كثير من الكبار لا يشعر بفرحة العيد !!!
وكثير منهم يتعمد أن لا يفرح كنوع من الوفاء للماضي فإذا سألته قال : العيد كان زمان ... كنا نفعل ونفعل ويأخذ يتمتع بالحديث عن ذكريات العيد في الزمن الجميل!!
وكأن العيد إن خلا من مظاهر زمان فهو لا يستحق الفرحة!!
والبعض يعلل عدم فرحته بأن الناس تغيرت !
والفرحة الحقيقية تنبع من قلوب عامرة بالحب لبعضها.. ثم يأخذ نفسا ً عميقا ً ويقول: الآن ليس هناك حب بين الناس؟!
ترى ما هو السبب في إصابة العيد بالشيخوخة عند الشيوخ الكبار؟
ولماذا يصبح العيد مملا ً مع أنه فرصة للتجديد ؟
في تقديري والله أعلم أن العيد يتحول مع تقدم السن إلى ملل عندما تكون الفرحة فيه فرحة شكلية.. أي ببعض المظاهر مثل الملابس الجديدة والمأكولات المفضلة والنزهة وحتى زيارة الأقارب يمكن أن تتحول إلى عمل شكلي يمل عندما يتكرر كثيرا ً فيفقد طعمه بالتكرار.
أما عندما يفرح الإنسان فرحة نابعة من القلب لأن سبب الفرحة معنى كامن في القلب.. وهذا المعنى يتجدد فهنا تتجدد الفرحة وتسعد النفس.
والمؤمن  مرتبط بطاعته لله وبالشعائر الدينية فهو في رمضان قد اطاع الله تعالى وهذه الطاعة كانت بفضل الله وتوفيقه.. فهو يشعر بفضل الله عليه وبرحمته به "قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ".
والحصيلة التي يخرج بها المؤمن من رمضان هي المعنى الكامن الذي يحرك الفرحة في أعماقه.
فهو يشعر بجديد في روحه وقلبه وهذا الجديد يستحق الفرحة.
اما في عيد الاضحى فالعشر الاوائل ومافيها من عبادة ويوم عرفة وصيامه وحنين المؤمن الى الحج وفرحته بحج من حج وارتباطه ومتابعته للحج وتجدد امنيته بالحج الى بيت الله الحرام وزيارة قبر النبي عليه الصلاة والسلام ثم الاضحية ومافيها من ذكريات تاريخية اسلامية عظيمة وشهود المؤمن لصلاة العيد ومافي هذه الصلاة من ظهور قوة المسلمين وترابطهم وتراحمهم وتعاطفهم كل ذلك يحرك فرحة في اعماق القلب
ومن هنا أيضا يشعر الكبير المسن بفرحة العيد كما يفرح بها الصغير.. بل العكس كلما تقدم السن واستوعب الإنسان المعاني كلما ازدادت فرحته بالعيد
تقبل الله منا ومنكم..
وكل عام وأنتم بخير.. شبابا ً وشيوخا

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 445 مشاهدة
نشرت فى 31 أغسطس 2017 بواسطة denary

ساحة النقاش

على الدينارى

denary
موقع خاص بالدعوة الى الله على منهج أهل السنة والجماعة يشمل الدعوة والرسائل الإيمانية والأسرة المسلمة وحياة القلوب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

287,285