الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية
الإدارة العامة للتطوير والارشاد
مقومات الاستزراع السمكى فى مصر
بقلم الباحثة
أمانى إسماعيل محمد
مقومات الاستزراع السمكى فى مصر
يتحدد مدى التوسع فى الاستزراع السمكى بمدى توفر الموارد الأرضية والموارد المائية ، وبحجم المتاح منهما للاستزراع السمكى بصفة خاصة ، مدى توفـر الزريعة ، والأعلاف ، والاستثمارات اللازمــة ، والتكنــولـوجيـا ، والإدارة ، بالإضـــافـة إلى المحـددات البيئـية.
أولاً: توافر الموارد الأرضية
يعتبر توافر مساحات الأراضى الصالحة للاستزراع السمكى أحد العوامل المحددة لتنمية الاستزراع السمكى فى مصر، وتعتبر الأراضى غير القابلة للاستزراع النباتى بسبب ارتفاع ملوحتها ومحتواها القلوى أو بسبب مستوى الماء الأرضى بها أكثر ملائمة للاستزراع السمكى<!--. ويجب على وزارة الزراعة أن تقوم بحصر كافة الأراضى الصحراوية التى تتوفر فيها مياه جوفية ، وكذلك الأراضى البور غير صالحة للزراعة لطرحها على شباب الخريجين لإقامة مشاريع الاستزراع السمكى مع تزويدها بالمرافق الأساسية لإقامة مجتمعات عمرانية جديدة واعداد دراسات الجدوى الفنية والاقتصادية لنجاح هذه المشروعات.
ثانيـاً : الموارد المائيــة Water Resources
تعتبر المياه هى العنصر الاستراتيجي المحدد للتوسع فى الاستزراع السمكى ، وتواجه مصر تزايداً فى الاحتياجات المائية لمواجهة التزايد السريع للسكان ، وتزايد التحضر ، ومستويات المعيشة المرتفعة ، والتخطيط لزراعة المحاصيل اللازمة للغذاء. وتعتبر المصارف الزراعية هى المصدر الرئيسى لإمداد المزارع السمكية بالمياه ، ومن ثم فإن خطة وزارة الموارد المائية والرى هى إعادة استخدام مياه الصرف فى استزراع الأسماك<!--، وقد يتطلب ذلك إعادة النظر فى السياسات التى تمنع استخدام مياه الرى فى المزارع السمكية ، حيث يمكن استخدامها فى المزارع السمكية أولاً ثم إعادة استخدامها بعد صرفها من المزارع السمكية فى رى الأراضى الزراعية ، ولن يؤدى ذلك إلى تلوث المياه ، بل سيؤدى إلى خصوبتها ، مما يعمل على رفع إنتاجية الفدان من المحاصيل الزراعية ، كما يحدث فى حالة تحميل الأسماك على محصول الأرز . كما أن ذلك لن يؤثر على كميات المياه المخصصة لرى الأراضى الزراعية ، حيث أن الأسماك المستزرعة تستخدم المياه ولا تستهلكها . وعلاوة على ذلك فإن استخدام المياه العذبة (مياه الرى) فى المزارع السمكية سوف يؤدى إلى عدم تعرض الأسماك المنتجة من هذه المزارع إلى مشكلات تلوث مياه المصارف الزراعية بالمبيدات وغيرها من الملوثات الكيماوية ، وهو أمر هام لصحة الإنسان.
ثالثـاً : الزريعـــة والإصبعيات FingerlingsFry and
تعتبر الزريعة بمثابة البذور بالنسبة للاستزراع السمكى وكمية زريعة الأسماك أحد العوامل المحددة للتوسع فى الاستزراع السمكى حيث يتوقف زيادة نشاط الاستزراع السمكى على مقدار الكميات المتوفرة من الزريعة أو الإصبعيات والتى يلزم توافرها فى الوقت المناسب والنوعية المطلوبة والكمية الكافية<!--، وتعتمد المزارع السمكية فى الحصول على احتياجاتها الفعلية من الزريعة والإصبعيات على مصدرين رئيسين:
<!--المصادر الصناعية: تعتبر عملية التفريخ الصناعى أكثر ضماناً واستقراراً بشرط أن تناسب الطاقة الإنتاجية للمفرخات مع الاحتياجات الفعلية للمزارع السمكية من حيث النوع والكمية، ويتركز إنتاج المفرخات الصناعية على إنتاج زريعة أسماك المياه العذبة وخاصة المبروك والبلطى.
