ثقافة احترام حقوق الإنسان ودور الأم والأسرة
أ.د. محمد ماهر الصواف
وقد تضمن هذا الإعلان العالمي ديباجة و30 مادة تحدد مجموعة واسعة من حقوق الإنسان والحريات الأساسية الواجب ان يتمتع بها كل فرد بالدول المختلفة . وأرسي مبدأي العدالة والمساواة بينهم دونما تمييز على أساس الجنسية أو مكان الإقامة أو الجنس أو الأصل الوطني أو العرقي أو الدين أو اللغة أو أي وضع آخر. ونصت المادة 1 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان علي انه ❞ يولد جميع الناس أحرارًا ومتساوين في الكرامة والحقوق. وهم قد وهبوا العقل والوجدان وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضاً بروح الإخاء❝.
ومن هنا فإن احترام حقوق الإنسان هي في الحقيقة واجب كل فرد في المجتمع والالتزام به يضمن حسن العلاقات بين الناس والعيش في سلام ويساعد بدوره علي تحقيق التنمية والتقدم، ويقع علي عاتق الأمهات والأسرة إرساء ثقافة احترام الأخر وحقوقه لدي الأبناء. فلا حاجة للقول ان بناء ثقافة الأبناء يرتبط بالبيئة التي يترعرع فيه ويكون تأثير الأم في تشكيل ثقافة الأبناء أكبر ما يُمكن نظراً لقضائهم معظم سنوات الطفولة معها ، لذا هي فهي مسئولة عن توفير بيئة سليمة تدعم التسامح والحب والاحترام سوء بين الأبناء او بينهم وبين أصدقائهم وأقاربهم ويجب أن تحرص علي عدم التميز بينهم في التعامل وخلق نوع من الترابط الأسري والعائلي وتقوية معاني الاحترام لحقوق زملاء المدرسة . أيضا من الأهمية الحرص علي تعليم أولادها عدم التعدي علي زملائهم بالمدرسة وجيرانهم باللفظ وباستخدام القوه ضدهم، وعليها تشجيعهم علي الحوار والتفاهم السلمي لحل اية منازعات او خلافات تنشب بينهم . ولا شك أن تحريض الأولاد علي استخدام العنف مع زملائهم بحجة الدفاع هن انفسهم يشكل ثقافة عدوانية يصعب معها العيش في سلام وأمان.
وفي تقديري انه من الأهمية نشر الوعي المجتمعي بأهمية احترام حقوق الإنسان باعتباره واجب أخلاقي تقره كافة الشرائع السماوية وان تساهم أجهزة الإعلام ومنتجي المسلسلات والأفلام السنيمائية في نشر هذه الثقافة احترام حقوق الأخر ، ومنع عرض المشاهد التي تتضمن سلوكيات تتعارض مع هذه الثقافة.
