د/ أحمد عبد الوهاب برانيه

أستاذ إقتصاد وتنمية الموارد السمكية

 

الآثار البيئية الضارة التى قد تنتج عن الاستزراع المائى

الآثار المباشرة

يتفاعل الاستزراع المائى مع البيئة،فهو يستخدم الموارد ويسبب تغيرات فى البيئة،وينتج آثاراً سلبية تتضمن:

<!--تؤدى بعض ممارسات الاستزراع المائى خاصة تلك القائمة فى الماء (الأقفاص،الحظائر) باطلاق مخلفات الكائنات المستزرعة وكذلك فائض الغذاء الذى لم يستهلك والمواد الغير عضوية الذائبة (النيتروجين والفوسفور)،وكذلك المخلفات الصلبة والتى تؤدى إلى آثار أيكولوجية فى المياه القريبة من وحدات الاستزراع المائى خاصة خفض تركيز الأكسوجين الذائب.

<!--الاخلال بالتوازن البيئى الطبيعى خاصة فى المناطجق الساحلية،حيث يتم إزالة أشجار المانجروف لاقامة مشروعات الاستزراع المائى،وما يترتب على ذلك من تأثير سلبى على التنوع البيولوجى واجهاد بيئى وتعرية التربة فى المناطق الساحلية.

<!--مع التوسع فى مشروعات الاستزراع المائى وكذلك زيادة الانتاجية من خلال تكثيف الإنتاج يتزايد استخدام الكيماويات للأغراض المختلفة مثل المبيدات،والهرمونات،ومحفزات النمو،وذلك للتحكم فى المفترسات،ومكافحة الأمراض والحشرات،وتغيير الجنس،وتحسين كفاءة الإنتاج والنمو،وتنظيف حواجز المزارع (الشباك ....الخ)ولاشك أن لهذه الكيماويات آثار ضاره على البيئة المائية،ومدى تأثرها السلبى على الأصناف الغير مستهدفة فى البيئة المائية وأيضا الأخطار الصحية الناتجة عن انتقالها للإنسان.

<!--إن الاستخدام المكثف للمخصبات والتغذية لزيادة الإنتاجية يزيد من الحمل العضوى ويقلل من جودة المياه.

<!--قد تؤدى ممارسات الاستزراع المائى إلى ادخال أصناف مفترسة أو متنافسة مع الأصناف المحلية مما يؤدى إلى تدمير الكائنات المقيمة،كذلك هناك احتمالات لإنتقال الأمراض والحشرات مع الأصناف التى تم ادخالها.

<!--زيادة معدلات استبدال المياه لاستبعاد المخلفات وزيادة الأكسوجين وتخفيف آثر الترسبات والمخلفات على المزارع المجاورة،ولاشك أن هذا يعتبر أحد المحددات البيئية فى حالة مزارع المياه العذبة بسبب ندرة المياه.

الآثار السلبية المرتدة

بالإضافة إلى الآثار السلبية المباشرة الذى يسببها الاستزراع المائى فى البيئة فإن هناك مجموعة أخرى من الآثار المرتدة على البيئة فى الوحدات المزرعية تنتج من ممارسات الاستزراع المائى نذكر منها ما يلى:

<!--فى بعض نظم الاستزراع مثل الأقفاص والحظائر..زالخ قد تسبب انخفاض ملحوظ فى سرعة تيار المياه،مما يؤدى إلى زيادة معدلات ترسيب وتراكم المخلفات العضوية تحت أو حول الوحدة المزرعية،وزيادة الاطماء،وتدهور نوعية المياه،وزيادة العكارة بسبب زيادة المواد العالقة،بالإضافة إلى ذلك فإن إمدادات الأكسوجين يمكن أن تنخفض وقد يحدث تصاعد غاز الميثان وغيره نتيجة الترسيبات القاعية،والتى تؤثر على عمليات النمو وزيادة القابلية للإصابة بالأمراض.

<!--إن مزارع الأحواض والتى تعتمد على حركة المد والجزر أو الضخ بواسطة المضخات لتغيير المياه،قد تتعرض إلى مشاكل ناتجة عن تدهور نوعية المياه إذا لم يكن معدل استعاضة أو احلال المياه مناسب بحيث يسمح بالتخلص من المخلفات فى الحوض.

<!--تمثل الكيماويات المستخدمة خطورة على الكائنات المستزرعة والتى قد تؤدى إلى تسمم المنتجات المزرعية،أو تخفض من نوعية ومدى قبول المستهلك لها،كما أن التوسع فى استخدام العقارات لمقاومة الأمراض قد يؤدى إلى ترسبها فى أو حول وحدات المزرعة مما يسبب آثاراً سلبية مرتدة على إنتاج المزرعة.