<!--المصادر الطبيعية: يتم الحصول على معظم زريعة الأسماك البحرية وفى مقدمتها زريعة العائلة البورية من المصادر الطبيعية فى مواقع تفريخ هذه الزريعة طبيعياً خصوصاً فى مناطق البواغيز والتقاء مصادر مختلفة من المياه.
رابعــاً : الأسمدة والأعلاف المصنعة :
يعتمد الاستزراع السمكى على نوعين من الغذاء ، هما الغذاء الطبيعى والتغذية الإضافية بالأعلاف المصنعة، وأوضحت الدراسات العديدة أن الاعتماد على التغذية بأنواعها المختلفة ، يزداد بزيادة الإنتاج المستهدف من وحدة المساحة أو الحجم المائى ، وأنه كلما اتجهت التقنيات المتبعة تجاه زيادة التكثيف ، كلما تقلص دور الغذاء الطبيعى وازداد دور الغذاء الإضافى فى العملية الإنتاجية<!--، ويمكن توضيح ذلك كما يلى:
أ) الأســمدة Fertilizers :
تحتاج مزارع الأسماك إلى السماد الكيماوى، حيث يعمل التسميد على نمو البلانكتون والطحالب التى تتغذى عليها الأسماك. وبالنسبة للسماد العضوى يفضل زرق الدواجن<!-- نظراً لسهولة تداوله وقلة الكمية المطلوبة منه وانخفاض أسعارة بالنسبة لأسعار الأسمدة الكيماوية، وبالنسبة للتسميد الكيماوى والذى يشتمل على عناصر النيتروجين والفسفور والبوتاسيوم والكالسيوم والتى تتكون على هيئة مواد سماديه مختلفة الشكل والتركيب حسب نوع التربة فإنه يتم استخدامها بصفة دورية وبعد مرور أسبوع من تخزين الإصبعيات فى الأحواض (بداية مرحلة التربية).
ب) الأعلاف المصنعة :
بدأت مصر فى عام 2001 الصناعة الحقيقية لأعلاف الأسماك المتخصصة باستخدام التكنولوجيا الحديثة فى إنتاج الأعلاف وذلك عن طريق نقل هذه التكنولوجيا والخبرة الفنية الى مصر.كما تم استيعاب التقنية وتحسين الإنتاج وبالتالى<!-- زيادة الإنتاج السمكى المنتج من مزارعنا السمكية ، وفى عام 2010 بدأ الاهتمام بأعلاف الأسماك البحرية خاصة الدنيس والقاروص واللوت والبورى ، وتم أيضا قبل ذلك بعدة سنوات إنشاء مزارع سمكية فى الأراضى المستزرعة فى الصحراء، ومنها أسماك بحرية على المياه الجوفية التى بها ملوحة مناسبة .وقد ظهرت بوادر النجاح بإنتاج القاروص فى مدة 18 شهراً مع تحقيق معامل تحويل غذائى 1.8 وذلك بسبب إسهام الأعلاف الجيدة المتخصصة والمنتجة محلياً فى هذا النجاح. إن استيراد أعلاف سمكية من الدول الأخرى خاصة أمريكا أو أوروبا أظهر بالتجربة تفوق الأعلاف المنتجة فى مصر عليها بسبب مخاطر الشحن من طول المدة وبطء الإجراءات ، والإجراءات الجمركية وارتفاع التكلفة فى الشحن والمصروفات الجمركية وغيرها، ويوجد فى مصر حوالى 35 مصنع للأعلاف السمكية فى محافظات الإسكندرية والبحيرة والغربية وكفر الشيخ والشرقية والدقهلية ودمياط والمنوفية والبحيرة وأسيوط والجيزة والإسماعيلية والقاهرة وبورسعيد<!-- ، جدول رقم (20) في الملحق الاقتصادى.
