<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
جنون الهذاء- البارانويا Paranoia
أولا - تعريفه :
حالة نفسيّة مرضيّة يملك المصاب بها جهازاً عقائدياً معقّداً وتفصيلياً يتمركز حول أوهام لا أرضيّة واقعية لها ، وهذه الأوهام تقنعه بأنه مضّطهد من قبل الآخرين وبأنّ السبب الرئيس لاضطهاده من قبلهم هو كونه شخص عظيم ومهمّ للغاية ، أي أنه حالة مرضية ذهانية ، يميزها الأوهام والهذيان الواضح المنظم الثابت ، أي الهذيانات والمعقدات الخاطئة عن العظمة أو الاضطهاد ، مع الاحتفاظ بالتفكير المنطقي وعدم وجود هلوسات في حالة الهذاء النقي ، أي أن الشخصية رغم وجود المرض تكون متماسكة ومنتظمة نسبيا .
الجهاز العقائدي المفعم بالأوهام الذي يبتلي به المصاب بالبارانويا يتشكّل ويتطور ببطء شديد وعلى مرّ زمن طويل ، ويصبح مع الأيام منظّماً للغاية إلى درجة يبدو معها منطقيا ومقنعا ، والخطورة التي ينطوي عليها هذا الاضطراب النفسي تكمن في أن المصاب به يبدو طبيعيّا أثناء الحديث وفي تصرفاته وسلوكه إلى درجة لا تثير لدى الآخرين إيّ رغبة لمواجهة المريض وإحالته إلى الجهات المعنيّة بعلاجه ، ولقد اعتبر فرويد أن اليهود لديهم مرض البارانويا ، وأن هذه البارانويا اليهودية بدأت منذ اعتقادهم أنهم شعب الله المختار.
ثانيا – خطورته وأعراضه :
كما تتشكّل لدى المريض قناعة مطلقة بأنّه عظيم وبأنّ الآخرين يسعون لإيذائه والحطّ من عظمته ، ويدافع عن قناعته هذه حتى عندما تواجهه بكلّ البراهين التي تثبت عدم صحّة تلك القناعة ، كما أن عدم الثقة بالآخرين يدفع المريض لتركيز كلّ حواسه على تصرفات الناس من حوله وتفسير كل حركة لهم بطريقة تخدم قناعاته ، فيبني من الحبة الصغيرة جبلا كبيرا كأن يدّعي عندما يرى شخصا يلوح يده عن بعد بأنّ هذا الشخص يشير إليه ويتكلم للآخرين عنه ، وقد يذهب أبعد من ذلك فيدّعي أنه يخطط لقتله ، هذه الأوهام التي يعيشها المصاب بالبارانويا تجعل منه شخصا شكّاكا عنيدا غاضبا عدوانيّا وناقما على الآخرين، للهذاء أعراض كلينيكية أهمها ما يلي :
1 – هذاء العظمة أو توهم العظمة Delusions of Grandeur :
حيث يعتقد المريض اعتقادا قويا بأنه شخص عظيم وأذكى وأقوى البشر ، وأنه يحصل على قوة خارقة للكشف عن الظواهر الغيبية، أو أنه مرسل بدين جديد لهداية الناس ، أو أنه حاكم أو زعيم أو قائد أو بطل كبير أو ملك ملوك العالم أو مخترع جبار أو نبي أو رسول ، أو أغنى الأغنياء بما يملك من جبال من الذهب أو لديه القدرة على قراءة أفكار الناس وفهم ما يدور بخلدهم دون الحاجة إلى الكلام ... ، ويؤمن بأهميته وتفوقه وامتيازه وعظمته وخطورته ورفعته . وقد يعتقد أن لديه قوى خارقة أو سحرية. وعادة ما تتبع هذاءات العظمة إحساس بالنقص وعدم الاستقرار والأمن ، ومن ثم ترضي هذه الهذاءات هذا الشعور بالنقص ، وتجعله يهرب من المشاكل اليومية وحقيقة أمره .
وفيما يلي حالة تدل على خصائص هذا النوع :
شاب في السادسة والعشرين من عمره، كان ترتيبه الثاني في امتحان الثانوية العامة ، منذ بضعة سنوات ... ثم دخل كلية الهندسة ، واستطاع أن يصل إلى تفسير جديد ، يرجح اختراع معدن نادر من مخلفات معادن رخيصة، وقد كان تفسيره لهذا الاحتمال واقعيا ومسلسلا إلا أن الافتراضات كانت أكبر من احتمال الحقائق العلمية المتاحة، وقد استقبل أساتذته هذا الاختراع بتقدير طيب، من حيث الفكرة، وإن كانوا قد رفضوا تفاصيله وطالبوه بمزيد من الصبر دون التخلي عن محاولة البحث عن جديد طالما أنه متفوق في دروسه.
