الفيـس  بــوك    facebook .... 

والحـريـة   الغـائبـة

 

دكتـور مهنـدس /علـى مهــران هشــام

أستـاذ البيئـة والعمـران

الحاصــل  علـى  الجـائــزة  العـالميـة  للإبــداع  البيئي –  اليـابـان

الأمـين العـام للـرابطـة العـالمية لخريجي الأزهـــــر – فـرع الكـويت

رئيـس لجنـة البيئـة والتنميـة – المنظمـة الوطنيـة الدوليـة لحقـوق الإنسان

 

 

أتابع منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير ما يدور على صفحات الفيس بوك Facebook   من حوارات  وسجالات  وأراء  ورؤى وثقافات مختلفة  بين الشباب , وقد شعرت  في الفترة الماضية بالضيق والألم لما ظهرت عليه صفحات بعض الشباب على الفيس  بوك ؟!!

 

في البداية دعونا نتفق على أن  استخدام التكنولوجيا ومواكبة ثورة الاتصالات   هو عمل جيد ومرغوب  بل  ومطلوب  , العالم الآن أصبح بلا حدود وتلاشت فيه  المسافات وأقترب الكل من الكل ولهذه الثورة ,  واجبات على الإنسان أن يرعاها ويراعيها  ويراقب نفسه عليها .

 

مصر بعد الثورة , ينتظرها عمل شاق ومخلص وكذلك أحقاد وأطماع من الآخرين ويحيط  بها  عيون شريرة سواء كانت إقليمية أو دولية وخاصة العدو الأسرائيلى والذي فقد صديقه الأستراتيجى ( كما أطلقه على الرئيس السابق محمد حسنى السيد مبارك بعد خلعه بإرادة الشعب المصري البطل والعظيم ) ,

كما أن هناك دول لا تريد أن تتبوأ مصــر مكانتها الحقيقية بين دول العالم وتقوم بدورها الريادي والقيادي والحضاري والتنموي اللائق بحضارة السبعة آلاف سنة ( والذي قزم فيه النظام السابق  قامة مصــر والمصريين في الداخل والخارج طمعا وراء الفردية وحب الذات والدنيا الفانية الزائلة والتي لا تساوى عند الله جناح بعوضة ؟!! )

 

إن كل هذه المعطيات وغيرها الكثير يتطلب من كل الشباب والمصريين أن يتفرغوا كاملا للعمل والإنتاج وأن نلتف جميعا حول القوات المسلحة حامية الديار والعين الساهرة على حدود مصر البرية والبحرية والجوية وأن نوفر لهم المناخ لرد أي عدوان أو غيره على أرض مصر أو أبنائها . لا تدخلوا الجيش في قضايا فرعية داخلية وتستهلكوا منه الوقت والجهد , وكذلك أتركوا الحكومة الجديدة تفكر بهدوء ودون ضغوط حتى تتحقق الأهداف وينمو الإنتاج وسنقول وقتها لشهداء ثورة 25 يناير :  طيب الله ثراكم , وأثابكم الله عن المصريين الجنة والخلد فى نعيمها .

 

باسم الحرية والديمقراطية والمفردات الشبابية الجديدة والغريبة على عاداتنا وثقافتنا وتقاليدنا وعقائدنا وشرقيتنا ( مثل : الروشنة – البيئة – هذا فقط  ما أتذكره ؟!! )  بدأ البعض من المصريين وغير المصريين سواء كانوا شباب أو شابات أو رجال كبار أو سيدات أو حتى فتيان وصغار يكتبون في أي شئ  دون حدود للمسئولية  أو حتى  توخي الحذر من النتائج السلبية لما يكتبونه ؟ دون أن يعرفوا أن الحرية ليست مطلقة بل مقيدة بعدم الإضرار بالغير ؟

الشائعات والأوهام  وهى الفتاكة  لكل قيمة أو إنجاز أو تطور مجتمعي أصبحت  لدى البعض  معلومات وأخبار وحقائق   FACTS  على بعض  صفحات  الفيس  بوك  ؟!!

