أستغفر الله العظيم , ارتكبت اليوم خطأ أريد أن أعترف به لمن يهمه الأمر , وقبل أن أدلى بما حدث أريد أن اسأل أولا ً :هل هناك من أهل الأبراج من يهمه أمري كإنسان مواطن مصري مسلم  ؟؟

إن أهل العلم والخبرة يقولون : إن نجاح أي عمل م يتوقف على وضعه للمستهدفين في اعتباره.. وهؤلاء المستهدفين يختلفون في ثقافتهم وحضارتهم ومبادئهم وقيمهم وميولهم من شعب إلى شعب، وكل ذلك يجب أن يراعى عند تقديم الخدمة لهم . أليس  كذلك؟؟! أليست هذه مبادئ بديهية لدى كل من يقدم خدمة إعلامية أو غير إعلامية؟

* فما بال الإعلام المصري لديه إصرار غريب على أن يخاطب شعبا آخر غير الشعب المصري؟؟!!!!

* ما بال إعلامنا المصري لا يراعى طبيعة شعبه وقيم المستهدفين الذين يخاطبهم ؟؟!!!

أما ما حدث فهو أنني اليوم  بعد أن شاهدت أخبار غزة المحاصرة  أردت أن أتابع أخبار بلدي مصر وأهلها خصوصا ً..وهى هذه الأيام تغلي بطوابير الخبز وقد أصبح كل طابور فيها مؤتمرا إجباريا يناقش فيه الناس همومهم التى لا يختلف عليها اثنان ( إن المصائب يجمعن المصابينا) .

* لقد جمع الغلاء المصابين في طابور واحد هو طابور الخبز. حتى ذلك الرجل المتكبر الذي كان يشمئز من الحديث مع أمثالنا الواقفين على أقدامهم في الشمس هاهو قد نزل من سيارته وتنازل عن كبريائه وفاجأنا بأنه حتى هو الآخر قد ضرب الغلاء ساحله فأجبره أن يتحدث حديث الفقراء عن الزيت والصابون والأرز الذي سينخفض سعره ،

* وأما المصائب التى أردت أن أتابع أخبارها اليوم فهي هي التى يتناولها الطابور كل يوم وأولها بالطبع ارتفاع الأسعار ،  وأحداث المظاهرات ، وسفر رئيس الوزراء إلى المحلة للقاء العمال هناك ، وهل يمكن أن يسفر هذا اللقاء عن شيء ؟؟ وما التوقع الصحيح من توقعات الناس؟؟ هل سيرضيهم الوزير بكلمتين والسلام ،ويظل الحال على ما هو عليه؟؟ أم يمكن أن يستجيب فعلا بأي تغيير أو حل؟هل انتخابات المحليات ستؤثر في الأمر بشيء؟

* لقد بدا لي أن أفضل من يأتيني بالتفاصيل في هذا الشأن الداخلي هو قنواتنا المصرية الحكومية.  ولكن كيف وأنا مقاطعها وقد هجرتها! بل لم تنشا بيننا أي علاقة! فهي لم تخطب ودي يوما أبدا، ولم تشعرني يوما أنني في حسابها؛ فهي مغرمة بنوعية معينة من الناس لأنها بنت ذوات؛ فهي تأنف أن تخاطب مثلي، وتخشى إن اهتمت ببعض اهتماماتي أن تتهم بالرجعية ،والانهزامية...الخ

*  وكلما حاولت أن استمع إليها وأن أصل ما بيننا من باب أنها وطنية ،وأنا أحب وطني ؛فنحن أولى ببعض ؛وجدتها تحدث غيري بإصرار عجيب، وأكثر ما يغيظني منها أنني إذا حدث وجلست أمامها ظنت بي سوءا.. فهي دائما تظن أنني لا يعجبني إلا الطبل ، والزمر ، والرقص ،ثم كلام تافه..، وكثيرا ما تكذب،  والكذب عندها عادة قديمة من أيام الستينات أيام لم يكن هناك من يحدثنا غيرهاــ  وإلى الآن؛ رغم؛أن كذبها يفتضح إلا أن ريمة لا تريد أن تتخلص من عادتها القديمة

