اليـوم العالمـي للسكـان
World Population Day
د/علـى مهــران هشـام
في عام 1989، أوصى مجلس إدارة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بموجب قراره 89/46، أن يحتفل المجتمع الدولي باليوم العالمي للسكان في 11 تموز/يوليو من كل عام وذلك بغرض تركيز الاهتمام على الطابع الملح للقضايا السكانية وأهميتها في سياق خطط التنمية الشاملة وبرامجها والحاجة لإيجاد حلول لهذه القضايا
اليوم العالمي للسكان هو حدث سنوي، في 11 يوليو، يهدف إلى زياة الوعي بالقضايا المتعلقة بالسكان، تم إعلان هذا اليوم لأول مرة من قبل المجلس الحاكم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في 1989. استلهم هذا اليوم من يوم 11 يوليو، 1987، حيث وصل عدد سكان العالم إلى خمسة مليار نسمة تقريبًا ثم سبعة مليار نسمة فى 2010
يتمثل أحد الإنجازات الكبيرة للبشرية في الانخفاض الذي لم يسبق له مثيل في معدل الوفيات والذي بدأ في التسارع في الأجزاء الأكثر تقدما من العالم في القرن التاسع عشر ثم امتد إلى جميع أنحاء العالم في القرن العشرين. ووفقا لأحد التقديرات، ازداد متوقع العمر عند الولادة من 30 عاما إلى 67 عاما فيما بين أعوام 1800 و 2005، مما أدى إلى حدوث نمو سريع للسكان: من مليار نسمة في عام 1810 إلى زهاء 7 مليارات نسمة في عام 2010 م .
وتتعاون شعبة السكان على نحو وثيق مع وكالات منظومة الأمم المتحدة وصناديقها وبرامجها وهيئاتها، في مجالي تنفيذ برنامج العمل المتعلق بالسكان ومتابعة نتائج المؤتمر الدولي للسكان والتنمية. وتقدم الشعبة المشورة على نحو منتظم إلى بعثات الدول المعتمدة لدى الأمم المتحدة، ومكاتب الحكومات الوطنية، ومكاتب الأمم المتحدة، والباحثين، وممثلي وسائط الإعلام، والجمهور، فيما يختص بالتقديرات والتوقعات المتعلقة بالسكان، والمعلومات والتحليلات المتعلقة بمسائل السكان والتنمية.
ويعمل الصندوق مع كثير من الشركاء من داخل منظومة الأمم المتحدة وخارجها على حد سواء، بما في ذلك الحكومات والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والمنظمات الدينية والزعماء الدينيون وجهات أخرى، من أجل إنجاز مهمته. وبغية تلبية الاحتياجات المحلية بشكل أفضل، يخصص الصندوق الموارد بصورة متزايدة للجهود التي تقودها البلدان مشددا على التنفيذ الذي يركز على البلدان وتقوده البلدان بغية تحقيق نتائج أفضل، ويتناول في الوقت ذاته المساءلة المتبادلة وتعزيز التنسيق والمواءمة.
على كل حال, ذكر التقرير النهائي للمؤتمر العالمي للسكان والتنمية الذي انعقد في القاهرة عام 1994 أن العالم قد شهد تحولات كبيرة خلال العقدين الأخيرين وحدث تقدم ملموس في مجالات عدة لصالح البشرية بفضل الجهود الوطنية والدولية. وأكد التقرير أن الدول النامية مازالت تواجه صعوبات اقتصادية ومناخا اقتصاديا غير ملائم إلى جانب ارتفاع أعداد السكان الذين يعيشون في فقر شديد بالعديد من الدول. وتؤكد الدراسات زيادة مستوى تمدين سكان العالم والتركيز السكاني إذ يتوقع في عام 2025 أن يتركز 84 في المائة من سكان العالم في البلدان النامية التي تضم حاليا 77 في المائة من سكان العالم. وستكون نسبة الزيادة في أفريقيا اكبر من أي مكان آخر إذ سيتجاوز عدد سكانها في عام 2025 ملياراً ونصف المليار نسمة فيما سيقفز عدد سكان جنوب آسيا من مليار و200 مليون إلى مليارين و100 مليون ومن المرجح أن تتركز نسبة الـ83 في المائة من الزيادة السكانية العالمية في المدن. ويعزى السبب الأساسي لهذا النمو السكاني الكبير إلى قلة الوفيات وزيادة المواليد وعلى وجه الخصوص بعد عام 1950 عندما أسهم التطور الطبي فى إطالة أعمار الناس وبخاصة الأطفال منهم.