أما التعرض للناس في شخصياتهم وأسرهم وعائلاتهم وافتعال معارك وهمية مع الآخر دون سند أو مستند  أو دليل فقد  أصبح مادة  للتسالي والفكاهة والمزح على بعض صفحات الفيس بوك ؟ دون اكتراث أو اهتمام

 

لم يسلم  أي من المسئولين الشرفاء الذين يؤدون أعمالهم بأمانة وصدق وشفافية  وإخلاص ويضحون بصحتهم وراحتهم بل بأموالهم أحيانا  من عبارات التجريح والتطاول غير اللائق دون مراعاة لفوارق العمر والخبرة والدرجات العلمية وتاريخ الإنسان وسيرته . إن فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف يكاد لا يغادر مكتبه من الكد والعمل الدؤوب من أجل  لم شمل المصريين عل كلمة سواء , وهو يتبرع براتبه  لصندوق الخدمة لتطوير مصر ( هذا ما ورد لعلمي ) , هذا على سبيل المثال , الأستاذ الدكتور عصام شرف يكاد  يوشك أن يزور كل فرد  مصري  في  بيته , هذا عمل جبار ولا يتحمله أو يطيقه بشر ؟!!

 

ثانيا :  لماذا استخدام مفردات لغوية ركيكة ومتدنية وسوقية وغير لائقة أو مهذبة في الحوار مع الآخر , بل إن السباب والشتائم والتطاول وقذف الناس بالباطل يكاد يكون هو اللغة المحببة لدى بعض صفحات الفيس بوك

هل يعود ذلك للفقر في اللغة العربية أو الفقر في الثقافة العامة أو عدم التربية الأسرية وسوء السلوك العام وعدم معرفة ما تقتضيه الأخلاق الرفيعة والفضيلة عند إبداء الرأي أو الحوار مع الآخر – أتمنى ألا يكون ذلك  ؟!!

 

لماذا دائما نبرز السيئات والعيوب ونغمض العين عن الإيجابيات والإنجازات والجهد المبذول لكل فرد بعد ثور 25 يناير التي أعادت لنا الكرامة وأن نكتب الآن  بحريتنا دون خوف أو انتظار لخفافيش الظلام  وزوار الفجر  ؟

الحرية أن نحترم الآخر ونتحاور بأدب ولا

نسوق الأتهامت  دون مستندات أو دليل يقيني ( وهذا مجاله القضاء )

لقد جاءني على صفحتي  بالفيس بوك  من بعض بنات  الفيس   بوك  شتائم وسباب وكلمات غير لائقة ( ليست من شيم وطبائع المصرين – أبناء ميدان التحرير ) لبعض رجالات الدولة – وهذا ضرر وضرار – ففي المأثورات أنت حر ما لم  تضر -  لقد رددت عل هذا الإسفاف بما فيه الكفاية ثم حذفت صاحبة الكلمات من قائمة  صفحتي وكان ذلك سببا في هذا المقال

 

هذه ليست حرية - هذا تطاول وسب وقذف يحاسب عليه القانون - أين الذوق العام - أين الأخلاق واحترام الصغير للكبير - أين أخلاق المصريين الطيبين - أين احترام الآخر وأدب ولياقة  الحوار ووقار الكبار  -  أرجو من ....... صاحبة هذه العبارات غير المقبولة والخارجة عن حدود اللياقة والأدب  – والتي تعرض صاحبتها لجنحة وجريمة  السب والقذف ؟  أرجو ألا ترسل أية مشاركات على صفحتي بعد الآن ؟!! والله المستعان ,,, حفظ الله مصر من كل شر أو سوء أو حسد  - مصر كنانة الله  في أرضه – مصر السلام والأمان بشهادة القرآن  لكل شعوب الدنيا  – مصر خير أجناد الأرض بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم - والغبار  على هذه الصغائر التي  لا تليق أبدا ببناة  الأهرامات ونهر النيل ومنارة  ومكتبة الإسكندرية – مصر  أبناء قناة السويس وحفارها – مصر السد العالي وطيبة الأقصر-  مصر ميدان التحرير وميدان الأربعين بالسويس ومسجد القايد إبراهيم  بالإسكندرية  - مصر هي كل الميادين والمساجد والكنائس -  مصر الأزهر الشريف وكنيسة القيامة وطور سيناء وجبال موسى -  مصر حرب أكتوبر وتحطيم خط  باريف الحصين المنيع  – مصر مرقد آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسار مريم العذراء والعائلة المقدسة – مصر أم الدنيا  وأرواح الشهداء النبلاء الذين قادوا ثورة 25 يناير السلمية البيضاء النقية  ..... )

