جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
كان يا ما كان ... كان هناك رجل طيب ذهب يوما لزيارة بعض إخوانه الذين يحبهم في الله . ومر في الطريق علي المقابر فدخل ليدعو لهم فوجد شيئا عجيبا . لقد وجد قبرا مكتوبا عليه : هذا قبر كلب له خبرعجيب فمن أراد أن يعرف خبره فليذهب الي قرية كذا فإن فيها من يخبره .
فسأل الرجل عن القرية فدلوه عليها فذهب اليها وسأل أهلها فدلوه علي شيخ كبير في السن .... فدخل وسلم عليه وسأله عن خبر هذا الكلب . فقال له الرجل : لقد كان في هذا المكان ملك عظيم الشأن وكان يحب الخروج كثيرا للنزهة والصيد والسفر . وكان عنده كلب لا يفارقه أبدا ... وكان يحبه حبا شديدا . وفي يوم من الأيام خرج الملك الي بعض المتنزهات وطلب من الطباخ أن يعد له ثريد باللبن . انصرف الملك ... وقام الطباخ وصنع للملك ثريدا باللبن ونسي ان يغطيه لانشغاله بإعداد طعام أهل القصر _ اسرة الملك - فجاءت حية كبيرة ونفثت سمها في اللبن فرآها الكلب ولكنه لم يستطع أن يفعل أي شيء مع الحية ... وكانت هناك جارية خرساء قد رأت ما فعلته الحية . وعاد الملك من رحلة الصيد وطلب منهم أن يحضروا الثريد باللبن فأحضروه فحاولت الجارية الخرساء أن توضح للملك أن اللبن فيه سم فلم يفهم ما تقول وبدأالكلب ينبح ويصيح حتي لا يشرب الملك هذا اللبن المسموم فلم يلتفت إليه فلما رآه الكلب يمد يده إلي اللبن ليشرب قفز علي المائدة وشرب من اللبن فسقط ميتا في التو واللحظة ، ففهم الملك أن اللبن كان مسموما فسأل الجارية : هل كان اللبن مسموما ؟ فأشارت إليه ووضحت له بالإشارات أن الحية جاءت ونفثت سمها في اللبن وأن الكلب فعل ذلك من أجل أن يفدي حياته . فقال الملك لكل من حوله : هل رأيتم وفاء مثل وفاء هذا الكلب ؟ قالوا : لا . قال الملك : إن هذا الكلب لن يدفنه غيري بعد أن فداني بحياته ... فدفنه وكتب عليه ما قرأت علي قبره .
الدروس المستفادة : - إن الوفاء نعمة عظيمة ... وقد رأينا كيف كان الكلب وفيا للملك ... ومن باب اولي أن يكون عندنا وفاء للوالدين وللاقارب والاصدقاء .
المصدر: حكايات عمو محمود المصري
ساحة النقاش