العلاقة بين اسكان والتنمية أن الهدف التنموى هو هدف الملايين من الناس : حياة أفضل, بمستوى معيشة أعلى, وتعليم ورعاية صحية, وفرص اقتصادية- لا لأنفسهم اليوم فقط بل أيضاً لأولادهم في المستقبل.
أما التحدي فهو : رفع مستويات المعيشة بدون تدمير البيئة وأيضا نوجز التالى :
@ القضية الشائكة أن الطفل الذي يولد في العالم الصناعي يسهم في زيادة معدلات الإستهلاك والتلوث طيلة حياته أكثر مما يفعل 30 إلى 50 طفلاً يولدون في البلدان النامية.
@ يعيش ثلث سكان العالم في بلدان تعاني بالفعل من شح متوسط إلى مرتفع في المياه.
@ تصيب الأمراض التي تنقلها مياه الشرب غير النقية نحو 250 مليون شخص كل عام, يموت عدة ملايين منهم
·@ عدد سكان العالم سيزيد بنسبة 50 في المائة بحلول سنة 2050 . وسيتضاعف حجم سكان أقل البلدان نمواً ثلاث مرات, بحيث يرتفع إجمالي عدد سكانها من 658 مليون نسمة إلى 1.8 بليون نسمة.
@· يتزايد الآن عدد سكان العالم بنسبة 1.3 في المائة, أي بمقدار 77 مليون نسمة سنوياً. وستة بلدان مسؤولة عن نصف هذا النمو السكاني هي: الهند والصين وباكستان ونيجيريا وبنغلاديش وإندونيسيا .
@ مع استمرار معدلات الخصوبة في الإنخفاض إلى جانب ارتفاع متوسط العمر, فالمتوقع أن يشيخ سكان العالم في السنوات الخمسين المقبلة بسرعة أكبر مما حدث خلال نصف القرن الماضي.
إن تحسن الصحة وخدمات الدعم الإجتماعي والمالي والرعاية الصحية للسكان المسنين وخيارات السياسة التي تدعم الإنصاف فيما بين الأجيال هي أمور ستمكن المسنين من البقاء أصحاء ومستقلين ومنتجين مدة أطول .
@ زاد عدد سكان العالم بأكثر من الضعف في نصف القرن الأخير
بحيث بلغ 6 بلايين نسمة في أواخر تشرين أول عام 1999
وفي كل عام يضاف إلى عدد سكان العالم مزيد من البشر حتى وصل عدد البشر إلى 7 ملايين نسمة فى 2010
الاتجاهات الديموجرافية:
تتباين معدلات النمو السكاني بين المناطق وحتى فيما بين البلدان داخل المنطقة الواحدة ، والنمو السكاني يحدث كله تقريبا في البلدان النامية .
فالمناطق الأقل نمواً تؤوى 4.9 بلايين نسمة ، وبحلول سنة 2050 ستؤوي عدداً من السكان يقدر بـ 8.2 بلايين نسمة . أما المناطق الأكثر نمواً فإنها تؤوى 1.2 بليون نسمة
وعلى مدى السنوات الخمسين القادمة من المتوقع أن يكون التغير طفيفاً في عدد السكان .
نصف سكان العالم يعيشون في مدن :
§ اعتباراً من سنة 2000 يعيش 2.9 بليون نسمة في مناطق حضرية ، يشكلون 47 في المائة من عدد سكان العالم .
§ وبحلول سنة 2030 من المتوقع أن يعيش 4.9 بلايين نسمة في مناطق حضرية ، أي ما يمثل 60 في المائة من إجمالي سكان العالم .
الهجرة تشمل مزيداً من البلدان ومزيداً من البشر :
يقيم في البلدان النامية نصف عدد من يعيشون خارج البلدان التي نشأوا فيها والذين يتجاوز عددهم 125 مليوناً.
تشمل الهجرة الدولية كلاً من الهجرة الدائمة والهجرة المؤقتة أو العمل وكذلك تحركات اللاجئين والمهاجرين غير المسجلين .
من أسباب الهجرة الدولية:
§ سياسات العمل والهجرة في البلدان المرسلة والبلدان المستقبلة .
§ الصراع السياسي ( الذي يؤدي إلى الهجرة عبر الحدود وكذلك داخل البلدان ).