إلا أن الطالب بدأ بعد ذلك في تفسير أحاسيسه الجسمية ، تفسيرات كيميائية خاصة ، حتى وصل إلى تشخيص خاص ، وهو أنه عنده شيخوخة مبكرة ، وظل يتتبع هذا الفرض ويثبته بتاريخ عائلي ، وبحقائق كيميائية صحيحة ، تتعلق بتمثيل المواد الدهنية وترسيبها وإحداثها لتصلب الشرايين ، واستمر هذا الاعتقاد عنده لمدة سنتين ، منتظما مرتبا ، ثم قال أنه عالج نفسه منه بفيتامين هـ ... وشفي ، وأن هذه أول حالة في العالم من نوعها ، وانتقل بعد ذلك بهدوء إلى أنه الآن مصاب بزيادة في نشاط الجهاز العصبي الباراسيمبتاوي ، وأن كل مظاهر اضطراب جسمه وتوقفه الدراسي وزيادة عرقه ناتجة من هذا الاضطراب بوجه خاص ، وكان من نص كلامه " .... أنا عندي زيادة في إفراز الأسيتيل كولين ، ولازم آخذ أرتان ، إذا كنتوا عايزين تخففوني ... والعرق ونبضات القلب كلها دليل على كده ... أنت عارف أن الغدد العرقية طبعا رغم أنها سمبتاوية إلا أن نهايتها كولينرجيك ... تلاقيك ... نسيت وأنت دكتور ، أصلي أنا أذكى منك . شوف أنت طالع كام في الثانوية العامة وأنا طالع كام ، وتلاقيك مش عارف اسم الأرتان الكيماوي ... أنا مش حقول لك ..... وكان يحفظ كل الأسماء الكيميائية للعقاقير المضادة لنشاط الجهاز العصبي الباراسمبتاوي ، ويعرف مراكز عملها وطبيعته .
وكان والده يصدقه في كل هذه المعتقدات مرحلة بعد مرحلة ، ويعلن ذلك حينا ويخفيه أحيانا . ورغم كل هذا فإنه ظل محتفظا بعلاقاته الاجتماعية ، وتفاعله العاطفي مع الآخرين الذين كانوا في العادة دائمي الإعجاب بتسلسل أفكاره ، وبهذا القدر الهائل من المعلومات الطبيعية الكيميائية الصحيحة – بغض النظر عن طريقة ترتيبها أو سوء تأويلها أو موقع الاستشهاد بها
أما توافقه الدراسي ، فم نستطع أن نفسره بضعف الإرادة أساسا ،فقد كان تاريخيا لاحق لهذه الضلالات ، وكان تفسيره دائما بأنه نتيجة لهذا الاضطراب العضوي ، فهو غير قادر على بذل الجهد المناسب في الدراسة ، وخاصة أن هذه النظريات العلمية التي تفسر حالته تستغرق كل جهد عقلي له .
وقد عولج بشتى أنواع العقاقير ( المهدئات العظيمة ) ، والجلسات ودخل عدة مستشفيات ولم تتحسن حالته إطلاقا ، وحين بدأ وضع خطة تأهيل محكمة ، وخطة سلوكية لرفض هذه الضلالات وإحباطها تعاون في بداية الأمر متحديا أن يغير أحدهم فكرة ، وكان مطمئنا طول الوقت اطمئنانا يقينيا بأن هذا مستحيل أصلا ، وفي الوقت الذي بدأ يتغير فيه قليلا ويستمع إلى الرأي الآخر بإنصاف نسبي ... بدأ يتزايد القلق عنده رغم محاولاته لإخفائه ... ثم استأذن لأجازة مؤقتة ، واعدا أنه يعد العدة لاستكمال دراسته ( بغض النظر عن وجود هذا الاضطراب العضوي الذي هو متأكد من حقيقة وجوده ، ولكنه اختفى ولم يعد أبدا ... وساهم في الوعد الكاذب هذا تردد والده .. واعتقاده بصحة أفكار ابنه مائة في المائة " .
وهكذا نجد كيف أن هذه الحالة قد بدأت بمحاولة خلق حقيقي تقبلها أولوا الرأي بقبول حسن ، إلا أنها انحرفت إلى ضلالات ثابتة ، وإن تغير محتواها على مرحلتين. ثم نلاحظ أن عملية التفكير ذاتها لم تتفكك أبدا ، وقدرته على التجريد ظلت سليمة تماما طول الوقت كما ظلت عواطفه حارة وغنية .