خامساً: توافر العمالة المدربة والإرشاد السمكى
تحتاج المزارع السمكية إلى تواجد مستمر للعمالة المدربة لكى تقوم بالمراقبة المستمرة لأسماك التربية لتحديد ميعاد الرى فى الميعاد المناسب وتحديد كميات المياه اللازم إضافتها ومراقبة مدى احتياج الأسماك للتغذية بالأعلاف ومدى توفر الغذاء الطبيعى بالمياه،ومدى متانة الجسور والسدود ومنع وجود أى تسرب للأسماك من فتحات الرى والصرف ومراقبة مدى حيوية وصحة الأسماك. وحماية الأسماك من الطيور وحراستها من السرقة. هذا بجانب معاملة الأسماك بالأسلوب الفنى المناسب فى حالة نقل الزريعة والإصبعيات من المفرخات أو المصايد الطبيعية إلى المزرعة، أو فى حالة النقل من حوض لآخر داخل المزرعة.أما العامل الآخر هنا فهو تقديم الخدمات الإرشادية سواء للعامل أو المنتج نفسه لكى يتم الاستزراع على أساس علمى سليم.
سادساً: الإسـتثمارات Investments
أصبحت مشروعات الاستزراع السمكى من المشروعات ذات الجدوى الاقتصادية التى جعلت منها منافساً قوياً للمشاريع الاقتصادية الزراعية الأخرى ، وذلك نظراً لما تحققه من عائد مجز من الناحية التى تهم المستثمر ، وكذلك لما تسهم به على المستوى القومى من حل لمشكلات نقص الغذاء<!-- ، والبطالة ، والتنمية الريفية بصفة عامة ، الأمر الذى وضع هذه المشروعات ضمن أولويات أهداف الخطط القومية للدولة . ونظراً للاهتمام الذى أولته الدولة لهـذه المشاريع ، واهتمام المستثمرين بها ، ودخول التكنولوجيات المتقدمة فى هذا النشاط ، أصبح لهذه المشروعات اقتصاديات ومعالم واضحة، وتم توجيه قدر كبير من التمويل للوفاء بمستلزماتها .
سابعاً : التمويـل Financing
تتمثل الحاجة إلى تمويل نشاط الاستزراع السمكى فى كافة النظم المختلفة للاستزراع إلى توفير الأموال اللازمة للتشغيل والإنتاج والتسويق ، وبالنسبة لمشروعات الاستزراع السمكى القومية التى تتبناها الدولة ، مثل مشروع تنمية الإنتاج السمكى بنهر النيل ، ومشروع مقاومة الحشائش المائية بالترع والمصارف الزراعية بالتعاون بين وزارتى الزراعة والموارد المائية والرى ، وكذا المزارع السمكية والمفرخات ، ومحطات التحضين ، ومراكز تجميع الزريعة الطبيعية الحكومية ، وتنمية البحيرات ، فيجب أن يوضع فى الاعتبار عند رسم السياسة الزراعية للدولة أن يتم توفير الاعتمادات المالية اللازمة لتشغيل هذه المشروعات وتطويـر نظـم العمل بها ، وأن ينظر لما تحققه هذه المشروعات القومية من عائد اقتصادى واجتماعى هام للمجتمع . وبالنسبة لحاجة القطاع الخاص لتمويل نشاطه فى الاستزراع السمكى ، فيعتمد جزء منه على التمويل الذاتى من أصحاب هذه المشروعات ، والجزء الآخر يعتمـد على الائتمان ، وقد يلجأ إلى الاقتراض من تجار الجملة ، أو الدخول معهم فى مشاركة بحيث يقوم تاجر الجملة بالتمويل مقابل نسبة من الربح الصافى بعد سداد المبلغ المقترض . وقد يلجأ أصحاب هذه المزارع إلى الاقتراض من البنوك التجارية وبنوك الاستثمار والمحليات والتعاونيات والصندوق الاجتماعي للتنمية وبنك التنمية والائتمان الزراعى بأسعار فائدة مرتفعة تمثل عبئاً عليهم ، بخلاف صعوبة الحصول على القروض الكافية لتمويل العملية الإنتاجية<!--.
