وكان يظهر الطاعة لكنه يبطن البغضاء . والانسان لو عاد في توبته يكون كمن يستهزئ بالله - استغفر الله - يقول سبحانه وتعالي لرسوله صلي الله عليه وسلم * انا كفيناك المستهزئين * .. ويقول سبحانه وتعالي * واذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلوا الي شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزؤن الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون * فليس كل من سعي للتوبة نالها .. ولكن من سعت اليه التوبة او من اصطفي لها او من تاب الله عليه فذلك هو القبول .. وبالتالي لا يصح ان نضيف لشروط التوبة شرط أن يقبلها الله .. فلا شروط مع الله .   يقول بعضهم :

ان عصيت الذي ان شاء عذبني

..         لكنه بجميل الستر غطاني  

اعصاه يسترني أنساه يذكرني ..

            فكيف أنساك يا من لست تنساني . 

في احدي الغزوات تخلف بعض المسلمين عنها فاستدعاهم الرسول صلي الله عليه وسلم ليحاكمهم علي تخلفهم .. وكان صلي الله عليه وسلم يقبل كل عذر يقال له حتي لو كان صاحبه كاذبا الا ثلاثة منهم علي رأسهم كعب بن مالك .. هؤلاء أبوا أن يكذبوا علي رسول الله .. قالوا ندخل النار باي سبب آخر غير الكذب علي رسول الله .. لكن .. المفاجاة أن الرسول لم يعاقب سواهم .. وكان العقاب مقاطعتهم .. فلا بيع لهم ولا شراء منهم ولا تعامل معهم .. بل إن الثلاثة نفذوا العقاب فيما بينهم هم ايضا .. فعلوا ذلك حتي تاب الله عليهم .. حتي وفقوا الي التوبة .. حتي نزلت توبتهم .. وقد وضع الله نبيه معهم تكريما لهم وللتوبة .. لقد تاب الله علي النبي وعلي الثلاثة الذين لم يكذبوا عليه .. ولم يقل انهم تخلفوا عن القتال وانما خلفوا عنه .. وكانهم تخلفوا بامر من عند الله .. فلما بلغ النبا كعب بن مالك ذهب الي الرسول صلي الله عليه وسلم الذي قال له : * لقد تاب الله عليك يا كعب * .. اي قبل توبتك .. فقال كعب : وسماني باسمي يا رسول الله ؟ قال صلي الله عليه وسلم : وسماك باسمك يا كعب .

لكن .. ما الفرق بين التواب الرحيم والغفور الرحيم ؟ الغفور : السماح علي ذنب بعينه فقط . التواب : السماح علي ذنب بعينه ثم العصمة من الوقوع في الذنوب مرة اخري . وهو ما يعني ان التوبة تجب المغفرة .. ولا حول ولا قوة الا بالله .  

أهمية التوبة في تحقيق الراحة النفسية

 اثبتت الدراسات النفسية الحديثة ان التوبة - كما جاءت في الدين الاسلامي - علاج نفسي هام ، اذ انها تعيد للشخصية المضطربة الثقة بالنفس ، وبالله ، وبالناس ، ومن هنا لجا كثير من علماء النفس الي العلاج بالتماس التوبة طريقا للراحة النفسية . وقد تبين ان التوبة تساعد علي التخلص من الحمل الثقيل الذي كان يجثم علي نفس الانسان ، فضلا عن انها تزيل الخوف ، وتخفف من حدة القلق ، وتذيب الاكتئاب والاحساس بتانيب الضمير . ولذ برز الاهتمام بالجوانب النفسية والروحية للانسان الذي ليس جسدا فحسب ، بل هو روح ونفس لها مشاعرها واحاسيسها وتحتاج الي تنظيف كما يحتاج الجسد الي تنظيف .. ومن هنا كان اعظم علاج نفسي هو التوبة التي تعقب تانيب الضمير من ادران النفس وآثامها .. ففي حالات القلق النفسي والاكتئاب يلجا الطبيب النفسي الي حث المريض علي الاعتراف باخطائه للاخذ بيده الي الطريق السوي ، وحل ما يعانيه من مشاكل وصراعات داخلية ..فيخرج المريض من جلسات العلاج النفسي وهو في حالة الصفاء والنقاء النفسي . ولذلك فقد ثبت ان الامراض النفسية والعصبية تصيب الانسان الذي ابتعد عن الله او يصر علي عناده في ارتكابه للاخطاء والمعاصي .. وعندما يقلع الانسان عن الذنوب يشعر بالاطمئنان ، وان ثقلا ضخما كان يحمله علي كاهله قد ازيح عنه . اللهم تب علينا وعلي امة محمد اجمعين وارزقنا اللهم حسن الختام الي يوم الدين

المصدر: عقيدتي / سبتمبر 2010 ، ثبت علميا للاستاذ محمد كامل عبد الصمد
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 918 مشاهدة

ساحة النقاش

دكتوره رقيه محمد طه متولي

drrokaiataha
ماجستير ودكتوراه فلسفة العلوم الزراعيه بساتين الخضر 2002 جامعه اسيوط »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

791,847