* وكثيرون غيري قالوا لها " إننا ناس محترمون فقدمي لنا شيئا محترما، واحترمي عقولنا،واحترمي قيمنا، ومبادئنا ،مبادئ أهل البلد". لكن أبناءها كانوا دائما يقولون :هذه هي قنواتنا ومن لا تعجبه فليغلق التلفاز.... يعنى يشرب من البحر

* وبيني وبينك ,أنا الآخر عوضني الله عنها كثيرات هي القنوات الفضائية كلما نظرت إليها تحسرت على أعمار الناس الذين  ضيعتهم القنوات الأرضية المصرية في أخبار الممثلين والممثلات والراقصات وفى كل سطحي تافه لا يغذى عقلا ولا يفيد ثقافة ,

* أنا الآن أجالس القنوات الفضائية المحترمة وكلها تسترضيني كما تسترضى غيري،

* فمرة تقدم لي طبيبا يحدثني عن مرضى بالتفصيل.. هذا الطبيب منا أهل البلد؛ يتكلم بلهجتنا لا يطلق لنا مصطلحات أكاديمية ولا كلمات إنجليزية لا نفهمها، وهذه القنوات لأنها تحب الناس وتقدر آراءهم وهمومهم فقد اخترعت الحوار المباشر مع الضيف .

* ومرة تقدم لي اقتصاديا ناجحا يفهمني كيف أدير مشروعي..يفهمني ببساطة لا يدخل بي في متاهات علم الاقتصاد.

* ومرة تقدم لي شيخا يتكلم في كل شيء، ويحاور،  ويرد على الأسئلة ، وليس هو الشيخ الذي تأتى به القنوات إياها على كراهة منها وعلى استحياء منه واستعجال، فالبيت ليس بيته ،وعليه أن يفرغ الكلمتين المحفوظتين المكررتين ويقوم حتى ترى القناة شغلها الحقيقي ويأتي أهلها الذين هم أهلها والبيت بيتهم يجلسون بالساعات يتكلمون بالتفصيل عن أطباقهم المفضلة  وأزيائهم الخاصة وعطورهم المحببة والأفلام التى أنتجوها وظروف كل فيلم ............. الخ الخ

* أنا الآن أشاهد الفن وأتمتع به في أرقى صوره وأبسط صوره في نفس الوقت !

هل سمعت هذه الطفلة الجميلة التى يغنيك صوتها عن الموسيقى؟ هل سمعتها وهى تغنى ؟؟

يا طيبة  يا طيبة     يادوا العيانا

اشتقــا    لــــك     والهوى  نادانا  والهوى نادانا

هل سمعتها وهى تغرد ؟؟

كنا بنستنى من زمان

الحمد لله على السلامة

هنيهم   يا طيور الدار

وغنيـهـم   يا حمامـــة

رجعوا الأحباب

بــــعد غيــاب

قلبي رفرف يا نينة

والله زمان يا أحبابنا والله

والله زمان يا أحبابنا والله

 

* هل سحرتك هذه أللقطات الفنية  الرائعة من الطبيعة فاعترفت بأن الفن النظيف رسالة؟؟ 

* أنا الآن أستدعى القنوات الفضائية المفيدة فتستدعى لي مربيا خبيرا يفهمني كيف أتعامل مع أسرتي فيصلح بيننا..فأشكر لها وله..وفى نفس الوقت أتذكر ما كانت تفعله القنوات إياها من تحريض للبنت على أمها  والولد على أبيه..وما تسببت فيه من خراب البيوت

* وللأسف لقد قال لها كثيرون غيري: إن هذه البرامج خربت بيوتنا. ولكن هذا أمر لا يعنيها!!

