<!--
<!--<!--<!--
الموت صقراً .... خير من الحياة نعامة
تتوالي الأيام وتتعاقب الليالي وما زلنا نري العديد من الآمال والطموحات قد تغيرت وتبدلت بل وأحيانا اندثرت و تبددت... وكثيراً ما نري شباباً وفتيات ٍ كنا نستعجل مرور الأيام حتي نرى ما سيصبحون وكيف وإلي أى مرتبة من مراتب النجاح سيصلون... و نسترق اليهم النظرات بين الحين والآخر لنتابع تقدمهم عن كثب..وعلي الجانب الآخر تصرف أبصارنا إلي آخرين لم يساورنا شك في أنهم ليس بينهم وبين السقوط في الهاوية إلا مجرد همسة !
وفي ظل هذا وذاك يأتى الواقع ليبرهن صدق فراستنا في حق بعضهم ... وشرودها في البعض الباقي ، فنري من بين من توقعنا لهم النجاح أناس حققوا ذواتهم ونالوا بغيتهم فنهنيهم ونسعد لنجاحهم ... وفصيل آخر تخلي عن أحلامه وآماله مع أول حجر تعثرت به أقدامه .. وفصيل ثالث غلبه تيار الصعاب وأرغمه علي الخضوع فنرثي له.
ولك عزيزي القارئ أن تنظر حولك وتسترجع ذكرياتك حول الناجحين ممن حولك...أنظر إلي هذا القاضي العادل ... وهذه الطبيبة المرموقة... وهذا المهندس الناجح.. وهذه المعلمة الفاضلة ... ثم سل نفسك سؤالاً ؛ هل سلم أحدهم من لفحات الصعاب؟!! أو أتاه النجاح غضاً طرياً ؟!
ثم التفت عن يسارك إلي ذلك اللص .. وتلك الراقصة .. وذلك المرتشي ..وتلك المنحرفة.... هل انعدمت لديهم سبل النجاح؟! هل الصورة بتلك العتامة التى يخدعون بها أنفسهم ؟!!! سأترك لك الجواب.
وبين هؤلاء وهؤلاء نجد نماذجاً ليست بالكثيرة ولكنها تستحق كل الإجلال والتبجيل ... فصيل ما زال يدافع عن حلمه ويكافح مصاعب الحياة ويجابه أمواجها.. تبنوا عزة الصقور وليس تخاذل النعام ، ليثبتوا أن المسألة ليست مسألة حجم أو ضخامة ... وإنما هي محض إيمان بمبادئ راسخة لا تزعزعها حمم الشدائد .
فهيا بنا نضع الأمور في نصابها الصحيح ، ونسمى الأشياء بمسمياتها ، ونعترف بأن بيت القصيد يكمن في كفاح الناجح ومجابهته للفشل وايمانه بأن النجاح ينتزع انتزاعاً، وتقديمه الأخضر واليابس فداءاً لحلمه حتي يحققه ... أما الآخر فقد اعتاد التنازل عن أحلامه مع أول عقبة تعرقل نجاحه... ولم يدرك أن الفشل ليس في الوقوع في الأخطاء ولكنه بحق هو عدم التعلم منها ؛ فلولا كرهنا للسقوط علي الأرض ما تعلمنا السير أبداً .. ولولا مرارة الرسوب ما كنا لندرك حلاوة النجاح .
فإذا لم تكن أحلامنا وآمالنا هي ما نحيا من أجله بعد عبادة ربنا فلأي شيء نحيا ؟!!! وإذا لم نقدم كل قطعة في أجسادنا فداءاً لطموحاتنا فأى شيء غيرها يستحق ؟!! كفانا ما مضي ... كفانا ما عانيناه من قرون قضيناها نعاماً ولنجرب ولو يوماً أن نحيا بمبادئ الصقور.. ولنبدأ معاً من جديد توكلاً علي الله وإيماناً وثقة بأنفسنا واضعين نصب أعيننا قول الله تعالي "إن الله لايغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم".