<!--
<!--<!--
( عالـم البيئــة )
الأسـرة البيئيـة
بقلـم :
د/علـى مهـران هشـام
من المعلوم أن صلاح الأسرة أو فسادها ينعكس بالسلب أو الإيجابية على المجتمع كله. تمثل الأسرة الجماعة الإنسانية الأولى التي يتعامل معها الطفل ، والتي يعيش معها السنوات التشكيلية الأولى من عمره ، هذه السنوات التي لها - كما يؤكد علماء التربية وعلم النفس - أكبر الأثر في تشكيل شخصية الفرد تشكيلا يبقى راسخا معه بشكل من الأشكال وعلى مدى طويل.
إن خلق سلوك بيئي سليم للطفل له اثر مستقبلي يشمل محيط واسع لجيل قد يكون افراده أصحاب قرار يوما ما وبذلك نستطيع ايجاد مجتمع فعال فإذا صلح الرأس ليس على الجسد بأس كما يقال , وبهذا اصبح لدينا قادة لهم القدرة على إيجاد الحلول لأي مشكلة قد تعصف بالأمة والمهددة بشكل فعلي في المستقبل بالمزيد من التغيرات المناخية .
إن غرس القيم الخضراء في سن مبكرة للاطفال ما بين التعليم والمعرفة وتشجيع المشاركة الإيجابية هي مفتاح التغيير على المدى الطويل لتنمية الفدرات والمهارات ونبذ العادات والسلوكيات البيئية السلبية والسيئة ، لايجاد من هم بمستوى القدوات في اعتماد نهج بيئي ذو رؤية خضراء , وهنا يبرز دور الأسرة ذات الرؤية والنهج البيئى بغرس طرق واساليب تشجع وتمكن الاطفال بأن مشاركتهم وسلوكياتهم البيئية الواعية والرشيدة لها اهمية في حياتنا وبإمكان خطواتهم ان تحدث الفرق التنموى والنهضوى الآنى وفي المستقبل.
ان كلمة "خضراء" تعدت فى المجتمع الحديث مجرد اللون , بل أصبحت تمثيل رمزي للارض ولطبيعتنا ونظمنا الايكولوجية, وأن تكون حياتنا اكثر إخضرارا ، وهذا يعني اعتماد الطرق التي من شأنها أن تؤثر على حياتنا . إن مفتاح التغيير هو الوعي البيئي حول القضايا والمشاكل ومن ثم التعليم والتعلم والتدريب والتقيف لذا فمن الضروري تحقيق التوازن ما بين الاسرة البيئية ومحيطها المجتمعى مثل المدرسة والمسجد والكنيسة والنادى ومؤسسات النفع العام والمجتمع المدنى نحو توجيه الصغار والشباب وحتى الكبار لغرس القيم البيئية السليمة والفضائل والعادات السليمة والرشيدة والواعية وبالتالي انتاج مجتمع صحى أكثر مقدرة لفهم العيش في حياة خضراء صحية ونظيفة وجميلة .
الأسرة البيئية فى إمكانها أن تعلم الأفراد فى المجتمع وخاصة الأطفال الكثير من الاشياء والأمور التى يحبونها وبشكل سريع وإتقان جودة عالية لذلك فإن إعداد جولات خضراء أو رحلات ميدانية لاجواء بعيدا عن المؤسسات الرسمية والتعليمية النظامية وإجراءاتها الصارمة غير الجاذبة فى بعض الأحيان مثل عمل زيارات ميدانية لحدائق الحيوان أو الغابات أو الشواطيء أو الحقول الزراعية أو الحدائق العامة الخضراء أو الأنهار والبحيرات ومناطق الترفيه البيئية مما يساعد فى تنمية المواهب للتلاميذ وتعزيز قدراتهم بتفاعلهم الايجابي مع القضايا البيئية. الاطفال تتعلم اكثر في جو عملي بخاصة إن كانت تلك الرحلات يصحبها أحد المعلميين المهتميين والمتخصصين فى شؤون البيئة ومشكلاتها ليكون اكثر قربا من الاطفال ومحاولة توجيههم بضرورة المحافظة على الطبيعة ومواردها والتحذير من السلوكيات الخاطئة التي تؤدى إلى تلوث المياه والهواء والشواطيء والصحراء والتربة الزراعية .
عموما، تمثل موارد البيئة بأنواعها المتعددة ينابيع خير ليحصل الإنسان منها على مقومات حياته . غير أن تعامل الإنسان غير العقلاني مع هذه الموارد البيئية قد أفسد بعضها ، ولوث مجموعة أخرى ، وتسبب في إنقراض بعض أنواع الكائنات الحية ، وقلل من العمر الإفتراضي لكثير من مصادر الطاقة والمعادن . وليس من شك أن للأسرة البيئية دور كبير في التصدي لمشكلة إستنزاف موارد البيئة بكافة أشكالها سواء الدائمة أوالمتجددة ، وغير المتجددة . فالأسرة تسهم في بناء إتجاهات إيجابية عند أطفالها نحو البيئة ومكوناتها ، وتدعم قيم النظافة ، والمشاركة والتعاون ، وترشيد الإستهلاك ، وغيرها ، ذلك أن الأسرة تعتبر مفتاح عملية التعلم لدى الأطفال .
إذا كان للأسرة ( البيئة الأجتماعية ) دور حيوى في وقاية البيئة من الأخطار التي تتهددها أساسا ، فإن دورها في معالجة ما يعترى البيئة من مشكلات لا يقل أهمية عن دورها الوقائي وخاصة في مجال التصدي لمشكلة التلوث بكافة أشكالها مثل تلوث الهواء، والماء ، و التربة ، والغذاء ، والتلوث الكهرومغناطيسي والتصحر ، والتلوث السمعي والضجيجى .
المنزل والأسرة البيئية يعتبر من الأماكن المثالية للتطبيق العملي لمفاهيم البيئة وحمايتها ، وعندما تمارس إحدى الأسس البيئية في نطاق الأسرة فإنها ترتبط بعد ذلك بأسلوب حياة الفرد ، وثمة كثير من مفاهيم التربية والتوعية والتثقيف البيئي تعلم في المنزل . يوضح الآباء للأبناء كيفية التخلص من النفايات الصلبة والخطرة ، ومكافحة الحرائق وأن الهواء مورد دائم ، أو الإعتناء بنباتات الحديقة ، أو بالحيوانات الأليفة موارد متجددة ، وترشيد استخدام المياه و الطاقة الكهربائية كموارد غير متجدد وأن الطاقة الشمسية مورد نظيف ودائم وتهذيب السلوك العام ، فهم بذلك يقدمون للمجتمع قيما بيئية وفضائل مجتمعية تستهدف حماية الحياة والكون بصحة وسلام وأستدامة.
والله المستعـان ،،،،
http://kenanaonline.com/drmahran2020
ساحة النقاش