<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
( عالـم البيئــة )
جـودة البيئـة التعليميـة
بقلـم :
د/علـى مهـران هشــام
تمثل البيئة التعليمية وجودتها أحد المكونات الأساسية لمفهوم التحديث والإبداع والموهبة فيلزم ان نميز بيئة مدرسية غنية بالمثيرات والجاذبية ومنفتحة على الخبرات والتحديات إضافة إلى التناغم والتجانس بين عناصرها ( المبنى – المنهج – المعلم – الطالب – الاسرة – الميزانية – الادارة – المناخ المجتمعى العام )، بغيرها من البيئات الفقيرة والمنغلقة التى لا ترغب بالتجديد أوالتغيير سواء كان طوعيا أو مفروضا من الخارج.
عموما، البيئة المدرسية هى البيئة التي تقدم برامج تعليمية وتربوية ذات جودة نوعية ومميزة فى المحتوى والاداء، من أجل إعداد متعلمين دائمي التعلم لأجل اكتساب المعرفة والاستعداد للتطورات المعرفية الحياتية والحديثة للوصول إلى المعلومات والمهارات العقلية والذاتية والمجتمعية التي تشمل التفكير ومهارات توظيف وصناعة المعلومات لحل المشكلات وإنتاج المعرفة في جو يسوده الجاذبية والمتعة والنشاط ورفع الهمم والابتكارات وقد تعمل هذه المنظومة بنظام اليوم التعليمى الكامل وتفعيل دور البيت والأسرة في المدرسة والجامعة سعيا للانفتاح على المجتمع بكل قطاعاته وتعمل على استلهام الدارسات والخبرات والمهارات المتنوعة ووضعها موضع التطبيق كما تولي البيئة التعليمية عناية خاصة بالجانب التربوي وغرس مجموعة من القيم والفضائل والاخلاق الرفيعة لدى المنظومة التعليمية بكامل عناصرها .
جودة البيئة التعليمية يجب أن تكون متكاملة فمتى ما وجدت الإدارة العلمية الناجحة والمعلمين الأكفاء والمنهج الجيد والمبنى التعليمى المتكامل العناصر من حيث الإعداد والتجهيز بالمختبرات المناسبة وغرفة مصادر التعلم التي تحوي بين جنباتها الكتب والتقنية المتطورة مثل برامج الحاسب وشبكة المعلومات والاتصالات (الانترنت ) التي تفي باحتياج الطلاب المتميزين والموهوبين والمسرح الذي يمكن من خلاله إظهار المواهب في جميع المجالات الأدبية والفنية والرياضية . إن البيئة التعليمية الغنية بمصادر التعلم وفرص اكتشاف ما لدى الطلبة من استعدادات ومخزون معرفى وفكرى واهتماماته وتطلعاته المستقبلية هى بمثابة البنية التحتية لبرامج المدرسة التي تهدف الى تنمية التفكير والإبداع إذ كيف يمكن اكتشاف طالب لديه استعداد للتفوق والإبداع في مجال من المجالات العلمية أو الادبية دون توفر البيئة الملائمة من مختبرات وورش وقاعات المحاضرات والحوار والمناقشة والمكتبة الحديثة والمسرح والمرافق الرياضية والمعامل المؤهلة للابتكارات والابداع ونقيس على ذلك الحاسب الآلي وجميع المجالات الإبداعية .
على كل حال ، يواجه العالم تحديات هائلة في مجال التكنولوجيا والمعلومات، وهذا الأمر انعكس على مختلف القطاعات الإقتصادية والإجتماعية والمعرفية والسياسية بشكل عام، وعلى النظام التربوي والتعليمي بوجه خاص؛ وهذا من شأنه أن يسهم في إحداث العديد من التغيرات والتطورات في العملية التعليمية بمختلف عناصرها، وإيجاد الاستراتيجيات الفعالة تجاه عمليتي التعليم والتعلّم، والاهتمام بموضوع التدريب المستمر لتفعيل معانى الجودة ويتأتى ذلك بتوظيف التقنيات الحديثة من اتصالات وحاسوب وإنترنت في البيئة التعليمية ، واستثمارها بالشكل الذي يقرب المسافة بين المعلومة وطالبها، وإمكانية الحصول عليها فى أي وقت ومكان.