كما نلاحظ كيف أن تصديق والده له جعله يتثبت أكثر على أوهامه ، ولا يستجيب لأي علاجات عضوية، وأخيرا فعلينا أن نلاحظ أنه في اللحظة التي كاد الجهاز الضلالي يهتز ، انسحب المريض (بموافقة والده) خوفا على تماسك شخصيته (وإن كان تماسكا مرضيا).
2- هذاء الاضطهاد أو توهم الاضطهاد Delusions of Persecution :
حيث يعتقد المريض أنه شخص مضطهد مظلوم يسيء الناس معاملته ، وأنه ملاحق من قبل هيئة أو منظمة أو شخص معين للاعتداء عليه أو قتله حسدا ، أو غيرة منه ، أو رغبة في التخلص من منافسته في العظمة وعلو الشأن أو أن الآخرين يحاولون ويخططون لإيذائه وتحطيمه وأنهم يكيدون له كيدا ، ويأتمرون به ليقتلوه (فيضعون له السم في الطعام) ، فيشكو من أنهم يتعقبونه ، وأنه فريسة لمؤامرة كبيرة لإدخاله السجن ، فيشعر بالنقص وعدم القيمة وينعزل . ويملؤه الخوف والرعب الشديد من المؤامرة التي تدبرها له زوجته أو أقربائه للخلاص منه ، فيصبح في شك في كل من حوله . وقد يعتقد أن المخابرات تتجسس عليه وأن الشرطة تتبعه ، وقد يفسر الحركات البريئة للآخرين على أنها موجهة ضده ، وقد يملؤه الشك ( مثل الشكل في علاقات جنسية للزوج ) ، والغيرة والغضب والاستياء والغل والحقد والكراهية والعداء ( لمضطهديه وأعدائه المزعومين ) ، والميل للانتقام والضياع والحزن ، وقد يصل الحال إلى الاكتئاب والتفكير في الانتحار.
وفيما يلي حالة تدل على خصائص هذا النوع :
شاب عمره (40 سنة ) ، لم يتزوج ، ويعمل بوظيفة كتابية في بنك ، جاء يشكو من أن شخصا أطلق عليه إشاعة في دمنهور ... بعد ما عرض علي أن أتجوز بنته ، وكانت ظروفي ما تسمحش ، قال إني ما ليش في الناحية الجنسية .. ، ومن يومها الناس بتبص لي ، وبيتكلموا علي ، وحاسس إن فيه مؤامرة عشان رفضي ... " ... ووصل به الحال بعد ذلك أنه كان جالسا في قهوة ، فشعر بنظرات الناس متجهة إلى مكان حساس بجسمه .... فظن أنهم ينكرون رجولته ... فقام فجأة وكاد أن يتعرى جزئيا ... ليثبت لهم رجولته : ويعمم الأمر ، ويفسر عدم زواجه بأن هذه الإشاعة ، وراءه في كل مكان ..
وبدراسة تاريخه ، وجد أنه ساكن في فندق في القاهرة ، منذ أسابيع مع أن عمله بالأقاليم ، ويقول " .... اللي مخليني أسكن في مصر أن الإشاعة دي ورايا في البلد ... ما اقدرش أقعد على قهوة أو أقول لحد صباح الخير " .
وتبين من تاريخه الوظيفي أنه غير وظيفته عدة مرات ، حتى التحق من خمس سنوات بوظيفته الحالية ، وكان في علاقاته العاطفية والجنسية شكاكا ، مما حال دون زواجه حتى هذه السن ، وكان يشير إلى نوع غريب من علاقته بالذكور " ولو واحد راجل بص لي شوية أحس انكمائ شديد في عضوي ". وقد استجاب هذا المريض للعلاج بسرعة، وعاد إلى حالته قبل المرض دون آثار صريحة أو خطيرة.
3 – هذاء الهلوسة المزمنة :
ويتصف بوجود اضطراب في المجال النفسحسي Psychosensory ، يمثل الخلل الأساسي في هذا المرض ، فإذا وجدت ضلالات ، فإننا قد نستطيع أن نرجعها إلى هذا الاضطراب ، وقد تأتي الهلوسات من أي مصدر من الحواس الخمس ، مثل أن يشم المريض روائج كريهة ، أو يرى مناظر بشعة ، أو أن يعيش أ ي هلوسات أخرى وقد يسمع صوته ، أو " صوتا داخليا Inner Voice ، يهدد أو يعلق أو يؤيد أفعاله وسلوكه بصفة عامة ، كما لابد أن نشير أن الاضطراب النفسحسي لا يمثل نواة الضلالات فحسب ، بل أنه يستمر يشغل حيزا موازيا للضلالات في الصورة الكلينيكية .
