- عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ -وأَهْوَى النُّعْمَانُ بِإِصْبَعَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ

 إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، والْحَرَامَ بَيِّنٌ، وبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فَقَدِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ، وعِرْضِهِ، ومَنْ وقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ، أَلَا وإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلَا وإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ، أَلَا وإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وهِيَ الْقَلْبُ

. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ـ النعمان بن بشير ووالده صحابيان وهو أول مولود في الاسلام من المهاجرين
مسائل
ـ الأحكام ثلاثة حلال بيِّن ،وحرام بيِّن، ومشتبهات
ـ الحلال البين ما أحله الله كالأنعام وصيد البحروالبيع (وأحل الله البيع وحرم الربا))
ـ الحرام البين ما حرمه الله كقوله (وحُرِمَ عليكُم صيدُ البرِ مادمتم حُرُما)
ـ المشتبهات ما اختلفت فيها الأدلة  فاختلف فيها العلماء لتعارض الأدلة فيها فلا يعلمها الا العلماء
فرق بين المتشابه والمشتبه، قال الله في وصف ثمار الجنة: (كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا) [البقرة:25] أي يقولون: الذي أكلنا قبل هذا هو شبيه به ولكن ليس هو،

فمتشابه أي: بعضه يشابه بعضاً، وهذا يدل على وجود شيئين، ولكن مشتبه هو في ذاته، وليس هناك طرف ثان،  فالمشتبه هو: ما يدور بين طرفين متغايرين يشبه هذا من جهة، ويشبه هذا من جهة أخرى، فيصبح في نفسه مشتبهاً، بخلاف المتشابهين، مثل: أخوين توأمين يكونان متشابهين، ولكنهما متغايران، كل واحد بشخصية مستقلة، لكن الأمر المشتبه يدور بين أمرين متغايرين، يأخذ من هذا بوجه، ويأخذ من هذا بوجه، فيصبح مشتبهاً في ذاته.

 (لايعلمهن كثير من الناس ) دليل على ان كثير يعلمها وهم

 العلماء ولو كان من يعلمها قليل لقال أكثر الناس
(استبرأ لدينه) أخذ بالبراءة فيما بينه وبين الله...سلم من الحرام أو سعى الى تبرئة دينه وعرضه
 (وعرضه) فيما بينه وبين الناس
وقع في الحرام : أوشك أن يقع في الحرام أو أنه وقع في الحرام لأنه لايجوز ان يقع في الاشتباه
ـ الحِمى هو الشيء الذي فرضت حمايته فلا ينتفع به غير صاحبه او من أذن له كالمحميات التي تعيش فيها بعض الحيوانات  
الأصل في الأشياء  الاباحة قاعدة فقهية  

الأدلة عليها(خلق لكم ما في السموات وما في الأرض)(قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً ...) 
قاعدة اذا اجتمع الحلال والحرام غلب جانب التحريم لأن اجتماع الحلال والحرام يوجب الاشتباه والاشتباه يوجب الترك
أمثلة 
حديث (فاذا أرسلت كلبك المعلم وصاد معه كلب آخر فلا تأكله فإنك سميت على كلبك ...)
اذا اجتمعت ميتة بمذكاة حرمت كل الذبائح حتى تتميز المذكاة
ـ العلة في تحريم البغل أن مادته اجتمع فيها الفرس والحمار
ـ الحديث دليل على قاعدة سد الذرائع 
وهي (كل ما أفضى الى الممنوع حالا أو مآلاعن علم أو غلبة ظن فالواجب سد بابه)
أمثلة
ـ تحريم الخلوة والمس والنظر لأنه يفضي الى الزنا
ـ جعل الشرع سياجين سياج يحمي المأمورات مثل النوافل
سياج يحمي  المنهيات المكروهات والمتشابهات
ـ وجوب رد المتشابهات الى المحكمات الصريحات ولايجوز البقاء في دائرة المتشابهات 

