سمــك القــرش .... ومنظومة التـوازن البيئـية
د/عـلى مهـران هشـام
أستاذ البيئة والعمران
يرجع تاريخ سمك القرش إلى عصر الحفريات منذ 400 مليون سنة.. وهو من الثدييات التي احتفظت بشكلها كما هو منذ عهد الديناصورات
القرش (بالانجليزية Shark)، من أسماك البحار معظمها مفترسة وبعضها غیر مفترسة، تتعدد أشكالها وأنواعها وتعيش في غالبية بحار ومحيطات العالم. والقرش عبارة عن مجموعة کبیرة من الأسماك العجیبة وأنه من الصعب إیجاد تعریف دقیق لسمك القرش.
جمیع القروش هى من الأسماك ولکن القروش تختلف عن بعضها البعض في شکل الجسم، الحجم، العادات، السلوك والغذاء.
سمك القرش لايعتبر عدوًا طبيعيًّا عاى الدوام.. والإنسان لم يكن يومًا على رأس قائمة طعامه.. فعادة ما يهاجم القرش الإنسان عن طريق الخطأ.. وحتى الأنواع الخطيرة منها والتي لا تجد بأسًا في مهاجمة الإنسان حيث لا تهاجمه إلا إذا كانت جائعة..
ورغم ذلك يقتل سنويًّا أعداد كبيرة من سمك قرش وبشكل جائر ، ويبيع الصيادون أنيابها بحوالي عشرة آلاف دولار للناب الواحد ؟!!. كما تستخدم جلودها في صنع الأحذية بأنواعها والحقائب والمحافظ الجلدية، ويعتبر لحم القرش طبقًا شهيًّا عند بعض الصيادين
أسماك القرش هى أحد عناصر منظومة التوازن البيئى الفطرية والطبيعي لذلك فإن محاولة التخلص منه بأى حجة ما مثل حماية السياحة والتنزه أوالسباحة والغوص أو توفير الأمان للبشر كل ذلك قد يؤدى إلى أختلال فى البيئة البحرية والمنظومة الكونية كما أن المحافظة على هذه السلالت من الأنقراض يمثل صيانة للبيئة وأستقرارا لجميع الكائنات فى المستقبل .
ولكن حماية السياحة والأمان والسلامة للبشر لها آليات تنفيذية وعلمية وبيئية أخرى بعيدة عن قضية صيد وقتل سمك القرش ؟!!
من خلال الدراسات الأحفورية تم أکتشاف 2000 نوعا من أسماك القرش، نصف هذه الأنواع قد إنقرضت، بعضها یختلف کثیراً عن الشکل التقلیدي الذي نعرفه عن القرش، فمثلاً بعضها مسطحة تقریباً تعیش في قاع البحر بینما بعضها الآخر يشبه المخلوقات الفضائیة (التخیلیة) الغریبة وهي تعيش على أعماق سحیقة.
في عصرنا الحالي.. هناك ما يقرب من 400 نوع من القروش.. ثلاثون منها فقط يمثلون خطرًا على الإنسان، ويتصدر هذه الثلاثين نوعا من الأسماك يوجد أربع أنواع هم أخطر أنواع القرش في العالم.. ألا وهي: القرش الأبيض White Shark ، والقرش الثور Bull Shark ، والقرش النمر Tiger Shark ، والقرش المحيطي Oceonics ، والذي يسير في مجموعات كبيرة، وهو السبب الأول لقتل ضحايا الطائرات المنكوبة السفن وتحطيمها.
معظم أنواع القروش تنمو ببطء شديد، وتبلغ سن الإنجاب بعد سنوات طويلة تقدر من 12 إلى 20 عامًا حسب النوع، كما أن الأنثى لا تنجب أعدادًا كبيرة في كل ولادة , حيث يصل العدد إلى 7 أو 8 فى المتوسط، ولا يعيش منهم عادة إلا اثنان أو ثلاث.. ويصل وزن الصغير من 20 إلى 25 كجم.
هناك بعض الصفات المشترکة والموجودة تقریباً في کافة أنواع القروش:
- بعکس الأسماك العادیة لا تمتلك أسماك القرش هیکلاً عظمياً وإنما لديها هیکل غضروفي، في بعض أماکن من هیکلها تکون مستندة بألواح الإسناد Tesserae التي تتکون من أملاح الکالسیوم الصلبة.
- جمیع أسماك القرش تنموا لها أسنان بشکل مستمر، تسقط الأسنان وتعوض باستمرار بأسنان جدیدة، بعض أسماك القرش تنمو لدیها آلاف الأسنان في السنة الواحدة.
- أسماك القرش لها أیضاً أسنان صغیرة جداً على معظم أجزاء جلدها تجعلها خشنة الملمس وکأنها ورقة السنفرة Sandpaper.
- .
- أسماك القرش لها على الأقل خمسة أزواج من اللویحات الخیشومیة تقع غالبا على جانبي الرأس. بعض أنواع أسماك القرش لها سبعة أزواج منها.
