علي الديناري

موقع دعوي يشمل نسمات من القرأن وشروح بعض الأحاديث ومدرسة الدعوةأسرة المسلمة والفكر والقضايا المعاصرة

  قبل الامتحانات

مقدمة

الحمد لله التواب الحكيم .. الغفور الرحيم .

والصلا ة والسلام على رسول الله .

                                                     وبعد

 

 إقترب الامتحان .

دخلنا فى الجد.. أعلنا الطوارىء .

إشتد الاستعداد  .. دب فى النفوس القلق .

 الرسوب فضيحة ومهزلة .. التخلف عبء إضافى ومرار .

مرارة الرسوب والحرمان تضغط على الأعصاب .. تحفز على الاجتهاد .

حلاوة النجاح ، ولذة التفوق والتقدير، وبريق الاسم فى قائمة الأوائل ترفع الهمة وتزيد العزم .

الكل يتسابق ، يكمل الناقص، يذاكر، يراجع ، يتمم ، يحاول الوصول للأسئلة ليجهز لها الإجابة .

 هذا هو الصحيح هو عين العقل .. 

 من لم يفعل ذلك فهومتخلف ..  مستهتر.. غفلان ..

لايستحق التفوق أو النجاح لا فى الدراسة ولا فى الحياة فيما بعد ..

هذه هى امتحانات الدنيا ؛

فياشباب : وقفة مع النفس....

نتأمل قليلا فى امتحانات الآخرة

اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى

اللهم اجعل على كلامنا هذا نورا من نورك وهداية من هدايتك وروحا وحياة تحيى بها القلوب وتشرح بها الصدور آمين
‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘

نتأمل قليلا فى امتحانات الآخرة

                                                 

حتى متى ؟؟!

الأيام تمر ،

 تجرى ،

يوم وراء يوم بدون ما نحس ،

 والعمر غير مضمون !

حتى متى سنتلاعب ونترك هذا الموضوع الخطير؟!

كلنا قد أيقن بالموت ولكن أين استعدادنا له ؟!

 كلنا قد أيقن بالجنة ولكن أين العمل لها ؟!

والنار هل اتقيناها ؟

إنا لنفرح بالأيام نقطعها         وكل يوم يدنينا من الأجل

هى لحظة ونلاقى المصير أمامنا وساعتها لن ينفع الندم ( حتى إذا جاءأحدهم الموت قال رب ارجعون لعلى أعمل صالحا فيما تركت )( حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا ياحسرتنا على مافرطنا فيها )

الموضوع جد وخطير ولايحتمل التأجيل والتأخير .

(وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ.

أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ : يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ.

أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ.

 أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ )

 أصل الموضوع أصل الموضوع أن الله تعالى أهبط  آدم وحواء وأنزل إبليس إلى الأرض ووعد آدم عليه السلام أنه سينزل إليه منهجا يسير عليه وسيمتحنه فيه( قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم منى هدىفمن تبع هداى فلاخوف عليهم ولاهم يحزنون والذين كفروا وكذبوا بآياتنا فأولئك أصحاب النارهم فيها خالدون) البقرة

هذا المنهج قد نشبهه نحن بالمشروع العملى الذى تطالب به الكليات العملية طلابها لتختبر أداءهم وسلوكهم العملى أثناء العمل مع بعض الفارق بالطبع

 المشروع العملى   الحياة كلها كمشروع عملى يراقب فيه الله تعالى عباده ومدى سيرهم على النهج الذى أنزله إليهم وأمرهم به من أجل أن تستمر الحياة كما أرادها الله تعالى

المشروع العملى  يبدأالمشروع العملى من بداية سن البلوغ الذى أصبح كل منا فيه  مسؤلا عن تصرفاته يعنى عند سن حوالى 14ـ 16 سنة .

مدة المشروع طول العمر لغاية الغرغرة قبيل خروج الروح .

موضوع المشروع كل أوامر الله تعالى وكل نواهيه ..عندك حضور الصلوات فى المساجد فى مواعيدها وعندك صلاة الجمعة وصيام رمضان ، وعندك تزكى من مالك أول مايصل إلى مبلغ محدد  ،وعندك تحج بإذن الله أول ما تقدر ، وعندك كل الواجبات المأمور بها واجتناب الحرام .