<!--إن الاستخدام الزائد للكيماويات فى المفرخات قد يؤدى إلى خفض معدلات النمو،وخفض معدلات الحياة خلال مراحل النمو،كما أن إنتاجية تربة المزرعة تنخفض مع الزيادة فى المعالجة الكيماوية.

<!--تنجذب المفترسات من الطيور والأسماك إلى الأسماك المستزرعة أو الموجودة فى المصايد الطبيعية فى المنطقة،وأيضا إلى امدادات الغذاء فى المزرعة،وهذا يزيد من احتمال تدمير واستهلاك الأسماك ذات القيمة الاقتصادية،كما أن هذه المفترسات قد تنقل الأمراض إلى المكان حيث أنها تعمل كحاضن وسيط فى دورة حياة الحشرات،كما أنها قد تدمر الشباك والمواد المصنوع منها حوائط المزرعة مما يؤدى إلى هروب الأسماك.

<!--إن حجم الآثار المرتدة نتيجة التوسع أو زيادة نظم التكثيف (زيادة المساحات المستغلة أو عدد الوحدات المزرعية مثل الأحواض،الأقفاص،الحظائر...الخ) قد يتبعه تدهور فى نوعية البيئة سواء فى منطقة الاستزراع أو بالقرب منها،فالتوسع فى نظم الاستزراع التى تعتمد على الغذاء الطبيعى قد تؤدى إلى انهاك الخصوبة الطبيعية فى المنطقة، كما أن إزالة الغطاء النباتى من أشجار المانجروف فى المناطق الساحلية لإقامة مزارع بحرية يؤدى إلى تدهور التنوع البيولوجى فى هذه المناطق ويقضى على الزريعة الطبيعية التى تتواجد فى هذه الأماكن،كما أن تجميع الوحدات المزرعية سوف يؤدى إلى تراكم المخلفات ويزيد من الطلب على الأكسوجين وعلى هذا تتمثل الآثار السلبية المرتدة فى زيادة الترسبات،وزيادة العكارة، وتكوين المخلفات العضوية وتصاعد الغازات السامة،وانتشار الأمراض ...الخ. كما أن ظهور هذه الآثار فى مزرعة قد يمتد إلى بقية المزارع فى المنطقة خاصة فى المناطق الساحلية الضحلة وفى حالة انخفاض معدل تبادل المياه،خاصة عندما تعتمد على المياه المنصرفة من المزارع المجاورة.

الإدارة البيئية والتنمية المتواصلة للاستزراع المائى

تشكل المسطحات المائية المستغلة فى الاستزراع المائى نظاماً بيئياً متكاملاً والذى يتكون من مجموعة من الكائنات الحية والمكونات غير الحية الموجودة فى الوسط المائى والتى تربطها علاقات غذائية متوالية،وتتحكم فيها عوامل طبيعية وكيماوية تتداخل فيما بينها وتتذبذب فى تأثيرها من وقت لآخر.كما أن لهذه العوامل المتشابكة آثرها على تجدد ونمو وهلاك المكونات الحية فى البيئة المائية.

وتحقيق النمو المتواصل للموارد السمكية من الاستزراع المائى يعنى الحفاظ وصيانة البيئة المائية من خلال ترشيد ادارة النظم البيئية بحيث تتصل القدرة على الإنتاج والعطاء.

وصيانة النظام البيئى فى وحدات الاستزراع المائى (حوض – قفص – حظيرة) تعنى المحافظة على سلامة الوظائف المختلفة لكل مكونات النظام البيئى،وكذا المحافظة على قدرة المكونات الحية بأنواعها ومستوياتها المختلفة على أداء أدوارها،ومراعاة أن يكون استغلال النظام البيئي فى حدود طاقته على استيعاب التغيرات التى تحدث بين مكوناته.فالأنظمة البيئية فى وحدات الاستزراع المائى تتدهور عندما يتم طرح الفضلات بشكل مبالغ فيه أو لضيق الحيز المائى التى تزاول فيه عملياتها (ارتفاع معدل التكثيف) ووظائفها البيولوجية،ونتيجة التغيرات الكمية والنوعية فى مكونات النظام البيئى،مثل نقص كمية الأكسوجين الذائب فى الماء بسبب ارتفاع معدلات الحمل العضوى سواء من داخل المزرعة أو من عوامل خارجية (الصرف الصناعى ،والزراعى ،والصحى)،وأيضا التغير فى كميات الفوسفات والنترات،حيث نقص هذه المكونات يقلل من خصوبة بعض المزارع خاصة تلك التى تعتمد على الأغذية الطبيعية الموجودة فى البيئة المائية، كما أن زيادة هذه العناصر تؤدى إلى حدوث ظاهرة التشبع الغذائى والتى تؤدى إلى النمو المتزايد للطحالب وغيرها من الكائنات النباتية وبالتالى زيادة معدلات استهلاك الأكسوجين الذائب كما أن زيادة المواد العالقة نتيجة مسببات تلوث المياه يؤدى إلى انخفاض درجة نفاذ الضوء وبالتالى القدرة على توفير الإنتاج الأول خاصة بالنسبة للمزارع التى لا تعتمد على الأغذية الاضافية أو تعتمد عليها فى حدود ضيقة.

