شكل المقابلات أو الحوار: Interview Format
يعد هذا الشكل من الأشكال الهامة للرسالة المرئية بصفة عامة، والرسالة الإعلامية بصفة خاصة، وهو ذلك الشكل الذي يعتمد على إجراء الحوار مع الآخرين، وهو لقاء هادف بين مذيع أو ضيف أو أكثر حول موضوع معين يهم أكبر قدر من الجمهور المستهدف".
أن شكل الحوار يضفي على أنواعه المتنوعة الحيوية المتعمدة، والواقعية على المشاهد، وذلك من خلال عاملين هامين، أولهما حب الاستطلاع وهى طبيعة بشرية، حيث أن الطبائع البشرية للفرد تدفعه إلى محاولة التعرف على رأيه وآراء الآخرين حول موضوع ما، أو مشكلة معينة، والتي تمثل موضوع الحوار الأساسى، وثانيهما يشتمل على مدى اتفاق رأى المشاهد مع رأى الضيف الذي يجرى معه الحوار.
ولذلك يعتبر هذا الشكل من أحب الأشكال لنفوس المشاهدين ومن خلاله يمكن نقل المضمون الثقافي بسرعة وتلقائية وواقعية، وبساطة بالطريقة التي تشجع المشاهدين على تتبع الحوار بين مقدم الحوار وضيوفه.
أما فيما يتعلق بالعناصر الواجب توافرها في هذا الشكل، فهناك تسعة عناصر لابد من توافرها في أى نوع من أشكال المقابلات وهى: مقدم الحوار، والضيوف، والموضوع، ولغة الحوار، والأسئلة، والوقت، ونوعية الجمهور المستهدف، والوسيلة المستخدمة، والأجهزة والمعدات المستخدمة، ويعتبر كلاً من معد ومقدم الحوار، والضيف، ومكان الحوار، بالإضافة إلى مخرج الحوار أهم العناصر الواجب توافرها لإنجاح هذا الشكل.
وفيما يتعلق بمقدم هذا الشكل فهو ذلك الشخص القائم بإدارة الحوار مع الضيف أو الضيوف، والذي يجب أن يكون على دراية تامة بالأحداث الجارية والموضوع الذي سيطرح للحوار من كافة جوانبه المختلفة، ويتم ذلك عن طريق جمع المعلومات والأفكار والآراء المختلفة عن موضوع الحوار، سواء من الكتب أو المجلات أو النشرات أو أى مصادر أخرى، بالإضافة إلى أن يكون على علم تام بطبيعة الضيف أو الضيوف المشاركين في الحوار من كافة الجوانب.
ويلاحظ أنه أثناء تحاور المذيع مع إحدى الشخصيات أو الضيوف، فإن الأمر يجسد موقفاً اتصالياً كاملاً، والذي يتمثل في المذيع كمرسل والضيف كمستقبل، في حين أن الموضوع الخاص بالحوار يمثل الرسالة، ويمثل جهاز التسجيل الوسيلة الميكانيكية، ويعنى التبادل في ردود الفعل والاستجابات لكل منهما أن هذا النموذج يمثل موقفاً اتصالياً فعالاً حيث تتفاعل أطرافه بنوع من الديناميكية والتبادل، حيث يتحول المذيع في أثناء الحوار من مرسل إلى مستقبل، وأيضاً الضيف يتحول من مستقبل إلى مرسل، وبالتالي يتم تبادل الأدوار تلقائياً في الموقف الحواري، لذلك يجب أن تتوفر في مقدم الحوار مهارتان أساسيتان من مهارات الاتصال وهما مهارتا التحدث والاستماع، مع التركيز أولاً وبصفة خاصة على مهارة الاستماع باعتبارها من العوامل الأساسية للتحدث بكفاءة عالية.
