<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
( عالـم البيئــة )
صحـة البيئـة
بقلـم : د/علـى مهـران هشـام
صحة البيئة وصحة الإنسان وجهان لعملة واحدة وهى الحياة بأمان وتوازن ورخاء واستقرار وسلام على كوكب الأرض. تؤثِّر البيئةُ التي نعيش فيها في صحَّتنا. وقد تَضاعَف متوسِّط عمر البشر تقريباً على مدى القرن الماضي ويرجع ذلك أساساً إلى وجود المياه النظيفة الصالحة للشرب ووسائل العلاج الصحية. أما إذا تلوثت أجزاء البيئة، مثل الهواء والماء أو التربة، فيمكن أن يؤدي ذلك التلوث إلى مشاكل بيئية إنسانية وصحية عديدة، فعلى سبيل المثال، نوبات الربو تنتج عن الملوثات والمواد الكيميائية الأخرى الموجودة في الهواء والمصانع والمنازل أيضا.
تكون بعضُ المخاطر البيئية جزءاً من العالم الطبيعي المحيط بنا، مثل غاز الرادون الموجود في التربة، ويكون البعض الآخر من المخاطر البيئية نتيجة النشاط البشري، مثل التسمُّم بالرصاص الناتج عن استخدام الدهانات، والتعرُّض للأسبستوس أو الزئبق نتيجة عمليات التعدين والاستخدامات الصناعية للعديد من المواد الملوثة .
على الطرف الآخر، يعود للنزاعات الداخلية للمجتمعات والحروب الاقليمية والدولية الأثر الأكبر فى تدهور صحة البيئة ومرضها، حيث الدمار الشامل للتربة وقتل البيئة الزراعية وازدياد مساحة التصحر وهجرة الطيور ونفوق الحيوانات وانتشار الرعب والخوف بين الاطفال والكبار وماينتج عنه من أمراض نفسية وعصبية وجسدية ، ناهيك عن نزوح العائلات والبشر بحثا عن بيئة سكنية آمنة تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة.
لقد خصصت الأمم المتحدة يوما عالميا للاجئين والنازحين مشاركة منها فى تخفيف حالة القلق والخوف وانتشار الأمراض وتدهور الحياة البيئية والانسانية.
أعتمدت الجمعية العامة القرار 55 / 76 المؤرخ 4 ديسمبر عام 2000، ثم تلاه أن عام 2001 يصادف الذكرى السنوية الخمسين لاتفاقية عام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين ، كما وافقت منظمة الوحدة الأفريقية ( الأتحاد الأفريقى ) حيث يتزامن اليوم العالمي للاجئين مع يوم اللاجئين الأفريقي الموافق 20 يونيه من كل عام، وابتداءا من عام 2001 أعتبرت الأمم المتحدة يوم 20 يونيه من كل عام يوما عالميا للاجئين.
( و اللاجئون كما تقول رسالة الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون : هم كأي شخص آخر، هم أشخاص مثلي ومثلكم. كانوا يعيشون حياة عادية قبل أن يصبحوا مشردين وغاية مرادهم الآن أن يتمكنوا من أن يحيوا حياة عادية مرة أخرى. دعونا في هذا اليوم العالمي للاجئين نتذكرْ إنسانيتنا المشتركة ونحتفلِ بالتنوع والتسامح ونفتحْ قلوبنا للاجئين في كل مكان).
أظهر تقرير الاتجاهات العالمية السنوي الصادر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة ، أن عدد النازحين قسرا فى العالم وصل إلى حوالى 60 مليون شخص مع نهاية عام 2014 مقارنة بـحوالى 51 مليون شخص عام 2013 مقابل 38 مليون شخص قبل عشر سنوات.
إن اقامة الاحتفالات فى مخيمات اللاجئين وتقديم الهدايا والالعاب للأطفال وجمع التبرعات والمساعدات والمواد التموينية والعلاجية وحفر الآبار لتقديم المياه شبه النظيفة لهم ليس كافيا وإن كان واجبا أخلاقيا وإنسانيا ، بل الأهم هو وقف نزيف الدماء ونشر روح التسامح والتصالح وأحترام الآخر وحماية الشجر والطير والماء وصفاء السماء ليتنفس البشر حياة جديدة تسودها المحبة والسلام، حيث أن أغلب المتضررين هم الأطفال والنشئ الذين يمثلون مستقبل الأمم والحضارة المنشودة .
على كل حال، وكما هو معلوم فإن البيئة هى الوسط الذي يعيش فيه الانسان ( أو أي كائن حي آخر ) ويمارس فيه مختلف أنشطته ويستمد منه مقومات حياته وأسباب رفاهيته وأستمرار سعادته.
من الطبيعي إذن أن يتأثر الكائن الحي ببيئته خلال مختلف مراحل حياته ، وأن تتأثر البيئة بطبيعة الحال بالكائن الحي نتيجة لممارسته لانشطته المختلفة ، ويتوقف نوع ومستوى وعمق هذا التأثير المتبادل على خصائص البيئة وطبيعتة ومستوى النشاط الذي يمارسه الانسان فيها.
إن أمراض القلب الناتجة عن اول اكسيد الكربون واضطرابات الأعصاب الناجمة عن الزئبق والمشاكل المتنوعة المتعلقة بالمواد الكيميائية ومنها السرطان ، يجب ان تحظى بالاهتمام . ولقد تبين بان هناك علاقة بين سرطان الرئة والغبار الناتج من بعض المصانع كما وجد نوع من سرطان الكبد ينتشر بين العاملين في تحويل ( الفينل كلوريد ) الى متعدد الفينل كلوريد وهي مادة من اللدائن ( بلاستك ) تستخدم في أماكن صناعية متعددة. لقد ارتفعت نسبة الاصابة والوفيات نتيجة الحوادث والحروب بمختلف انواعها ، إضافة إلى التسممات والمخاطر الناتجة عن التوسع في استعمال المبيدات والمخصبات الزراعية مما يضعف من قدرة البيئة والانسان على التلكيف مع المنتجات السامة والضارة والملوثات المختلفة والمعقدة. إن الأمل في البقاء والصراع من أجل الحياة يتوقف على الجهود المحلية والدولية والانسانية المبذولة وتوظيف المعرفة والتكنولوجيا والتوعية الاعلامية لوقف الحروب ومكافحة التلوث بكافة صوره وأشكاله والتوجه إلى أستخدام الطاقة النظيفة والمتجددة من أجل وقف تدهور البيئة وحماية صحة الكون .
والله المستعـان ،،،،
http://kenanaonline.com/drmahran2020
ساحة النقاش