العمل مسجل بالخطوة ( ونكتب ماقدموا وآثارهم وكل شىء أحصيناه فى إمام مبين ) ، وبالكلمة ( مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) ،  وبالضحكة ( وقالوا ياويلتنا مالهذا الكتاب لايغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ماعملوا حاضرا  ) قال ابن عباس : الصغيرة التبسم، والكبيرة الضحك؛ يعني ما كان من ذلك في معصية الله ، وبا لذرة ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )) ، وبالنية   (إنما الأعمال بالنيات ) .

الغياب مسجل فى كل صلاة ،  والتأخير مسجل وفى يوم الجمعة تقف الملائكة على باب المسجد تكتب أسماء الحاضرين الأول فالأول وتكتب التأخير  لغاية صعود الإمام على المنبر وبعدها تغلق الملفات وتدخل الملائكة تستمع الخطبة

أهمية المشروع : هو مشروع الحياة أنزله الذى خلق الموت والحياة الحكيم الخبير الذى خلق الإنسان وهو أعلم به ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) ولذلك ففى هذا المشروع السعادة والحياة الطيبة .

كل من فهم المشروع ومشى عليه استراح ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ) فى الدنيا بالقناعة والرضى  وبالجنة فى الآخرة

وكل من مشى من دماغه بعيدا عن نظام الأوامر والنواهى والحلال والحرام عاش تعبان 0 (ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ) فى الدنيا . ولا تغرك المظاهر ..  طعم السعادة فى الرضى والاطمئنان .

أما فى الآخرة (ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتنى أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ) .

الامتحان الشفوى   أصعب امتحان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر وإن لم ينج فمابعده أشد ) رواه الترمذ ى وابن ماجه

ولذلك فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان فى جنازة فنظر فى القبر وقال :(يا إخوتاه لمثل هذا اليوم فأعدوا )

موعد الامتحان

 المشكلة الكبرى أن موعد الامتحان مفاجىء وكل إنسان له موعد مستقل لاعلاقة له بالآخر، ولايغرنك أن الذين تراهم يموتون هم كبار السن !

لا أبدًا ...  الموت لايفرق بين كبير وصغير، ولا شاب وشيخ ، الذين ماتوا وهم شباب كثير جدًا جدًا

                       تزود من التقوى فإنك لاتدرى             إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر      ؟

                       فكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا       وقد نُسجت أكفانه وهولايدرى         !

                       وكم من عروس زينوها لزوجها          وقد قُبضت أرواحهم ليلة القدر        !

                       وكم من صغار يرتجى طول عمرهم       وقد حشرت أجسادهم ظلمة القبر       

                      وكم من صحيح مات من غير علة         وكم من سقيم عاش حينا من الدهر !

وتأجيل هذا الموضوع يسمى التسويف يعنى بدلا من أن أبدأالآن وأفعل إذا بى  أؤجل وأقول : "سوف أفعل" و" سوف " هذه هى  التى أوصلت أهلها إلى النار .

أما عدم وضعه  فى الاعتبار على أمل أن الوقت مازال معنا أو بالعامية ( لسة بدرى ) هذا يسمى طول الأمل وهو الذى يجعلنا متهاونين ومسوفين لموضوع فى غاية الخطورة .

قَالَ علي بن أبي طالب رضى الله عنه : "إنما أخشى عليكم اثنين طول الأمل واتباع الهوى ؛ فإن طول الأمل ينسي الآخرة ، وإن اتباع الهوى يصد عَن الحق .

الاستدعاء للامتحان يمكن أن يتم فى أى وقت ، وفجأة ، وخطفا .. بدون إنذار!

يخطف الإنسان من على  الكمبيوتر أو المقهى أو من السيارة أووهو ساجد إلى الامتحان الأخير مباشرة .

واحد صاحبنا مات فى الملعب فى عزالمباراة .

والثانى مرض المغرب مات العشا .

والثالث كان يعطى درسا دينيا فقال :  وإلى هنا انتهينا يا إخوانى ومال برأسه  وفاضت روحه .

والرابع مات وهو يخطب على المنبر .

 

مكان الامتحان القبر هو بيت الدود والوحشة والظلمة .

فى ظلمة القبر لا أم هناك ولا       أب شفيق ولا أخ يؤنسّنى

عندما يعود الناس ويتركونك وحدك  فى قبرك تعود الروح إلى الجسد فتسمع صوت الأقدام وهى تبتعد عنك تاركة لك وحدك فى هذا المكان الغريب الموحش وأنت راقد على التراب عريان داخل كفنك لاالأصدقاء ولا الشلة ولاالأب ولا الأم .

