د/ أحمد عبد الوهاب برانيه

أستاذ إقتصاد وتنمية الموارد السمكية

د . احمد برانية      

المقومات الاقتصادية للاستزراع المائى

مصر والعراق تنتجان أكثر من 80% من إجمالى الاستزراع المائى العربى

تواصل " جريدة الصياد " نشر الجزء الثالث من الدراسة المهمة الى أعدها الدكتور احمد برانية استاذ اقتصاديات الموارد بمعهد التخطيط القومى حول اقصاديات الاستزراع السمكى فى الوطن العربى و هو يتعلق بالمقومات الاقتصادية للاستزراع المائى فماذا عن الدراسة المهمة؟

            ان تنمية الاستزراع المائى تحتاج الى عدة مقومات أساسية يجب أن توافرها حتى تتحقق الكفاءة الاقتصادية لمشروعات هذا النشاط . ومن أهم هذه المقومات توافر المياة والزريعة والاعلاف بالاضافه الى توفر الخدمات الاخرى المساعدة مثل التسويق والارشاد والتمويل وغيرها ، ومع ذلك فغن مدى وفرة هذه العناصر ليس العامل المطلق فى تحديد الجدوى الاقتصادية لهذا النشاط . إذ تعتبر تكاليف الحصول على هذه المقومات والتى تكون فى النهاية تكاليف الانتاج هى العامل الحاكم فى استخدامها . وسنتناول فيما يلى العناصر الاساسية وهى المياة والزريعة والأعلاف حيث سنعرض للمقومات الأخرى فى الأجزاء التالية : -

                        المياة

            يعتبر تواجد المياة بالكمية والنوعية الملائمة من أهم مقومات الاستزراع السمكى ، واذا كان الانتاج السمكى لا يستهلك المياة الا أنه يحتاج الى شروط معينة من حيث نوعية المياة وحماية البيئة والتى تحد من الاستخدامات الأخرى للمياه . و تتمتع الدول العربية بموارد مائية عذبة وبحرية تتفاوت من حيث كمياتها ونوعياتها ( يجب التنويه ان مساحة المسطحات المائية وتدفقات مياهها لا تعطى مؤشرا حقيقيا عن مقدار إنتاجيتها المتوقعه من الاسماك نظرا لأن مجموعة العوامل البيئية والحيوية والهيدرولوجية وغيرها تسهم مجتمعة فى تحديد الطاقة الانتاجية السمكية لهذه المسطحات ) وهنا يبرز دور الاستزراع السمكى فى استغلال هذه الموارد .

                        المياة العذبة

            تتنوع مصادر المياة و تتباين كمياتها من قطر عربى لآخر وتشكل الأنهار وقنوات الرى والبحيرات والخزانات والسدود والمستنقعات وحقول الأرز مناشط رئيسية لتربية الأسماك فى العديد من الدول العربية .

            وتغطى الوطن العربى مساحات من مسطحات المياة العذبة تزيد على 10 ملايين هكتار وتتمثل هذه المسطحات فى الخزانات والسدود السطحية بمساحة 2.4 مليون هكتار تمثل 23.5 % من اجمالى مساحة المسطحات المائية والبحيرات بمساحة 744 الف هكتار ( حوالى 7.3 %) وحقول الأرز بمساحة 181 ألف هكتار ( تعادل 1.8 %) بالاضافعه الى مساحه واسعه من المستنقعات تغطى نحو 6.9 مليون هكتار تمثل 67.4 % من جملة مساحة المسطحات المائية كما تقدر أطوال الأنهار فى الوطن العربى بحوالى 16599 كم و قنوات الرى بحوالى 88.1 ألف كم .

                        المياة البحرية

            تتوفر المياة البحرية فى جميع دول العالم العربية ويقدر طول السواحل العربية المطلة على البحرين الاحمر والمتوسط والخليج العربى والمحيط الهندى والمحيط الأطلسى بحوالى 21100 كم طولى حيث يقدر طول السواحل العربية الافريقية بحوالى 13700 تمثل 65 % من اجمالى اطوال السواحل العربية فى حين يقدر طول السواحل العربية الآسيوية بحوالى 7400 كم تمثل 35%تقريبا من اجمالى السواحل العربية ، وهذا يعنى ان كل كيلو متر طولى من خط الساحل يخدم حوالى 661 كيلو مترا مربعا من مساحة الوطن العربى ككل ، 741 كم من مساحة الجناح الأفريقى للوطن العربى ، 513 كم من مساحة الجناح الآسيوى .

