عقدة نقص أم عناد مع النفس
---------------------------
البعض من الناس لا تأخذه راحة ولا سكن الا بتوجيه سهام النقد الى الآخرين سواء كانوا على صواب أو على خطأ ..يوجه النقد الجارح حتى الى من ينطق بالحكمة ويقول القول الحسن .
مثل هذا النفر من الناس افتقد الذوق وافتقد معه اللياقة ..انه لا يريد أن يكون الناقد المنصف ولا الرجل الرزين المعتدل .
ان كل ما يسعى اليه أن يبدو معارضا فحسب ، يشن هجومه بلا هوادة على كل رأي وعلى كل فكر وان كان هذا الرأي وهذا الفكر يحمل في طياته الخير والحب والجمال .
هو يريد أن يلفت الأنظار اليه بطريقة سريعة فيها اعوجاج وفيها سلوك مشين ..اذ ليس النقد يعني الذم والقدح وانما النقد تقييم وابراز المحاسن والمساوئ أينما وجدت في نص من النصوص ..انه بعبارة أخرى دراسة مستفيضة للنص يتبين فيه الجمال ان كان فيه ثمة جمال ويتبين فيه القبح ان كان فيه ثمة قبح .
هكذا هو الأمر والا فقد النقد روحه ومعناه .
أتراه مرضا يساور البعض حينما يشن حملة ظالمة على قلم من الأقلام أجاد وأبدع !
أتراه عنادا مع النفس أم عقدة مستعصية تساور البعض حينما يسلك هذا السلوك الخاطئ المنحرف ..بل ان هذا الأمر يعدو ذلك الى حماقة وجهل وحرب على الحقيقة .. اذ كيف يتساوى الأمر بين نص جميل ونص فقد قدرته على التعبير بل كيف يهبط الجميل الى أدنى منزلة ويعلو القبيح الى أعلى منزلة !
انه الاجحاف والتضليل معا ، والأحرى بهؤلاء النفر أن لا يدلوا بدلوهم في هذا الشأن ولو لزموا الصمت لكان أفضل لهم .
هم هؤلاء ما زال الغيظ يملأ قلوبهم والحسد يبدو على وجوههم .. ضلوا الطريق فلم تعد تجدي كلماتهم .
ان نظمت أحلى الشعر هجوه وان كتبت بأرق أسلوب ذموه ، ان فلت حقا نعتوه بالباطل وان نطقت صدقا وصفوه بالكذب وان مدحت أديبا علما حسبوه رياءا .
انه لا يسلم من بذاءة لسانهم نبي ولا قديس ولا مؤمن ولا عالم ولا أديب ولا فنان ولا حتى عابر سبيل .
هذا هو دأبهم وهذا هو ديدنهم ..فليت شعري لو أن الأرض ابتلعتهم وأزاحت عنا قبح ألسنتهم وغيظ قلوبهم .. حينئذ فحسب تكون الصورة أجمل والمشهد أكثر نضارة ودفئا .
ساحة النقاش