وعلى هذا فإن ادخال وتطوير الإدارة البيئية على مستوى المزرعة يعتبر أمراً أساسياً لاستغلال الموارد المتاحة بكفاية عالية، كما أن وجود نظام مناسباً للرقابة والرصد البيئى يضمن حماية وصيانة وحدات الاستزراع المائى ويقلل بقدر الامكان من الآثار البيئية السلبية الناتجة عن أى متغيرات بيئية خارجية،كما أن الاتجاهات الحديثة فى التنبؤ بالآثار السلبية للمشروعات وإيجاد الطرق والوسائل لتقليل الآثار الغير مقبولة أو منعها وتدعيم الآثار الإيجابية.

إن الإدارة البيئة على مستوى المزرعة يمكن أن تتحقق بشكل أساسى عن طريق التخطيط والتصميم السليم وبصفة خاصة من خلال الاختيار المناسب للموقع والذى يسمح بتغير أو تبادل المياه بشكل كافى،وكذلك من خلال ترشيد العمليات المزرعية متضمنة الاختيار الجيد للأصناف المستزرعة،ومعدلات التخزين المناسبة،ونظام التغذية السليم،والعناية والدقة فى استخدام الكيماويات.

إن الاختيار المناسب للموقع والإدارة السليمة لأنشطة الاستزراع المائى لا يمكن أن ينتج عنها أى تغيرات أيكولوجية غير مقبولة،وحتى إذا ما حدث تغيير فإنه يمكن استخدام وسائل لمنعه أو تقليله إلى أقل حد ممكن.

إن توفر نظام للمراقبة والرصد البيئى للمخزونات المستزرعة،ونوعية المياه،والظروف الصحية،ومعدلات التلوث يعتبر أمراً أساسياً، حيث أن المراقبة والرصد البيئى توفر نوعاً من الانذار المبكر عن أية مخاطر بيئية متوقعة وبالتالى الاستعداد لاتخاذ الوسائل المناسبة لمنع حدوثها أو التقليل من آثارها.

وبرنامج المراقبة والرصد البيئى يجب أن يتضمن جوانب فيزيائية وكيمائية وبيولوجية، بحيث يمكن قياس أى متغيرات بيولوجية وإرجاعها إلى تغيرات كيمائية أو فيزيائية محددة.

كما أن استخدام أساليب التقييم البيئى

Environmental Impact Assessment (EIA)

عند تخطيط وإعداد أولويات مشروعات الاستزراع المائى يحقق الأهداف الآتية:-

<!--التنبؤ بالآثار البيئية للمشروعات

<!--إيجاد الطرق والوسائل لتقليل الآثار الغير مقبولة بيئياً،وإعادة تشكيل المشروع بحيث يتكيف مع البيئة.

<!--ادماج المعلومات البيئية فى عملية اتخاذ القرارات المتصلة بمشروعات التنمية

<!--المساندة فى اختيار البديل المناسب،وذلك فى حالة ما إذا تمت دراسة بدائل للموقع أو بدائل لتصميم المشروع.

وعلى الرغم من تعدد الآراء ووجهات النظر فيما يتعلق بمجال وأهداف وأساليب التقييم البيئى وفى ظل الظروف الخاصة بالدول العربية فيما يتعلق بتوفير الامكانيات لإجراء تقييم بيئى لمشروعات الاستزراع المائى،فإننا نورد فيما يلى مجموعة من الأسئلة تساعد الإجابة عليها فى إعداد تصور مبدئى عن الآثار البيئية لمثل هذه المشروعات.

<!--ماهى طريقة الاستزراع المقترحة؟ (أحواض – أقفاص عائمة – استزراع القاع – حظائر). حدد أسباب اختيار طريقة الاستزراع المقترحة؟

<!--هل نظام الاستزراع سيعتمد على الأسلوب المكثف أم الغير مكثف؟قيم مدى المتاح من الموارد المطلوبة ومدى القدرة على توفيرها؟

<!--إذا كان الغرض هو استخدام الإنتاج المكثف،فهل تحسين فاعلية المزارع القائمة قد تمت دراسته كأحد الوسائل البديلة لزيادة الإنتاج.