§ " هجرة الكفاءات " أي هجرة الأكثر تعلماً بين الشباب من البلدان النامية لسد الفجوات في القوى العاملة في البلدان المصنعة.
يقوم حوالي 60 بلدا هذا العام بجمع بيانات وإحصاء السكان في إطار عملية التعداد لعام 2010. وهي العملية الإحصائية الوحيدة التي تشمل جميع السكان وجميع مناطق البلد الواحد. ويقدم صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركاء آخرون الدعم لهذا المجهود الكبير في أنحاء كثيرة من العالم.
إن الحصول على بيانات جيدة من عناصر الحكم الرشيد والشفافية والمساءلة. وتساعد البيانات السكانية القادة وصانعي السياسات على اتخاذ قرارات مدروسة بشأن وضع سياسات وبرامج للحد من الفقر والجوع، والنهوض بالتعليم والصحة والمساواة بين الجنسين. وهناك حاجة أيضا إلى بيانات موثوقة للتصدي بفعالية للأزمات الإنسانية
اليوم العالمي للسكان
”أخذ كل شخص في الحسبان“. ويسلط التعداد الضوء على قضايا السكان، وخصوصا النساء والشباب. فمن شأن تصنيف البيانات حسب نوع الجنس والسن أن يزيد من مراعاة واضعي السياسات الوطنية لحقوق النساء والشباب واحتياجاتهم ويساعد على بناء مجتمع أكثر عدلا وازدهارا
ومن دواعي التفاؤل أن العديد من البلدان التي لم تتمكن في الماضي من إنجاز تعداد وطني قد نجحت في ذلك هذا العام. والتحدي القادم هو ضمان استخدام البيانات لوضع خطط وسياسات قائمة على حقائق على أرض الواقع من شأنها تحسين نوعية الفرص المتاحة لأجيال الحاضر والمستقبل
وإذ نحتفل بهذا اليوم العالمي للسكان، أدعو أصحاب القرار في كل مكان إلى أخذ كل شخص في الحسبان. فالسبيل الوحيد لبلوغ الأهداف الإنمائية للألفية وتعزيز القيم المشتركة للأمم المتحدة هو مراعاة احتياجات جميع النساء والرجال والفتيات والفتيان.
@ الاتجـاهـات المـرجـوة :
تقاسم التكنولوجيات السلمية والسليمة بيئياً
تغيير ممارسات الاستهلاك
تشجيع الحقوق الإنجابية
تحسين وضع المرأة
الحد من الفقر
إن الحد من النمو السكاني والإقلال من التفاوتات الإقتصادية وعملية توفير فرص للعمل والسعي إلى تحقيق التنمية المستدامة هي إجراءات تساعد على تخفيف الضغوط التي تدفع أناسا كثيرين إلى الهجرة داخل بلدانهم أو دولياً . ولا تقل أهمية عن ذلك الاستراتيجيات الرامية إلى تسوية الصراعات السياسية ، ووضع نهاية لانتهاكات حقوق الإنسان ، وتعزيز الحكم الرشيد .
حماية البيئة وصون الموارد
القضاء على العنف
الإستثمار في مستقبل الشباب
القضاء على الفقر
تشجيع التضامن العالمي
التعرف على الحقوق الإنجابية
القضاء على الفجوة التي تفصل بين الجنسين
في التعليم الإعدادي والإبتدائي
تعزيز الإحترام لحقوق الإنسان
التخطيط لحجم الأسرة
الحفاظ على كرامة الآخرين
القضاء على التمييز ضد الفتيات والنساء
وخلاصة القول ,فإن وجود إحصائيات دقيقة أمر جوهري وضروري للتخطيط العمراني والبيئي والأقتصادى والأجتماعى والخدمي وعمل البرامج الإنمائية ووضع السياسات المستقبلية للتنمية والاستثمار المتواصل . ويحتاج المخططون إلى بيانات دقيقة عن حجم السكان ونموهم وتوزيعهم والوضع الحضري والحضاري للمجتمع ، وكذلك عن متوسط العمر المتوقع والخصوبة ومعدلات الولادات والوفيات ومعدلات وفيات الرضع والوفيات النفاسية والزيجات والطلاق ونسب القيد في المدارس والعمالة والبطالة وغيرها
كما تعيق الفجوات الموجودة في البيانات الجهود الرامية إلى تصميم برامج من أجل من هم في أشد الحاجة إليها وتوجيه الموارد إلى الموقع والموضع الصحيح والسليم .
والله المستعان ,,,,,
ساحة النقاش