نحو تنمية  عمرانية متوازنة ومتجانسة فى المدن المصرية

 

                                   دكتور مهندس / على مهران هشام

                                    أستاذ البيئة والعمران

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

منظومة البيئة العمرانية الحالية فى المجتمعات الحضرية والمدن المصرية  يشوبها عدم الأستقرار والتفكك فى عناصرها

ويعود ذلك الى  الأبتعاد عن منهج التخطيط العلمى والبيئى والعمرانى المتكامل والشامل عند الأضطلاع بمشاريع التنمية العمرانية

والتى يجب أن تراعى التوازن بين أحتياجات الأجيال الحالية والمستقبلية

وعلاقة المشروعات التنموية بالبيئة والمحيط الحيوى العام لضمان الأستقرار وعدم حدوث أنتكاسات حضرية وحضارية

فى الحاضر أو المستقبل

إن التنمية العمرانية أحادية الموقع والموضع والتى ترى فى الكثير من المدن المصرية وخاصة القاهرة الكبرى  هى     تنمية صحية  وجميلة فى الوقت الراهن القريب وقد  يساعد ذلك على قيام مجتمعات عمرانية موازية ولكن بشكل مختلغ سواء فى الشكل أو المضمون

أو بمعنى اخر قيام بيئة عمرانية متدهورة ومتخلفة وتفتقر إلى الخدمات والصحة والأمن وتتسم بالقبح العمرانى والتدهور الاجتماعى والاقتصادى وقد تشكل خطرا على المجتمع ككل لوجود فوارق كبيرة بين بيئتين عمرانيتين متقاربتين زمنيا وجغرافيا   ولكن السمات مختلفة  والهوة عميقة بينهما

 

        التكوين العمرانى المتوازن للمدينة الحالية  بمقوماتها الحضرية تبدو سماته واضحة على إستقرار كافة عناصرها التخطيطية والبيئية وأستعمالات الأراضى فيها ،  وتنعكس تلك السمات على المجتمع السكانى للمدينة  بوجه عام، وكما   أن المدينة بطبيعتها تنقسم داخليا إلى مجموعة من التجمعات العمرانية الحضرية والاستخدامات والكيانات الأصغر  فإنة يمكن إعتبار كل منها كما لو كانت منشأة أو منظومة عمرانية حضرية قائمة بذاتها تؤدى وظيفة محددة لتحقيق إستقرار المنظومة الأكبر وهى المدينة نفسها .

        على الطرف الاخر فإن المدينة المصرية بشكل عام تعانى من وجود تفاوتات حضرية واضحة فى تكويناتها العمرانية نتيجة للتنوع الشديد فى تركيبها الإجتماعى والثقافى والجغرافى والبيئى ( مناطق ساحلية أو شاطئية – مناطق زراعية – مناطق جبلية أو صحراوية ..ألخ )، ويظهر ذلك عند مقارنة العديد من التجمعات العمرانية الواقعة داخل نطاق المدينة الواحدة ، والتى تعكس معها العديد من التناقضات والسلبيات الواضحة التى تهدد إستقرارها بل وتتعارض مع الأهداف والقواعد التى أنشئت من أجلها تلك المجتمعات الحضرية .

 

إن ثحقيق منظومة عمرانية متكاملة يتطلب سرعة التدخل لمتخذى القرار لتنظيم إستعمالات الأراضى لجميع التجمعات العمرانية الحضرية بمختلف مستوياتها وتنمية وتطوير المناطق المتدهورة فيها والحفاظ على الخصائص المعمارية للعمارة المعاصرة ، وإستبعاد أى إستخدامات أو عناصر معمارية دخيلة بعيدة عن الهوية والتاريخ العمرانى المصرى

سواء كان ذلك ناتج عن اللاوعى أو الفقر والعوز أو الثراء والتباهى بأستخدم مفردات معمارية وأنماط لاتراى الشخصية المصرية الوسطية المزاج

 

 لقد     أثرت البيئة  الطبيعية المصرية بشكل كبير فى رسم وتشكيل معالم وخصائص المدن القائمة ، فقد كان لنهر النيل تأثير واضح فى هذه المعالم وكمصدر للخير والنماء والوحدة والإستقرار كما أن الصحراء الشاسعة والمترامية ساعدت على تحديد مواد الأنشاء وطبيعة التكوين العمرانى   إضافة إلى تحديد تكنولوجيا البناء ، و نظرا لضيق عرض الوادى ،فقدا أقيمت المدن المصرية ملاصقة للأراضى الزراعية ونهر النيل باعتبارهما مصدر الرزق والعمل والحياة ، كما أثرت تلك المقومات البيئية فى المجتمع المصرى فشكلت ثقافته ومنهجه وملامحه الفكرية وإنعكست على تحديد أسلوب تشكيلة لملامح مجتمعاته العمرانية .