<!--هل الأرض أو مساحات المياه المطلوبة تتطلب إجراء تغييرات فى نظم أيكولوجية أو استخدامات قائمة (أشجار المانجروف – مصايد طبيعية – أراضى زراعية ...الخ) أو صف بدائل لموقع المشروع؟

<!--هل تمت دراسة وفحص الآثار المتوقعة على هذه المناطق أو الاستخدامات؟حدد المجتمعات المستفيدة أو المضارين من تنفيذ المشروع؟

<!--هل الموقع الذى تم اختياره قادر على توفير الاستمرارية لفترة زمنية طويلة للمشروع المقترح؟وما هى المحددات أو الصعوبات؟

<!--هل المشروع سوف يؤثر على الموارد التى تستخدم فى أنشطة الصيد؟ (على سبيل المثال نوعية المياه،الشعب المرجانية) حدد مدى وشدة الآثار المتوقعة؟

<!--هل المشروع سوف يؤثر على الموارد التى تستخدم بواسطة انشطة أرضية أخرى؟ (على سبيل المثال، هل إنشاء أحواض مزارع  فى أحواض مياه شروب تزيد ملوحة التربة فى المناطق الزراعية القريبة؟)  حدد مدى وشدة الآثار المتوقعة؟

<!--هل سيتم اقامة المشروع فى منطقة معرضة لمخاطر طبيعية مثل الفيضانات والأمواج والعواصف ...الح؟

<!--هل الموقع المقترح معرض لمخاطر من فعل الإنسان مثل التلوث الصناعى والزراعى والصحى والحرارى؟حدد هذه المخاطر؟

<!--هل توجد مخاطر على صحة الانسان من الموقع المقترح؟

<!--هل المشروع سيزيد من ظهور الأمراض المرتبطة بالمياه؟

الخلاصة والتوصيات

<!--الاستزراع المائى يتعامل مع البيئة فهو يستخدم الموارد ويسبب تغيرات بيئية،وعليه فإن الجهود المبذولة لتنمية الاستزراع المائى يحتاج إلى دعم أكثر لضمان انسجام وملائمة هذه المشروعات مع البيئة،فالاستزراع المائى يتنافس مع الموارد المائية والأرضية،والتى تسبب فى بعض الحالات تعارض أو تناقص مع المستخدمين الآخرين للمورد،وكذلك فإن هناك ابعاد بيئية لتنمية الاستزراع المائى قد يترتب عليها .

<!--التأكيد على أن الفوائد المالية المتوقعة من مشروعات الاستزراع المائى يجب ألا تقل عن الخسارة التى يمكن أن تحدث للبيئة.

<!--إن الآثار السلبية للاستزراع المائى يجب التنبؤ بها وتقييمها،وأن تحدد الوسائل التى تضمن أن تظل هذه الآثار فى اطار مقبول بيئياً.

<!--يجب وضع نظام للمراقبة والرصد البيئى للتأكد من أن الآثار الضارة تظل فى الحدود المقبولة بيئياً،ويضمن وجود إنذار مبكر لأى مخاطر متوقعة،مع تكامل نظم المراقبة الخاصة بالاستزراع المائى مع نظم مراقبة تلوث المياه.

<!--التركيز على اخطار التلوث الذاتى Self Pollution وغيرها من الآثار السلبية المرتدة ، وبصفة خاصة مخاطر التلوث الذاتى الناتج عن زيادة أعداد المزارع السمكية فى منطقة معينة.

<!--اصدار لوائح بيئية للاستزراع المائى عند الضرورة مثل حدود تصريف المخلفات،ومواصفات وطرق معالجة المخلفات،تطبيق الحوافز والعقوبات لخفض الانهاك البيئى الناتج عن أنشطة الاستزراع المائى،وكذلك اصدار اللوائح التى تحكم نقل الكائنات المائية، وحركة الأصناف من وإلى مواقع الاستزراع.

<!--منع استخدام الجرعات الضارة من المواد الكيماوية،وعدم تشجيع الاستخدام الوقائى للمضادات الحيوية،وتقليل استخدام العقاقير إلى أقل حد ممكن،وترشيد استخدام الأغذية والمخصبات.

<!--اقامة – كلما كان ضرورى – إدارة للخدمات الصحية للاستزراع المائى لتغطية المتطلبات الخاصة بالحجر الصحى،والتشخيص،والمعالجة والمراقبة.

<!--تدعيم مشروعات الاستزراع فى المياه الغير ملوثة والمناطق التى بها درجة مخاطر مقبولة.

<!--ادخال التقييم البيئى EIA فى تخطيط وإعداد مشروعات الاستزراع المائى.

 

أعدته للنشر/ أمانى إسماعيل

مديرة مواقع الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية على الانترنت

 

 

 

drBarrania

د/ أحمد برانية أستاذ اقتصاد وتنمية المواردالسمكية معهد التخطيط القومى

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 681 مشاهدة
نشرت فى 11 أغسطس 2012 بواسطة drBarrania

ساحة النقاش

د/ أحمد عبد الوهاب برانية

drBarrania
أستاذ اقتصاد وتنمية المواردالسمكية معهد التخطيط القومى »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

366,986