إن توظيف التعلّم الإلكتروني في عمليتي التعلم والتعليم وتوفير الإمكانات المادية اللازمة ، إضافة إلى الكوادر البشرية المدربة والمؤهلة علميا وعمليا من أساسيات التعلم الإلكتروني الفعال، من هنا، لا بد من الاهتمام بتصميم المقررات الدراسية بالطريقة الجيدة والفعالة والجذابة، وأن تصمم هذه المقررات من قبل فريق يضم المصمم التعليمي والشخص المتخصص والتقني والمقّوم، وأن يكون تصميمها وفق أسس علمية سليمة ومنظمة وجذابة تراعي الأهداف التعليمية التي وضعت لأجلها وحاجة المجتمع وتنمية الدولة واستثماراتها أى ربط التعليم بالتنمية المجتمعية، ويُسهم توظيف التعلّم الإلكتروني في تحقيق معايير النوعية والجودة في عمليتي التعلم والتعليم، واستيعاب التطورات المتزايدة في المعرفة، ويلبي احتياجات الطلبة، ويتيح الفرص التعليمية لأكبر عدد ممكن من الأفراد، وينمي مهارات التفكير لدى الطلبة، ويعزز التعلّم الذاتي والمستمر القائم على أسس نشطة، ويعزز القيم الاجتماعية، ويسهم في تربية أجيال لديهم القدرة على التواصل مع الآخرين. يتميّز التعلّم الإلكتروني أيضا بإتاحة الفرص للطلبة للتفاعل الفوري فيما بينهم من جهة، وبينهم وبين المعلم من جهة أخرى، من خلال الوسائل الإلكترونية مثل: حلقات النقاش وغرف الحوار وغيرها. كما أنه يعمل على نشر ثقافة التعلم والتدرب الذاتي في المجتمع، كما يعد الأفراد
وخلاصة القول ، البيئة المدرسية ، البيئة التعليمية ، المدارس الذكية ، التعليم الالكترونى ، التعليم عن بعد ، التعليم المستمر ، تعليم الكبار – التعليم مدى الحياة وغيرها من المصطلحات الحديثة كلها تصب فى قالب واحد لتنوير المجتمعات ونهضتها وتنميتها المستدامة وإخراج وسطوع عقول وأجيال من البشر متفتحة واعية وواعدة ومبدعة .
على الطرف الآخر، فلا تزال العوامل الاجتماعية والاقتصادية والجغرافية، مقترنة بالتفاوتات النوعية لكل دولة، تؤثر فى فرص الوصول إلى التعليم. ومن أسباب ذلك الضغوط الاقتصادية التى تواجهها الأسر الفقيرة والريفية، ونقص الاهتمام الموجه لتعليم الفتيات وذوى الإعاقة . إن نوعية التعليم، والبيئة الدراسية تؤثران سلبا على معدلات إتمام التعليم وتحسينه وجودته ، فبعض الطلاب يعانون من أساليب التدريس القائمة على التلقين والحفظ والتكرار وتغييب التفكير والتحليل. والتى ينتج عنها الكثير من المشاكل النفسية والعصبية وكذلك التسرب أو التهرب من المدارس، وحتى العديد ممن يتخرج منهم فهو مزود بحد أدنى من المهارات أو الابتكارات التى لا تؤهله للمنافسة الانتاجية أو إيجاد العمل المناسب لمؤهلاته أو قدراته الشخصية فى سوق العمل؟!!.
والله المستعـان ،،،،
http://kenanaonline.com/drmahran2020
المصدر: * د/على مهران هشام : مجلة العلم - باب عالم البيئة - عدد شهر أكتوبر 2014 - العدد رقم 456 - أكاديمية البحث العلمى ودار التحرير للطبع والنشر - القاهـرة - مصـــر .
ساحة النقاش