توصيل الطلبات Home-Delivery بالطائرات
د. محمد ماهر الصواف
يمثل موضوع التجارة الإلكترونية وتوصيل الطرود بطائرات بلا طيار أحد أهم المحاور الرئيسية لمعرض "سيبيت" عام 2016 المنعقد تحت عنوان "التجارة الرقمية الإلكترونية".حيث تتوقع شركة "ماكينزي" للاستشارات التجارية أن تصل حصة تجارة التوصيل في نفس اليوم "Same-Day-Delivery" في أوروبا الغربية بحلول عام 2020 إلى ثلاثة مليارات يورو، وأن تشغل 15% من حجم التداول في قطاع توصيل الطرود.
فقد اهتمت شركات تقديم الخدمات اللوجستية الكبرى بهذا التوجه منذ زمن، ووضعت شركة أمازون للتجارة الإلكترونية على سبيل المثال الخطط لخدمة التوصيل بالجو "Prima Air"، و تهدف الخطة إلى إيصال الطرود التي تبلغ زنتها حتى 2,5 كيلوغراماً إلى الزبائن جواً بزمن لا يتعدى النصف ساعة ومسافة تصل إلى 15 كيلومتراً.
أيضا تعمل شركة "غوغل" ، أو بالأحرى شركة "ألفابت"، علي وضع خطة لمشروعها "Wing" ويهدف هذا المشروع والذي أطلق عليه مشروع " جناح " هدفاً مشابهاً لمشروع شركة أمازون للتجارة السابق الإشارة لها ، وتأمل شركة غوغل الشركة العملاقة في قطاع توصيل الطرود بطائرات بلا طيار ان تتوصل في العام القادم لنتائج فعلية في هذا المجال ، حيث يجري تطوير الطائرات الصغيرة حالياً في مختبر "غوغل إكس" البحثي، الذي سبق له أن طور "نظارات غوغل" أيضاً.
أما في ألمانيا فقد عرضت شركة البريد الألمانية "دويتشه بوست" أواخر يناير عام 2016 الجيل الثالث من طائرة "دي إتش إل باكتكوبتر". ومن الواضح أن التطوير جار على قدم وساق وفي المسار الصحيح، غير أن الموعد الفعلي لتوصيل أول طرد بطائرة بلا طيار لا يزال في علم الغيب، وذلك لسببين:
الأول: أن تكنولوجيا الطائرات الصغيرة بلا طيار لم تنضج تماماً بعد؛ وانها مازالت في حقل التجارب
والثاني : أنه لا تزال هنالك الكثير من المسائل القانونية التي تنتظر الحل المناسب.
كذلك تعرض سويسرا بوصفها إحدى الدول المشاركة في معرض "سيبيت" 2016 طائرة صغيرة بلا طيار من طراز "سكاي" وهو رجل آلي طائر دائم الاتصال بقاعدة الإطلاق، وتجمع هذه الطائرة بين دقة الطائرة من طراز "كفادروكوبتر" واقتصاد منطاد "تسيبيلين" في استهلاك الطاقة. أما "كفادروكوبتر" فهي طائرة بلا طيار يتم التحكم بها عن بعد ومزودة بأربع مراوح تساعدها على الاستقرار أثناء الطيران.
ويذكر في هذا الشأن أن بعض الشركات العالمية الكبرى مثل شركة"غوغل" وشركة "آي بي إم" لجأت إلى توطين أقسامها البحثية المسؤولة عن الابتكارات التقنية الحديثة في دولة سويسرا ، وأصبح قطاع صناعة تكنولوجيا الاتصالات والمعلوماتية اليوم خامس أكبر القطاعات الصناعية في سويسرا بقيمة تصل إلى 27 مليار فرنك سويسري.
وهكذا تتسابق الدول والشركات في البحث والدراسة لإبتكار معدات وأدوات جديدة ذات تقنيات عالية تحقق من ورائها مليارات الدلارات، ومن الغريب أن الشركات العربية والمصرية تنتظر وتقف موقف المتفرج عاجزة عن مسايرة هذا التقدم العلمي رغم توافر القدرات البشرية والباحثين في كافة المجالات في الوطن العربي.
