لم أكن أتوقع هذا الكم الكبير من ردود الافعال الإيجابية نتيجة ما سبق عرضه من أهمية الظهير الشعبي لاستكمال منظومة الأمن وكان هناك العديد من الآراء التي طرحت تعليقاً علي المقال المشار إليه تنادي بضرورة أن يكون هناك دعم كبير لجهاز الأمن من مختلف الوزارات والأجهزة التنفيذية خاصة المحافظات ووزارتي التعليم بنوعيها والأزهر الشريف والإعلام لئلا يكون هناك تعارض بين سياسات تلك الأجهزة وسياسة وزارة الداخلية.. فلابد أن يكون هناك تناغم وتكامل واستراتيجية موحدة لتحقيق الأهداف المرجوة من جهاز الأمن وليس أدل علي ذلك النجاحات التي تحققت عندما تكاتفت الأجهزة المعنية في محافظة القاهرة ووزارة الداخلية برعاية مباشرة من رئيس الوزراء لنقل الباعة الجائلين من مناطق وسط المدينة إلي منطقة الترجمان وإعادة الوجه الحضاري لتلك المناطق. 
واليوم سوف أتناول جانبا مهماً ومطلوبا بكل الجدية والحيادية ليكون ظهيراً قوياً داعماً للقائمين علي تنفيذ منظومة الأمن ألا وهو الإعلام.. ضمير الأمة.. وعقلها.. ولسان حالها.. فالإعلام يلعب دوراً خطيراً في تحديد مزاج وتوجهات الرأي العام سواء داخل البلاد أو خارجها خاصة علي ضوء ما تتمتع به وسائل الإعلام بكل أنواعها حاليا بدرجة غير مسبوقة من الحرية يجعلها تستطيع أن تلعب دوراً سلبياً أو إيجابيا علي المجتمع. 
ولما كانت الوظيفة الأمنية حالياً من أصعب وأخطر الوظائف علي الإطلاق حيث نقوم يوميا بوداع الشهداء من رجال الأمن وأحداً تلو الآخر وهم يقومون بأداء واجبهم بكل الاخلاص والتفاني بينما يتمني زملائهم نيل الشهادة مثلهم في سبيل هذا الوطن.. فلا أقل من أن تتكاتف وسائل الإعلام خلف هؤلاء الرجال تؤازرهم وتشد من عضدهم من خلال عرض انحازاتهم وبطولاتهم وتضحياتهم خاصة هؤلاء الرجال الذين يتعاملون مع الإرهاب والمتطرفين في منطقة سيناء شمالا وجنوبا أو الذين يتعاملون مع المفرقعات والمتفجرات يومياً أو الذين يقومون بإطفاء الحرائق التي يسعي المخربون إلي إحداثها يوميا للتأثير علي اقتصاد وأمان البلاد والعباد. 
أعلم جيداً أن هناك تجاوزات قد وقعت. وسوف تقع من قلة قليلة من العاملين بالجهاز الأمني ولكنها لا تصل بأي حال من الأحوال إلي مرحلة الظاهره أو الاعتياد وليعلم الجميع أن هناك قطاعات في وزارة الداخلية تحاسب هؤلاء الخارجين علي القانون بكل حزم وحسم بل وتقوم بنفسها بعرضها علي النيابة لاتخاذ اللازم قانونا حيالهم وهو ما حدث مؤخراً في واقعة هتك عرض إحدي المحجوزات بقسم شرطة إمبابة والأمناء الثلاثة الذين كانوا يعبرون عن سعادتهم بسقوط أحد أخطر الأشقياء بمحافظة القليوبية بطريقة غير سوية وتم عرضهم علي النيابة المختصة.. لكن من الغريب أن تتلقف وسائل الإعلام المغرضة تلك التجاوزات وتحاول عرضها علي أنها عودة للنظام القديم وأساليبه الفانية. ويهرع مقدمو البرامج الموجهة أو من في قلوبهم مرض إلي الاستفاضة في عرض تلك الوقائع.. 
أعتقد أن الشرفاء من الإعلاميين والصحفيين قد وصلت إليهم رسالتي التي أبعثها إليهم باعتباري أحد رجال جهاز الشرطة الذي يري كل يوم زميلا من زملائه أو تلميذا من تلاميذه يسقط فداء لهذا الوطن ولم يوف حقه من قبل الإعلام ورجاله. 
من ناحية أخري فإني اتساءل وبكل تجرد.. كيف تقوم أجهزة الشرطة بدورها بكل تفان وإخلاص لمواجهة تلك العناصر التكفيرية الجهادية وعناصر جماعة الإخوان والسلفيين المتشددين سواء من خلال مواجهات قتالية أو فكرية.. وكيف ننادي الأزهر الشريف ليقوم بواجبه تجاه التعامل مع أفكار هؤلاء الإرهابيين والمغيبين ونفاجأ بإحدي القنوات الفضائية تعلن عن مسابقة للرقص الشرقي وتقوم بعرض مقتطفات من تلك الحلقات لفتيات وسيدات ترتدي من بدل الرقص الشرقي. 
وأفاجأ أيضا بأن هناك مسابقة أخري للرقص الشرقي يعلن عنها في أحد الفنادق الكبيرة بالإسكندرية التي تعتبر ملجأ للإخوان والسلفيين.. هل هذا هو الوقت المناسب لذلك؟.. ومن ناحية ثالثة تقوم إحدي الجرائد المستقلة كل يوم سبت بعرض حوارات دارات بين الرئيس المعزول محمد مرسي وحراسه بعد صلاة الجمعة ليقرأها أنصار وعناصر جماعته والتي من المحتمل أن تحمل بين طياتها رسائل لهم بالاستمرار في العبث وبث الفساد أُناشد الإعلام الشريف بأن يخصص يوميا برنامجا يتناول فيه إنجازات وتضحيات رجال الشرطة.. وأدعوهم لمشاركة هؤلاء الرجال جانبا من حياتهم . 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 102 مشاهدة
نشرت فى 14 سبتمبر 2014 بواسطة darelsakina1122

عدد زيارات الموقع

22,699