عاشوراء ... وكـربلاء - الطف

الشريف البروفيسور الدكتور علـي مهـران هشـام

النائب الأول، الأمانة العامة للسادة الأشراف ال البيت

( الحاصل علي الجائزة العالمية للابداع البيئي – اليابان 2001 )           

بعد أن تنازل الحسن بن علي - رضي الله عنه- عن الخلافة وبايع معاوية عليها وبايع الحسين بن علي معاوية بن أبي سفيان على خلافة المسلمين بعد خلاف وقتال انتهى بالصلح ومبايعة معاوية.

أستقرَّت خلافة المسلمين لمعاوية بن أبي سفيان وكان هذا بعد سلسلة من الصراعات بدأت في فتنة قتل سيدنا عثمان بن عفان - رضي الله عنه- ثم معركة الجمل ثمَّ صفين، فتم عقد الصلح وسُمِّي العام الذي تم فيه الصلح بين الأطراف المتنازعة بعام الجماعة، وكان من بنود الصلح أن ترجع الخلافة إلى مبدأ الشورى من جديد بعد موت معاوية، أي أن يستشير المسلمون بعضهم في تحديد خليفتهم القادم تمامًا كما كان يحدث في عهد الخلفاء الراشدين، وتمَّ الصلح والتزمت الأطراف به كاملة، وبعد فترة مات الحسن بن علي عليه السلام  وبقي ابو عبدالله  الحسين  عليها ملتزمًا ببنود الصلح حتَّى أنَّه خرج مجاهدًا في سبيل الله مع الجيش الذي أرسله معاوية لفتح القسطنطينية سنة 49 للهجرة، ولكنّ الحدث الذي دفع البلاد إلى كثير من الاضطراب هو ما فعله معاوية بن أبي سفيان قبل وفاته، حيث قام معاوية بترشيح ابنه يزيد للخلافة بعده مخالفًا بنود الصلح ورافضًا نظام الشورى الذي اتُفق على العمل به بعد وفاة معاوية، فثار الصحابة الكرام على قرار معاوية معتبرين ترشيحه لابنه يزيد من باب توريث الخلافة دون البحث عن الشخص المناسب لها، فبدأت الانشقاقات في صفوف الدولة الإسلامية وبدأت حركات المعارضة لحكم معاوية تظهر بين الناس، وكان التيار الأبرز الذي عارض قرار معاوية بقيادة عبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن الزبير والحسين بن علي - رضي الله عنهم-، وهكذا بدأت ملامح الحرب تلوح في الأفق من جديد ورياح الفتنة تهب على البلاد مرة أخرى.

معركة كربلاء وتسمى أيضاً واقعة الطف هي ملحمة وقعت على ثلاثة أيام وختمت في 10 محرم سنة 61 للهجرة والذي يوافق 12 أكتوبر 680م، وكانت بين الحسين بن علي بن أبي طالب ابن بنت النبي محمد صلي الله عليه وسلم، الذي أصبح المسلمون يطلقون عليه لقب "سيد الشهداء" وأنصار يزيد بن معاوية.

يذكر الإمام الطبري في كتابه: " تاريخ الرسل والملوك " أنه لما مات معاوية بن أبي سفيان وبلغ أهل الكوفة موته، وأن "يزيد" قد ورث الخلافة كتبوا إلى سيدنا الإمام الحسين عليه السلام يدعونه إليهم ليبايعوه خليفة للمسلمين، فكتب لهم جوابًا مع رسولهم، وأرسل ابن عمه مسلم بن عقيل عليه السلام بالرسالة إليهم وليتفقد الأمر هناك ومدى جديتهم، فلما وصل مسلم إليهم اجتمع ما يزيد على 50 من زعماء الكوفة وأخذ عليهم العهد والميثاق بالبيعة لسيدنا الإمام الحسين وأن ينصروه ويحموه، ثم تواترت الكتب إلى سيدنا الحسين من جهة أهل العراق علي مبايعته ونصرته.

تخلّى بعض أهل العراق عن وعدهم للإمام الحسين خوفًا من يزيد بن معاوية، وكان الكثير من الصحابة الكرام حذروا الإمام الحسين من الذهاب إلى العراق، منهم ابن عباس رضي الله عنه، فقد كلّمه أكثر من مرة فمن جملة ما قال له: إن أهل العراق قومُ غَدرٍ فلا تغترَّنَّ بهم أقم في هذا البلد وإلا فسِر إلى اليمن فإن به حصوناً وشعاباً ولأبيك به أنصاراً. فقال سيدنا الحسين: يا ابن عم، والله إني لأعلم أنك ناصح شفيق، ولكني قد أجمعت المسير، فقال له: فإن كنت ولا بد سائراً فلا تسر بأولادك ونسائك فوالله إني لخائف أن تقتل كما قتل عثمان ونساؤه وولده ينظرون إليه

انطلق سيدنا الإمام الحسين ومعه أصحابه ومعه من أهل بيته حتى إذا وصل إلى العراق وقد عرف ماذا فعل عبيد الله بن زياد وعرف تَخَلّي أهل العراق عنه ولم يجد أحداً منهم. وبعثَ إليه عبيد الله بن زياد بكتيبة فيها أربعة آلاف يتقدمهم عمرو بن سعد أو عمر بن سعد فالتقوا بمكان يقال له كربلاء .

