حيث قفزت على اقطار القارة السمراء القوى الامبريالية العالمية الاوروبية قفزا .....
كان هذا بعد مؤتمر برلين الشهير عام 1878م و الذى حضرته 13 دولة استعمارية اوروبية ...
وظلت معظم اقطار القارة تحت الاستعمار و هيمنته حتى مطلع ستينات القرن التالى ( العشرين )
وكانت حجة الدول المعلنة هو ان استعمار دول القارة العجوز لدول افريقيا انها منحة و هبة لتلك الاقطار المنعزلة في غياهب الدهر المجهول و ان دول اوروبا سوف لاتوفر جهدا لنشر الحضارة الحديثة و المدنية فى تلك الاقطار البائسة ... والغاء تجارة الرقيق الوحشية ...
وهذا الامر لمن لا يعرف كان نتيجة طبيعية لتأخر حركة الكشوف الجغرافية لاراضى القارة و المناطق الداخلية و الغابية بها لذلك كانت افريقيا ( جنوب الصحراء ) مجهولة تماما حتى قبل قرنين من الزمان ....
وبالنسبة لتجارة الرقيق فقد الغيت طبقا لمؤتمر بروكسل بين الدول المستعمرة فى عام 1919م ... وكانت اخر الدول التى الغت الرق و العبودية هى اثيوبيا عام 1932م ... ولكن ظل العمل القسرى فى المستعمرا الافريقية لسكان اقطار المستعمرات حتى عام 1940م
وبحلول عام 1900م مطلع القرن الماضى كانت الدول الاوروبية قد سيطرت على مساحة تقدر بـ 10 مليون كم مربع من مساحة القارة اى ثلث مساحة القارة وحتى الحرب العالمية الاولى ... كانت قد التهمت الدول الاوروبية حوالى 90% من مساحة الحيز الجغرافى لتلك القارة البائسة .
ولكن احتياطات الذهب و الماس المكتشفة فى دول غرب افريقيا فى عام 1880م ... و استخراج المطاط و تجارة الفاكهة الاستوائية الرائدة ... جعل هناك تغير دائم فى معادلات التوازن الدولى حيث كان هناك تسابق متسارع بين دول اوروبا لاخضاع مناطق النفوذ لكل منهما فى القارة .... خاصة بعد ان استكملت كل من ايطاليا و المانيا وحدة كل منهما فى العام 1871م وارادتا الاستحواذ على نصيب لكل منهما من اراضى القارة بعد ان كانت لبريطانيا و فرنسا و بلجيكا و اسبانيا و البرتغال الاسبقية فى هذا الصراع الامبريالى مما اغضب ايطاليا و المانيا .... لعدم حصولهم على شىء يذكر فى القارة السمراء و عدم احراز نتائج ملموسة من ابرام عدد من الصفقات الاستعمارية بين الدول الاوروبية التى بدورها كانت من اهم سمات العصر فى الربع الاخير من القرن قبل الماضى ...وهذا الامر فى النهاية ادى الى عدة ازمات نتج عنها استعمار ايطاليا لـ ليبيا بعد توقيع صلح اوشى عام 1912م حيث تخلت الدولة العثمانية عن ليبيا وتنازلت عنها لايطاليا بسبب حربها فى البلقان و اليمن فى ذاك الوقت وقد لجأت ايطاليا لاستعمار ليبيا لحفظ ماء الوجه فقد كانت ليبيا الدولة الوحيدة التى لم يتم استعمارها بعد .... و كذلك تنازلت فرنسا مجبرة لالمانيا عن جزء من مستعمرتها الفرنسية فى الكونغو بغية ارضائها بعد قيام المانيا بتهديد سواحل المغرب و طنجة فى حادث اغادير الشهير عام 1906م حيث فشلت المانيا فى اسبقية احتلال المغرب فى مؤتمر الجزيرة عام 1905م فقد وقفت بريطانيا الى جانب حليفتها فرنسا بقوة و ساندتها فى احتلال مراكش الامر الذى اغضب المانيا بشدة .... طبعا جاء هذا التحالف بين فرنسا و بريطانيا اعلانا لانتهاء الصراع الانجلوفرنسى حول المستعمرات وهو الصراع المرير الذى امتد خلال القرن الثامن عشر و كل القرن التاسع عشر .. حينما وقعا الطرفين اتفاقية الوفاق الودى بين الجانبين ( كامبون - لاندزون ) عام 1904م .
الصورة للمستعمرات الاوروبية فى افريقيا - رسم كاريكاتيرى لقوى الاستعمار كل منها يلتهم جزء من القارة .
الباحثه / دنيا زيدان ابراهيم
الباحثه فى مجال تكنولوجيا التعليم بكليه التربيه جامعه الاسكندريه »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
117,771