* المهم لا أطيل عليك فمن أجل كل الأسباب السابقة كانت القطيعة بيننا..هي لا تطيقني..بدعوى أن طلباتي غريبة..وكأني لست من أهل البلد..وأنا لا أطيقها لأنها لا تهتم بي بالمرة، مع أنهم دائما يقولون أنها من أجلك..وبيني وبينك أنا منعتها من دخول بيتي من أصله لكثرة ما أحدثت في البيوت التي دخلتها من الفتن، وقبل أن نشترى الجهاز قريبا اتفقنا أننا لن نسمح لها بدخول البيت حتى لا تفسد بيننا  ولا تخرب بيتنا

* ولكن ماذا تقول وقد غلبتني  صلة الدم اليوم  وانطلت على الفكرة فقد سمعت أن صاحبتنا قد أخذتها الغيرة فأصلحت من نفسها..وأصبحت تتودد إلى أبناء البلد وتحس بوجودهم على الأرض وتحترم مبادئهم بعد أن قالوا لها إن هذا هو سر نجاح الفضائيات، وقالوا إنها تطورت والدليل على ذلك برنامج البيت بيتك ومجالس الطيبين  وحديث المدينة..لكنها مازالت مقتنعة بأن المواطن المصري مهما قال بلسانه أنه يرفض ما يتعارض مع دينه وقيمه ومبادئه  فهذا كلام لسان ولكن الحقيقة في تقديرها أن  أكثر ما يجذبه هو المحرمات نفسها خصوصا الرقص العاري وما على شاكلته مما تسميه هي فنا والفن منه بريء بل الفن يلعنه.

* على كل حال هيــــــا أجرب .......

* أخذت أغير، وأغير،وأضغط على أزرار وأرقام حتى هبطت القناة الأولى على شاشتي وأصبحت ضيفتي في بيتي

* ربما تحترمني في بيتي فتصبح هذه محاولة صلح بيننا ..

ها أنا سأتابع همومنا المصرية التى تربط بيني وبين القناة المصرية الخالصة

إنه برنامج  ( صبــــــــــاح الخيـــــــــــر يا مصـــــــــــــــــــر)

الله

ها أنا قد تركت غزة وباكستان والعراق  ولبنان واليونان وتركيا وجئت إلى مصر .. إلى القناة الأولى.. إلى صباح الخير يا مصر... ترى ماذا سيقدم لي البرنامج على الصباح وقبل أن أنطلق إلى عملي وعلى الريق؟؟

حوار مع مصمم أزياء متخصص في تصميم أزياء الفنانات !!!!

ألم أقل لك إن الجالسين هناك في أبراج ماسبيرو يخاطبون أناسا غيرنا ؟

ألم أقل لك إن الإعلام إعلامهم ؟، و البيت بيتهم؟ بيت الفنانين  والفنانات، والممثلين والممثلات ،والراقصات المصريات وغير المصريات ومساعديهم وخدمهم وحشمهم وحدهم؟؟؟ !!!!

ألا تسمع فيم يتكلم ؟اسمع .. إنه يحكى بكل أسى قصة الفنانة التي أعد لها ملابس الفيلم وإلى الآن لم تدفع ثمنها !! .....

هل تراني أستمع إلى قلبي ــ و قلب المؤمن دليله ـــ فأعود كما كنت وأقاطعها؟

لا بل انتظر ..فالحوار الآن في نهايته  لعلها فقرة خفيفة لمجرد التنويع وتخفيف المادة خصوصا والناس ما زالت على الريق.وهل حرام أن تسمع شيئا من هذا؟؟

وفعلا انتهى الحوار ووعدتنا القناة بأخبار اقتصادية ) (وتابعونا) ( وابقوا معنا) فبقيت.....

فإذا هو كمين محكم

وعلى غرة وغدر  إذا  بالشاشة تغير عليها سرية من فتيات عاريات كاسيات ترقصن رقصا فاضحا 

أعوذ بالله.....اقفل  اقفل..أعوذ بالله..أعوذ بالله.

الله يسامحكم                            

هكذا على الريق ؟؟1

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 201 مشاهدة
نشرت فى 14 مايو 2016 بواسطة denary

ساحة النقاش

على الدينارى

denary
موقع خاص بالدعوة الى الله على منهج أهل السنة والجماعة يشمل الدعوة والرسائل الإيمانية والأسرة المسلمة وحياة القلوب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

287,219