الفكرة

فترة العشر الأوائل والعيد والحج والأضحية مليئة بالمعاني التي تحتاج لتناولها في خطب الجمعة فما لم يستطع الخطيب تناوله قبل العيد وفي خطبة العيد يمكن استدراكه وتناوله بعد العيد

مثال ـ معنى الدين وأنه دين جماعي وليس دينا فرديا

ـ اهتمام الاسلام بالتربية والتذكير بأننا أمة ولها رسالة وغاية وهدف ودور الحج والعيد في ذلك

ـ اهتمام الاسلام بالعائلة وألأسرة وتقويتها ودور العيد في ذلك

عرض الأفكار

لماذا اهتم الاسلام بتذكيرالأجيال باستمرار بماضيهم وتاريخهم وخصوصا قصة الفداء وبسيدنا ابراهيم وبالبيت الحرام وقصة بنائه؟

ما أهمية ذلك؟

ـ إنه يحيي فهمنا للدين وأن الدين ليس مجرد علاقة خاصة بين العبد وربه ولو كان كذلك كان لكل مسلم كعبة يطوف حولها في بيته ولاداعي لكل هذه المتاعب والسفرللحج

ـ لكن ديننا دين جماعي شامل جاء لينظم كل شؤن الحياة دين يهتم بعلاقة الانسان بربه وعلاقته بالناس جميعا من حوله

ـ إنه يحيي معنى الامة ويذكر المسلم بأنه ينتمي الى أمة عريقة فعليه أن يعطي حقوق هذه الأمة ويهتم بشؤن المسلمين

ولذلك فإن سورة الحج نفسها اختتمها الله بهذه الآيات (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وماجعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس)

وهذا المعنى يكرره القرآن كثيرا وهو أن المسلمين أمة بل خير أمة اخرجت للناس وهذه الأمة لها رسالتها وغايتها

والمسلم مطالب بأن يحقق أهداف أمته وأن يهتم بامرها ويأمور اخوانه المسلمين من حوله

ـ إشارة الى بعض الأحداث الجارية ووجوب الاهتمام بها

ـ ان ارتباط الانسان بتاريخه وماضيه العريق يربي فيه الاعتزاز بهذه الأصول والجذور

اعتزاز الانسان بجذوره يدفعه الى الحفاظ على هذا المجد والعراقة والأصالة وبالتالي يمنعه من ارتكاب الأمورالحقيرة والوضيعة التي تشينه وتشين قبيلته أوعائلته

ـ لذلك العبيد واللقطاء الذين ليس لهم اصل هم الذين لايهتمون باقترافهم مايسحتقرهم الناس من أجله لماذا ؟ لأنهم ليس لهم أصل يخافون عليه

ـ هذا الاصل في التربية مهم جدا فعلينا أن نلقن أبناءنا تاريخنا الاسلامي فقد كان السلف يتعلمون الغزوات كما يتعلمون السورة من القرآن وأنتم تعلمون أن تعليمنا هذه الأيام بدأ يلغي التاريخ الاسلامي من المناهج كما ان بعض التاريخ مشوه لذلك فالأسرة عليها أن تهتم بتعليم ابنائها سيرة الرسول  صلى الله عليه وسلم وتحدثه عن الصحابة وعظماء الاسلام

وعلى العائلة أن تلقن ابناءها تاريخ العائلة وهذا دور الأم

أن تعرف الابن تاريخ والده وأجداده وترفع من شأن والده وصورته أمام ابنائه لأن ذلك يساعدها في التربية

ـ وبالتالي من باب أولى على الأب أن يحافظ على صورته المثالية أمام ابنائه فلا يسقط من نظرهم بارتكابه للمحرمات ولايشاركهم في الأفعال القبيحة

ـ ترى الأب مثلا يشرب الخمر مع ابنه

ـ أو يترك الصلاة أو يفطر في نهار رمضان أمام أبنائه

ـ او يدخن السجاير

ـ أو يجلس أمام التلفزيون يتفرج على افلام خليعة

او يدخل أبناؤه على صفحته فيجدون علىها صديقات أو يضع صورا خليعة أو يدخل على مواقع اباحية أو يتبادل رسائل غرامية مع صديقة على الصفحة أو يدخل في حوار ظاهره البراءة وباطنه الخبث مع صديقة وهو يظن أن ابناءه لايعرفون وينسى أنهم أعرف منه بالتكنولوجيا الحديثة وحتى مامسحه من رسائل يسترجعونها

ماذا تنتظر النتيجة؟

هذا الابن سيكبر ويتعلم ويعرف الصواب والخطا

فتكون النتيجة أحد مصيبتين

إما أنه يتعلم أن فعل الأب خطا فيسقط الاب من نظره

وإما يقلدالأب لاعتقاده أن مافعله الأب صواب وهذه مصيبة

فيا أيها الأب المسلم العيد منحك فرصة أن تجمع ابناءك حولك وتشاركهم ويشاركونك في الذبح وفي الجتماع مع العائلة وفي توزيع الضحية وفي زيارة الأقارب