 

@@  مقومات البيئة الحضارية للمدينة المصرية :

أولا : البعد المادى :

      وهو البعد الأول الذى يعتمد على المكان والبيئة المحيطة من جهة وعلى العناصر المبنية من جهة أخرى وهى جميعها تمثل مقومات البيئة الحضارية الطبيعية للمكان .

ثانيا : البعد الثقافى الحضارى :

       وهو البعد الثانى الذى يعتمد على التفاعل بين عناصر من صنع الإنسان وعناصر من صنع البيئة الطبيعية ، فالمدينة المصرية ما هى إلا ناتج لمجموعة من التفاعلات المادية والثقافية والحضارية التى حدثت فى مساحة جغرافية معينة تحت تأثير ظروف ومحددات بيئية خاصة فأنتجت معها تجمعات عمرانية ومدن ذات صفات حضرية مميزة وطابع متشابة ، تختلف فيما بينها من حيث الموقع والحجم والشكل والمقومات والخصائص والنشاط السكانى ، وجميعها تسعى إلى تحقيق مجموعة متشابهة من الأهداف أهمها خلق بيئة عمرانية حضرية متميزة تحقيق الإستقرار السكانى .

@ خصائص التكوين العمرانى للمدينة المصرية

*  الإنتقال من المدينة البسيطة الى المدينة المركبة

      إنتقلت المدينة المصرية عبر العصور السابقة من المدينة البسيطة المتجانسة الى المدينة المركبة فتحولت الى كتلة عمرانية تتكون من نواة مركزية رئيسية تمثل القلب التجارى الذى يعكس ملامح المدينة القديمة ، وقد إستقرت علية مجموعة من الإمتدادات العمرانية فى الإتجاهات المحيطة فشكلت تكوينات متمركزة أو شريطية حسب المحددات الطبيعية التى رسمت الملامح الرئيسية لأسلوب نموها العمرانى، كما إبتلعت المدن المصرية خلال مراحل نموها العمرانى العديد من التجمعات العمرانية الريفية التى كانت قديما عند أطرافها الخارجية فأصبحت بمرور الوقت جزءا منها تهدد كيانها العمرانى ، كما نشأت عند أطرافها العديد من الإمتدادات العشوائية التى شكلت عبئا خطيرا عليها .

* التكوين العمرانى للمدينة المصرية المعاصرة

تتكون المدينة المصرية المعاصرة من مجموعة من وحدات عمرانية مركبة تسمى أحياء أو مناطق أو حيزات أو تجمعات عمرانية وهى جميعها رغم تنوع مسمياتها تعرف بأنها عناصر مساحية ذات صفات وخصائص مختلفة تميز كل منها عن الأخرى ، إلا أن لكل منها شخصية محددة ومميزة بما يمكنها من أن تؤدى وظيفة فعالة نحو المدينة القائمة رغم ما يمكن أن تحويه كل منها من إيجابيات أو سلبيات تخطيطية ، وتعتمد قوة تشكيل المدينة على قوة تجمعاتها العمرانية التى تتكون منها .

@ أنماط النسيج العمرانى :

* تعريف النمط العمرانى:

يعرف النمط العمرانى بأنه مجموعة من الخصائص البيئية والاجتماعية والاقتصادية التى تتفاعل معا فينتج عنها النمط أو الطابع العمرانى الذى يتنوع بتنوع وتعدد تلك الخصائص(4)، وتؤثر الخصائص الاجتماعية بصفة خاصة فى تشكيل وتكوين الطابع العمرانى للمدينة فينتج عنه أنماط ريفية أو شبه حضرية أو حضرية أو غيرها ، وحيث تأثرت المدن المصرية بمجموعة من العوامل والخصائص الجغرافية والبشرية التى تدخلت فى نشأتها ونموها وتكوينها عبر العصور المختلفة فنتج عنها ذلك الطابع العمرانى المركب الذى يميز كل مدينة مصرية عن غيرها من المدن الأخرى .