وفيما يلي حالة تدل على خصائص هذا النوع :
سيدة ، مطلقة ، عمرها ( 40 سنة ) ، وليس لها أولاد ، تعيش وحدها معظم الوقت ، وتنتقل أحيانا إلى أختها بضعة أيام في الشهر ، وتعمل في حياكة الملابس بصفة غير منتظمة في منزلها ، وتربي عدة قطط لديها ، وقد أحضرتها أختها لأنها لاحظت عليها أنها تكلم قططها ، وكأنها ترد عليها . وبسؤالها ، حاولت أن تخفي حقيقة ما عندها بأن تقول أنها " تتونس ليس إلا " ، ولكنها بعد أن أطمأنت ذكرت أنها تعيش منذ سنوات – حتى قبل طلاقها – تسمع صوتا واضحا يوجهها ويرشدها إلى ما ينبغي ومالا ينبغي ... وأحيانا يرضى عنها تماما وأحيانا أخرى يتشاجر معها ، وهو الذي تسبب في طلاقها من زوجها الذي أصبحت لا تطيق الرائحة السامة التي بدأت تفرز منه أثناء الجماع بعد أن نهرها هذا الصوت عن الحياة معه ...
أما حكاية القطط هذه ، فقد ذكرت أنها كانت تخفي بها حقيقة الصوت حتى لا يتدخل أحد في شئونها ، وقد قالت أنه أحيانا ما يختفي بعض الوقت وخاصة عندما تزور أختها .. وهي تعذره إذ ذاك ، وتكاد ترتاح لذلك خشية أن يسمعه أحد غيرها هناك ... إلا أنها لا تحتمل أن يغيب أكثر من بضعه أيام ، وأحيانا بضعة ساعات ، وإذا زاد الأمر عن توقعها كادت تفقد اتزانها ... رغم أنه يخيفها ويزعجها .
وكان من نصل كلامها : " باخاف منه ساعات ... خصوصا لما أكون رايحه المطبخ والدنيا ظلمة ، ومش واخده في بالي ... ولما تحكم رأيه إني ماولعش النور ، وأنني ماشية على نور السهراية ... لدرجة إني مابقتش أقوم بالليل حق لو مت من العطش " .
ولم توافق على العلاج أصلا ، لأنها لا تعتبر ما عندها مرضا ، وقد ذهبت تفكر في الأمر ، حين شرح لها المعالج احتمال تطور الحالة إلى ما هو أشد ، أو إلى ما يعوق حياتها العملية وأكل عيشها ... ولكنها لم تعد أبدا ...
وهكذا نرى إزمان الهلوسات ووظيفتها في تماسك الشخصية وملء فراغ الوحدة ... ولكنها هي أيضا السبب في فرض الوحدة بالطلاق ، ومرة أخرى هنا أيضا نشير إلى الانعزال ( وهو يشبه أحد صفات الفصام الرئيسية ) جاء هنا نتيجة للاضطراب النفسي ، ولم يبدأ هو أولا ، ثم ظهرت الهلوسات لتملأ الفراغ ... ، ومع ذلك فإن نظرة أعمق لهذه الحالة نجد أن العجز العاطفي عن التواصل مع الزوج كان وراء ظهور الأصوات ، والأمر بالترك ، والرائحة الكريهة ، ثم الطلاق ... إذن فهي مستويات تغذي بعضها بعضا ، وتكاد تصل إلى نفس النتيجة لولا أن الشخصية ظلت شديدة التماسك ، وظل التفكير واضحا مسلسلا ، بفضل هذا الجهاز الهلوسي الناجح.
4 – الهذاء التخيلي المزمن :
ويتصف بوجود تخيلات مرضية تسير جنبا إلى جنب مع الحياة الطبيعية ، وهي ظاهرة تتصل بشكل ما بظاهرة الانشقاق . وإن كانت هذه الظاهرة تمثل إشكالا تشخيصيا ، فهي في موقف وسط بين الهلوسات من ناحية ، وبين صور الذاكرة والذكريات من ناحية أخرى ، كما أنها في موقف وسط بين حدوثها في وعي محور جزئيا لا هو بالوعي الواضح الثابت كالهلوسات ولا هو بالوعي البديل المختلف تماما كالانشقاق الهستيري .