 

لنجعل صفحات الفيس بوك للتعلم والتثقيف وزيادة الخبرات ومعرفة كل جديد حول العالم        لا نكابر ولا نعاند  تحت  ضغوط الوقت  وحماس الشباب   ولا ندعى  العلم أو المعرفة  بما  نجهله؟!!  لنتعلم عفة مداد القلم وعفة الحروف والكلمات عند الكلام – فكروا قبل النطق بالكلمات فكثيرا ما يكون السكوت حكمة ومن الذهب – الكتابة فن وعلم وأخلاق ... والفوضى والعشوائية والاستهتار واللامبالاة ضعف وتطرف وبلطجة وشبيحة بل  دمار للنفس وتدمير للأوطان .

حولوا هذه التكنولوجيا التي لم نخترعها بل نستخدمها فقط إلى وسيلة  وأداة للمحبة والخير والأخلاق والأدب والاحترام وتوسيع دائرة المعارف بالأصدقاء الخيريين ( وهم كثيرون ) ولنتجنب أصدقاء الشيطان ورفاق السوء ( وهم قليلون )

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الصديق الصالح والصديق السوء كحامل المسك ونافخ الكير , فحامل المسك إما أن تبتاع منه وإما أن تشم منه رائحة ذكية , ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تشم منه رائحة خبيثة ) 

 

مصر عامرة -  خيرة كبيرة بأبنائها ومواردها - مصر أرض الله الآمنة لكل شعوب الدنيا , وهذا بتأكيد القرآن العظيم ( أدخلوا مصر إن شاء الله آمنين ) "سورة يوسف : الآية 99 "

لا تجعلوا النهار مظلما ,   أو تقنعونا أن ضوء القمر حالك الظلام ؟!!

لا تحولوا حياتنا  نارا ولهيبا وجحيما بأفعالكم المشينة والضارة الخربة –  لا تتسابقوا  ولا تتفاخروا بالصور الخليعة والعبارات المخلة الجارحة  على صفحات الفيس بوك  ولا تخالفوا النفوس الطاهرة البريئة المطمئنة

كرسوا وقتكم وجهدكم للعمل والإنتاج والجودة فيه

أدعوا الشباب وكل الناس إلى مضاعفة العمل وجودته , في المصانع والمزارع

هذا هو الحق والواجب الأصيل على كل مصري تجاه وطنه

بعد ثورة 25 يناير العظيمة

مصر الآن تناديكم للعمل – وكفى للأشعار والأغاني

والهتافات والصوت العالي

كفى للأعتصامات والتجمهر والمسيرات

إلا عندما ينادينا الوطن لأمر جلل

( فساد - طغيان - ظلم - ديكتاتورية

- عدم مساواة  - خيانة الوطن والمواطن )

فلنذهب وقتها جميعا إلى ساحات الميادين وأولها

ميدان التحرير رمز العزة والكرامة والحرية المنضبطة

مصر تدعونا أن

يبذل كل إنسان عمله بجد , في حدود طاقته وإمكانياته

( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت  )  

" سورة البقرة : الآية 286 "

وصدق الله العظيم : ( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) "  سورة الرعد : الآية : 17 " -  وصدق رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم :

( تفـاءلـوا بالخـير تجــدوه )

 

والله المستعــان ,,,,,,,,

 

http://kenanaonline.com/drmahran2020

 

 

 

 

 

المصدر: * مـذكـرات ومـقـالات الـدكتـور علـى مهـران هشـام - شبكـة الأنتـرنت
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 229 مشاهدة
نشرت فى 17 أغسطس 2011 بواسطة drmahran2020

ساحة النقاش

د/على مهـران هشـام

drmahran2020
......بسم الله..... لمحة موجزة (C.V) 2021 البروفيسور الدكتور المهندس الشريف علي مهران هشام . Prof. Dr. Eng. Ali Mahran Hesham ## الدكتوراه من جامعة هوكايدو.. اليابان ** حاصل علي الدكتوراه الفخرية... ألمانيا. 2012 ** حاصل علي الدكتوراه الفخرية - جامعة خاتم المرسلين العالمية - ، بريطانيا، فبراير 2021 ** »

ابحث

عدد زيارات الموقع

614,252