* تصنيف أنماط النسيج العمرانى للمدن المصرية :

     جمعت المدينة المصرية المعاصرة فى تكوينها مجموعة من الأنماط العمرانية التى تبدو لنا كمزيج من تفاعلات الماضى والحاضر، يحمل فى طياته تأثير العوامل والظروف والدوافع التى نتجت عنها تلك الأنماط العمرانية المتباينة التى شكلت نسيجها العمرانى والتى يمكن حصرها فيما يأتى(2):-

أولا: الأنماط العمرانية التاريخية التلقائية القديمة : وتتواجد فى أغلب الأحيان فى الكتلة العمرانية القديمة من المدينة وتحتوى على نسيج عمرانى متصل يصعب تمييزه وهو نمط تخطيطى لايستطيع أن يلبى المتطلبات الحالية للمدينة المصرية المعاصرة حيث تتعدد فية المشاكل التخطيطية .

ثانيا: الأنماط العمرانية الحديثة والمعاصر : وتتواجد فى أغلب الأحيان عند أطراف الكتلة العمرانية للمدينة المعاصرة وقد ظهرت فيها بعض ملامح التغيير عن الأنماط التلقائية القديمة ، فهى تبدو اكثر تنظيما وتحقيقا للمتطلبات الحالية للمدينة وهى مناطق عمرانية مستقرة أو شبه مستقرة .

ثالثا: الأنماط العمرانية العشوائية : وتتواجد فى أغلب الأحيان عند أطراف الكتلة العمرانية للمدينة القائمة ، وهى لا تخضع لأى ضوابط أو قيود تحكم تخطيطها أو تسيطر عليها أو تنظمها ، وهى تعانى من العديد من المشاكل العمرانية والاجتماعية والاقتصادية .

رابعا: الأنماط العمرانية الريفية : وهى تتواجد عند أطراف الكتلة العمرانية للمدن القائمة أو قرب حدودها الخارجية ، ويغلب عليها الأسلوب الريفى بكل مقوماته ، وهى بيئات عمرانية متدهورة تخطيطيا وغير صحية تشكل بتواجدها خطرا بالغا على استقرار المدينة القائمة .

@@  مشاكل ومظاهر التدهور فى التجمعات العمرانية المصرية :

@  التخلف العمرانى :

*  تعريف المساحة المتخلفة عمرانيا :

     تعرف المساحة المتخلفة عمرانيا بأنها تلك المساحة التى تحتوى على مبانى متهالكة أو متدهورة أو قديمة ، أو على مساحات أراضى صغيرة لا تكفى لبناء مسكن مناسب عليها ، أو على شبكة طرق لاتفى بمتطلبات حركة المرور ، أو على إستعمالات أراضى متداخلة ومتنافرة  وهى تشكل خطرا على المدينة القائمة نتيجة تعدد مشاكلها الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية والبيئية ، وقد حدد قانون التخطيط العمرانى المنطقة المتخلفة عمرانيا بما يأتي :-

·     إذا كانت تعانى من التزاحم السكانى وتكون الغالبية العظمى من مبانيها متخلفة ومتهالكة الأمر يستلزم إزالتها وإعادة تخطيطها وتعميرها من جديد .

·     إذا كانت بعض مبانيها متخلفة وتفتقر الى المرافق والخدمات الأساسية وأن الأمر لايستلزم إزالة المنطقة بالكامل ، بل إنه يمكن إدخال تحسينات عليها .

* أسباب ظهور المناطق المتخلفة عمرانيا:

شهدت المدينة المصرية تغيرات كبيرة لمواكبة الزيادة السكانية فزادت رقعتها العمرانية بشكل غير متوافق مع ملامحها وخصائصها الحضرية ، حيث تعددت التجمعات العمرانية العشوائية المتخلفة التى مثلت بتواجدها وجها عمرانيا قبيحاً فى الشكل والمضمون يسئ لحضارة المدينة ، حيث أساليب البناء الرديئة ومواد البناء الرخيصة مما أدى الى افتقار تلك المنطق الى إظهار أى نوع من أنواع التميز سواء كان ذلك فى الشكل أو الخامات أو الألوان أو الإرتفاعات أو خلافه ، بالإضافة الى تلوث البيئة الخارجية المحيطة بها نتيجة افتقارها الى شبكات المرافق العامة  ، ويمكن تصنيف تلك المناطق المتدهورة والمتخلفة عمرانيا بشكل عام فى المجالات الثلاثة التالية :-

& المدينة القديمة غير المعاصرة .

