تعلم من خبراء التواصل كيف يصبح لك حضور وكيف تتقن فن الحوار الخفيف فإنهم يقسمون أنك تستطيع أن تجيد ذلك حتى لو كنت تعتقد أنك لن تستطيع
ذا كان حقا أن الوقت من ذهب، فهناك مشكلة صغيرة يقابلها صاحب العمل وهي أنه لا يملك تقريبا ساعة محددة للانصراف من عمله، فأينما يذهب ومع أي شخص يقابله يكون صاحب العمل مثل اللوحة الإعلانية المتنقلة لشركته.
وفي ظل اقتصاد صعب ــ حيث تنخفض الميزانية المخصصة للإعلانات إلى الحد الأدنى ــ يصبح التسويق من خلال المقابلات الشخصية أكثر أهمية من ذي قبل.
ولكن إذا كنت لوحة إعلانية، فكيف لك أن تتأكد من أنك نقلت الرسالة الصحيحة؟ وكيف تجذب الآخرين بدون مضايقتهم أو أن تُثقل عليهم؟
لغة الحركة
تقول إحدى الخبيرات في مهارات التواصل أنه خلال العشر ثوان الأولى من ظهورك يقوم الآخرون بتكوين أراء كثيرة عنك قبل حتى أن تتفوه بكلمة واحدة، لذلك يجب على رواد الأعمال أن يكونوا حريصين على "هالاتهم". وتشرح قائلة: "أن الهالة هي الحيز الذي يحيط بك ويتكون وفقاً لما ترتدي وأسلوب تصرفك وحالتك العامة، وكل هذه الأشياء مجتمعة تعطي انطباعاً شاملاً حولك؛ فقد تقوم بارتداء ملابس غالية الثمن ولكن إذا وقفت متراخياً ورأسك إلى أسفل فلن تعكس هالتك أي ثقة بالنفس.
وكما توضح هذه الخبيرة، فإنه بالرغم من أن لكل شخص هالته المميزة والمركبة، يستطيع رواد الأعمال التركيز على بعض الأولويات البسيطة وغير الشفهية التي تظهر الثقة والتحكم بالنفس. فعليك بداية عند دخولك المكان ألا تقوم بتوزيع الابتسامات ولكن احتفظ لنفسك بمساحة في المكان بأن تقف مستقيماً تاركاً مساحة من 15 إلى 20 سم بين قدميك مما يجعلك تشعر بالثقة والثبات. وبعد أن يتم الاتصال البصري يمكنك أن تبتسم حيث تؤدي الابتسامة إلى إيجاد جو إيجابي عام. وعليك أن تحافظ على التواصل البصري بنسبة 85 % من الوقت خلال المحادثات حتى تبدو جديراً بالثقة ويظهر اهتمامك بما يقوله الآخرون.
وترى الخبيرة أنه لتجنب التعارف غير الملائم يجب على كل رائد أعمال أن يحمل في ذهنه بطاقة تعريف بشخصه يمكنه أن يقدمها لتعبر عنه و ما يقوم به من عمل، وتنصح أن تركز هذه البطاقة على ما يمكن أن تقدمه من خدمات تفيد الآخرين بدلاً من التركيز على الألقاب وأسماء الشركات؛ فإن هدفك هو أن يتذكرك الناس أكثر من الآخرين الذين يقومون بنفس أعمالك.
أسلوب الحديث
عندما يحين الوقت للتحرك بعد مرحلة السلام تصبح ممارسة مهارات الحديث المبسط هي مفتاح نجاح اللقاء الأول، وتشير الخبيرة إلى أنه عليك إعداد نفسك مسبقا وبعد ذلك يجب أن تنسى ذاتك، فالثقة الزائدة في الذات هي أسرع طريق تقضي بها على نفسك. وتذكر أن كل شيء يجب أن يدور حول الشخص الآخر وهذه أفضل طريقة لإعطاء انطباعاً إيجابياً.
ولكي توجه الأضواء نحو الآخرين يجب الإقلال من الكلام، وفي كل الأحيان عندما تقابل شخصاً لأول مرة يجب أن تكون المحادثة ثنائية مثل مباراة التنس حيث يتبادل الطرفان الكرة بالتناوب ولكن معظم الناس يتعاملون مع المحادثة مثل لعبة الجولف حيث يقوم شخص واحد بضرب الكرة عدة مرات متتالية. ويتعين عليك أن تنتبه إلى أنه إذا تحدثت لأكثر من دقيقة فأعلم أن هذا كثير. وسواء كان اللقاء في مكان رسمي أو في اجتماع مرتجل داخل أحد المعارض التجارية لن تتشابه محادثتان فهناك عنصر هام وهو إنه لا يهم الموقف ولكن المهم هو القدرة على إظهار اهتمام. كما يجب عليك في كل محادثة أن تظهر علامة تقدير عن طريق مدح عمل الشخص الآخر سواء كان تجاري أو خيري أو حتى ذوقه في اختيار الحذاء. وطالما كان التقدير مختصرا وصادقا ومحددا فسوف تمكث المشاعر الجيدة بينما تُنسى الكلمات.
نبرة الصوت
تقول واحدة من خبراء الصوت أن، قبل لغة الحركة ومهارات التحدث، تعتبر نبرتك الحقيقية جزءا هاما من الانطباع الذي تقدمه, ففي المحادثات الشخصية يراك الطرف الآخر أولا ثم يستمع إلى نبرة صوتك وحينها فقط يبدأ في سماع كلماتك والتي قد تعطي انطباعاً سيئاً بسهولة إذا لم تتحكم في طريقتك في الحديث.
فرواد الأعمال الذين يتحدثون برتابة يبدون غير ملهمين، بينما هؤلاء الذين يتحدثون بهدوء زائد يبدون غير واثقين، ولكن من أكثر المشكلات شيوعاً هي سرعة الكلام والتي لا توضح الرسالة وتجعل صوت صاحبها متوترا.
وتضيف خبيرة الصوت أن الأشخاص الأذكياء يميلون للتحدث بسرعة لأن عقولهم تتحرك بسرعة، ولكن الهدف ليس تفريغ البيانات وإنما التواصل بحيث يمكن استيعاب ما تقول، وللتأكد من أنك تتكلم بالسرعة المناسبة تقترح خبيرة الصوت أن تقوم بالقراءة من كتاب لمدة 60 ثانية وعند انتهاء الوقت قم بعد الكلمات التي قرأتها خلال الدقيقة؛ فالمعدل الطبيعي لسرعة الكلام هو 145 كلمة بالدقيقة ولكن لا تنسى أنه ربما تتكلم أسرع مما تقرأ.
إن المفاتيح التي تؤدي لانطباعات أولية جيدة ليست بأسرار مخبئة، ولكن يمكنك فقط الحصول عليها عن طريق زيارة خبير أو بحضور محاضرة باهظة الثمن، فكل من لغة الحركة وأسلوب الحديث ونبرة الصوت عوامل هامة لتكوين الانطباع الأول. و المشكلة تكمن في أن معظم الأشخاص يظنون أنهم عاجزون عن اكتساب المهارات في هذه المجالات ولكن الخبر الجيد أن أي شخص يمكنه أن يمارس أي منها والتحكم فيما يعطيه من انطباعات أولية