وضع جديد لم تمر به فى حياتك وبالتأكيد ستحتاج إلى أى شىء يعرفك ماهو الموضوع ؟ وماهو مصيرك ؟ يعنى تستبشر أم ماذا؟

وهنا سيختلف الوضع من إنسان لآخر وقبل مانكمل تعال ندعو لبعضنا من الآن : يارب نجنا وارحمنا والطف بنا وهون علينا . قل آمين

بعدها سيدخل على كل واحد عمله إن كان خيرا فيرى رجلا جميلا يبشره بالخير ويقول : أنا عملك الصالح. وإن كان عكس ذلك فنسأل الله العافية سيفاجئه رجل قبيح المنظر ومنتن الرائحة ويقول لك :أنا عملك الـ ؟

الممتحنون ملائكة خصصت لهذا الامتحان منظرها شديد .

المعاملة فى الامتحان لكل إنسان معاملة حسب عمله الإنسان القريب من الملائكة لأنها رأته فى المساجد يصلى، وفى حلقات العلم يتعلم دينه فجلست بجواره ، ورأته وهو يتصدق فكتبت ، وهو يغض البصرفشرحت صدره ، وسمعت صوته وهو يصلى ويقرأ القرآن فصلت خلفه  ، ورأته وهو يرتكب معصية فانتظرت عليه ولم تكتب .. فاستغفر .. ففرحت ، وكتبت حسنة  ، وتعرف بيته لأنه يصلى بالليل فينور فى الأرض مثل النجوم فى السماء  ..هذا إنسان  ستعامله الملائكة بالرحمة والرفق والإكرام

بل مفاجأة .. بشرى خاصة  

رغم صعوبة الامتحانات إلا أن البعض لهم بشرى خاصة من قبل دخول الامتحان

 " إِنَّ الَّذِينَ قالُوا : رَبُّنَا اللَّهُ. ثُمَّ اسْتَقامُوا. تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ : أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا ، وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ. نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ. وَلَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ. نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ». " قال القرطبى قال الحسن البصرى: إستقاموا على أمر الله فعملوا بطاعته واجتنبوا معصيته. وكان   إذا قرأ هذه الآية قال: اللهم أنت ربنا فارزقنا الاستقامة.

 : "تتنزل عليهم الملائكة" قال ابن عباس: هي بشرى تكون لهم من الملائكة في الآخرة.

وقال وكيع وابن زيد: البشرى في ثلاثة مواطن :عند الموت ، وفي القبر، وعند البعث. " ألا تخافوا" لا تخافوا الموت."ولا تحزنوا "  على أولادكم فإن الله خليفتكم عليهم ولاعلى ذنوبكم فإني أغفرها لكم.  

 : "نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة" أي تقول لهم الملائكة الذين تتنزل عليهم بالبشارة "نحن أولياؤكم" أي نحن الحفظة لأعمالكم في الدنيا وأولياؤكم في الآخرة. ويجوز أن يكون هذا من قول الله تعالى .  

الأسئلة موحدة

                   السؤال الأول : من ربك ؟

                   السؤال  الثانى : مادينك ؟

                  السؤال  الثالث : مارأيك فى الرجل الذى بعث فيكم  ( أى الرسول صلى الله عليه وسلم )؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إن العبد إذا وُضع فى قبره وتولى عنه أصحابه ـ وإنه ليسمع قرع نعالهم     أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له : ماكنت تقول فى هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم ؟

فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله .

فيقال له : أنظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله تعالى به مقعدا من الجنة فيراهما جميعا،

وأما المنافق والكافر فيقال له : ماكنت تقول فى هذا الرجل ؟

 فيقول : لاأدرى . كنت أقول ما يقول الناس .

 فيقال : لادريت ولاتليت .

ويضرب بمطارق من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين )رواه البخارى

ومع أن الإجابات سهلة إلا أن الموقف صعب ورعب والذى اشتغل المشروع هو الذى سيتجاوب مع الموضوع كله لأنه فاهم ومتوقع وحاسب حساباته والموضوع ليس غريبا عليه حتى الملائكة تعرفه .

