الموقع الرسمى الخاص ب" الباحثه / دنيا زيدان "

موقع متخصص فى "تكنولوجيا التعليم " "العلوم التربويه " "الدراسات الاجتماعيه " " الدراسات العليا "

تطورت الأبحاث والدراسات في مجال تكنولوجيا التعليم  بشكل كبير، إلى حد جعل منه علما أو تخصصا قائما بذاته بعد أن استقل عن مجال المناهج وطرق التدريس الذي كان تابعا له. وللتعبير عن هذا العلم تسخدم في عالمنا العربي ثلاث مصطلحات يعتبرها أغلبية المهتمين مترادفة هي: تقنيات التعليم، تقنية التعليم، تكنولوجيا التعليم.

و هكذا نجد المؤسسات التعليمية في  بعض الدول العربية قد أخذت بمصطلح تكنولوجيا التعليم مسمى لأقسام علمية أو لمقررات تربوية في جامعاتها ومعاهدها، والبعض الآخر قد تبنى مصطلح تقنيات التعليم مسمى لنفس الأقسام والمقررات، في حين نجد مؤخرا العديد من الأكاديميين العرب المتخصصين يتبنون مصطلح (تقنية التعليم).

والسؤال الذي يطرح نفسه هو : هل هذه المصطلحات الثلاث كلها مترادفة ولا فرق بينها؟ أم أن هناك فرقا واضحا في دلالات ومفاهيم هذه المصطلحات لا يليق بنا أن نخلط بينها ؟

وهذا ما يدعونا إلى تحديد دقيق لمفاهيم هذه المصطلحات الثلاث، ومن أجل الوصول إلى ذلك لا بد من إدراك المعنى الحقيقي لكل مصطلح بعد تفكيك عناصره لتوضيح مدى الترادف أو التداخل أو الاختلاف الجوهري  بين هذه المصطلحات.

دعونا أولا نحدد معنى الكلمتين المحوريتين: تقنية وجمعها تقنيات، وتكنولوجيا وجمعها تكنولوجيات.

التقنية والتكنولوجيا.. أي فرق ؟

كلمة “تقنية” نجدها في المعاجم العربية تعني أسلوب إنجاز العمل، والتقنيات هي جملة الوسائل والأساليب والطرائق… لهذا نجدها في استخداماتها اللغوية الجارية ترجمة لكلمة انجليزية هي Technique. كما أن معاجم عربية أخرى تعتبر كلمة “تقنية” ترجمة للكلمة الإنجليزية Technology التي تعني حصيلة المعرفة العلميّة المتعلِّقة بالإنتاج.  فهل يعقل أن تكون كلمة عربية واحدة ترجمة لكلمتين أجنبيتين مختلفتين في المعنى؟ أم أن الصحيح هو أن نقابل كلمة Technique بالكلمة المترجمة “تقنية” ونقابل كلمة Technology بالكلمة المعربة “تكنولوجيا” ؟

لذلك نجد الأدبيات التربوية العربية تختلف حول استخدام كلمة Technology بترجمتها إلى “تقنية” أو تعريبها إلى “تكنولوجيا”، فنتج عن هذا توجهات ثلاث: التوجه الأول يؤيد استخدام كلمة تكنولوجيا، والتوجه الثاني يدافع عن استخدام  كلمة تقنية أو جمعها (تقنيات) أما التوجه الثالث فلا يرى فرقا بين الكلمتين فيقوم باستخدامهما معا (تكنولوجيا وتقنية) باعتبارهما مترادفتين في معناهما الاصطلاحي رغم ما تحملانه من فروقات في معناهما اللغوي.

دعونا نتعرف أكثر على معنى الكلمتين والفرق بينهما:

كلمة تكنولوجيا في الأصل كلمة يونانية مشتقة من كلمتين: ( تكنو Techno ) بمعنى حرفه أو صنعة و ( لوجي Logy ) بمعنى فن أو علم، ومن هنا يتضح لنا ان معنى هذه الكلمة المركبة هو فن الحرفة أو علم الحرفة أو فن الصنعة، ويتضح لنا من هذا المعنى أن كلمة تكنولوجيا ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالعلم التطبيقي التقني. فكلمة تكنولوجيا إذن هي الاستفادة من نظريات ونتائج البحوث في مجالات العلوم المختلفة من أجل أغراض عملية لخدمة البشرية.