إذا أيها الاخوة من المهم أن يرتبط ابناؤنا بتاريخهم وماضيهم واصولهم

لذلك من خطأ بعض الزوجات امتناعها عن الذهاب مع الزوج الى بيت أهله للمشاركة في حضور الأضحية مع العائلة واجتماع الأبناء هناك وفرحتهم بالضحية وبالاجتماع وتحتج الزوجة بأنها تتعب هناك في هذا اليوم أو أن بينها وبين عائلة زوجها مشاكل وقطيعة مع أن العيد جاء ليحل المشاكل وينهي القطيعة وليس العكس

هذه الزوجة ضيقة الافق لماذا؟

لأن من مصلحة تربية الأبن أن يتربى مع عائلته وابناء عمه لأن هؤلاء هم اصحابه في المستقبل وهم أقرب الناس اليه وهم عزوته وسنده

فالأم الحكيمةهي التي تمهد لابنها مستقبله فينشأ محبوبا من جده وأعمامه وعماته وكل أقاربه

 

وهي تتحمل الأقل من أجل المبدا العظيم وليس العكس الأم التافهة هي التي تضخم الأمور التافهة وتجعلها هي التي تتحكم في حياتها فتفوت عليها مباديء ومصالح عظيمة

إن تقوية علاقة الابن بأقاربه فوائد كثيرة

ـ أهمها أنه ينشأ نشأة سوية طبيعية لأنه يرى الحب والتراحم والتزاور بين عائلته وهذه هو الطبيعي

ـ ثانيها يتعلم السلوك الاسلامي الاجتماعي الصحيح بمعرفة أقاربه فكثير منا لايهتم بتعريف ابنائه باقاربهم البعيدة ولايزورهم الا في العيد لكن على الأب أن يهتم بتقوية علاقاته وعلاقة ابنائه باقاربه ومعرفة حقوقهم عليه

ـ ثالثها ينشأ معتزا بعائلته وبالتالي يرغب في الحفاظ على مبادئها التي من المفروض أن تكون هي مباديء الاسلام وتعاليمه أو بمعنى أصح يحافظ على مايتفق مع الاسلام من مباديء تتخذها العائلة مباديء لها عبر أجيالها

فمن الغباء ومن ظلم الابن ماتحاوله بعض الزوجات من قطع علاقة زوجها بعائلته

لأنها تريد أن تستأثر بماله مثلا وتريد أن تكون علاقة ابنائها بأخوالهم فقط ولذا فهي تزور أمها وأهلها كذا مرة في الأسبوع فاذا طالبها الزوج بزيارة أهله تمارضت وتمنعت وتعللت! هذا غباء

أيهاالاخوة ان الاسلام حرص على تقوية الأسرة والعائلة لأنها قوة للاسلام وقوة للأمة

وكانت العرب تهتم بهذا الأمر وتعتز بالقبيلة وتفخر بها وهذا موضوع فيه من الأمور ماهو خطأ انكره الاسلام مثل:

ـ أن يبغي الانسان على غيره أو يظلمه اعتمادا على قوة القبيلة او العائلة

ـ ومثل أن ينصر ابن قبيلته ولو كان ظالما اي العصبية الجاهلية ـ ومثل أن يعتز بالقبيلة فيقول لك أنا من الأشراف وهو لايعمل بعمل الأشراف بل تارك الصلاة وهذا لايفهم أن انتسابه الى الأشراف تكليف ومسؤلية وأمانة وحجة عليه ليست له فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة ابنته : (يافاطمة اعملي فإني لن أغني عنك من الله شيئا)

لكن كما أن هناك أخطاء في الاعتزاز بالعائلة فهناك جانب صواب وهو استعمال هذا الاعتزاز في تربية أبنائنا على العفة والعزة والكرامة وعلى الاقتداء بالصالحين من الأجداد وهذا اصل عظيم يساعد في التربية

لذا فأمتنا مستهدفة في أول لبنة فيها وهي الأسرة

ونحن نرى حاليا محاولات تفتيت الأسرة المسلمة

العيد جاء لتقوية بناء الأسرة لأنها المحضن الأول في التربية

ومن أخطا الشباب في العيد أنهم يرفضون موافقة الأب  ومصاحبته في صلة رحمه وزيارة أقاربه والتعرف عليهم مع أن هذا عمل صالح ومقصد من مقاصد الاسلام لما في ذلك من قوة للأمة وبقائها واستمرار رسالتها على مر الأجيال

جاء العيد ليعيننا كأفراد وكاسرة وعائلة ومجتمع يعيننا على تربية الأجيال القادمة تربية صحيحة قوية

جاء ليعطينا قوة للمجتمع وبالتالي قوة للأمة وتراصا وتلاحما يقطع على أعدائها طمعهم فيها واستضعافهم لها

إذا هذه الخطبة فيها ثلاثة عناصر اساسية

ويمكن تقسيمها على ثلاث خطب أو خطبتين  للتوسع في كل عنصر

ربنا تقبل منا انك أنت السميع العليم

 

 

 

 

التحميلات المرفقة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 2072 مشاهدة
نشرت فى 7 سبتمبر 2017 بواسطة denary

ساحة النقاش

على الدينارى

denary
موقع خاص بالدعوة الى الله على منهج أهل السنة والجماعة يشمل الدعوة والرسائل الإيمانية والأسرة المسلمة وحياة القلوب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

292,712