& مناطق الامتداد العشوائى .

& القرى الملتحمة بالمدينة .

@  التلوث البصرى :

 * مفهوم التلوث :

يعرف التلوث كمسمى عام بأنة حدوث تغييرا سيئا فى الشكل أو فى المادة نتيجة لوجود بعض المؤثرات الخارجية يمكن رصدها فى المجالات الثلاثة التالية :

= التلوث البيئى: ويتمثل فى تلوث الهواء بما يحمله من أتربة وعوالق وعوادم سيارات ومصانع وورش ، إضافة الى المخلفات الصناعية والقمامة الناتجة عن أنماط الحياة الحضرية .

= التلوث السمعى : ويتمثل فى انتشار الضوضاء الناتج عن تداخل الأنشطة وزيادة حركة المرور وزيادة الكثافة السكانية والسلوكيات غير المنضبطة وخاصة المتدهورة إجتماعيا .

= التلوث البصرى : ويتمثل فى عدم تجانس الطابع المعمارى والجمالى للمبانى نتيجة عدم الالتزام بالتشريعات العمرانية التى تحكم وتنظم الإرتفاع ومساحة البناء والشكل واللون وخلافه.

* تعريف التلوث البصرى :

يعرف التلوث البصرى بأنه كل ما يتواجد من عناصر البيئة العمرانية التى يصنعها الإنسان تؤذى الناظر من مشاهدتها وتفقده الإحساس بالقيم الجمالية والتشكيلية وهى تأثير ناتج عن رؤية مناظر أو مظاهر غير جمالية من عناصر البيئة العمرانية لاتتلائم مع البيئة الطبيعية أو المناخية أو الوظيفية ، وكذلك مع القيم الجمالية والحضارية ، وهذا التلوث البصرى أيضا يتواجد نتيجة سوء التخطيط أو سوء الاستخدام الذى يتسبب عن بعض السلوكيات الاجتماعية والاقتصادية الخاطئة ، وهذا ما يؤثر بدوره على الحالة النفسية للإنسان وهويته الحضارية والتنمية بشكل عام

* أسباب التلوث البصرى:

أدت التوسعات العمرانية العشوائية غير المنظمة بالمدن المصرية الى تدهور الشكل العام والصورة البصرية لكل منها نتيجة إختلاط وتداخل الأنماط العمرانية المركب التى تتنافر مع ما يجب أن تعكسه المدن القائمة من قيم جمالية تتناسب مع المقومات الحضرية الخاصة بكل منها ، ويمكن بشكل عام تحديد الأسباب الرئيسية للتلوث البصرى فى مجموعة النقاط التالية :

أ- أسباب إقتصادية : تتمثل فى تدنى المستوى الإقتصادى مثل إقامة مناطق الإسكان العشوائية أو إهمال النظافة العامة لبعض التجمعات العمرانية أو للمدينة ككل .

ب- أسباب إجتماعية : يتمثل فى هجرة سكان الريف الى المدن القائمة بأنماطهم المعيشية الريفية .

ج- أسباب ثقافية : تتمثل فى إنخفاض المستوى التعليمى والثقافى للسكان مما يؤدى بدوره الى فقدان الذوق العام وتدنى سلوك الأفراد بما يسئ للشكل الجمالى لمنطقة عمرانية ما .

د- أسباب سياسية : تتمثل فى التباطؤ فى اتخاذ القرارات التى من شانها التدخل بالحل فى مشاكل العشوائيات أو أن تكون ناتجة عن تجاهل رأى الخبراء والمتخصصين فى هذا المجال.

ه- أسباب إدارية : تتمثل فى القصور فى الإدارات الهندسية والتضارب فى العلاقات الإدارية بين وحدات الحكم المحلى وعدم الاستعانة بالخبرات المتخصصة فى تعديل القوانين المتعلقة بالبناء .

