{ وهي تجري بهم في موج كالجبال} في الارتفاع والعظم أي السفينة سائرة بهم على وجه الماء، الذي قد طبق جميع الأرض، حتى طغت على رؤوس الجبال، وارتفع عليها بخمسة عشر ذراعاً، ، وهذه السفينة جارية على وجه الماء بإذن اللّه وكنفه وعنايته، { ونادى نوح ابنه) { وكان في معزل } عن السفينة { يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين } وكان هذا النداء من قبل أن يستيقن القوم الغرق؛ وقبل رؤية اليأس، بل كان في أول ما فار التنور، وظهرت العلامة لنوح . ( قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء} إعتقد بجهله أن الطوفان لا يبلغ إلى رؤوس الجبال، وأنه لو تعلق في رأس جبل لنجّاه ذلك من الغرق، فقال له أبوه نوح عليه السلام { لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم} أي ليس شيء يعصم اليوم من أمر اللّه، وقيل إنّ { عاصم} بمعنى معصوم { وحال بينهما الموج فكان من المغرقين} . فجرت بهم السفينة إلى أن تناهى الأمر { وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي} ؛ فأمر الله الماء المنهمر من السماء بالإمساك، وأمر الله الأرض بالابتلاع. : { وغيض الماء} أي نقص { وقُضي الأمر} أي أًحكم وفُرغ منه (وقيل بُعدًا للقوم الظالمين )
الدلالة التى تطمئن بها القلوب المؤمنة هى أن ما من أمر تناهى فى أهواله وشدته وبلغ مداه فى إرعابه وإفزاعه إلا ولابد له من نهاية تستقر بعده السفينة وبينما ترى بعض القلوب أن هذه الأهوال هى النهاية توقن قلوب أخرى بأن الأمور كلها فى نهايتها بيد الله الذى كانت بيده بدايتها ويحضرنى مثل الحكماء الذين جربوا الحياة ثم قالوا " ماعايمة إلا وسترسو " ولاشك أنها سترسو على برٍ يقال فيه (بُعدا للقوم الظالمين ) اللهم مُنّ علينا باليقين وثبت قلوبنا بالثقة فيك يارب العالمين

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 312 مشاهدة

ساحة النقاش

على الدينارى

denary
موقع خاص بالدعوة الى الله على منهج أهل السنة والجماعة يشمل الدعوة والرسائل الإيمانية والأسرة المسلمة وحياة القلوب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

291,568