<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
( عـالـم البيئـة )
القـاهـــرة ... بــدون دخـــان
بقلم :
د/علـى مهــران هشـام
-------------------------------------------------------------------------------------------------------
القاهرة هي العاصمة الأكبر والأشهر في قارة أفريقيا حيث يسكن القاهرة الكبرى حوالي ربع سكان مصر . تصل الكثافة السكانية بالقاهرة إلى أكثر من 15 ألف نسمة لكل كيلومتر مربع، وقد سميت تاريخيا باسم مدينة الألف مئذنة لكثرة مساجدها. وتضم القاهرة معظم الوزارات والهيئات والمؤسسات الكبرى للدولة إضافة إلى المتاحف والحدائق والفنادق والجامعات والمراكز البحثية الأكثر شهرة وجاذبية . تجوب شوارع وطرق وكباري القاهرة أكثر من مليوني سيارة ومركبة . تعانى العاصمة من مشكلات بيئية معقدة . التلوث بكافة صوره يكاد يتجسد في هذه العاصمة التاريخية والسياحية والسياسية أيضا؟!! ( مثل : التلوث الهوائي الناتج عن الأتربة المعلقة وتصاعد الغازات والكربون والأدخنة – عوادم المركبات - عوادم التدخين – السحابة والغيوم السوداء - الأمطار الحمضية - التلوث البصري والاجتماعي والنفسي سواء بسبب تراكم النفايات وحرقها أو المناطق العشوائية وافتقارها إلى الحياة الصحية والإنسانية – تدنى نصيب الفرد من المناطق الخضراء – تدهور الخدمات والمرافق العامة .... )
انعكاسات التلوث على صحة الإنسان وعمله وإنتاجيته تكاد تكون معروفة للصغير قبل الكبير العاقل الحكيم , كما أن المباني والكائنات الحية وغير الحية تتألم وتتأذى من هذا التلوث الذي أصبح لا يطاق في القاهرة . القاهرة تئن منذ عدة عقود , أما الحلول والخطط الإستراتيجية مثل تفريغها من الوزارات والجامعات والمؤسسات والهيئات الحكومية والورش والمصانع الصغيرة أو حتى اقتراح عاصمة بديلة على أن تبقى القاهرة العاصمة السياسية فقط كل ذلك قد يستغرق وقتا وزمنا بعيدا .
إن الدعوة إلى جعل القاهرة عاصمة لغير المدخنين لا تحتاج سوى إلى اقتناع المدخنين بأن الأطفال وكبار السن والمرضى يموتون بسبب تدخينهم والأمراض تتزايد والأدوية لا تنفع مع انتشار الكربون والسموم الجائرة في سماء القاهرة ؟!! وهذا ضرر وضرار وفساد وإفساد في الأرض.
التدخين عادة بشرية ليست حميدة أو حسنة سواء في الشكل أو المحتوى وهى ضارة ومهلكة وسيئة بإجماع معظم العلماء والأطباء والباحثين في مجال الصحة والبيئة . القضية أن أضرار التدخين لا تتوقف على الفرد المدخن فقط بل أن أضراره ومفاسده تصل إلى الأبرياء من غير المدخنين من بني البشر وخاصة فئة الأطفال والنساء الحوامل والمرضى كما أن المدخنين من النساء يتسببن في إنجاب أطفال مشوهين وناقصي الذكاء إضافة إلى أن الرجال ينفرن ولا ينجذبن عاطفيا إلى المدخنات وخاصة في المجتمعات الشرقية مما يساعد على زيادة نسبة العنوسة لدى الفتيات كما تتأثر البيئة الطبيعية ويكثر التلوث العام ويتناقص نمو النباتات والأشجار الخضراء والزهور العطرة في الطبيعة نتيجة الغازات الضارة والكربون الذي يطلقه المدخنون في الفضاء الكوني ؟!!
يبدأ بعض الشباب بالتدخين عادة من باب التفاخر والتباهي أمام زملائهم بأنهم رجال كبار وأنهم ودعوا مرحلة الطفولة وبعد بلوغ سن الثلاثين أو الأربعين يبدأون بمحاولة الإقلاع عن التدخين لنفس السبب النفسي والعاطفي أي لإثبات أنهم لديهم الفطنة والحكمة والتعقل .
على كل حال , تستعمل مادة النيكوتين الموجودة في الدخان من بين استعمالات أخرى كمبيد حشري كما يوجد في الدخان أكثر من مائة مادة كيميائية أغلبها ضارة بصحة الإنسان والبيئة
كما تحتوى السيجارة الواحدة على 18 ملجم من القطران . إن معدل عمر المدخن يقل بحوالي عشر سنوات عن معدل عمر غير المدخن ( مع العلم أن الأعمار بيد الله عز وجل ) . إن خطر الإصابة بمرض سرطان الرئة لدى المدخنين يزيد بعشرة أضعاف عنه لدى غير المدخنين . من العجب والدعوة للتأمل أن الحمار ( أعزكم الله ) يتناول جميع أوراق النباتات الخضراء ما عدا أوراق نبات الدخان ؟!!"