الإيمان هو الذى سيثبت صاحبه ويساعده  على الإجابة   ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت فى الحياةالدنيا وفى الآخرة ) والقول الثابت فى الآخرة هو الإجابات على هذه الأسئلة أما غير المؤمن فكما قال الله تعالى       ( ويضل الله الظالمين )   

المهمل الذى عاش حياته فى غفلة ونسى المشروع أونسى أن وراءه مشروع أصلا  فهذا إنسان موضوعه كبير وخطير ومصيره لانتمناه لأحد منا أبدا ( ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير )( ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا فى أمرنا )

 أول تصحيح فى المشروع

قال الرسول صلى الله عليه وسلم (أول ما يحاسب عليه المرء من عمله صلاته فإذا صلحت صلح سائر عمله وإذا فسدت فسد سائر عمله ) وفى رواية (فإذا صلحت فقد أفلح وأنجح وإذا فسدت فقد خاب وخسر)

الصلاة سؤال رئيسى  عملى إجبارى محدِد يعنى الإجابة عليه  ستحدد مابعدها لأن الصلاة ركن بل  أول ركن بعد الشهادتين وهى الفرق بين المؤمن وغير المؤمن كما أنها هى الصلة المباشرة بين العبد وبين ربه يسمع فيها كلام الله ـ القرآن ـ ويكلم فيها ربه بلا واسطة فيرجوه ويدعوه ويشكو إليه ويستغفره ويشكره ويسبحه

والصلاة كفارة كما فى الحديث (الصلاة إلى الصلاة والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر)

والصلاة تنهى عن المنكر وتريح الإنسان فى موضوع المعاصى التى يتمنى تركها ولايقدر.. الصلاة تخلص من هذا الموضوع

بعد الأسئلة يضمك القبر ضمة فتختلف أضلاع الإنسان منها يعنى كما نقول نحن تدخل فى بعضها ربنا يعافينا  

النتيجة وتحديد المصير:

على أساس الإجابة على أسئلة القبر  سيكون المصير ( القبر إما روضة من رياض الجنة وإما حفرة من حفر النار ) فالمؤمن   يتسع عليه قبره لغاية مد بصره ثم يرى مقعده من الجنة ويأتيه رزقه منها فينسى أهله والدنيا كلها  فقد رجع إلى أصل الدار التى هبط منها أبوه آدم عليه  السلام ومن الفرحة يقول : رب أقم الساعة

طبعا لابد أن يستعجل  قيام الساعة ليلحق بدار الخلود وما أدراك مادار الخلود ؟ خذ مثلا قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت مابينهما ولملأته ريحا (أى عطرا) ولنصيفها ( أى خمارها ) على رأسها خير من الدنيا ومافيها )رواه البخارى

 تعال نستعد   نستعد من هذه اللحظة مثل الذين استعدوانأخذ الأمور بالعقل وبجد وكفانا جريا وراء الهوى

والله لو فكرنا فى هذا الموضوع وأعطيناه حقه لتغير حالنا فى الحال

قال أحد ألصالحين : شيئان قطعا عنى لذة الدنيا ذكر الموت وذكر الوقوف بين يدى الله

ترحل عن الدنيا بزاد من التقى         فعمرك أيام تعد قلا ئل

كان الربيع بن خيثم يصلى بالليل كثيرا فقالت له ابنته : ياأبت مالك لاتنام والناس تنام ؟!

 قال : إن النار لاتدع أباك ينام .

هذا الموضوع لايمكن تأجيله

لاتُرج فعل اليوم إلى غدٍ     لعل غدًا يأتي  وأنت فقيد

الاستعداد للامتحان الأخير هوأول أولوية فى حياتنا وكل أولوية بعد ذلك تدخل فيه أو نشطبها من حياتنا

 عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تفسير  قول الله تعالى " فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام"     قال : " إذا دخل النور القلب انفسح وانشرح . قالوا : هل لذلك من علامة يعرف بها ؟ قال : " الإنابة إلى دار الخلود ، والتنحي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل لقاء الموت " .  

