نظرية التفكير في التفكير 51 - 51

(( حصنوا انفسكم بالصدقات ))

البروفيسور الدكتور علي مهران هشام

يحكي أن امرأةً رأت في المنام أنَّ رجلاً من أقاربها لدغه ثعبان فقتلته
وفي صبيحة اليوم التالي توجهت إلى بيت ذلك الرجل وقصّت عليه رؤياها. فزع الرجل وانتابه الخوف ولم تستطع عيناه أن تغفل للنوم من شدة الرهبة والهلع علي حياته...ولكن الهمه الله أن يتذكر فعل الخير وأهميته في صون المخلوقات وان لكل أجل كتاب

نذر الرجلُ على نفسه أن يذبح كبشين املحين كبيرين من الضأن نذراً لوجه الله تعالى عسى أن ينقذه الله ويكتب له السلامة من هذه الرؤيا المفزعة......

وفي مساء ذلك اليوم ذبح رأسين كبيرين طيبين من الضأن .....، ودعا أقاربه والناس المجاورين له ....
وقدم لهم عشاءً دسماً ، ووزَّعَ باقي اللحم حتى لم يبقَ منه إلا جزء من ساق احد الكبشبين .....
وكان صاحب البيت لم يذق طعم الأكل ولا اللحم ، بسبب القلق الذي يساوره ويملأ نفسه ، والهموم التي تنغّص عليه عيشه وتقضّ مضجعه ....

.لَفَّ الرجلُ هذا الجزء من الساقَ في رغيفٍ من الخبز ورفعها نحو فمه ليأكل منها .....

ولكنه تذكّر عجوزاً من جيرانه لا تستطيع القدوم بسبب ضعفها وهرمها .
فذهب مسرعا إليها بنفسه وقدّم لها تلك الساق ..

سُرَّت المرأةُ العجوز بذلك وأكلت اللحم ودعت له بالبركة وطول العمر وبعد الأكل رمت عظمة الساق خارج باب بيتها ...

وفي ساعات الليل جاءت حيّة تدبّ على رائحة اللحم والزَّفَر ...وأخذت تُقَضْقِضُ ما تبقى من الدهنيات وبقايا اللحم عن تلك العظمة .....
ولكن فجاة دخل شَنْكَل عظم الساق في حلقها ولم تستطع الحيّة التخلّص منه ....
فأخذت ترفع رأسها وتخبط العظمة على الأرض وتجرّ نفسها إلى الوراء وتزحف محاولة تخليص نفسها حتي وصلت بالقرب من منزل الرجل

وفي ساعات الصباح الباكر سمع أبناء الرجل المذكور حركة وخَبْطاً وراء بيتهم فأخبروا أباهم بذلك ....
وعندما خرج ليستجلي حقيقة الأمر وجد الحيّة على تلك الحال وقد التصقت عظمة الساق في فكِّها فأوصلها زحفها إلى بيته ولكنه تراف بها وخاص عليها من الموت ...فامسكها بيده وخلص العظم من فمها...نفظر الثعبان إليه وحضنه ولم يمسسه بسوء ....وتعاهدا علي السلام والامن
واعطي الرجل الثعبان غذاءا له ...وودعه وتواري عن الانظار ....وحمد الله على خلاصه ونجاته منه

أخبر الثعبان باقي الثعابين عن حنان الرجل وأنه أنقذه من الموت واكرمه فتعاهدت كلّ الثعابين الأفاعي إلا يوذوا أو يروعوا أي أحد في القرية اكراما ورد جميل لأحد أفرادها ...وقالوا لانترك القرية حتي لاتاتي افاعي غريبة وتتسبب في الاذي والموت لأهل هذه القرية الطيبة ولكننا ستبقى حراسا لها حتي يقضي الله أمرا كان مفعولا ... من الناحية الاخري أخبر الرجل أهل القرية بالحادثة ..
فتحدث الناس بالقصة زمناً ، وانتشر خبرها في كلّ مكان ،
وهم يرددون قول الأمام

(( كثرة اللُّقَم تطرد النِّقَم ))

أي كثرة التصدق بالطعام حتي ولو قليل تدفع عنك البلايا. وافعل الخير والمعروف حتي لعدوك... .سيكون يوما مأ مامتك وحارسك وصديقك حتي ولو لم يكن بشرا ؟!!.

والله المستعان،،،،

المصدر: من مذكرات ومقالات الدكنور علي مهران هشام
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 53 مشاهدة
نشرت فى 16 مارس 2019 بواسطة drmahran2020

ساحة النقاش

د/على مهـران هشـام

drmahran2020
......بسم الله..... لمحة موجزة (C.V) 2021 البروفيسور الدكتور المهندس الشريف علي مهران هشام . Prof. Dr. Eng. Ali Mahran Hesham ## الدكتوراه من جامعة هوكايدو.. اليابان ** حاصل علي الدكتوراه الفخرية... ألمانيا. 2012 ** حاصل علي الدكتوراه الفخرية - جامعة خاتم المرسلين العالمية - ، بريطانيا، فبراير 2021 ** »

ابحث

عدد زيارات الموقع

598,671