علي الديناري

موقع دعوي يشمل نسمات من القرأن وشروح بعض الأحاديث ومدرسة الدعوةأسرة المسلمة والفكر والقضايا المعاصرة

 

الحمد لله الذي (أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)

الحمد لله الذي مَنَّ علينا بنعمة الإسلام وجعلنا من أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام (لَقَد مَنَّ اللهُ عَلَىَ المؤمنين إِذ بعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين)

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أعز جنده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده

سبحانه

جعل العز في توحيده وطاعته وكتب الذل والصغار على من كفر بآياته وخالف أمره

وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله صلوات ربي وسلامه عليه

هو الذي قال فيما رواه الامام أحمد (وجعل الذل لصغار على من خالف أمري

فاللهم صل وسلم وبارك عليه صلاة وسلاما تنجينا بها من النار وتكتب لنا بها رضوانك يارب العالمين

شرف اللسان بذكر أحمد سيدي ... فبذكره تكفى القلوب وتهتدي

والله أوصى فهيا رددوا .... يارب صل على النبي محمد

أما بعد

من عظمة الإسلام أن شرع الدفاع عن ديار المسلمين وجعل من مقاصد الجهاد رد العدوان عن ديار الاسلام

وجعل الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله) والإسلام هنا أي التوحيد قال الإمام أحمد رحمه الله : "لاأعلم شيئا من العمل بعد الفرائض أفضل من الجهاد في سبيل الله "

ولما ذكر له الجهاد جعل يبكي ويقول:" ما من أعمال البر أفضل منه" .

ورفع الله درجة المجاهدين والشهداء فلا أحد يتمنى أن يعود إلى الدنيا فيقاتل في سبيل الله فيقتل إلا الشهيد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لما يرى من الكرامة التي كرمه الله بها

 

قال العلماء (إذا دخل العدو بلاد المسلمين فلا ريب أنه يجب دفعه على الأقرب فالأقرب إذ بلاد الإسلام كلها بمنزلة البلدة الواحدة وأنه يجب النفير إليها بلا إذن والد ولا غريم)

أي أن الجهاد يصبح فرض عين على كل أحد إذا اقتحم الكفار بلد الإسلام فيجب أولا على هل هذه البلد ثم الأقرب منهم فالأقرب أي إذا لم يكف جهادهم لدفع هؤلاء المحتلين فيجب على الأقرب إليهم أن يجاهدوا معهم بأنفسهم وأموالهم فإن لم يستطيعوا واحتاجوا إلى غيرهم وجب على الأقرب منهم وهكذا

لماذا وجب على المسلمين من غير أهل البلد؟

قالوا لأن بلاد المسلمين كلها بمنزلة البلدة الواحدة

إذا احتل الكفار أي بلد من بلاد المسلمين فهو كما لو احتل أي بلد أخرى لا فرق بين باكستان في الشرق والمغرب ولا بين السودان وسوريا فما بالك إذا كان هذا البلد به مقدسات المسلمين  كالقدس والمسجد الأقصى؟

لماذا أيضا؟

نفهم ذلك عندما نفهم العلة أو الحكمة من الدفاع عن ديار الإسلام

لأن هذه تسمى دار إسلام

ودار الإسلام هي التي أغلب أهلها مسلمين

ولكن لماذا شرع الإسلام الجهاد وحب الشهادة من أجل دفع المحتلين لدار الإسلام؟

قالوا لأن الكفر إذا علا علت أحكامه   

أي أكرَهَ المسلمين على الكفر وعلى قيمه ومبادئه هو وأخلاقه ومنعهم من إقامة شعائرهم كما سمعنا عما فعله المحتلون في فلسطين من قبل فمن أجل إجبارهم على الرحيل من أرضهم قتلوا النساء والأطفال بلارحمة

وكما يحدث الآن في جنوب أفريقيا إذ يمنعون المسلم من تسمية أولاده بأسماء المسلمين ولذا فان كثيرا من المسلمين بدَّل دينه بالإكراه فهم يمنعون المسلمين من المياه مثلا ولذلك لما حفر بعض المسلمين بئرا هناك جاء غير المسلمين فاستأذنوا من الشرب منها فقال لهم: إنها ماء والماء للجميع فاستغربوا وأسلموا لأن أهل دينهم لا يفعلون ذلك بل يمنعون المسلمين فلا يمكن لمسلم أن يشرب من بئر حفرها غير مسلم إذا أردت أن تشرب لا مانع لكن اترك دينك

فهذا هو حال الكفار إذا علوا على المسلمين

خصوصا إذا لم يجدوا ممانعة ومقاومة فاستراحوا واستقروا

وأيضا يجب دفع الكفار عن ديار الإسلام لأنها أرض المسلمين وفيها أموالهم وأهلهم ومن قتل دون ماله فهو شهيد

إذن هذه هي الحكمة من الجهاد من أجل الأوطان

لا لأنها مجرد أرض فالنزاع على قطعة أرض

لا وإنما هي عقيدة ودين

وكلام العلماء هذا فيه نقطة مهمة وهي قولهم "فإن منزلة أي بلد من بلاد المسلمين كمنزلة أي بلدة منها"