            وتجدر الإشارة الى انه بالنسبة للمياة العذبة فإنه يوجد طلب متزايد عليها مع زيادة السكان والتوسع فى المشروعات الزراعية واستصلاح الأراضى و أغراض التنمية الصناعية والعمرانية مما قد يعكس ندرة هذا المورد والتى تقابلها وفرة فى المياة المالحة البحرية وبناء عليه فمن المتوقع ان يتم استغرل موارد المياة فى الاستزراع السمكى بناء على الأسس الآتيه : -

أ -  إتباع نظم التربية المتكاملة فى المياة العذبة وكذلك الاستزراع المكثف وذلك بشرط ثبوت جدواها  الاقتصادية بهدف الحصول على اكبر عائد من وحدة المياة العذبة .

ب -  ان التوجه الاساساى فى تنمية الاستزراع المائى هو المزارع البحرية سواء القائمة على الشواطىء أو فى المياة .

                                    الزريعة

تعتبر زريعة الاسماك أحد عناصر الانتاج المهمة فى الاستزراع المائى ، وتوفيرها بالكميات المطلوبة و فى الاوقات المحددة أحد مقومات الاستزراع الاقتصادى ، فنقص كميات الزريعة يتسبب فى نقص المساحات التى يمكن استزراعها ، كما أن عم الحصول على الزريعة فى الأوقات المحددة يخل ببرنامج الانتاج ويقلل من الكفاءة الاقتصادية للنشاط .

            ويتم توفير زريعة الاسماك والقشريات المرباة من مصدرين هما المصايد الطبيعية والمفرخات (المفاقس ) وتعتبر المصايد الطبيعية المصدر الرئيسى لزريعة العديد من الاصناف البحرية و من أهمها أسماك البورى ( العربى ) مما يجعل توفيرها خاضعا لظروف يصعب التحكم فيها كما أن التوسع فى صيدها يمثل خطورة على المخزونات السمكية لهذه الصناف فى المصايد الطبيعية ، وهذا يتطلب التوسع فى انشاء مراكز لتجميع زريعة الاسماك البحرية مع ضمان التنمية المستدامة لمخزوناتها .

            وقد قدرت كميات زريعة الاسماك البحرية المنتجة فى الوطن العربى بحوالى 203 ملايين وحدة بوريات منها 20 مليونا فى مصر ، 3 ملايين فى تونس ، 4.1 مليون زريعة قاروص تم انتاجها فى مصر و تونس على الترتيب عامة 1990 ، 2 مليون زريعة اسماك اخرى تم انتاجها فى نفس البلدين .

            أما بالنسبة لزريعة اسماك المياه العذبة فتختلف طريقة الحصول عليها من صنف الى اخر ، فهناك الأسماك التى تتكاثر طبيعيا وتتميز بمعدل عال من الفقس لزريعتها كأسماك البلطى النيلى ، وهناك الاسماك التى تتكاثر طبيعيا ويمكن حثها على التبويض اصطناعيا كأسماك الكارب العادى ، وهناك الأسماك التى لا تضع بيضها طبيعيا ولابد من اكثارها صناعيا كأسماك الكارب العاشب والذى يعتبر الوطن العربى خارج منطقة موطنه الجغرافى ، كما يتم استيراد بيض اسماك التراوت من الخارج . ومع التوسع فى مشروعات الاستزراع المائى زادت الطاقة الانتاجية لمفاقس زريعة الاصناف الرئيسية المنزرعة فى المياة العذبة والتى من أهمها أسماك الكارب المختلفة و أسماك المشط ( البلطى ) .

            وفيما يلى بيان بكميات انتاج الزريعة فى بعض الدول العربية فى عام 1993 :

*           العراق :   32 مليون أصبعية من اسماك البنى والقطان والسبوط والكارب العادى والعشبى والفضى ( بعض هذه المفاقس متوقف عن الانتاج بسبب نقص المستلزمات بسبب الحصار المفروض على العراق )

*           سوريا :  15 مليون أصبعية من اسماك الكارب و المشط ( البلطى ) .

*           مصر :   350 مليون وحدة تشكل اسماك المبروك العادى أعلى نسبة فيها .

*           الأردن :   مليون من زريعة اسماك المشط والكارب . ويتم استيراد بيض اسماك التراوت من الخارج .

*           لبنان :  3 ملايين بيضة تراوت تستورد من الخارج .

*           الجزائر :  36 مليون أصبعية من الكارب الصينى تستورد من المجر .

*           المغرب :  6 ملاين وحدة من الكارب الفضى والحشائش ، 150 طنا للتروته الفزحيه .