و- أسباب قانونية : تتمثل فى عدم تصدى القرارات والقوانين المعمول بها للحد من المخالفات وضعف الإجراءات الجزائية فيما يتعلق بإزالة المخالفات والتعديات .

@ أسس ومعايير التشكيل البصرى :

* تحديد معيار الذوق العام :

عادة ما يؤثر مظهر وشكل البيئة الطبيعية على نجاح التشكيل البصرى للمدينة القائمة بينما تفرض أساليب الحياة الحضرية بمتطلباتها العمرانية التدخل فى جماليات تلك البيئة الطبيعية فتميزها أو تعيبها حسب قدرة المخطط العمرانى على استخدام المعايير المادية كمعايير معمارية المحسوسة بالإضافة الى المعايير المعنوية غير الحسية كمعايير نفسية تدخل فى الاعتبارات التصميمية وتحدد مستوى الذوق العام للبيئة الطبيعية وما تحويه من مقومات أخرى ، حيث يتم تحديد معيار الذوق العام من خلال إحتياجات بعض السكان بما يحقق الأسس أو المعايير الجمالية التالية  :

## أن يكون الإحساس والشعور العام محققة للراحة .

## أن يكون هناك تنوع فى الإحساس والشعور العام بشكل متناسق .

## أن يكون وضوح الشخصية محققا فى كافة عناصر الإدراك الحسى .

## أن يكون هناك تحديداً مسبقاً للهدف والوظيفة قبل تحديد المعايير المادية والمعنوية .

* تحقيق متطلبات التشكيل البصرى:

من أهم مؤشرات نجاح التشكيل البصرى للتجمعات العمرانية الحضرية والمدن القائمة أن تتمتع كل منها بطابع وشخصية منفردة من خلال الأسلوب المتبع فى تشكيلها العمرانى الذى يعكس مضمون العمران الحضرى فهو ناتج طبيعى لتطبيق الأسس والمعايير التصميمية والتخطيطية السليمة بما يحقق الأغراض الوظيفية والحركية والجمالية من خلال تحقيق ما يلى  :

 # وضوح وبساطة أسلوب التشكيل العمرانى .

# التباين والتركيب والاهتمام بالتفاصيل .

# اتزان الشكل العام زمنيا وعمرانيا .

# التطابق بين الشكل والوظيفة .

# إحترام البيئة الطبيعية والتكامل معها .

* إظهار الصورة العمرانية السائدة بالمدينة:

ترتبط الصورة العمرانية التى يجب أن يراها المشاهد لمنطقة عمرانية ما بالطابع العام السائد فى هذه المنطقة فتتحدد السمات التى تميز تلك المنطقة عن غيرها وتبرز وتظهر الشكل المطلوب تأكيدة فى ذهن المشاهد باعتبارة الناتج التلقائى لأفراد المجتمع الذى ينعكس على إظهار إمكانيات بنائية وفنية مميزة تتفق مع بيئتهم وتراثهم والمراسم السائدة فى تلك الفترة ، فالمصمم المعمارى قد يتجه الى تكوين الصورة التراثية التى تعكسها المدينة لكى تنطبع فى ذاكرة المشاهد العادى لتحقيق تجربة بصرية ممتعة ، أو للوصول الى الإثارة البصرية الحسية للمشاهد عن طريق البصر تحت ظروف الرؤيا المثالية فيدخل المشاهد فى ثراء بصرى يتمتع فبدراسة السطح والملمس واللون والكتل والفراغات حتى يلمس الإبداع المعمارى فى الوسط العمرانى كله  .

  @@ معايير التنمية والارتقاء والتجديد الحضرى :

 * * @  المقصود بالتنمية والارتقاء :

تهدف التنمية بشكل عام الى الإرتقاء بالمجتمعات العمرانية القائمة بمحاولة الإستفادة بالإمكانيات المتاحة وبمواكبة التطورات الحضرية وبتوفير إحتياجات السكان من العناصر التخطيطية وبإرساء المعايير المعيشية المناسبة لهم مع تطوير المنتجات العمرانية بالارتقاء بالإيجابيات والتقليل من السلبيات ، وهى عملية تنموية مستمرة تدفعها الدراسات التخطيطية والإمكانيات الفنية والمادية وتتفاعل مع الظروف الاجتماعية والاقتصادية والعمرانية والبيئية والثقافية للمجتمع حسب الاحتياجات الحالية والمستقبلية للمجتمعات العمرانية القائمة ، وحيث أن الإرتقاء والتجديد الحضرى هو أحد الأهداف الرئيسية لمشروعات التنمية العمرانية فإنه يمكن تحديد مفهومه فى النقاط التالية :-

 - تحسين شبكات البنية الأساسية من طرق وشبكات مياه وصرف وكهرباء وغاز .