وفيما يلي حالة تدل على خصائص هذا النوع :
موظف أرشيف ، لم يتزوج وعمره (38 سنة) ، جاء يشكو من صداع في الصباح ، وقال أنه لا يعتقد أن حالته نفسية ، ولكنه جاء استجابة لتوصية أخصائي الأنف والأذن ، وحين سئل عن سبب عدم زواجه حتى هذه السن تردد قليلا وقال : أنه لا يحتاج إلى زواج ، وأن النساء لا يؤتمن ... وقد تبين بعد فترة أنه كان قد خطب منذ سنوات زميلة له ، ثم جعلت تؤجل الرد أسبوعا بعد أسبوع لمدة ثلاث شهور ... وأخيرا لبست الدبلة من خطيب آخر ، ولم ترد عليه بالرفض إلا بعد أن رأى الدبلة في إصبعها ... وقد مضت عليه بعدها عدة ليالي دون نوم ، ثم حلم حلما يشير إلى أن الله سيعوضه عن ذلك كله ، لأنه حفظه من شيطانات الأنس ، ولم يزد على ذلك إلا أنه بعد عدة مقابلات ، بدأ يحكي عن أنه " مخاوي " ... وأن هذه هو التعويض الحقيقي ... وأن الناس لو عرفوا أن الزوجات من تحت الأرض أكثر جمالا وطاعة م بنات الأنس " المقرفات " لما تزوج أحد .
ويقول بالنص : " .... تعرف لو ربنا عرفك وعرف كل الناس فضل الزوجات من تحت الأرض ، ماحدش حايتجوز ولا حايخلف ويمكن البني آدميين تخلص ... بس ربنا عايز يحافظ على الجنس البشري لحكمة ما يعرفهاش حد "
وهكذا نرى أنه لم يحضر يشكو من هذه التخييلات ، بل من عرض جسمي آخر ، لم يجد المعالج له سببا عضويا ، كما نلاحظ تمسكه بالخيالات ووظيفتها التعويضية ، إلا أنه لم يحكي عن أحاديث وأصوات مثل الحالة السابقة ، وإن كان قد أشار إلى الجماع الجنسي الكامل ، ولكنه إلا يحدث قبيل النوم ... وفي ضوء معتم ... إلا أنه لا ينام بعده أبدا ، بل يصرفها إلى ذويها ، ثم يقوم ليستحم ويتطهر بحمد الله.
5 – هذاء سن اليأس :
ويتصف هذا النوع من الهذاء بالضلالات أساسا ، وتكون معبرة عن الخوف من الوحدة والإحساس باقتراب الترك أو الإهمال أو العجز أو الموت ، ويصاحب هذه الضلالات في العادة مسحة من الاكتئاب المترتب عليها .
وفيما يلي حالة تدل على خصائص هذا النوع :
سيدة ، في الثامنة والأربعين من عمرها ، ناظرة مدرسة إعدادي أصيبت بهذه الحالة " .... طبعا هو حايتجوز علي ، ما أنا عارفة الرجالة وخيانتهم ، يأكلونا لحمة ، ويرمونا عظمة ... ودا كله من أم البت الشغالة من يوم ما خدت هدومي القديمة ، وهي عملت عمل .... وأنا ما يهمنيش ، بس المصيبة إنه حايتجوز البنت المايصة مدرسة الرسم " .
وتبين من تاريخها ، أن مدرسة الرسم هذه تعمل معها هي ، وزوجها لم يراها إلا مرة واحدة منذ عدة سنوات وبالصدفة ، والأغرب أنها كانت متزوجة ، وحين روجعت في ذلك قالت : " ودا يمنع ... ما هي تسيب زوجها ... " . وكانت تشكو من اضطرابات في النوم ، وكثرة المشاجرات في العمل , وعدم الصبر على انتظار الأتوبيسات مثل سابق عهدها.
وهناك أنواع وتصنيفات أخرى للهذاء أهمها :
بالرغم من هذا العدد الذي ذكرناه من أنواع وتصنيفات للهذاء ، فإنه لا يمكن أن يغطي كل تصنيفات هذا المرض الخطير والصعب معا ... فما زال هناك أنواع أخرى تخرج عن نطاق هذا العمل منها :
1 – الهذاء الجنسي :
حيث يعتقد المريض أن أحد أفراد الجنس الآخر في مركز غني وشهره يحبه ويرسل له رسائل سرية عن طريق الراديو وعلى المسرح وفي السينما والتليفزيون وفي الجرائد والمجلات ، ويكتب له خطابات غرامية مطولة . وقد يظهر في شكل الشك في الخيانة الزوجية . وقد يظهر في شكل الهوس الجنسي والجنسية المثلية .
2 – هذاء المشاكسة :
حيث يصر المريض على الحقوق والمطالبة بها ويحب المشاكل والشكاوي القانونية والقضايا والعناد والخصام ومحاولة تخطيء الآخرين.