أما كلمة “تقنية” technique فتحمل معنى الأسلوب أو الطريقة المنتهجة لفعل شيء أو القيام بنشاط، فمثلا نجد أن فعل الشيء نفسه بشكل مختلف يسمى تقنية، مثل اللاعبين الذين تختلف تقنيات لعبهم والمعلمين الذين تختلف تقنيات تعليمهم، لذلك تشير كلمة تقنية إلى أساليب التطبيق. ومن تعاريفها كذلك: تطبيق الأدوات وإدخال الآلات والمواد والعمليات التلقائية والتي تساعد على حل المشاكل البشرية الناتجة عن الخطأ البشري، أي أنها استعمال الأدوات والقدرات المتاحة لزيادة إنتاجية الإنسان وتحسين أدائه ودقته.

لذلك فإن  استخدام كلمة التقنية كمرادف لكلمة (Technology) هي ترجمة غير دقيقة، لأن التقنية  معناها أقرب ما يكون إلى إتقان التطبيق عمليا وليس علميا، في حين أن كلمة تكنولوجيا هي الكلمة التي تستخدم للإشارة إلى المبادئ العلمية والعمليات المعقدة التي تهدف إلى تطوير التطبيق بشكل مستمر. إذن التقنية لا تصلح ترجمة لكلمة Technology، اللهم إذا ترجمت بعبارة “علم التقنية” وياليت العرب اتفقوا على استخدام كلمة تكنولوجيا فقط للدلالة على هذا العلم، أما التقنية وحدها  فليست بالضرورة علما لأنها يمكن أن تكون عبارة عن مهارات شخصية أو وسائل مادية.

معنى تكنولوجيا التعليم

دعونا نتعرف معنى تكنولوجيا التعليم حسب تعريف اليونسكو: تكنولوجيا التعليم هي منحنى نظامي لتصميم العملية التعليمية وتنفيذها وتقويمها كلها تبعًا لأهداف محددة نابعة من نتائج الأبحاث في مجال التعليم والاتصال البشري مستخدمة الموارد البشرية وغير البشرية من أجل إكساب التعليم مزيدًا من الفعالية (أو الوصول إلى تعلم أفضل وأكثر فعالية).

إذن مفهوم تكنولوجيا التعليم لا يقتصر على مجرد استخدام معدات وأجهزة وتقنيات ذات إمكانيات تعليمية متعددة ومتنوعة، وإنما يتسع المفهوم ليشمل توظيف القدرات العقلية، وتطبيق فكر النظم system thinking في عمليات تصميم البرامج التعليمية وتطبيقها وتقويمها وتطويرها. من ذلك نخلص إلى أن تكنولوجيا التعليم عملية معقدة ومركبة ومتشابكة ، فهى تضم الأفراد والإجراءات والأفكار والوسائل وأساليب العمل والتنظيمات وذلك لحل المشكلات والابتكار وتطبيق وتقييم واقتراح أفضل الحلول للمشكلات التعليمية. بهذا لا ينظر إلى تكنولوجيا التعليم بأنها برامج فقط أو أنها أجهزة مادية فقط بل هي النظرية والتطبيق في ممارسة وتصميم واستخدام وتطوير وإدارة عمليات ومصادر عملية التعليم والتعلم.

تقنية التعليم أم تكنولوجيا التعليم ؟

انطلاقا مما ذكرناه سابقا في اختلاف الأدبيات التربوية حول كلمتي تقنية وتكنولوجيا، نجد أن التوجه العام يذهب إلى اعتبار تقنية التعليم وتقنيات التعليم وتكنولوجيا التعليم مصطلحات مترادفة لا فرق بينها في معناها العام، في حين نجد من يفرق بينها ويحدد معنى خاصا لكل واحد منها.

ويتضح لنا الفرق  أكثر على ضوء ما عرفناه من اختلاف بين معنيي التقنية والتكنولوجيا، فإذا كانت تكنولوجيا التعليم هي التطبيق النظمي لمبادئ ونظريات التعليم عملياً في الواقع الفعلي لميدان التعليم، فإن تقنيات التعليم يمكن اعتبارها بديلاً للوسائل التعليمية وهي ترتبط فقط بالجانب المادي (التطبيقي) لمنظومة تكنولوجيا التعليم.