منه آيات محكمات وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ

فيتبعون ماتشابه منه ....)
طريقة الراسخين في العلم رد المتشابه الى المحكم فاذا عرض المتشابه فالمحكم تركه
ـ فساد الظواهر دليل على فساد البواطن
ـ القلب ملك والأعضاء جنوده
وهذا يحمل الداعية على ان لاينشغل بالأطراف والجوارح وانما ينشغل باصلاح القلب
ـ (من وقع في الشبهات وقع في الحرام ) المتسبب ينزل منزلة المباشر

ـ من تسبب في الحرام كمباشره
ـ من دل على خير كان كفاعله
ـ لاتقتل نفس في الأرض الا كان على ابن آدم الأول كفل 
ـ (ان من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه فالوا وكيف يلعن الرجل والديه قال يلعن أبا الرجل فيلعن أباه ويلعن أمه فيلعن أمه .....)
ـ لو حفر حفرة في الشارع فسقط فيها انسان فهو المتسبب
ـ الحديث دليل على وجوب اصلاح القلب وتفقده كما تتفقد فراشك وزوجتك وولدك وسيارتك
ـ وجوب صيانة الأعراض والأديان فأي شيء اتهم الناس عرضك أو نقص دينك فلاتفعله

ـ سؤال : لماذا لم يجعل الدين كله واضحا بلامتشابه؟
الجواب الابتلاء فصاحب الورع سيتجنب المتشابه
ـ الكسب له أعظم الأثر على صلاح القلوب طهر مكسبك يصلح قلبك 
 ـ أهمية التعليم بضرب الأمثلة (كالراعي يرعى حول الحمى
ـ ( لايعلمهن كثير من الناس)الاشتباه نسبي عرضي 
ـ نسبي يعني يختلف من شخص لشخص قد يشتبه على انسان مالا يشتبه على الآخر
ـ عرضي أي يزول بالتعلم فيصير محكما
ـ إذا وقع التشابه في مسألة بين وجوب وندب  فالورع الفعل 
 ـ فاذا تشابهت مسألة وجوب الجماعة بين الوجوب والندب فلايحملنك الاشتباه على ترك الجماعة
ـ واذا كان الاشتباه بين تحريم و كراهة وإباحة فالورع الترك
ـ العامي لايجوز له الإقدام على المتشابه قبل أن يزول الاشتباه بسؤال العلماء

وينبغي للمؤمن التورع عمَّا يشتبه، والحذر منه، وأن تكون أعماله على بصيرةٍ؛ في مأكله، ومشربه، وغير ذلك على بصيرةٍ، إذا اشتبه عليه الأمرُ توقف عنه حتى يتَّضح أمره، ويُبين