- تحسين الشكل المعمارى وتطويره وإصلاح المبانى القائمة .   

- تطوير البيئة الحضرية التى تتمثل فى التشكيلات البنائية وتنسيق المواقع وتحسينها .

-  تحقيق الارتقاء بالإنسان الذى يصمم ويستخدم المبانى بسلوكياته وعلاقاته وعاداته وتقاليده إعطاء السكان ومجتمعهم دفعات جديدة لتحسين دخولهم وتطوير أعمالهم الإنتاجية .

** @  مستويات الارتقاء:

*  @ الارتقاء النوعى :

وهو نوع من أنواع التنمية والارتقاء الجزئى بالمدنية أو بأحد قطاعاتها العمرانية لا يصل الى درجة المفهوم الشامل للإرتقاء ، فهو يركز على الارتقاء بالبنية الأساسية أو بالخدمات الاجتماعية أو بالكتلة المبنية ، ويمكن أن تلجأ مشروعات التنمية العمرانية الى إتباع هذا الأسلوب من الإرتقاء النوعى فى أضيق الحدود فى أى من الحالات الضرورية التالية :

*  كمرحلة أولى ضمن برنامج يستهدف تحقيق الارتقاء الشامل .

* كمشروع تجريبى لقياس تجاوب المجتمع مع أعمال التنمية المستهدفة .

* فى حالة وجود مشاكل نوعية ملحة تستلزم سرعة التدخل لحلها.

* فى حالة وجود نقص فى الموارد المتاحة وعدم إمكانية توفير التمويل اللازم للإرتقاء الشامل.

* @  الارتقاء الشامل:

وهو المفهوم الشامل لعملية الارتقاء حيث أنه يشتمل على تنمية وتطوير كافة المجالات النوعية السابقة بالإضافة الى تحقيق التنمية والإرتقاء بالمجتمع ذاته اجتماعيا وإقتصاديا لذلك فمن الأفضل عند تناول مشروعات التنمية العمرانية للمدينة أو لأى من قطاعاتها العمرانية المختلفة أن يتم تناولها من منطلق المفهوم الشامل للإرتقاء حتى يمكن الوصول الى الحلول الجذرية لكافة المشاكل ، وقد حدد قانون التخطيط العمرانى اللائحة التنفيذية الموضحة لكافة الأسس والمعايير والدراسات التى تتخذ كأساس للإرتقاء على أن تتولى الوحدات المحلية المختصة دراسة وإعداد مشروع إعادة التخطيط وفقا للدراسات البيئية والاجتماعية والإقتصادية والعمرانية للمنطقة المطلوب تجديدها ويحدد بقرار من المحافظ المختص أولويات إعداد مشروعات إعادة التخطيط  وقد حدد قانون التخطيط العمرانى أن يتم إتباع عملية الإرتقاء والتجديد العمرانى لأحياء المدينة بالأساليب الثلاثة التالية  :

 ** إزالة وإعادة تعمير الأحياء المتخلفة.

**  الحفاظ على الأحياء الجديدة والمستقرة .

**  إصلاح وصيانة الأحياء التى لم يصل فيها حالة التدهور الى ما يوجب إزالة الحى باكمله.

**  التجمعات العمرانية الأكثر تأثيرا على رفع مستوى الحى والمدنية يليها المناطق الأقل تأثيرا .

**  التجمعات العمرانية الواقعة على محاور الحركة الرئيسية بالمدينة .

** التجمعات العمرانية التى تحتوى على أماكن الأنشطة أو الخدمات الرئيسية .

عموما يمكن تصنيف المناطق الحضرية فى التالى :

 