أي إن المسلمين إذا دخل الكافر بلدا غير بلدهم فليس الواجب عليهم التضامن معهم أو التعاون لا بل هم جميعا أصحاب قضية واحدة

 فهذه ليست مشكلة أهل البلد وحدهم وهم الذين يحلونها

خصوصا إذا كانت بها مقدسات المسلمين كالمسجد الأقصى مثلا

فالدفاع عن المسجد الأقصى ليس فرضا على الفلسطينيين وحدهم ولا من يقف للدفاع عنه فهو يساند أو يتضامن لا بل هو مفروض عليه أن يدفع مادام الذين حول المسجد لم يكفوا للدفاع عنه خصوصا لو طلبوا العون والمدد

يعني لا يصح أن نعتبر أن هذه مشكلة وطنية  فلسطينية تخص الفلسطينيين لا بل هي إسلامية تخص كل المسلمين والتفريط فيها تفريط في الدين والمسلم إذا لم تكن له غيره على دينه فإيمانه ضعيف

أيها الإخوة الكرام هذا إذن هو أصل القضية التي يسمونها القضية الفلسطينية

فاليهود الصهاينة هم الذين دخلوا فلسطين ولم يكونوا أهلها

فهم إذن محتلون غاصبون طردوا أهل فلسطين بكل وحشية وجبروت وإمعان في القتل خصوصا الأطفال لأن هؤلاء الأطفال هم الأجيال القادمة هم يريدون تجفيف نسل المسلمين هناك

هذا النوع من الجهاد حكمه فرض عين  يخرج فيه الرجال والنساء والكبير والصغير ولا يحتاج إلى إذن من الأب فالاستئذان من الأب ليس في هذه الحالة فالرجل الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج معه للجهاد فسأله هل استأذن أم لا؟ هذا كان في جهاد الطلب أما هذه الحالة فهي جهاد الدفع الذي يدفع فيه المسلمون الغازي والمحتل عن بلادهم

أما النوع الثاني فهو جهاد الطلب وهو فرض كفاية ومقصود الإسلام من هذا الجهاد نشر الدعوة إلى الله فالإسلام هو دين الله تعالى(إن الدين عند الله الإسلام) وقد كتب له الظهور أي العلو فيجب على أهل الإسلام الدعوة إلى الإسلام أي دعوة غير المسلمين فإذا حالت الدول غير المسلمة بينهم وبين دعوة الناس وجب عليهم أن يجاهدوا من أجل ترك الناس أحرارا يختارون دينهم

إن الإسلام رسالة وأمانة يجب على الدولة المسلمة حمل هذه الرسالة إلى الناس كافة ودعوتهم إليها لكننا للأسف تحولنا إلى أمة هي التي ينشر فيها غير المسلمين أديانهم وأخلاقهم وقيمهم الفاسدة

فالأصل في الجهاد أنه لأجل الدعوة وفي هذه الحالة يكون فرض كفاية لكنه يتحول إلى فرض عين في حالات

الأولى: إذا داهم العدو البلاد كاحتلال فلسطين

والثانية : إذا انتدب الإمام أي استدعى أي نوع من الناس فقد وجب عليهم كما لو استدعى الاحتياطي مثلا وجب عليهم أن يلبوا

والثالثة: أذا حضر الصف يعني من دخل في صفوف المجاهدين فلا يجوز له أن يرجع

الخطبة الثانية

أيها الاخوة لعلنا جميعا نتابع بكل الحزن والأسى ما يحدث لإخواننا في فلسطين وكل منا يتساءل مادو ري أنا؟

إن ما قدمناه من فهم هو الذي يجعل كل منا يقوم بدوره مهما كان

ففرق كبير أن يكون شعورنا أننا مجرد مساندين وبين أن الأصل أننا كنا الآن هناك بين صفوف المدافعين عن الأقصى بأنفسنا وأموالنا

فإذا كنا لا نقدر لأي سبب فيجب علينا بذل كل أو أقصى ما نقدر عليه

فاذا فتح باب التبرع بالمال وجب علينا ذلك

كما يجب أن ندعو لهم

ويجب أن ننشر الدعوة والفهم الصحيح لهذه القضية وأن نربي أبناءنا على تعظيم شعائر الله ومساجد الله والتضحية من أجلها

فكل منا يجب عليه بحسب ما لديه من قدرة فيجب على العالم ما لايجب على الجاهل ويجب على الغني مالا يجب عل الفقير

وعلينا أيضا أن نكون مستعدين نفسيا للجهاد قال البني صلى الله عليه وسلم :"من لم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من نفاق" 

 

 

 

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 165 مشاهدة

ساحة النقاش

على الدينارى

denary
موقع خاص بالدعوة الى الله على منهج أهل السنة والجماعة يشمل الدعوة والرسائل الإيمانية والأسرة المسلمة وحياة القلوب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

312,110