عمر بن سعد هذا  آثر الدنيا ، فحاصروا سيدنا الحسين ومن معه حصاراً شديداً حتى منعوا عنهم الماء لمدة ثلاثة أيام والإمام الحسين ومن معه من أهله وأطفاله يعانون من العطش الشديد. تهيأ سيدنا الحسين ومعه اثنان وثلاثون فارساً وأربعون راجلا، وتهيأ جيش يزيد، بقيادة عمر بن سعد ومعه أربعة آلاف مقاتل. وقاتل أصحاب سيدنا الحسين بين يديه حتى استشهدوا جميعًا، وكان أول شهيد من أهل سيدنا الإمام الحسين هو علي الأكبر بن الحسين، فخرجت السيدة زينب أخت الإمام الحسين تنكب عليه تبكي ثم أدخلها سيدنا الحسين بيده الفُسطاط، وهو خيمة من الشعر.

علي كل حال ، يوم العاشر من محرم (عاشوراء) سنة 61 هجريًا  شهد فاجعة كبيرة ألمت بالمسلمين، حيث قتل جيش يزيد بن معاوية الإمام الحسين رضي الله عنه، وقطعوا رأسه الشريفة  لقد سقط في واقعة الطف  مجموعة من الشهداء وعلى رأسهم الإمام الحسين بن علي  مع ابنين له أحدهما رضيع، وكذلك إخوته وبني إخوته وأبناء عمومته من بني هاشم، وأبناء الإمام الحسن والإمام الحسين وأبناء السيدة زينب رضي الله عنهم أجمعين  وعصبة من أصحابه، الذين قرّروا البقاء مع الحسين  ومنازلة جيش يزيد بن معاوية بقيادة عمر بن سعد.

بعد أن انتهت المعركة سيق ركب النساء واليتامى أسارى إلى الكوفة ومنها إلى الشام، وفیهم الإمام زين العابدين وزينب بنت علي ، يتقدمهم رؤوس الشهداء على الرماح.

تعتبر "واقعة الطف"  الطفّ اسم من أسماء كربلاء والتي تطلّ على شاطئ الفرات، من أكثر المعارك جدلاً فى التاريخ الإسلامى فقد كان لنتائج وتفاصيل المعركة آثار سياسية ونفسية وعقائدية لا تزال موضع جدل إلى الفترة المعاصرة، حيث تعتبر هذه المعركة أبرز حادثة من بين سلسلة من الوقائع التى كان لها دور محورى فى صياغة طبيعة العلاقة بين السنة والشيعة عبر التاريخ، وأصبحت معركة كربلاء وتفاصيلها الدقيقة رمزًا للشيعة ومن أهم مرتكزاتهم الثقافية، وأصبح يوم 10 محرم أو يوم عاشوراء، يوم وقوع المعركة، رمزًا من قبل الشيعة " لثورة المظلوم على الظالم ويوم انتصار الدم على السيف". هو يوم حزنٍ وعزاء على استشهاد الإمام الحسين  عند الشيعة والاشراف ومحبي ال بيت  رسول الله صلي الله عليه وعلي ال بيته وسلم تسليما كثيرا .

وخلاصة القول ،  من العبارات المنقولة عن النبي الأكرم  صلي الله عليه وعلي ال بيته الطاهرين الصادقين الاخيار وسلم تسليما كثيرا،  أما  فيما يتعلق بالواقعة: « إنّ لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لن تبرد أبداً »، كما وصف  رسول الله  صلي الله عليه وعلي ال بيته الطاهرين وسلم تسليما كثيرا،سبطه بـ"  قتيل العبرة ... الذي لا يذكره مؤمن إلّا بكى". الرحمة وفسيح الجنان والخلود   للامام الحسين  سيد الشهداء و لال البيت وجميع اصحاب الحسين ورفاقه  الطيبين في معركة كربلاء.

يذكر أن  ليوم عاشوراء  ماثر وفضائل  كثيرة  "  صيامه سنة  " ( رغم أني لم أجد دليلا  أو برهانا قطعي  الدلالة والاطمئنان علي  هذه الفضائل ) :  منها أنه  اليوم الذي تاب الله فيه على آدم، وهو اليوم الذي رفع الله فيه إدريس مكانا عليا، وهو اليوم الذي نجَّى فيه إبراهيم من النار، وهو اليوم الذي أخرج فيه نوحا من السفينة، وهو اليوم الذي أنزل الله فيه التوراة على موسى، وهو اليوم الذي أخرج الله يوسف من السجن، وهو اليوم الذي رد الله على يعقوب بصره، وهو اليوم الذي كشف الله فيه عن أيوب البلاء، وهو اليوم الذي أخرج الله فيه يونس من بطن الحوت، وهو اليوم الذي فلق الله فيه البحر لبني إسرائيل، وهو اليوم الذي غفر الله لمحمد ذنبه ما تقدم وما تأخر، وفي هذا اليوم عبر موسى البحر، وفي هذا اليوم أنزل الله تعالى التوبة على قوم يونس .

والله المستعان،،،،

                        

<!--<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->

المصدر: من كتابات ومفالات الدكتور علي مهران هشام - شيكة التواصل الاجتماعي - الانترنت
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 85 مشاهدة
نشرت فى 29 أغسطس 2020 بواسطة drmahran2020

ساحة النقاش

د/على مهـران هشـام

drmahran2020
......بسم الله..... لمحة موجزة (C.V) 2021 البروفيسور الدكتور المهندس الشريف علي مهران هشام . Prof. Dr. Eng. Ali Mahran Hesham ## الدكتوراه من جامعة هوكايدو.. اليابان ** حاصل علي الدكتوراه الفخرية... ألمانيا. 2012 ** حاصل علي الدكتوراه الفخرية - جامعة خاتم المرسلين العالمية - ، بريطانيا، فبراير 2021 ** »

ابحث

عدد زيارات الموقع

651,076