أولا : المناطق الحضرية : وهى المناطق المستقرة منها ذات الأنماط التخطيطية الحضرية الحديثة وتحتوى على الإستخدامات السكنية والإدارية والتجارية والخدمية والتعليمية والترفيهية والصحية

ثانيا : المناطق المختلطة : وهى المدينة القديمة ذات الأنماط العمرانية المختلطة منها الحضرية وشبه الحضرية والتلقائية والقديمة وتمثل القلب الإدارى والتجارى والحرفى والسكنى بالمدينة ،  وتحتاج الى رفع المستوى العمرانى للبنية الأساسية واتباع أسلوب الإحلال والتجديد لمبانيها القديمة والمحافظة على المبانى ذات القيمة الأثرية والتاريخية الموجودة فيها .

ثالثا : المناطق العشوائية : وهى مناطق لاتخطيطية غير مستقرة لاتخضع لأى قوانين بناء تتضمن إستخدامات مختلطة من الإسكان الشعبى وبعض الاستخدامات التجارية والحرفية مثل الورش والأسواق الشعبية  والخدمات المتفرقة وغير المخططة، وتحتاج الى إعادة تخطيط شبكة الطرق والمرافق واتباع أسلوب الإحلال والتجديد الجزئى للمناطق المتهورة منها التى لا يمكن تنمية وتطوير البنية الأساسية فيها مع دعمها بالخدمات الحضرية اللازمة الملائمة للحياة الصحية الكريمة.

رابعا : المناطق الريفية : وهى القرى المنتقلة بكل خصائصها الريفية لحياة المدينة وهى ذات أنماط غير معاصرة وغير مستقرة تهدد المدينة القائمة وتشكل خطرا عليها وتسبب لها العديد من المشاكل الاجتماعية والعمرانية والاقتصادية والبيئية وتحتوى على الاستخدامات السكنية ، وتحتاج الى الإحلال والتجديد الكلى لها باعتبارها مناطق متدهورة ومنهارة لاتستطيع أن تحقق لسكانها الحد الأدنى من متطلبات الحياة الحضرية المعاصرة وتفتقر الى الخدمات  والمرافق.

خامسا : المناطق الصناعية والشون والمخازن : وهى المناطق التى تحتوى على الإستخدامات المتنوعة من الأنشطة الصناعية والشون والمخازن  وهى تشكل بتواجدها عبئا على المدينة القائمة باعتبارها إستخدامات ضارة ومقلقة تهدد إستقرارها .

 سادسا : منطقة الخدمات الجامعية : وهى الخدمات الإقليمية التى تعكس بتكوينها العمرانى أنماط تخطيطية حضرية متميزة حديثة التكوين وهى تحتاج الى المحافظة عليها وإظهارها بالصورة الحضرية التى تميز عمران المدينة مع إزالة التجمعات الريفية الملاصقة لها .

سابعا : المناطق المفتوحة : هى مناطق تحتاج الى تنميتها كمناطق ترفيهية والمحافظة على مقوماتها الحضرية و محاولة  بالمصادر المائية والخضراء المتواجدة وإبعادها عن محاور الحركة الإقليمية  مثل السكك الحديدية والطريق البرى من وسط المدينة الى أطرافها الخارجية نظرا لما تمثله  من مخاطر وكوارث اجتماعية وبيئية ومشاكل تخطيطية على السكان  والمدينة .فى المستقبل.

وخلاصة القول قيمكن إيجاز عناصر تحقيق المنظومة العمرانية المتوازنة والتجانسة فى المدن المصرية فى التالى:

 

فى البداية لابد من معالجة أسباب التدهور العمرانى والبيئى الحالى من خلال متخخصصين وخبراء وطنيين على معرفة بالهوية والشخصية المصرية

ثم يأتى التالى :

1.    مراجعة قوانين البناء السائدة بهدف محاولة الوصول الى فكر يحقق متطلبات البيئة العمرانية المتميزة ذات القيم الحضرية والجمالية مع التأكيد على أهمية وجود الطابع المعمارى المميز الذى يتوافق مع الهوية الحضارية لكل مدينة من المدن المصرية القائمة .

2.    التطبيق الحازم والعادل لكافة التشريعات والضوابط العمرانية التى تهدف الى منع البناء على الأراضى الزراعية الملاصقة للمدن القائمة وإحكام الرقابة على تنفيذ القوانين والتشريعات المختصة بهذا  الإتجاة  وتوحيد ألية التنفيذ والرقابة حنى لاتتوزع المسئولية.