ويجب ضرورة تركيز مقدم الحوار على مضمون حديث الضيف أو الضيوف المشاركين، حتى يمكنه التقاط الأفكار والمعلومات الأكثر إثراءًا لموضوع الحوار، بالإضافة إلى الاعتدال في الحماس والاتزان الانفعالى أثناء إجراء الحوار، مع توافر المرونة والذكاء الاجتماعى، والذي يقتضى أن يكون مضيافاً في علاقته بالشخصية أو ضيف الحوار.
أما فيما يتعلق بمعد الحوار في هذا الشكل، فيجب عليه القيام بعمل دراسة شاملة ودقيقة لموضوع الحوار، مع العناية في اختيار وصياغة أسئلة الحوار المحورية ووضعها في صورة سهلة وبسيطة تمكن مقدم الحوار من فهمها وعرضها بطريقة جذابة على المشاركين، مع مراعاة أن تكون الأسئلة مرتبطة بموضوع الحوار وبعيدة كل البعد عن الأسئلة المركبة والمزدوجة، والتي تتضمن أكثر من إجابة، مع الابتعاد عن الأسئلة الطويلة في صياغتها، والافتراضية والإيحائية والمكررة، هذا بالإضافة إلى اختيار موضوع واحد فقط، بشرط أن يهم أكبر قدر من الجمهور، وأن يمثل الهدف الأساسى لموضوع الحوار، مع مراعاة اختيار الضيف المناسب لموضوع الحوار.
وهناك مجموعة من الأسس الهامة والتي يتم بناء عليها تصنيف الأنواع المختلفة من شكل المقابلات أو الحوار، والتي تتلخص فيما يلى:
أولاً : على أساس الهدف من إجراء الحوار: وينقسم فيه الحوار إلى:
أ -حوار الرأى: وهو أسلوب يتم بين مقدم الحوار، وأحد الضيوف، سواء كان مسئولاً أو غير مسئول لمعرفة الرأى في موضوع يهم أكبر قدر من الجمهور.
ب -حوار المعلومات: وهو أسلوب يتم فيه الحوار بين مقدم الحوار، وأحد الضيوف والذي يتمثل في أحد المتخصصين أو العلماء، بغرض إعطاء معلومات حول موضوع ما يهم أكبر عدد من الجمهور.
جـ-حوار الشخصية: وهو عبارة عن أسلوب الحوار الذي يتم بين مقدم الحوار وبين أحد الضيوف الذي قد يكون شخصية عامة، أو جماهيرية، أو بارزة في المجتمع، ويود الجمهور التعرف عليها عن قرب وإلقاء الضوء عليها.
ثانياً:على أساس عدد الضيوف ينقسم الحوار إلى:
أ -الحوار الفردي: ويتم فيه الحوار بين مقدم الحوار وضيف واحد فقط .
ب-الحوار الثنائي: ويتم فيه الحوار بين مقدم الحوار واثنين فقط من الضيوف.
جـ- الحوار الدائري: ويتم فيه الحوار بين مقدم الحوار وعد من الضيوف .
ثالثاً:على أساس طبيعة موضوع الحوار: وينقسم الحوار فيه إلى:
أ -الحوار البسيط : وفيه يتم الحوار حول فكرة واحدة أو موضوع واحد فقط بين فردين فقط.
ب-الحوار المركب : وفيه يتم الحوار حول أكثر من فكرة، أوأكثر من موضوع، وبالتالى يتعدد المتحاورون.
رابعاً:على أساس أسلوب تقديم شكل الحوار : وفيه ينقسم الحوار إلى:
أ -الحوار المسجل: وهو الحوار الذي يتم تسجيله ثم إذاعته في وقت آخر.
ب-الحوار الحى: وهو الحوار الذي يتم إذاعته في نفس وقت إجرائه.
جـ-الحوار المستقل: وهو الحوار الذي يقدم في شكل منفصل في حد ذاته.
د –الحوار التابع: وهو الحوار الذي يقدم كجزء تابع من أحد الأشكال الأخرى.
للإستفسار الاتصال الكترونياً
ساحة النقاش