نصف ضحايا نزاعات العالم سقطو في المنطقة العربية !
د. محمد ماهر الصواف
أظهرت دراسة لمعهد لندن الدولي للدراسات الاستراتيجية أن 167 ألف شخص لقوا مصرعهم العام الماضي بسبب صراعات مسلحة. وأن نصفهم سقطوا في النزاعات المسلحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وحذر التقرير الذي تضمن نتائج هذه الدراسة من عواقب استمرار الحرب في سوريا ومن تنامي نفوذ تنظيم "داعش" الإرهابي في ليبيا.
وتجدر الإشارة أن الحرب في سوريا أوقعت لوحدها حوالي ثلث جميع الضحايا حسب هذه الدراسة . وأظهر التقرير أيضا ارتفاعا لعدد الضحايا في كل من تركيا واليمن ومصر. وأن أوضاع الدول العربية اصبحت معقدة خاصا مع غياب آفاق حلول سلمية للصراعات المندلعة في دول الشرق الأوسط.
وجاء بالتقرير أيضا أنه فيما يتعلق بتنظيم داعش الإرهابي، فهناك نقلة نوعية في نشاطه. إذ فقد التنظيم سيطرته على بعض المناطق في العراق وسوريا. لكنه عزز نفوذه في ليبيا وأحكم سيطرته على بعض المناطق هناك. ورغم أن ليبيا لا تعاني من انقسام طائفي وديني ومقاتليه غير مرحب بهم مثلما هو الحال في سوريا والعراق. إلا أن هذا التنظيم نجح في تدعيم وجوده خاصة في مدينة سرت. ما يعني أنه تنظيم متماسك ومستقر. وللأسف يشير التقرير أيضا أن حل الصراعات المندلعة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا بطريقة سلمية أمر بعيد المنال.
ومن جهة أخري يشير التقرير أن الصراعات المسلحة ليست الوحيدة المهددة للأمن العالمي، أنما يساهم التغير المناخي أيضا في ذلك ، فقد دفع التغير المناخي الآلاف من الناس إلى مغادرة بلدانهم. مما قد يؤدي إلي ارتفاع النازحين بشكل كبير في العشر إلى خمس عشر سنة القادمة . وحسب المؤشرات يتوقع التفرير الملايين ينزحون بسبب التغير المناخي وذلك رغم مصادقة الدول علي إتفاقية لحماية المناخ في شهر نوفمبر من عام 2015 .فقد تسببت الصراعات والكوارث الطبيعية في نزوح 60 مليون لاجئ في عام 2015. وإرتفاع أعداد اللاجئين هو أحد أكبر التحديات التي تواجه العالم اليوم.
بناءا عليه يحذر التقرير من مغبة عدم التوصل لحلول سلمية للصراعات المسلحة، إذ أن عواقب ذلك ستكون وخيمة على شعوب العالم.