هذا الحديثُ الجليلُ هو أحدُ الأحاديثِ الَّتي عليها مَدارُ الإسلامِ؛ فهو حَديثٌ عظيمٌ، وأصلٌ مِن أُصولِ الشَّريعةِ، وهو مِن جَوامعِ كَلِمِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حثَّ فيه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على الورَعِ، وترْكِ المُتشابهاتِ في الدِّينِ، وبيَّنَ أنَّ الحَلالَ ظاهرٌ واضحٌ، وهو كلُّ شَيءٍ لا يُوجدُ دَليلٌ على تَحريمِه؛ مِن كتابٍ أو سُنَّةٍ، أو إجماعٍ أو قياسٍ؛ وذلك لأنَّ الأصلَ في الأشياءِ الإباحةُ، وكذلك الحرامُ ظاهرٌ واضحٌ، وهو ما دلَّ دَليلٌ على تَحريمِه، سواءٌ كان هذا الدَّليلُ مِن الكِتابِ، أو مِن السُّنَّةِ، أو مِن الإجماعِ. وبيَّنَ أنَّ بيْن الحلالِ والحرامِ قِسمًا ثالثًا، وهو المُشتبِهاتُ، وهي الأمورُ الَّتي تكونُ غيرَ واضحةِ الحُكمِ مِن حيثُ الحِلُّ والحُرمةُ، فلا يَعلَمُ الكثيرُ هل هي حَلالٌ أو حَرامٌ، ويَدخُلُ في ذلك جَميعُ الأُمورِ المشكوكِ فيها؛ مِثل: المالِ المَشبوهِ أو المَخلوطِ بالرِّبا، أو غيرِه مِن الأموالِ المُحرَّمةِ، أمَّا إنْ تأكَّدَ أنَّ هذا مِن عَينِ المالِ الرِّبويِّ، فإنَّه حَرامٌ صِرفٌ دونَ شكٍّ، ولا يُعَدُّ مِن المُشتبِهاتِ. ثمَّ أوضَحَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ مَن اجتنَبَ المُشتبِهاتِ فقدْ طلَبَ البَراءةَ لنفْسِه، فيَسلَمُ له دِينُه مِن النَّقصِ، وعِرضُه مِن القدْحِ والذِّمِّ والسُّمعةِ السَّيِّئةِ، أمَّا مَن وقَع في الشُّبهاتِ واجترَأَ عليها، فقد عرَّض نفْسَه للخطَرِ، وأوشَكَ على الوُقوعِ في الحرامِ، كراعٍ يَرعَى حولَ الحِمَى، وهو: المكانُ الَّذي جَعَله الملِكُ لرَعْيِ مَواشِيه، وتوعَّدَ مَن رعَى فيه بغيرِ إذنِه بالعُقوبةِ الشَّديدةِ؛ فالرَّاعي حولَ الأرضِ الَّتي حَماها الملِكُ لنفْسِه، وجعَلَها خاصَّةً له، قد تَدخُلُ ماشيتُه في الحِمى، فيَستحِقُّ عُقوبةَ السُّلطانِ، كذلك مَن يَتهاونُ بالشُّبهاتِ، فإنَّه على خَطَرٍ؛ لأنَّها ربَّما كانت حَرامًا، فيقَعُ فيه، وأنَّه ربَّما تَساهَلَ في الشُّبهاتِ فأدَّى به ذلك إلى الاستهتارِ واللَّامبالاةِ، فيَقَعُ في الحرامِ عمْدًا؛ فإنَّ الشُّبهةَ تجُرُّ إلى الصَّغيرةِ، والصَّغيرةُ تجُرُّ إلى الكبيرةِ، نَسأَلُ اللهَ السَّلامةَ.ثمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «ألَا وإنَّ لكلِّ ملِكٍ حِمًى، ألَا وإنَّ حِمى اللهِ مَحارمُه»، أي: إنَّ حِمَى اللهِ هي المعاصي الَّتي حرَّمها على عِبادِه، فمَن دخَلَ حِماهُ بارتكابِ شَيءٍ مِن المعاصي هلَكَ، ومَن قارَبَه بفِعلِ الشُّبهاتِ كان على خطَرٍ.ثم ذَكَر النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَلمةً جامعةً لصَلاحِ حرَكاتِ بَني آدَمَ وفَسادِها، وهي أنَّ أساسَ صلاحِ الجَسدِ كُلِّه وأساسَ فسادِه مبنيٌّ على صلاحِ القَلْبِ وفَسادِه؛ فإذا صلَحَ القلبُ صلَحَت إرادتُه، وصلَحَت جَميعُ الجوارحِ، فلم تَنبعِثْ إلَّا إلى طاعةِ اللهِ، واجتنابِ سَخَطِه، فقَنِعَتْ بالحلالِ عن الحرامِ، وإذا فسَد القلبُ فسَدَت إرادتُه، ففسَدَتِ الجوارحُ كلُّها، وانبعثَتْ في مَعاصي اللهِ عزَّ وجلَّ، وما فيه سَخَطُه، ولم تَقنَعْ بالحلالِ، بلْ أسرَعَتْ في الحرامِ بحسَبِ هَوى القلبِ ومَيلِه عنِ الحقِّ

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 135 مشاهدة

ساحة النقاش

على الدينارى

denary
موقع خاص بالدعوة الى الله على منهج أهل السنة والجماعة يشمل الدعوة والرسائل الإيمانية والأسرة المسلمة وحياة القلوب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

294,103