كان غياب الشيوخ عبود وعاصم وطارق  أول أمر يلفت الانتباه ويثير تساؤلاتنا لمشايخنا الذين حضروا لالقاء الندوات بسجن العقرب وبالطبع .. سألنا عن السبب  فقالوا ان الشيخ عاصم سيأتي وقد جاء فعلا ولكن لا أذكر الآن اذا كان قد شارك في ندوات  العقرب أم لا؟ لكني أذكر مشاركته في ندوات سجن الاستقبال ومحاضراته القوية واجابته على الأسئلة الحرجة مثل ما موقفنا من الاخوة الذين استشهدوا في الأحداث .
وأما الشيخين عبود وطارق فقد قال المشايخ أن الحاج مصطفى لايرغب في وجودهما وعلل الدكتور ناجح ذلك بأن الحاج يرغب في عمل هذا المشروع بعيدا عن الاعلام حتى حين ويخشى من اتصال الشيخ عبود بالاعلام كعادته.
وكان الدكتور ناجح يرى أننا لابد أن نمرر أي عقبة تعطل هذا المشروع الكبير ويمكننا حل نقاط الخلاف بطريقة لاتصطدم ولاتوقف سير الندوات وكانت له مواقف فعلا في اكثر من عقبة كادت توقف مسيرة المبادرة لكنه كان ينظر الى المستقبل فيمررها.
لكن الشيخ عصام رحمه الله كان يرى خطورة السكوت على استبعاد الشيخين ويرى أنه من الممكن أن يتكرر استبعاد آخرين بنفس الطريقة وهذا ما حدث معه فعلا فيما بعد هو والشيخ عاصم
قال المشايخ أنهم طالبوا حضور الشيخ عبود وأنه تم نقله الى مستشفى القصر العيني لعلاجه تمهيدا لحضوره لكنه لم يحضر وتمت اعادته الى ليمان طرة بينما استقر المشايخ بسجن العقرب وقد سمعت من الدكتور ناجح أن الحاج مصطفى قال انه كون الشيخ عبود عضو مجلس الشورى فهذا شأن الجماعة ولادخل لنا فيه أما مشاركته في هذا المشوار( الندوات) فلا .
وبالمناسبة فقد تكرر طرح موضوع الشيخ عبود ففي سجن الاستقبال طالب الشيخ عصام في احدي محاضراته بحضوره وفي سجن أبي زعبل أبدى الشيخ عصام غضبه ثم سأل  الاخوة في المحاضرة: هل توافقونني الطلب بحضور الشيخ عبود فرفعوا أيديهم جميعا بالموافقة فغضب الحاج مصطفى رفعت وتوقفت الندوات لأيام وبدا أنها لن تعود لكنها استمرت لكن لم يشارك الشيخ عصام ولا الشيخ عاصم بعدها في بقية الندوات وتم ابقاؤهما بسجن المنيا العمومي حتى خروجهما من هناك  
وفي ختام الندوات تحدث االلواء مصطفى رفعت عن المبادرات التي فشلت من قبل وقال: ان بعض المشايخ كان يكلمنا وكأنه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ولكن هذا الاسلوب مرفوض في اشارة للشيخ عبود وكان الاخوة الذين يلتقون بالشيخ عبود يقولون انه كان يرى أن لاتبدأ الندوات قبل أن يتم تنفيذ بعض المطالب وهذا ما دعا الأمن لاستبعاده من الندوات الا أني سمعت الشيخ عبود ـ فيما بعد ـ يقول ان هذا كان رأيي فعلا في البداية لكني مها كان رأيي سأكون مع الرأي الذي يستقر عليه بقية اخواني
غير ان بعض المشايخ مثل الشيخ اسامة حافظ كان يقول ان اللواء مصطفى رفعت يريد ابقاء الشيخ عبود ليقود  اخوة جماعة الجهاد في مبادرة لهم ولكني سمعت الشيخ عبود ـ بعد خروجه من السجن ـ  ينفي ذلك غاضبا ويقول انه غير صحيح "
كانت الندوات بالنسبة لنا جرعة تطوير دسمة انتقلت بنا الى مستويات أعلى بكثير مما كنا ندور فيه ونجول لسنوات
ـ فلأول مرة تتسع أمامنا الاعتبارات التي يجب ان تراعى وتؤخذ في الحسبان
ولأول مرة نسمع كلام الشيخ أسامة أن توفر الأسباب والشروط وحدها لايكفي للقيام بالواجب الشرعي بل يجب عدم وجود موانع تمنع من وجوبه ثم قياس المصالح والمفاسد وقد أقر الشيخ عصام بأن بحث الطائفة الممتنعة خلا من فصل الموانع وكان يجب ان يلحق به
ـ ولأول مرة تسلط الأضواء على بعض الأخطاء والسلوكيات بداخلنا والفروق بين بعض الأخلاقيات المشروعة والمفاسد الممنوعة وأن عدالة القضية وحدها لاتكفي للقيام بالجهاد بل هناك شروط أخرى وهكذا وإن كان كثير من الاخوة تضجروا من حديث الدكتور ناجح واعتبروه مبالغة في تحميلهم مسؤلية ما  حدث إلا أنه بالفعل ساهم في معالجة كثير من السلبيات التي تعافينا منها والحمد لله كما أن هذا الحديث الذي ذكر الصحيح الذي يجب العمل به ونزله على الواقع صحح نظرة الضباط الذين حضروا الندوات عنا
ـ ولأول مرة نسمع ما كرره الشيخ علي الشريف ان الاسلام ليس معنى هلاميا فعزة الاسلام تعني عزة أهله وعزة المسلمين تعني عزة الاسلام  فهو لايعمل في فراغ
ـ وحفظنا قول الشيخ عصام : لقد راجعنا مسيرة العمل الاسلامي  فوجدنا فيها حقا وخيرا كثيرا ووجدنا أمورا تحتاج الى مراجعة وتصحيح
وقوله ان الشباب يريد جماعة  تصيب دائما ولاتخطيء أبدا وهذا لايكون
ويريد جماعة تنتصر ولاتنهزم أبدا وهذا لايكون
وكانت الدروس التربوية التي نتلقاها مهمة للغاية فمن ذلك مثلا كلام الشيخ علي الشريف عن المسؤل والأب والمدير ينبغي اذا جاء جاء معه الفرج والفرح والمخرج والبشر وليس النكد والعبوس
وكما كانت نقلة بالنسبة لنا كانت كذلك بالنسبة للضباط الذين حضروا هذه الندوات من مختلف فروع أمن الدولة ودونوا في مفكراتهم وقد جاء هؤلاء الضباط بناء على فكرة اللواء مصطفى رفعت حتى يتم توريث فكر المراجعات وحتى لاتقف الفكرة عن قيادات الداخلية بل تمتد للأجيال القادمة وقال نحن ندشن لنوع جديد من التعامل بين الدولة والجماعة الاسلامية
 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 97 مشاهدة

ساحة النقاش

على الدينارى

denary
موقع خاص بالدعوة الى الله على منهج أهل السنة والجماعة يشمل الدعوة والرسائل الإيمانية والأسرة المسلمة وحياة القلوب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

291,539