3- هذاء الغيرة Delusion of Jealousy :
وهو يختلف عن الغيرة العادية في أن الغيرة هنا تكون شديدة عميقة متأصلة صعب فهمها ولا أساس لها ، أي يغار المريض غيرة جنونية على من يحب دون وجود مبرر منطقي أو واقعي لهذه الغيرة ... إلخ . وفي مثل هذه الحالة ، قد يصل الأمر إلى حد قتل غريمه أو حبيبه إن سنحت له فرصة ذلك .
4 – الهذاء المختلط : وهذا يضم عدد من الأشكال السابقة في نفس الوقت. وقد يصاب المريض بنوع واحد – فقط – من هذه الهذاءات ، بينما قد يجمع مريض آخر بين أكثر من نوع منها . وقد ينجح المريض – أحيانا – في إقناع البعض بصحة ما يعتقد.
أي أن أعراضه الرئيسية تتمثل في:
أ - هذاء العظمة أو توهم العظمة: حيث يعتقد المريض اعتقادا قويا بأنه شخص عظيم وأذكى وأقوى البشر ، وأنه يحصل على قوة خارقة للكشف عن الظواهر الغيبية ، أو أنه مرسل بدين جديد لهداية الناس ، أو أنه حاكم أو زعيم أو قائد أو بطل كبير أو ملك ملوك العالم أو مخترع جبار أو نبي أو رسول.
ب - هذاء الاضطهاد أو توهم الاضطهاد: حيث يعتقد المريض أنه شخص مضطهد مظلوم يسيء الناس معاملته ، وأنه ملاحق من قبل هيئة أو منظمة أو شخص معين للاعتداء عليه أو قتله حسدا ، أو غيرة منه ، أو رغبة في التخلص من منافسته في العظمة وعلو الشأن أو أن الآخرين يحاولون ويخططون لإيذائه وتحطيمه وأنهم يكيدون له كيدا ، ويأتمرون به ليقتلوه (فيضعون له السم في الطعام مثلا).
ج - هذاء الهلوسة المزمنة : ويتصف بوجود اضطراب في المجال النفسحسمي ، يمثل الخلل الأساسي في هذا المرض ، فإذا وجدت ضلالات ، فإننا قد نستطيع أن نرجعها إلى هذا الاضطراب ، وقد تأتي الهلوسات من أي مصدر من الحواس الخمس ، مثل أن يشم المريض روائح كريهة ، أو يرى مناظر بشعة.
د - الهذاء التخيلي المزمن : ويتصف بوجود تخيلات مرضية تسير جنبا إلى جنب مع الحياة الطبيعية ، وهي ظاهرة تتصل بشكل ما بظاهرة الانشقاق . وإن كانت هذه الظاهرة تمثل إشكالا تشخيصيا ، فهي في موقف وسط بين الهلوسات من ناحية ، وبين صور الذاكرة والذكريات من ناحية أخرى ، كما أنها في موقف وسط بين حدوثها في وعي محور جزئيا لا هو بالوعي الواضح الثابت كالهلوسات ولا هو بالوعي البديل المختلف تماما كالانشقاق الهستيري .
ه - هذاء سن اليأس : ويتصف هذا النوع من الهذاء بالضلالات أساسا ، وتكون معبرة عن الخوف من الوحدة والإحساس باقتراب الترك أو الإهمال أو العجز أو الموت ، ويصاحب هذه الضلالات في العادة مسحة من الاكتئاب المترتب عليها .
ثالثا - أنواعه وأشكاله :
أ- الاضطهاد : وأهم أعراضه أفكار الاضطهاد ، والشك ، والميول الاتهامية والعزلة الشديدة ، واعتقاد المريض أن الآخرين يتآمرون عليه ، ويكيدون له ، وعدم الرضا ، والحقد ، ومحاولة الانتحار ، والسلوك المضاد للمجتمع ، والاعتقاد أن هناك من ينومه ويؤثر عليه.
ب- العظمة : وأهم أعراضه أفكار العظمة ، واعتقاد المريض بأنه موهوب بقدرات عقلية عالية فريدة أو أنه يشغل منصبا كبيرا ،و التطرف وأوهام القوة والقدرة على كل شيء ، والتناقض السلوكي .
رابعا - أسبابه :
تؤكّد معظم الدراسات في الطبّ النفسي وعلم النفس على أن العوامل التي تلعب دورا في الأمراض ، هي عوامل نفسيّة واجتماعية تتعلق بنشأة المريض والطريقة التي تربّى عليها ، أكثر مما هي أسباب بيولوجيّة تتعلق بجسده من الناحيّة التشريحيّة والكيمائيّة والوظيفيّة. الطب النفسي يتناول هذا الاضطراب كحالة فرديّة ولم يسبق أن تناولها كحالة عامة قد تصيب جماعة بشريّة بكاملها رغم أنّه من المؤكّد في هذا الحقل من حقول الطبّ بأن هناك بعض الاضطرابات النفسيّة التي تكثر في جماعة أو فئة أو مجتمع نظرا لوفرة العوامل المسببة للاضطراب في تلك الجماعة أو الفئة أو المجتمع.
