جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
العدالة والانصاف اهم ماتتصف به سجلات التاريخ , نعم فذاكرة التاريخ تتميز بالحيدة .. بالنزاهة .. بالموضوعية , وتتأبى مع كل زيف للحقائق , وتتجافى مع كل نفاق أو رياء ..
أربعون عاما مضت على رحيل الزعيم جمال عبد الناصر .. ثلاثون عاما انقضت على فراق الرئيس السادات .. رحمهما الله تعالى .. ومع ذلك مايزال الشعب المصري يحمل لكليهما ـ في القلب والفكر والوجدان ـ ذكريات طيبة , محتواها كل التقدير والشكر .. الامتنان والعرفان ..
وماتزال بصمتيهما وضاءتين في سجلات التاريخ المصري المعاصر, بل ماتزال ذكراهما الطيبة تقطر عطرا من اسميهما وصورهما النابضة بالشوارع والميادين ..
اما هذا الأخير المخلوع حسني مبارك .. الذي ولاه المصريين الأمانة فاستحل حرمة دماءهم .. واستباح مقدراتهم وأموالهم .. وخان امانة السلطة .. وباع لصالح نفسه اموالهم .. لم يزل يستنشق نسائم الأرض التي خانها , وبغيرضمير للأعداء باعها .. مازال يحيا فوق ترابها ولكن .. بصمته سوداء في نفوس الواعين من المصريين ..
الذين لفظوه بلا ارتداد .. وفي مهملات التاريخ ألقوه قرين الفساد .. فبرغم كونه حي يرزق نزعت سلطته .. أزيل اسمه ـ تحت رؤيته ـ ورفعت صوره من الشوارع والميادين .. لتلقى على الأرض ممزقة تدوسها أقدام العابرين ..
هذه هي النتيجة فهل ثمة أسباب ترتد اليها ؟
نعم سبب وحيد .. هو العمل , فعمل الانسان قد يخلده وقد يحقره في القلوب والنفوس .. من هنا أقول لكل من تسند اليه مهام الأمانة .. أعني رئاسة الجمهورية .. ومن يدنوه .. عملك أمانة .. واعلم أن السلطة والثروة والأرض ملك الشعب , وهم بين يديك أمانة .. يفوضك الشعب فيها نائبا عنه .. لادارتها واستثمارها لصالح رفاهية المواطن المصري, وليس لصالحك الشخصي ..
فصن ولا تخن الأمانة .. واحذر غضبة صاحبها .. واعلم انك راحل زائل .. طال أمدك أو قصر .. ولو مكنت لنفسك .. راحل أنت بقضاء الله فيك .. اما موتا أو قتلا أو خلعا , ولن يتبقى منك .. سوى آثار وبصمات وضاءة أو حقيرة في النفوس وفي .. ذاكرة التاريخ .
بقلم .. د . حسام جادو
المصدر: بقلم د. حسام جادو
ساحة النقاش