اعتذار للشباب!
|
|
هذا اعتذار علني لجيل قام وحده بثورة شعبية.. لم يستعن بالأحزاب القائمة ولم ينصت إلي لغو السياسيين ولغتهم الخشبية.. لم يخدعهم أحد أو يستميلهم بفكر جديد أو منظرة باللاب توب.. نعتذر للشباب لأننا لم نكن نسمعهم.. وإذا سمعناهم لا نهتم بآرائهم وإذا اهتممنا لا ننفذ مقترحاتهم.. هؤلاء الفتية طوعوا التكنولوجيا والانترنت لصالحهم.. انفصلوا عن عالمنا وعاشوا في عالمهم المحدود.. شاشة وكيبورد.. خلقوا لأنفسهم لغة تخاطب كسرت الحواجز الطبقية والعمرية واسقطت المسافات الجغرافية وبلورت رؤية واضحة محددة المعالم.. يسأل البعض: لماذا لا ينصتون للرأي الآخر.. وأقول لهم إننا لم نربهم علي الحوار والاقتناع.. فرضنا عليهم آراء في المنزل والمدرسة والجامعة وحتي في اختيار الأصدقاء بل وفي الزواج أحيانا.. من ثم جاء دورهم كي لا يسمعونا.. متي سمعناهم حتي يسمعونا اليوم.. هذا زرعنا الذي رويناه بطريقتنا.. فكان طبيعيا أن ينمو علي طريقته.. آن الأوان أن يعرف ابناؤنا أننا أخطأنا في حقهم.. إنهم كبار وناضجون.. عليهم الآن أن يدركوا أن ثورتهم الطاهرة في خطر.. لقد اثبتوا للعالم كله انهم متحضرون واذكياء وقادرون.. لكن ينبغي أن يظهروا الرحمة لأصحاب الأرزاق اليومية الذين بارت تجارتهم وأغلقت محلاتهم وكادوا يتسولون لقمة العيش.. ثمن الحرية باهظ.. لكن حرام أن يدفعه الفقراء الذين خرجتم من أجلهم.. ارحموهم.. فهم ليسوا من جبابرة السياسة ولا أصحاب السلطة والمال.. لا تجعلوا معني ثورتكم النبيل في تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة يضيع بحيث يدفع الثمن كل محدودي الدخل في هذا الوطن فهم يعانون الآن من البطالة وجشع التجار والاستغلال أكثر من معاناتهم قبل 25 يناير الماضي... |
نشرت فى 7 فبراير 2011
بواسطة doudaar
wael doudaar
يهدف الموقع الى التواصل بين المعلم و الطالب و تقديم المعلومة العلمية بطريقة مبسطة »
تصفح مع دويدار
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
20,658
ساحة النقاش