يواجه العالم إليوم في مطلع القرن الحادي والعشرين مجموعة من التحولات والتحديات السريعة والمتلاحقة، تتمثل أهمها في التقدم العلمي والتكنولوجي الكبير في شتى مجالات الحياة المختلفة، والاتجاه نحو العولمة بكل مظاهرها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة إلى ثورة الاتصالات والمعلومات والتى تسببت فى تضاعف المعرفة الإنسانية وفى مقدمتها المعرفة العلمية والتكنولوجية فى فترات زمنية قصيرة جداً، حيث حدثت طفرة هائلة فى مجال تكنولوجيا الأقمارالصناعية، والوسائط المتعددة، وشبكة الإنترنت.

ومن إفرازات التقدم التكنولوجي ماهو ظاهر في حياتنا إليومية، في مجال البث التلفزيوني الفضائي، وشبكات المعلومات الدولية World Wide Web(WWW) المعروفة بالإنترنت، والأقمار الصناعية Satellites ، والهاتف الجوال/ المتحرك Mobile Telephone، وعلي الرغم من النمو السريع للتكنولوجيا التعليمية المعاصرة؛ فإن استخدام تلك التكنولوجيا وفعإليتها في التعليم لا يزال غير ملموس، لذلك كان لزاماعلى مؤسساتنا التعليمية أن تأخذ بزمام المبادرة فى توجيه برامجها ومقرراتها للاستفادة منها وتوظيف شبكة المعلومات "الإنترنت"، لمواجهة تلك التحديات.

وتؤكد الاتجاهات التربوية المعاصرة علي ضرورة مواكبة النظم التعليمية لمتطلبات واحتياجات العصر، فضلا عن متطلبات المستقبل المتوقع حدوثها، وتهتم أسإليب التعلم الحديثة بإعداد الإنسان بحيث يستطيع التعايش مع هذا العالم، لذا فقد أصبحت هناك ضرورة لإدخال التغير المناسب علي منظومة التعليم (المنهج ،أسإليب التعليم )لأن الأسإليب التقليدية أصبحت لاتجدي في هذا العصر فأصبح من الحتمي أن يتحول التعليم من مجرد الحفظ والتلقين والتلقي السلبي من المتعلم إلي نوع مغاير تمامًا ألا وهو التعليم الإيجابي، حيث المشاركة الفعالة من جانب المتعلم من أجل تكامل العملية التعليمية من خلال أسإليب تكنولوجية حديثة.     

وتُعد شبكة الإنترنت من أهم الانجازات التكنولوجية التي يشهدها العصر الحإلي فهي تخدم الإنسانية بقوة انتشارها، واتساعها، وكفاءة تقديمها للمعلومات؛ كما تزداد وتتعاظم أهميتها في المجال التربوي، لقدرتها علي توفير بيئة تعلم ثرية خاصة بعد أن بدأت تأخذ مكانها في المؤسسات التعليمية للمساعدة في الشرح، والإيضاح، كما تعتبر وسيلة لنقل، وتبادل الآراء، والأفكار، والتفاعل مع العالم الخارجي، وساحة للأنشطة التعليمية الهادفة. 

لذا أصبح التعليم عبرشبكات الإنترنت ضرورة ملحة، فهناك العديد من المتعلمين الذين تمنعهم ظروف عملهم أو سفرهم من الحضورإلي الفصل الدراسي بصورة منتظمة، وفي أوقات وأماكن محدد، وأماكن محددة، وتساعد دراسة المقررات عبرالشبكات الإنترنت في التغلب علي هذه المشكلات.

وممالا شك فيه أن نظمنا التعليمية تواجه إليوم مجموعة من المشكلات الكبري منها: الانفجار المعرفي وتدفق المعلومات، وتدريب المعلمين، ونمطية مستوي التقويم، والزيادة المطردة لمصادر التعلم، ومشكلات ذوي الاحتياجات الخاصة، هذا بالإضافة إلي عدم مراعاة الفروق الفردية، وعدم المساوة في توزيع التعليم بين الفئات مرتفعة الدخل، والاخري محدودة الدخل، وزيادة الطلب الاجتماعي علي التعليم والعمل علي مواجهة تلك المشكلات؛ أصبح الشغل الشاغل لكثير من الدول ومنها مصر، فزيادة الطلب الاجتماعي علي التعليم ناتج عن الزيادة السكانية، وبالتالي تجد الدول نفسها مطالبة بتوفير جميع الخدمات التعليمية للأجيال القادمة، ويتطلب هذا حشد المزيد من الطاقات البشرية وتوفير الامكانات المادية؛ لتسهيل وصول التعليم لهذه الأعداد المتزايدة من المتعلمين، ولا يقف التحدي عند الزيادة في إعداد المتعلمين، بل يمتد للزيادة الهائلة في المعارف والمعلومات التي تتدفق بشكل مستمر مما يجعل المتعلم والمعلم والمؤسسات التعليمية في حيرة شديدة أمام هذا التطور السريع في المعرفة والمعلومات، ولا يقف التحدي ايضاً أمام تطور المعارف والمعلومات، بل يكمن في تنوع المعارف والمعلومات وتعددها مما يجعل المناهج الدراسية عاجزة عن مسايرتها والأخذ بها أو بكل جديد تقدمة. 

 لذا لم تعد المداخل التقليدية في التعليم قادرة علي مواجهة تلك التحديات ومن ثم فقد ظهرت علي الساحة نتيجة للتقدم الذي حدث في تكنولوجيا المعلومات Information Technology (I T) مداخل جديدة في عملية التعليم؛ منها: التعليم عبر الشبكات Networks Based Instruction، والواقع الافتراضيVirtual Reality،والتعليم الإكتروني E- Learning (Web,2 ، Web,3 )، والتعلم المتنقل(Mobile Learning (m Learning ، والتعلم الخليط Blended Learning، والمؤتمرات عن بعد Text, Audio and Video Conferences، والتعلم عن بعدDistance Learning..  

  • Currently 160/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
53 تصويتات / 3451 مشاهدة
نشرت فى 26 مايو 2009 بواسطة drmahomed

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

7,256