النازية الجديدة في ألمانيا
د. محمد ماهر الصواف
انتهت الحرب العالمية الأولي بهزيمة المانيا والتي اضطرت للتوقيع علي معاهدة فيرساي التي فرضت عدد من القيود العسكرية علىها منها : تخفيض للجيش الألماني والإبقاء على 100،000 جندى فقط ، وإلغاء نظام التجنيد الإلزامي، كما ألزمتها بدفع تعويضات مالية ضخمة مما أثقلت الديون الملقاة على عاتق ألمانيا من عجلة الاقتصاد الألماني و سبب درجة عالية من الامتعاض لدي المواطنين الألمان.
بعد الحرب نشأة فكرة إنشاء حزب يعمل على اتحاد العمال، و رفع الاقتصاد من كبوته و رفع نسبة الشعور بالانتماء الوطني للشعب الألماني بعدما أحبطته هزيمة الحرب العالمية الأولى، و تم بالفعل تشكيل حزب العمل الألماني عام 1919 م.
وفي عام 1920 تم تغيير اسم الحزب كما أوصى هتلر من حزب العمل الألماني إلى حزب العمل القومي الاشتراكي الألماني ، وفي عام 1921 أصبح هتلر قائدا للحزب لما يتمتع به من مهارات تنظيمية وقدرة على الخطابة.
و حزب العمل القومي الاشتراكي الألماني
(Nationalsozialistische Deutsche Arbeiterpartei)
نشأ كحزب سياسي يميني متطرف واستخدم اسما مختصرا له تم اقتباسة من كلمة Nationalsozialismus وتعني القومية الاشتراكية ( Nazi )، حيث اطلق عليه الحزب النازى . وكان المنظّر الأساسي للحزب هو " جوتفريد فيدر" الذي كتب برنامج الحزب ونادى بعقيدة لها صبغة قومية قوية، وطابع اشـتراكي تدعـو إلى ملكية الدولة للأرض وتأميم البنوك وكان من أوائل من انضم لعضوية هذا الحزب محاربون قدامى منهم " أدولف هتلر."
وإكتسب الحزب من عام 1924 جماهيرية عريضة وتمكن فى عام 1933 تحت زعامة "أدولف هتلر " من الهيمنة على السلطة في ألمانيا وإنشاء ما سمي بدولة الزعيم . وقد تبني الحزب النازي فكرا متطرفا يقوم علي :
<!--العنصرية وعلوّ اجناس بشرية معينة على أجناس أخرى ، وتفوق الجنس الأبيض
<!--التشدد ضد الأعراق الأخرى ، وكراهية الأجانب عامةً.
<!-- قمع وإبادة الأعراق الدنيا، حتي يمكن الحفاظ على "طهر" الأعراق العليا.
كما وضعت حكومة هتلر خطط لاحتلال المناطق المجاورة بشرق ألمانيا، وجعلها مستعمرات ألمانية ضمن ما سمي بال(Lebensraum) أي حيز المعيشة، واستعباد شعوبها الأصليين لدعم الأقتصاد الألماني.. وانتهى به المطاف إلى دخول الحرب العالمية الثانية (1939-1945)
ويجب الإشارة أن النازية تعتبر بصمة عار للتاريخ الألماني يحاول غالبية البعض نسيانه وعدم الخوض حتى في نقاشات تدور حول هذا الموضوع أو مجرد التفكير فيه ، وقد يجعل مجرد السؤال عن هذا الموضوع للشخص الألماني العادي محل إحراج له.
وللأسف ظهرت في السنوات الأخيرة بعض المجموعات اليمينية وتسمى Neonazismus بالنازية الجديدة (القومية الجديدة) ، ووفقا لبيانات وزارة الداخلية الألمانية يوجد أكثر من أربعين ألف ناشط في الاتجاه اليميني المتطرف أو ما يطلق عليه اسم النازية الجديدة، ووفقا لتقرير وزارة الداخلية هناك استعداد لدي البعض منهم لاستخدام العنف للوصول إلى أهدافهم . وبالنسبة إلى عدد سكان ألمانيا البالغ أكثر من ثمانين مليون نسمة فإن نسبة هؤلاء النازيين الجدد تبقى نسبة ضئيلة جدا في الواقع. ولكن وعلى الرغم من ذلك يثير قلق واستغراب الكثيرين انبهار هذه الأقلية بالأفكار النازية المتطرفة رغم التجربة التاريخية المتمثلة بالحرب العالمية الثانية ونتائجها.
فالبعض من النازيون الجدد في ألمانيا والدول الأسكندنافية يريدون القضاء على الأجانب والمهاجرين المتواجد في دولهم أو أوروبا عن طريق ترحيلهم ، ويعتقد البعض في فنلندا أن 70% من الجرائم والسرقات التي تحصل هي سبب كثرة الأجانب في بلادهم وهم دائما من يكونون أول من تنسب لهم التهم عند وقوعها، كما يتفقون جميعا أيضا على أن هذا الكم الكبير من المهاجرين إلى أوروبا قد يسبب خلل في التركيبة السكانية والنسل أيضا حيث يؤمنون جميعهم بأن الأجانب لديهم عادات وتقاليد قد تكون دخيلة وغير مرغوبة في مجتمعهم الأوروبى