يتسبب التدخين في حدوث أمراض عديدة للإنسان مثل السكري وأمراض القلب وضغط الدم والسرطان وخاصة سرطان الرئة وتصلب الشرايين والضعف الجنسي والتوتر العصبي والنفسي وهشاشة العظام وضعف الذاكرة والشيخوخة المبكرة وعدم اللياقة البدنية والذهنية رغم الإحساس الوهمي والكاذب بالراحة والنشوة التي يشعر بها المدخنين ؟ّّ!! إضافة إلى نوبات السعال الحاد في المساء وقبل النوم وفى الصباح مع صياح الديك وبصوت عال ليخبر أهل بيته والجيران والمارة في الشوارع أنه مدمن عريق وأنه لا يزال على قيد الحياة ؟!!!
كما يستنزف التدخين نسبة عالية من ميزانيات ودخول أغلب المدخنين إذ يستهلك المدخنين وخاصة محدودي الدخل أحيانا أكثر من عشرة بالمائة من دخولهم للانضمام إلى مجموعة المنتحرين ؟!! إن المدخن لا يؤذى نفسه فقط بل يتعدى ذلك إلى الضرر والضرار بعينه حيث يتسبب في أذى أسرته وجيرانه وزملاؤه في العمل وفى الطريق ويساعد المدخن في تدمير البيئة وقتل الأشجار وإفساد المدن الحضرية وإحداث اختلال في توازنها الطبيعي كما يساهم المدخنون في تأخير نهضة وتقدم مجتمعاتهم وتعطل منحنى التنمية في بيئتهم الملوثة ( أجتماعيا . واقتصاديا وطبيعيا وبيئيا وتكنولوجيا ) والشاهد أن نسبة التدخين السلبي في المجتمعات التي يتزايد فيها التدخين في تزايد مستمر ؟!1
الأمر الغريب أن المدخن يعلم بصدق كل هذه المعلومات ويعاني بنفسه من كل هذه المشاكل الصحية والمالية والنفسية وعلى يقين تام بهذه الحقيقة المؤلمة فلماذا هذا لتكابر والعناد في عدم التوقف الفوري عن هذا العدو الملاصق لنا . الآن أطفئ سيجارتك وأقذفها مع علبة السجائر في أقرب سلة مهملات وقل وداعا للخنوع والشهوة القاتلة ومرحبا بالصحة واللياقة البدنية والذهنية وجمال الفم وعودة العقل وإيقاظ الضمير الأنسانى الواعي والرشيد وخلو العاصمة من هذه السموم المدمرة ؟!!.
من اليوم لنجعل القاهرة عاصمة خالية من المدخنين والأرجيلة أو الشيشة والبايب والسيجار ويقع على وسائل الأعلام ( المقروءة , المسموعة والمرئية ) والكتاب وأصحاب الرأي والفكر دور رئيسي في تبنى هذه الدعوة . كما يقع على العلماء ورجال الدين في المساجد والكنائس المسئولية الكبرى في إقناع المدخنين بالحق والحكمة والموعظة الحسنة بالتوقف عن التدخين علما أنه ليس من الحرية الشخصية أن يدخن الإنسان فيضر نفسه وغيره . إن رجال الأعمال والقطاع الخاص ومؤسسات النفع العام والمجتمع المدني يلزم أن يقوموا بدور ريادي وإيجابي لحماية القاهرة وسكانها من مخاطر التلوث والتدخين المركبة ؟!! إن اقتراح جوائز وحوافز تشجيعية ولو رمزية يسهم فى حملة التوقف عن التدخين ( مثل: أفضل وأجمل وأصح شارع أو حي أو
منطقة ) . ثم تأتى بعد ذلك القوانين والآليات التنفيذية والمتابعة و المراقبة لجعل القاهرة مدينة نقية وصافية وصحية سالمة وآمنة أيضا.
وخلاصة القول , العائد البيئي والأجتماعى والنفسي والاقتصادي والحضاري لجعل القاهرة بلا تدخين كبير جدا , كما أن المردود الإجمالي على القاهرة ومصر في العالم من الناحية الإعلامية والبيئية والسياحية والاقتصادية بلا حدود . إن الدعوة إلى جعل القاهرة صافية نقية جميلة وبلا تدخين ليست من الخيال أو الأمنيات البعيدة , بل بالتأمل والتعقل والحكمة والبدء بالممكن ( في المأثورات اليابانية : أبدأ بالممكن يستجيب لك المستحيل – والمستحيل اليوم ممكن في الغد , والغد قريب ) , لنبدأ الرحلة ولو بتوقف سكان شارع واحد أو حي واحد في القاهرة الكبرى عن التدخين ثم تعمم الحملة فى جميع مدن وقرى مصــر .
وصدق الله العظيم : " فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض "
( سورة الرعد : الآية 17 ) .
والله المستعـان ,,,,
http://kenanaonline.com/drmahran2020
ساحة النقاش