هذا من ناحية ومن ناحيّة أخرى هناك حالة مثبتة علميّا وهو ما يطلق عليها الأوهام المشتركة أي ، بمعنى أنّه عندما يعيش شخص ما سليم مع شخص آخر مصاب بأوهام نفسيّة لفترة زمنيّة ما، وبمعزل عن المصادر الأخرى التي تقوم بتزويد معلومات تنفي هذه الأوهام ، يقوم الشخص السليم بتبنّي أوهام الشخص المريض ويصبح مريضا مثله ، فيلجأ الطبيب أو المرشد النفسي المشرف على علاج هذه الحالة إلى عزل الشخص السليم أصلا عن الشخص المريض ، بعد فترة قصيرة من العزل يرجع الشخص السليم إلى وضعه السليم ويتخلى عن الأوهام النفسيّة التي تبناها خلال تواجده مع الشخص المريض.
أ – الوراثة و الأسباب العضوية : لها أثر مهم في الاستعداد لهذا المرض ، ويوجد في العائلة ومن أقارب المرضى وخاصة الوالدين تاريخ إيجابي للمرض العقلي واضطرابات الشخصية ، إضافة للجينات الوراثية الحاملة للمرض ، وهناك بعض العقاقير مثل الأمفيتامين التي تحدث أعراضا بارنوية مباشرة، وقد تترك أثرا دائما حتى بعد الانقطاع عنها.
ب- الصراع النفسي بين رغبات الفرد في إشباع دوافعه وخوفه من الفشل في إشباعها لتعارضها مع المعايير الاجتماعية والمثل العليا ، والإحباط والفشل والإخفاق في معظم مجالات التوافق الاجتماعي والانفعالي في الحياة والذل والشعور بالنقص وجرح الأنا ، والاعتماد الزائد على حيل الدفاع ، وظهور هذه الحيل في شكل أعراض الهذاء ، ومن أهم حيل الدفاع هنا : الإنكار ، والتبرير ، والتعويض ، والكبت ، والإسقاط (مثل إسقاط الدوافع التي تؤدي إلى الشعور بالذنب إلى الخارج على "مضطهديهم ".
ج – اضطراب الجو الأسري وسيادة التسلطية والكف والنقد ونقص كفاية عملية التنشئة الاجتماعية ، والفشل في تحديد مستوى طموح يتناسب مع القدرات.
د – تهديد أمن الفرد من خلال المنافسة أو الرفض أو الخزي أو الهزيمة.
هـ – خبرات الحياة الصادمة والمشكلات التي تتركز حول قيمة الذات والمكانة الاجتماعية.
و – اضطراب نمو الشخصية قبل المرض وعدم نضجها ، تميل إلى غلبة السمات البارنوية والخيالية.
ز – المشكلات الجنسية وسوء التوافق الجنسي ، والعنوسة ، وتأخر الزواج ، والحرمان الجنسي ، وتعزى مدرسة التحليل النفسي الهذاء إلى أنه نتيجة للجنسية المثلية المكبوتة والمسقطة ، والشعور بالإثم ، وقد افترض فرويد حدوث النموذج الآتي في الهذاء :
1- أنا أحبه (وهذا مرفوض لأنه يعبر عن الجنسية المثلية اللاشعورية).
2- يحدث تكوين عكسي فيتحول لـ"أنا أكرهه"(مرفوض لأنه يعبر عن العدوان).
3- حيلة الدفاع (الإسقاط) تحول إلى "هو يكرهني ويضطهدني".
خامسا - تشخيصه :
أ - قد نجد بعض أعراض الهذاء لدى الشخص العادي الذي يتحيز لمبدأ خاطئ ، لا يقبل فيه مناقشه ، ولكنه بالإقناع يمكن أن يغير رأيه ، ويعترف بخطئه ، أما الهذاء المرضي فهو جزء م تكوين شخصية المريض ولا يمكن أن يحيد عنه .
ب - يجب التفريق بين الهذاء وبين الهوس مع الأوهام ، فالمريض بالهذاء لا ينفصل عن الواقع ولكنه يفسره طبقا لآرائه هو ، وتكون الأوهام منظمة ومسيطرة على المريض . أما الفصام الهذائي فتنمو أعراضه ببطء ، ويكون وقتيا قصير المدى والأوهام غريبة وشاذة ويختلط الهذاء فيه بأعراض المرض الأخرى ويرافقه الهلوسات والانفصال عن الواقع .