- معظم الأسماك العادیة لها أکیاس السباحة (للتوازن، الغطس والعوم) التي تجنب هذه الأسماك من السقوط أو الغطس إلى القاع
عموما , لا يوجد إتفاق يقينى بين المتخصصين على متوسط الطول أو العرض أو الوزن لسمك القرش، كما لا يوجد إتفاق تام على أعدادها أو مواسم هجرتها وتزاوجها.. هناك رأى بأن طول القرش الأبيض قد يصل إلى 9 أمتار، وأن الوزن قد يقترب من طن إلى ثلاثة أطنان.
القرش يُقَيِّم فريسته بدقة.. من أول عضة.. بحيث يعرف حجم الطاقة التي سيحصل عليها منها، وما إذا كانت تستحق عناء المحاولة؛ ولذلك يعتبر سبع البحر فريسة مثالية؛ بسبب أرتفاع نسبة الدهون فى جسمه.
يختلف الأكل بإختلاف نوع القرش.. فمثلاً القرش الحوت يأكل عشب البحار، والقرش النمر يأكل تقريبًا كل شيء.. ولديه القدرة على إخراج ما في بطنه من مواد لا تهضم كالعلب والزجاجات الفارغة.
بعض الأسماك يسبح بطريقة متواصلة مثل القرش الأبيض، وهناك أنواع أخرى كالقرش الليموني يتمدد في قاع المحيط أثناء النهار، ويصطاد فرائسه من الأسماك وطيور البحر أثناء الليل.
يحدث ما يقرب من 50 إلى 75 هجومًا من سمك القرش فى العالم سنويًّا.. 5 إلى 10 هجوم منهم يؤدي إلى الموت، ونسبة من أسماك القرش تهاجم على عمق 1.6 متر من السطح. وكثيرا ما تكون هذه الهجمات مميتة أو تترك عاهة دائمة للإنسان وخاصة حدوث بتر للساقين أو اليدين .
السؤال القائم الآن كيف السبيل إلى المحافظة على أسماك القرش كعنصر هام فى منظومة التوازن البيئى وفى نغس الوقت توفير الأمان والسلامة للبشر ؟
@ إنشاء برامج بيئية وعلمية وتكنولوجية لحماية سمك القرش من الأنقراض وذلك من خلال تعاون أقليمى وعالمى جاد وذو آليات تنفيذية وبرامج زمنية وميزانيات مالية واضحة .
وقد قامت جنوب أفريقيا بإنشاء برنامجًا لحماية القرش الأبيض فى عام 1991م، بع أن لاحظت تضاءل أعداده فى المحيطات ثم تبعتها أستراليا وناميبيا ودول أخرى .
@ التدريب العلمى والعملى الدقيق للمدربين والبحارة والصيادين وقائدى السفن ومرتادى البحار فمثلا سمك القرش لايهاجم الأنسان إلا عندما يسهو ويغفل فاليقظة والأنتباه والجذر وعدم الأستهتار تبعد سمك القرش عن مهاجمة الأنسان .
@ المسح البحرى المستمر والدراسة المتخصصة لأعماق البحار وتقديم الغذاء الازم لسمك القرش عندما تفتقر البيئة البحرية موضع الدراسة لوجود غذاء له حتى لايبحث عن مهاجمة البشر .
@ حماية الشواطئ البحرية والساحلية والسياحية من خلال المسح المستمر لها وتحديد ال ZONE الآمن ومناطق السلامة لمحبى الغوص والسباحة فى البحار مع وجود المدربين بصورة دائمة ولامانع من ملازمة مرتادى السباحة والغوص لإشعارهم بالأمان وتعزيز عوامل الخبرة العملية لهم .
@ إن تعرض بعض الناس للأضرار أو الخسائر فى الأرواح فى بعض الشواطئ السياحية لأى دولة لايعنى قيام المسؤولين فى هذه الدولة بالتعهد بالقضاء على هذه الحوادث والتأكيد على عدم تكرارها فهذا العمل غير دقيق ويضر بالبيئة وعناصرها الطبيعية
فهذه ظواهر طبيعية عادية ولاتمثل خللا فى توفير السلامة أو شيئا نخجل منه بل العكس صحيح , بل الأكثر من ذلك أن بعض السائحين يهوون ويحبون التقرب من أسماك القرش ومغازلتها والمرح معها أثناء الغوص وهذا معروف فى كافة دول العالم .
@ العلم والمصداقية والثقة وتبادل الخبرات الأقليمية والعالمية والتثقيف البيئى والتوعية المجتمعية وتهذيب السلوك البشرى عند التعامل مع المعطيات والموارد الطبيعية سواء البرية أو البحرية هم الحصن الأكيد لتوفير الأمان والأمن والسلامة والراحة والطمأنينة للإنسان والمكان أيضا .
والله المستعان ,,,,,
http://kenanaonline.com/drmahran2020
ساحة النقاش