ثامنــاً : المستوى الفنى للإدارة المزرعيةTechnical Level of Management
أن هذا النشاط قد تطور تطوراً كبيراً ، وظهرت تكنولوجيات عديدة للاستزراع السمكى تتعلق بحجم المزرعة ، والآلات المستخدمة فيها ، وأنواع الأسماك المستخدمة فى التربية ، بحيث أصبح من الممكن الحصول على إنتاج يفوق بكثير إنتاج المزارع النمطية خلال نفس الفترة ، وهذا يعنى أن غياب هذه التكنولوجيات<!-- يقف عائقاً أمام التوسع الكبير فى الاستزراع السمكى الممكن حدوثه فى حال وجودها ، ويعطى إشارة إلى إمكانية التوسع فى الاستزراع السمكى بدون حدوث أية زيادة فى المتاح من الأراضى والمياه بوجهٍ عام ، إذا طبقت النظم الحديثة فى الاستزراع السمكى ويحتاج الأمر إلى توفير فرص كافية لتدريب المزارعين على أحدث النظم فى الاستزراع السمكى ، وإقامة مشروعات مشتركة مع الدول المتقدمة للحصول على الخبرات والتكنولوجيـات الحديثــة منهــا .
<!--[if !supportFootnotes]-->المراجع
<!--[endif]-->
<!-- سعيد محمد عبد الحافظ، الجوانب الاقتصادية لزراعة الأسماك فى ج.م.ع،رسالة دكتوراه، مرجع سابق،ص 92.
<!-- Barrania, Ahmed. Dr. (2003), " Factors Affect Fish Supply and Demand in Egypt". Expert Workshop, World Fish Center, Cairo, 16 – 17 December. P 7.
<!-- نبيل فهمى(دكتور)، والسيد يوسف شريف،(دكتور)،اقتصاديات إدارة تشغيل المزارع السمكية،مركز البحوث الزراعية،نشرة ارشادية رقم (2)،يونيو 1999،ص 8.
<!-- نبيل فهمى(دكتور)، والسيد يوسف شريف، (دكتور)، اقتصاديات إدارة تشغيل المزارع السمكية، مرجع سابق، ص 8.
<!-- صلاح محمد كمال،(دكتور)،النواحى الفنية والاقتصادية لنظم الاستزراع السمكى،ندوة استراتيجية المزارع السمكية فى مصر،كلية الزراعة،جامعة قناة السويس،يوليو 2002.
<!-- أيمن الشوربجى ، الأعلاف السمكية فى مصر بين الحقيقة والخيال، ، مجلة عالم أسماك الشرق الاوسط وشمال أفريقيا العدد 15 يناير ـمارس 2011.
<!-- الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، الإدارة المركزية للإنتاج والتشغيل، إدارة التغذية، مصانع الأعلاف في مصر، 2011.
<!-- عصام الدين غلام حسين، رسالة ماجستير، دراسـة تحليلية لاقتصـاديات المزارع الســمكية، كلية الزراعة، جامعة الأزهر، 2005.
<!-- ماهر أمين والى ( دكتور ) وآخرون ، " دور البنك الرئيسى للتنمية والإئتمـان الزراعى فى تطوير إنتاج وتسـويق وتصنيع الأسـماك " ، كلية الزراعة، جامعة الأزهر، 1999 ، ص ص 140 - 149 .
<!-- عصام الدين غلام حسين، رسالة ماجستير، دراسـة تحليلية لاقتصـاديات المزارع الســمكية، مرجع سابق.
ساحة النقاش