3.    أستكمال المخططات الهيكلية للمدن القائمة والمستقبلية للمدن المصرية بحيث تحدد كافة الإتجاهات المناسبة للنمو العمرانى مع مراعاة الطاقة الإستيعابية القصوى للمدينة .

4.     تحديد إستعمالات الأراضى الفضاء داخل وخارج الكتلة العمرانية للمدن القائمة بما يلبى كافة الإحتياجات الحالية والمستقبلية من العناصر التخطيطية  .

5.    وضع برامج ومخططات التنمية والإرتقاء والتطوير للمدن القائمة بحيث تكون متوائمة ومتوافقة مع جميع الإمكانيات المتاحة بكل منها قدر الإمكان  ومراعاة عاملى المكان والزمان.

6.    توجية إتجاهات التنمية العمرانية للمدن القائمة سواء كانت بالتوسعات الأفقية أو الرأسية أو بأسلوب الإحلال والتجديد بما لا يؤثر على طابعها أو قيمتها الحضرية وبما يتناسب مع ما تحوية كل منها من ملامح عمرانية مميزة

7.    دراسة التركيب الوظيفى للمدن القائمة من خلال تحقيق التوزيع المتوازن لجميع عناصر الخدمات القائمة والمستجدة بالإضافة الى تحقيق التوافق فى إستعمالات الأراضى .

8.    ضرورة المحافظة على الخصائص المعمارية والتشكيلية للعمارة المعاصرة وربطها بالتاريخ الحضارى للمدن القائمة وأبراز الهوية والشخصية المعمارية المصرية فى النسيج العمرانى العام للمدينة وجعلها هدف من أهداف مخططات التنمية العمرانية لجميع المناطق العمرانية الخاضعة للتنمية والتعمير. سواء فى الحاضر أو المستقبل

9.    ضرورة تركيز مخططات التنمية العمرانية على الإهتمام بالدراسة البصرية من حيث العمل على تحقيق الإثراء البصرى لجميع العناصر المعمارية المتميزة ( الكتلة والفراغ – الفتحات – الألوان – الأرتفاعات وخط السماء – المسارات – التناغم العام ) التى يمكن إدراكها كمحاولة للإرتقاء بالبيئة العمرانية للمدينة القائمة .

10.   الإهتمام بتحقيق الوضوح البصرى للتكوينات العمرانية الحضرية المتمثلة فى الأحياء أو المناطق أو التجمعات العمرانية المتميزة بما يساعد على إمكانية التعرف عليها وإظهار قيمتها الحضارية ، بالإضافة الى تمييز خصائص التكوين العمرانى لشبكات الطرق والممرات والحدود والأطراف والعقد Nodes, والفراغات والعلامات المميزة لكل منها وتحقيق الوظيفية والجمال ( التجانس والتناغم بين الشكل والمحتوى ) .

  11 . إبراز وتعزيز ملامح الجغرافية والشخصية المصرية ( عبقرية المكان ) .                 

                           والله المستعان ,,,,,,,,,,,, 

 

المصدر: * د/ جمال حمدان – شخصية مصر – الجزء الأول والثانى – عالم الكتب – 1970 * د/على مهران - مؤتمر أنتربيلد - 1998 - القاهرة - مصر * د/أشرف أبو العيون - كلية الهندسة - جامعة المنيا 2005 - مصر * وأخرون .....
  • Currently 226/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
74 تصويتات / 5758 مشاهدة
نشرت فى 24 أغسطس 2010 بواسطة drmahran2020

ساحة النقاش

د/على مهـران هشـام

drmahran2020
......بسم الله..... لمحة موجزة (C.V) 2021 البروفيسور الدكتور المهندس الشريف علي مهران هشام . Prof. Dr. Eng. Ali Mahran Hesham ## الدكتوراه من جامعة هوكايدو.. اليابان ** حاصل علي الدكتوراه الفخرية... ألمانيا. 2012 ** حاصل علي الدكتوراه الفخرية - جامعة خاتم المرسلين العالمية - ، بريطانيا، فبراير 2021 ** »

ابحث

عدد زيارات الموقع

659,562