كيف نستعد للامتحان ؟

ـ إبدأ المذاكرة والاستعداد للامتحان الأكبر  من الآن ..إعزم النية  وأستعن بالله .. راجع لك يارب

قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه: التؤدة فى كل أمر خير إلا فى أعمال الآخرة

ـ أدخل الأماكن التى تساعدك على ا لاستعداد و تعرف على أهلها تعرف على الصالحين والأرواح الطيبة تبتعد عنك الأرواح الخبيثة و الشياطين وتتعرف عليك الملائكة من الآن وتستغفر لك

  (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به  ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شىء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ربنا وأدخلهم جنات عدن التى وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم )

هؤلاء الملائكة هم الذين سيشيعون روحك بعد خروجها أى سيصعدون وراءها   فى السموات

والأهم من ذلك أن تصحبك الملائكة فتلهمك الصواب وتلقنك الكلمة الطيبة

ـ إن كثرة موافقة الملك الذى يهديك ويأمرك بالخير تجعله يصاحبك فيعينك ويرشدك فيبيتعد عنك عدوك الذى يزين لك المعصية ويزخرفها لك ويثقل عليك الطاعات

ـ حاول أن تكون على وضوء يعنى بدلا من التشطيف عند الخروج اجعله وضوءًا بالمرة فإن مت متّ طاهرا

والوضوء يبعد الشيطان وإن أذن عليك الأذان وجدت الصلا ة سهلة ،   

ـ المادة الصعبة يسهلها الاستغفار لأن كل المواد والأسئلة سهلة ولكن الذنوب هى التى تحول بين الإنسان وبين العمل الصالح وعلاج الذنوب كثرة الاستغفار والذكر والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم

ـ صاحب الجماعة المذاكرين للقرآن حتى يعلموك

مادة القرآن مادة لذيذة جدا ولكن بعدنا عنها هو الذى يهيىء لنا أنها صعبة وبينى وبينك خصمك ـالشيطان ـ لايريدك تنجح فى هذه المادة بالذات   (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء فى الخمر والميسر و يصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة )المائدة

ـ تعال نأخذ كل يوم آية واحدةأو حكم واحد من أحكام التلاوة .. المادة كلها سبع أحكام ..جميلة جدا ولما تتدرب عليها ستجد صدرك انشرح وأحببت قراءة القرآن وحفظه وبدأت تسجل فى صفحتك   حسنات كل حرف بعشرة

ـ هل تعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم سيشتكى إلى الله من كل الذين مثل حالاتنا هاجرين للقرآن؟ ( وقال الرسول يارب إن قومى اتخذوا هذا القرآن مهجورا)

ـ لاتيأس وكرر المحاولة أكثر من مرة المهم أن لاتتراجع واستعن بالدعاء ربك يحب الإلحاح فى الدعاء

ـ ركز على أول سؤال فى المشروع وفى العملى .. السؤال الذى أكد عليه النبى صلى الله عليه وسلم قبل وفاته ووصانا به فى آخر كلامه (الصلاة ـ الصلاة ) إهتم بها وعظمها واستعد لها وتممها  كل وقت بوقته

ـ أحسن شىء يضمن لك أن لايفوتك الفرض هو أن تنهض فورا تصليه فى ساعتها فى أول الوقت   

ـ الصلاة فى أول الوقت هى أحب الأعمال إلى الله وأفضل الأعمال قال الرسول صلى الله عليه وسلم (أحب الأعمال الى الله الصلاة على وقتها)

والصلاة فى المسجد جماعة أفضل من الصلاة فى البيت بخمس وعشرين درجة يعنى خمس وعشرين ضعف

وأنت فاهم الصلاة تجدد النشاط وتنشط الذهن وتفتح العقل وتشرح الصدر وتريح النفسية وتعالج القلق  

ـ إذا كانت الصلاة ثقيلة عليك فعليك بالاستغفار والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم ثم تذكر الموت

ـ قال الدقاق من أكثر من ذكر الموت أُكرِِم بثلاثة أشياء : تعجيل التوبة ، وقناعة القلب ،  ونشاط العبادة 

ولو معك بعض الوقت ولو عشر دقائق فى انتظار المحاضرة مثلا ماذا تفعل فيها ؟ تلعب فى المحمول؟ عندك عمل سهل ومهم أذكر الله استغفر أو قل لاإله إلا الله

أهمية هذا الذكر أنه يطرد الشيطان ويقرب منك الملائكة ، وكفارة للذنوب ويشرح الصدر ويهدى القلب ويخفف العبادة، ويسهل الأمور ويفتح أبواب الهداية ، ويحببك فى ربك ويحبب ربك فيك ويصفى الذهن ويريح البال ويطهر القلب أول بأول ، ويصل العبد  بالله ، ويضعف الهوى ، ويقوى الإلهام ، وينزل السكينة ، والخشوع

