عيـد الأم ..... مصـــــــر 2021
البروفيسور الدكتور الشـريف علـي مهـران هشـام
بدأت مصر الاحتفال بعيد الأم في 21 من شهر مارس من كل عام بعد اقتراح جاء من الصحفي المصري الراحل علي أمين مؤسس جريدة أخبار اليوم، بالاحتفال بهذا اليوم وذلك بعد التضامن من توأمه الكاتب الراحل علي أمين من خلال عموده اليومي ( فكرة ) .
إن الاحتفال بعيد الأم بدأ منذ قديم الأزل، وكانت دولة اليونان تحتفل بهذا اليوم ويسمى عندها عيد كوبيلي، كما كان يتم الاحتفال بعيد الأم في الحضارة الرومانية القديمة باسم عيد هيريا، وفي أوروبا في العصور الوسطى عرف أيضا الاحتفال بعيد الأم.
يخلد في وجدان المصريين عبر السنوات الطوال حبهم العميق للأم والزوجة والأخت والأبنة , ويعكس الانسان تقديره وحبه في صور وأشكال رمزية مثل تقديم الهدايا للأمهات والحموات والمدرسات في المدارس، حيث يحضر الأبناء هدايا قيمة لأمهاتهم تبدأ من الأجهزة الكهربائية أوالقطع الذهبية أو مستلزمات المنزل أو الملابس والمنتجات الجلدية أوالهدايا التذكارية أو الرمزية مثل أدوات الزينة والتجميل النسائية والعطور والاكسسوارات المحببة للأمهات أو غيرهم كنوع من التقدير والاحترام والاهتمام.
إن الأحتغال بعيد الأم في مصــر في 21 مارس هو تجسيد للحب و التقدير والاحترام لكل ما قامت به الأم في حياة الأبناء منذ الولادة وحتى بلوغهم سن القدرة على الاعتماد على النفس في مواجهة مشقة ومخاطر الحياة اليومية وما تحمله الأيام لها من قلق وتوتروضغوط نفسية وجسدية كبيرة حول مستقبل أفضل للأبناء مع الأخذ بعين الاعتبار , ماتواجهه الأمهات والأسر بشكل عام في توفير الرعاية الصحية اوالتوعية والتثقيف بالإجراءات الاحترازية للوقاية من وباء وفيروس كورونا المستجد كوفيد - 19 من أجل الحفاظ على سلامة جميع أفراد الأسرة وبالتالي المجتمع أثناء الاحتفالات بعيد الأم .
إن الأحتفال بعيد الأم لايعني إطلاقا إغفال دور الأب الكبير في التضحية براحته وسعادته من أجل الأبناء ليكونوا أكثر سعادة وتفوق ونجاح , ولذلك أقترح أن يعدل أويستبدل الأحتفال ب "عيد الأم " إلي الأحتفال ب "عيد الأسرة " مع إعطاء الأم قدرا أوسع للأحتفال فقد كرر الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم الأم ثلاث مرات والأب مرة واحدة لمن هو أولي بالرعاية والأهتمام . وخلاصة القول, فقد كرمت الشرائع السماوية الثلاث الأم والمرأة ورفعت من شأنها وقد أعطت الشريعة الأسلامية المرأة بصفة عامة كل الحقوق وعظمت من جهدها وعملها وتضحياتها وجعلت عقوق الوالدين ذنب عظيم بل نهي الإسلام عن الاشارة ب " أف " أمام الوالدين... بل يجب أن نقدم لهم كل سبل الراحة و الود والرحمة والسكينة وكل وسائل السعادة والطمأنينة والسلام. أما علي المستوي الشخصي, فقد كام لأمي رحمها الله دور كبير في تفوقي العلمي وماوصلت إليه من مكانة علمية وأدبية سواء محلية أودولية نشكر الله عليها بين جيلي وأقراني, فقد كانت أمي لا تنام حتي أنهي دروسي وأخلد إلي النوم وكم ارهقتها رحمها الله فأنا لا أشبع من القراءة فقد كان يطلق عليا أن ترفيهي وراحتي هي المزيد من القراءة والمذاكرة ... الدعاء بالرحمة والغفران لأبي وأمي والذي حرمني القدر وأنا به مسلم و راض من أن أقدم لهما ولو وردة وقبلة علي جبينهما , ولكن عزائي أنني اليوم في عيد الأم أو الأسرة 21 مارس في مصر أن وفقني الله لعمل صدقة جارية لهما رمزا للوفاء بحسن توجيهي ورعايتي صغيرا ، وحتي لاينقطع عملهما في الدنيا , فإني علي العهد بحبكما والدعاء بأن يتقبل ربي الدعاء بأن يسكنكم الله فسيح جناته . . ﷽
(( فرجعناك إلى أمك كي تقرّ عينها ولا تحزن )).
كلُّ هذا التدبيرِ واللطفِ والرحمة في اليمِّ والرضاعة و الإقامة في القصرِ ..
حتى لا تحزنَ مؤمنة أو يقترب اليأس من قلبها ..
ربي ما أرحمك .
بقدر الانكسار والمحن والصبر والايمان بقدر الله والتسليم للرحمن تكون المنح وسرعة الاجابة وتلبية الرجاء وكشف الضر ... والفرحة ...هذا هو التكريم الحقيقي للمرأة والام والزوجة والاخت والأبنة في كل مكان أو أي زمان .... والله المستعان.
http://kenanaonline.com/drmahran2020
ساحة النقاش