ج - يجب تفريق الهذاء عن ردود الفعل الهذائية المصاحبة لبعض الأمراض ، مثل الصرع ، وذهان الشيخوخة والإدمان.
د - يجب التفريق بين الهذاء وبين الهوس مع الأوهام ، فمريض الهذاء تكون أهوامه منظمة ومؤكدة وأفكاره ثابتة ودائمة ويكون قلقا ، أما المهووس فتكون أوهامه عابرة وأفكاره طائرة ويكون صاخبا متهيجا غير مستقر.
سادسا - علاج الهذاء :
حالات الهذاء لا تحتاج إلى الإيداع في مستشفى الأمراض النفسية ، لأن المرضى يظلون في إطار المعقول فيما يختص بالاتصال الاجتماعي فيما عدا ما إذا كانوا من النوع الخطر العدواني المشاكس أو الجنسي ، فيجب إيداعهم في المستشفى ، ويبدأ العلاج بدراسة الأسباب التي دعت المريض إلى الاستشارة ، والتي جعلت هذه المنظومة البارنوية تتصاعد في حدتها ، حتى يتوقف التصالح النسبي بين أجزاء الشخصية ، وبالتالي عجز التوازن القائم بين المنظومة البارنوية والجهاز السليم الواقعي ، ولم يعد التوافق قادرا على الاستمرار دون تدخل أو تصادم، وفيما يلي أهم الملامح لعلاج الهذاء:
أ – العلاج الطبي :
بالأدوية والعقاقير المضادة للذهان لازم لجعل المريض أكثر طواعية خلال العلاج النفسي ، أي أن العلاج الطبي هنا يفيد في بداية العلاج النفسي ، ولكنه لا يمكن أن يحل محله ، لأن بعض العقاقير تعمل لتثبيط وتهدئة الأجزاء القديمة في المخ ، إلى جانب علاج الرجفة الكهربائية ، هذا إلى جانب ضرورة العناية بالصحة العامة للمريض والراحة إلى أقصى حد.
2 – العلاج بالصدمات الكهربائية :
وهي تفيد في أغلب الحالات ، وخاصة إذا أعطيت مبكرا ، وبالاشتراك مع المهدئات العظيمة ، أو بعد إعطاء الأخيرة بكميات كافية ولو لوقت قصير.
3 – العلاج النفسي : بهدف تخفيف حدة قلق المريض ، وتجديد قدرته على الاتصال على مستوى واقعي في العلاقات الشخصية والتخلص من أوهامه باستخدام العلاج التدعيمي أو العلاج المكثف والجمعي لإعطاء الفرصة لاستيعاب هذا النشاط الداخلي الذي ظهر في شكل مرضي ، فيبذل المعالج قصارى جهده لحل مثل هذا المشكلات والصعوبات في إدراك الآخرين ، والتوجيه والتأهيل النفسي والتربوي والمهني والعلاج بالعمل ، والعلاج الاجتماعي وإعادة التطبيع الاجتماعي والعلاج البيئي .
4– ويجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة في حالة السلوك العدواني للمريض.
5 – وفي حالة الهذاء المنقول (الهذاء الثنائي) يعالج المريض الأصلي ، بينما المريض الثاني يعالج نفسيا واجتماعيا مع الاهتمام بعملية النقل البيئي .
6- العلاج الديني :
ولأن الإنسان ليس له سبيل إلى القطع والجزم بنوايا الآخرين، ولا يعلم على وجه اليقين دوافع وملابسات كل مواقفهم وتصرفاتهم، فإن التفسيرات والانطباعات التي في الذهن عنهم تبقى مجرد ظنون واحتمالات؛ فالتفسير الإيجابي ينتج ظناً حسناً بينما التفسير السلبي يعني ظناً سيئاً، وهكذا تتراوح انطباعات الإنسان عن الآخرين بين حسن الظن وسوءه ، إن حسن الظن يمنح الإنسان رغبة واندفاعاً نحو الآخرين، ويجعله أكثر قدرة على صنع العلاقة معهم، وعلى العكس من ذلك فإن سوء الظن يخلق نفوراً من الآخرين وتحفظاً تجاههم، وقد يكون مدخلاً إلى العداوة والخصام.
كما أن الدين أمرنا بعدم التكبر ونهانا عن سوء الظن فقال تعالى "وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً (36) وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً (37) كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً (38)" الإسراء ، كما جاء في سورة الحجرات "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)" الحجرات.