علي الديناري

موقع دعوي يشمل نسمات من القرأن وشروح بعض الأحاديث ومدرسة الدعوةأسرة المسلمة والفكر والقضايا المعاصرة


بينما نحن جميعا نعيش أجواء وأصداء الحكم الجنونى بإعدام أكثر من خمسمائة من المتظاهرين بما فيهم قيادات كبيرة من جماعة الاخوان المسلمين إذا بالأقدار تسوق إلى يدىّ هذه الرسالة التى    كتبها الذين كانوا يتوقعون صدور الحكم بإعدامهم سنة 1984 من قيادات الجماعة الاسلامية ولأن هذه الرسالة تحمل دلالات إيمانية كثيرة وعميقة فإنى أسوق بنودا منها للشباب المسلم اليوم فهم الذين وُجهت إليهم وأخص منهم شباب الجماعات الإسلامية والإخوان المسلمين الذين يشغلهم القلق على مصير دعوتهم وآباءهم الروحيين
مقدمة الطبعة الثانية من ميثاق العمل الإسلامي
الحمد لله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعزّ جنده وهزم الأحزاب وحده .. والصلاة والسلام على لا نبي بعده .. وبعد
فقد كان من فضل الله علينا أننا عشنا الصحوة الإسلامية المباركة التي قادها الشباب المُسلم فى السبعينات عشناها معاً لحظة بلحظة .. وخطوة بخطوة .. عشناها فى جامعات مصر ومُدُنها وقُراها ..
عشنا مع الشباب المُسلم الطاهر الأبيّ هذه الفترة بأكملها .. عشنا معه فى دعوته ..  وفى جهاده .. وفى معسكراته ومعتكفاته ، وسرنا معه فى مظاهراته ، ووقفنا معه فى مؤتمراته ،
وكان من فضل الله علينا أننا خضنا معه الطليعة المُقاتلة المُواجهة التى تمت بين الصحوة الإسلامية ممثلة فى شباب الجماعة الاسلامية وبين المارد الجاهلى
وكان من فضل الله علينا أننا ابتُلينا مع الجموع التى ابتُليت فى سبيل الله وعشنا البلاء سوطاً.. سوطاً وانة .. أنة ومحاكمة محاكمة . .
 ورأينا هذا الجيل العظيم يصمد ويُعاند ..
رأينا السوط يزيد الحق رسوخاً فى النفس المؤمنة ..
رأينا القيد المضروب على اليد يمنح القلب عزماً من حديد
رأينا عزة الإسلام فى نفوس هؤلاء الشباب وهى تأبى أن تلين أو تهون او تُداهن
 وكان من فضل الله علينا أننا عشنا أيام الابتلاء بالقرب من فضيلة الشيخ / عمر عبدالرحمن نلتمس ثباتاً من ثباته ، وإصراراً من إصراره ،  وثقتة من ثقته ، ويقيناً من يقينه
عشنا كل هذه الأيام حتى صارت الصحوة الإسلامية جزءاً من نبضنا وأردنا أن نسجل لهذه الصحوة المباركة كلمات لنُذكّر هذا الجيل بعهده وطريقه حتى لا ينسى يوما . .
ونشُدَ الحركة الإسلامية دوماً الى دينها ونربطها برباط متين بكتاب ربها وسنة نبيها فكانت بنود " ميثاق العمل الإسلامى " التى نوقشت مع دكتور عمر عبدالرحمن التى استقرت على الصورة التى هى الآن ؛ ثم كلفنا فضيلة الشيخ بالإسراع فى إخراج شرح لها على أن ننتهى منه قبل الجلسة الأخيرة فى المحكمة والتى كُنا نتوقع أن نذهب بعدها حيثُ ذهب خالد ورفاقه رحمهم الله  وبالفعل تم الانتهاء من كتابة الشرح قبل الجلسة الأخيرة بيوم واحد . .
وكنا نظن أن هذه الكلمات هى آخر ما سنعطيه للعمل الإسلامي
 وشاء الله أمرا آخر
 وردَّ الله الذين كفروا والذين ظلموا بغيظهم لم ينالوا خيرا
عدنا نراجع أوراقنا
راجعنا فيما راجعناه  " ميثاق العمل الإسلامى "
رأينا أن نعيد ترتيب وصياغة بعض فقراته ونصحح ماوقع به من أخطاء أثناء عملية النسخ والنقل التى تمت على عجلة شديدة
والله هو المسؤل أن يجعل عملنا هذا وكل عمل لنا خالصاً لوجهه الكريم وأن لايجعل لأحد فيه شيئا
" ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم "
                                                                        رمضان                                     1405هـ
                                                                              يونيو 1985م
والآن لقد أعادت هذه الرسالة إلى ذاكرتى ووجدانى ذكريات هذه الأيام التى لاتنسى
كان شبح الفراق يطاردنا والمستقبل وماعسى أن يحمله لدعوتنا يخيم علينا ويسيطر على تفكيرنا إلى حد كبير وماجلسنا سويا إلا وناقشنا مايسمى احتمالات المستقبل حتى تشكل وعى جمعى بفعل عوامل كثيرة بظلمة هذا المستقبل وشدة تحدياته المقبلة
وأذكر أننى سألت فضيلة الشيخ عمر عبد الرحمن سؤالا هاما هو: متى يجوز للإنسان أن يحلق لحيته فسألنى الشيخ : ولماذا تسأل هذا السؤال ؟ قلت : لأنى لن أجد من استفتيه فى ذلك إذا افترقنا بعد أيام  فالمتوقع أن تشتد الأمور ويضيق علينا فلا نستطيع الحركة .            ضحك الشيخ وقال لا لن يكون ذلك بل ستعود الدعوة وسنعود لمساجدنا ومؤتمراتنا من جديد
أذهلنى رد الشيخ فقد جاء مخالفا لكل التوقعات التى تدور بيننا نحن الزملاء الصغار وقد حملنى الذهول على أن أستجمع جرأتى كاسرا بها حيائى من الشيخ فأ قول : يافضيلة الشيخ إنك متفائل زيادة عن اللازم
قال الشيخ بهدوء : أبدا يابنى لست متفائلا أكثر من اللازم فهذه ليست أول مرة يحدث فيها ماحدث ورغم ذلك فرج الله تعالى عنا وخرجنا وعادت الدعوة ثم قال : إذا كان مايشغلنا هو الدين والدعوة فهذه الدعوة وهذا الدين هو دين الله وهو المتكفل بحفظه سبحانه وتعالى
فى هذه الأجواء كان العمل يجرى على قدم وساق من أجل التعامل مع احتمالات المستقبل
ثم هانحن اليوم نعيش فى هذا المستقبل وهاهى الأيام تعود ونعود من جديد لظروف مشابهة  فنرى فيها البشرى      
25/3/2004 بعد الحكم بإحالة أوراق 562 من المتهمين بالتظاهر الى المفتى  

 

 

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 183 مشاهدة
نشرت فى 27 مارس 2014 بواسطة denary

ساحة النقاش

على الدينارى

denary
موقع خاص بالدعوة الى الله على منهج أهل السنة والجماعة يشمل الدعوة والرسائل الإيمانية والأسرة المسلمة وحياة القلوب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

317,570