ـ خلص نفسك من أى حق لأى بنى آدم عليك وأرجعه له أو اعتذر له وبسرعة لانك لاتضمن الأجل واسمع كلامى لا تنم وأنت ظالم لأحد .. الحساب هناك صعب وبالدرجات يعنى الحسنات التى تعبت فيها  وكلنا ساعتها سنكون فى أشد الحاجة لحسنة واحدة وكله سيندم ( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلى أعمل صالحا فيما تركت ) مشكلة الظلم أنه يقسى القلب ويسوده ويثقل الصلاة ويقلق النفس ويضيع الاطمئنان

ـ عندما تضع رأسك لتنام تذكر أذكار النوم وتدبر معانيها (باسمك اللهم وضعت جنبى وبك أرفعه فإن أمسكت روحى فاغفر لها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين ) هذا الذكر يذكرك بأن هذه النومة قد تكون الأخيرة وبالتالى أنت استغفرت الله  قبل آخر نومة فإذا ذهبت للامتحان ولم ترجع للدنيا فقد ذهبت وأنت مراجع آخر مراجعة .

آخر مراجعة وآخر سؤال قرأناه قبل دخول اللجنة غالبا لاننساه .. فكذلك آخر عمل نموت عليه نقوم عليه من الموت  فمن مات ساجدا يبعث ساجدا ، ومن مات يشرب الخمر يبعث سكرانا والعياذ بالله ، ومن مات فى الحج يبعث ملبيا يقول لبيك اللهم لبيك ، ومن قتل شهيدا يبعث والدم يتدفق منه اللون لون الدم والرائحة مسك

ـ عود نفسك على أذكار القيام من النوم ( الحمد لله الذى أحيانى بعد إذ أماتنى وإليه النشور ) تعرف لماذا؟

لأنك بدأت يومك بالحمد لله . وهذا يفرق معك كثيرافى الراحة النفسية

ـ جدد نيتك من الآن أنك بعد تخرجك ستستعمل شهادتك وعملك ومنصبك فى طاعة الله تعالى واعزم مع نفسك أنك لن تستعملها فى معصية مهما كان الأمر

ـ صاحب من يذاكر ويستعد للآخرة و يعمل لها (المرء على دين خليله )

قال بعض العلماء : أخوك الذى إذا نسيت الله ذكرك وإذا ذكرته أعانك

وبالتدريج تخلص من صحبة من لا ينفعك فى دينك ، صحيح هذا أمر صعب لكن الأصعب منه هو الندم بعد فوات الأوان (ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتنى اتخذت مع الرسول سبيلا ، ياويلتى ليتنى لم أتخذ فلانا خليلا) ( الأخلاء بعضهم يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) وفى الأثر( أحبب من شئت فإنك مفارقه )

  وبيينى وبينك االموضوع خطير ولايتحمل العواطف .. حتى متى سنحكم العواطف حتى فى مصيرنا؟

ـ إذهب لزيارة القبور واتبع الجنائز قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( فزوروا القبور فإنها تذكرالموت ) مسلم

ـ عليك بهذا الدعاء" اللهم إني أسألك فعل الخيرات . وترك المنكرات وحب المساكين ، وأن تغفر لي وترحمني ، وإذا أردت فتنة في قومي فتوفني غير مفتون ، وأسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقرب إلى حبك "

أخيرا أخانا الحبيب لقد جمعنا وكتبنا لك هذه الكلمات لعلها تنفعنا يوم الدين وماكان فيها من خير فمن الله أما  من سوء فمن أنفسنا فلا تنس الدعاء لنا معك فكلنا راحلون للامتحان الأخير وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان اللهم لاتهنا وأكرمناووالدينا وكل من قال آمين

وصل اللهم على عبدك ونبيك محمدصلى الله عليه وسلم

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 342 مشاهدة
نشرت فى 18 ديسمبر 2014 بواسطة denary

ساحة النقاش

على الدينارى

denary
موقع خاص بالدعوة الى الله على منهج أهل السنة والجماعة يشمل الدعوة والرسائل الإيمانية والأسرة المسلمة وحياة القلوب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

345,966