وفي هذا الإطار يؤكد عبد العظيم الفرجاني على الفرق بين تكنولوجيا التعليم وتقنيات التعليم بقوله: (إن مفهوم التكنولوجيا بأطرافها الثلاثة: الإنسان والمادة والأداة، هي عملية التفاعل بين هذه الأطراف للوصول إلى تطبيق فعال، هذا المفهوم الذي هدفه تجويد التطبيق لا يتم إلا بعد التخطيط ثم تقويم التطبيق في عملية كاملة، وهذا المفهوم أوسع مما تدل عليه كلمة تقنيات التي ترمي إلى إتقان التطبيق فقط. وهكذا فإن مسمى تكنولوجيا التعليم هو ما نجده ملائما في الوقت الحاضر حتى نصل لمرحلة أخرى من التطور.

وإذا اعتبرنا كلمة “تقنيات” لها نفس معنى “تقنية” لأن الكلمتين لا يفرقهما سوى صيغتا الإفراد والجمع، فإن استخدام المصطلحين “تقنيات التعليم” و “تقنية التعليم” لا يطرح أي اختلاف بينهما، غير أن الدكتور بدر الصالح يوضح لنا الاختلاف في إحدى تغريداته قائلا: تقنيات التعليم هي مصادر أو وسائل للتعليم بينما تكنولوجيا أو تقنية التعليم هي العملية المنظمة لتصميم خبرات التعلم أو التدريب. إذن فالدكتور الفاضل يفرق بين تقنيات التعليم وتقنية التعليم ولا يرى فرقا بين تقنية التعليم وتكنولوجيا التعليم.

و كخلاصة عامة لكل ما ذكر في هذا الموضوع، فإن مفهوم تقنيات التعليم لا يتجاوز الحدود الضيقة التي تقتصر على أساليب التطبيق مثل تقنية الآلات من أدوات سمعية وبصرية وأجهزة حديثة كالحاسب الآلي والسبورة الذكية وغيرها. في حين أن مفهوم تكنولوجيا التعليم يتجاوز هذا المفهوم بل ويسبقه بمراحل عدة فهو عملية متكاملة تقوم على تطبيق هيكل من العلوم والمعرفة عن التعلم الإنساني واستخدام مصادر تعلم بشرية وغير بشرية تؤكد نشاط المتعلم وفرديته بمنهجية أسلوب المنظومات لتحقيق الأهداف التعليمية والتوصل لتعلم أكثر فعالية.

فلا تسامح إذن في الخلط بين تقنيات التعليم وتكنولوجيا التعليم واعتبارهما مرادفين لنفس المجال، في حين يجوز اعتبار تقنية التعليم مرادفا لتكنولوجيا التعليم إذا وفقط إذا اعتبرنا كلمة “تقنية” ترجمة عربية لكلمة Technology رغم أن هذه الترجمة ليست دقيقة.

قد تتفقون مع هذه الخلاصة وقد لا تتفقون، فما رأيكم ؟ أتمنى أن أقرأ آراءكم في التعليقات أدناه .

المصدر: اعداد/ دنيا زيدان
doniakhamies

"كل انسان أصادفه لا بد أن يفوقني من ناحية أو أخرى و لذلك أحاول أن أتعلم منه " إمرسون

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 59 مشاهدة
نشرت فى 20 سبتمبر 2014 بواسطة doniakhamies

الباحثه / دنيا زيدان ابراهيم

doniakhamies
الباحثه فى مجال تكنولوجيا التعليم بكليه التربيه جامعه الاسكندريه »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

110,087

العلم والايمان


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :-

"الدُّعاءَ هوَ العِبادَةُ، ثمَّ قرأَ: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ"
 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :-

  "مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكانت منها طائفة طيبه قبلت الماء فأنبتت الكلاء والعشب الكثير وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلاء فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثي الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به"

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :-
"ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا ، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة"

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: 

«سلوا اللّه علما نافعا، وتعوّذوا باللّه من علم لا ينفع»

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  :

 كان من دعاء النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «اللّهمّ إنّي أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن دعاء لا يسمع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع »

عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما- أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال:
 «لا تعلّموا العلم لتباهوا به العلماء، ولا لتماروا به السّفهاء، ولا تخيّروا به المجالس، فمن فعل ذلك فالنّار النّار»

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:
 «يحمل هذا العلم من كلّ خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين»