لا أستطيع حصرفوائد اعتذار الأب اذا أخطأ في حق الابن
من الذكريات التي لاأنساها لوالدي أبدا وانتفعت بها بعد زواجي ومازلت أن الوالد فكر في بناء بيت فبدأنا نجهز الطوب اللبِن ونمسحه (نصنعه) بأنفسنا كبقية أهل البلد ... وفي يوم ذهبت مع أخي الأكبر رحمه الله لنجهز معجنة الطين ليأتي الوالد ليأخذ منها قطعا يضعها في القالب ويصنع منا قوالب كما يصنع هذا الرجل في الصورة ولكن كان الطين في هذا اليوم سائبا لايتماسك فلما جاء الوالد وضرب ضربتين بالفأس في الطين صاح فينا ظانا اننا لم نجهز الطين جيدا وغضب الوالد جدا وأخذ يلوما أننا لانقدر تعبه معنا وفي ذروة غضبه طردنا من أمامه هيا اذهبوا من أمامي فلم نجد الا الرحيل من أمامه ..
وفي الطريق شعرنا بالذنب فقال لي أخي الأكبر رحمه الله: مارأيك نفعل أي شيئ يرضي الوالد عنا؟ وفعلا بدلا من الذهاب شرقا نحو البيت ذهبنا غربا نحو أرض نزرعها وبدأنا نعزق هناك..
ولكن بعد قليل قال لي أخي: أنظر والدك جاي في الطريق ..سيأتي ليكمل علينا فشعرنا بالخوف.. تُرى علامَ ينوي الوالد أكثر من ذلك؟ فتوقفنا ننتظر في خوف ..
ولكن بدا الأمر غير ما توقعنا!!
اقترب الوالد منا
ـ قال بهدوء: ماذا تقعلون؟
ـ قلنا نعزق هذا الحوض
ـ قال منكسرا لا هيا بنا الى البيت .. ثم قال كلمة أذهلتني ولم أكن أريد سماعها منه قال:( أنا غلطت فيكم) الطينة نفسها سايبة ...
يا ألله ..هذه أول مرة اسمع فيها اعتذار كبير لصغير
هذا الاعتذار هزني جدا وكنت أريد أن أعبر عما بداخلي بأي كلمة
ولكن لاأعرف
هذا الاعتذار يشعر الصغير بالأمان ويعلمه الاعتذار عند الخطأ ويطيب خاطره بدرجة لايتخيلها الكبار خصوصا عندما لايكثر الخطأ ويصبح الاعتذار ثمنا نستسهله
لا أستطيع الآن حصرفوائد هذا الاعتذار الذي لايزال يعلمني ويفيدني الى الآن ولاتسمية هذه الفوائد
رحم الله أبي ورحم كل كبير إذا أخطأ يعتذر للصغير
ساحة النقاش