                        و بمقارنة الطاقة الانتاجية الحالية بالامكانات المتاحه لاستغلال المسطحات المائية الواسعة فى الوطن العربى يتضح النص الكبير فى انتاج الزريعة لمواجهة الطلب المتزايد عليها. و فى مصر والتى تعتبر الدولة الرئيسية فى الاستزراع المائى فى الوطن العربى يقدر العجز فى انتاج الزريعة من جميع الاصناف المستزرعة لمواجهه احتياجات المزارع القائمة بالفعل بحوالى 700 مليون وحدة ، و هو ما ينعكس بلا شك على الكفاءة الاقتصادية للعديد من المزارع .

                                                الأعلاف

                        تعتبر الأعلاف المركزة والمصنعة احدى المستلزمات المهمة فى رفع معدلات الانتاج فى المزارع المائية ، وهناك تنافس بين كل من الانتاج الحيوانى والداجنى والمائى على استخدام الاعلاف بأنواعها المختلفة .

                        وتختلف أنواع مكونات الاعلاف من بلد الى آخر حسب ما يتوفر محليا ، وتعتبر الحبوب العلفية و الأمبازات" الكسب " والردة " النخالة " ومسحوق الاسماك ومخلفات المجازر من مسحوق اللحم والعظم والدم والريش وبقايا الدواجن المكونات الرئيسية لهذه الأعلاف ، وتوجد مصانع لأعلاف الاسماك المركزة فى بعض الدول العربية التى لديها مزارع مائية ، كما تستورد بعض الدول العربية احتياجاتها من الاعلاف مثل الأردن ولبنان والمغرب لتغذية اسماك التراوت .

                        ومع زيادة الطلب على الاعلاف المصنعه لمواجهة التوسع فى الاستزراع المائى ترتفع اسعارها حتى بالنسبة للآنواع ذات المحتوى الغذائى المنخفض مثل كسب بذرة القطن والردة و رجيع الكون والذرة .. الخ ، ومع الأخذ فى الاعتبار معامل التحويل والأسعار الجارية لطن المكونات مقارنة بأسعار بيع الأسماك ، فإن استخدام هذه الأعلاف يعتبر غير اقتصادى فى بعض الأحوال – خاصة بالنسبة للأعلاف المستوردة ذات المحتوى البروتينى المرتفع – وبناء على ذلك تعتبر تغذية الاسماك عن طريق توفير ظروف بيئية تسمح بتوفير غذاء طبيعى " التسميد " البديل الأفضل من وجهة النظر الاقتصادية ، على أن يقتصر استخدام الأعلاف المركزة والمصنعة ذات المحتوى البروتينى المناسب على تغذية الاسماك ذات القيمة التسويقية المرتفعة والتى تضمن تحقيق عائد مناسب .

                        وطبقا ليبانات منظمة الأغذية والزراعة بلغ الانتاج من الاستزراع المائى حوالى 61 الف طن و هو ما يمثل 4%من اجمالى كمية الانتاج السمكى فى الوطن العربى ، وقدرت قيمته بحوالى 265 مليون دولار أمريكى .

                        وقد حقق الانتاج من الاستزراع المائى زيادة ملموسة سواء فى الكميات أو القيمة خلال العقد الماضى ، فقد زادت كمية الانتاج فى عام 1993 بنسبة 64% عما كانت عليه فى عام 1984 ، وارتفعت القيمة بنسبة 88% .

                        وتساهم مصر بحوالى 58%من اجمالى الانتاج ، و30 %من اجمالى القيمة ، فى حين تساهم العراق بحوالى28% من الانتاج ، ثم تأتى مساهمة سوريا بحوالى 8%من الانتاج والقيمة ، والمغرب تساهم بحوالى 5%من الانتاج ، و 3% من اجمالى القيمة ، وتونس بنسبة 2% من الانتاج ، 3% من القيمة ، أما باقى الدول العربية فمساهمة كل منها أقل من 1% من اجمالى الانتاج والقيمة .

            ويتضح أن مصر والعراق تنتجان أكثر من 80% من اجمالى انتاج الاستزراع المائى العربى .

            ونظم الاستزراع المستخدمة فى المنطقة العربية هى :

·   الاستزراع منخفض التكثيف " الانتشارى "

· الاستزراع متوسط التكثيف

· الاستزراع المكثف

·  الاستزراع المتكامل مع الأنشطة الأخرى

drBarrania

د/ أحمد برانية أستاذ اقتصاد وتنمية المواردالسمكية معهد التخطيط القومى

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 529 مشاهدة
نشرت فى 21 مايو 2012 بواسطة drBarrania

ساحة النقاش

د/ أحمد عبد الوهاب برانية

drBarrania
أستاذ اقتصاد وتنمية المواردالسمكية معهد التخطيط القومى »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

366,951