<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0pt 5.4pt 0pt 5.4pt; mso-para-margin:0pt; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman";} </style> <![endif]-->
الشعر في صدر الإسلام
بعد انتشار الإسلام وبعدما ملئت القلوب بالأيمان كان طبيعيا أن يكون هناك بعض التغيير في الشعر الذي يتلى حيث غلب عليه الطابع الإيماني ومراقبة الله عز وجل فلم تعد هناك حرية مطلقة كما كان في الجاهلية و أصبحت حرية مقيدة بأوامر الدين ونواهيه فلا تفاخر بالأنساب ولا عصبية لقبيلة ولكن هل استقرت تلك الروح المثالية بين المسلمين جميعا ؟ الحق أن الناس جميعا ليسوا سواء وما اتحد العرب إلا في تقبل الدعوة الإسلامية فقط ولذا كان هذا الانقلاب الديني الذي مس حياة العرب من جميع الوجوه الروحية والاجتماعية والسياسية وغيرها والذي كان له اكبر الأثر على تطور الحركة الشعرية والشعراء فمنهم من آزر الرسول ومنهم من آذى الرسول واختلف معه .
نبي يرى مالا ترون وذكره أغار – لعمري – في البلاد وانجدا
الشعر في عصر الخلفاء الراشدين ::
في هذه الفترة انتهت الحروب التي كانت تثيره وكذلك الشأن في المدينة إلا بعض القصائد التي نظمت في مناسبات كبيرة ولو ذهبنا إلى نجد والحجاز لوجدنا منهم من لم يتعمق الإيمان في قلوبهم وخير من يمثلهم الحطيئه وهو تلميذ لزهير حيث انه أول من سارع إلى الردة وهجا أبا بكر ومنهم أيضا الشماخ وله ديوان مطبوع وهو كثير الهجاء بالقوس والحمر حيث انه اسلم واخذ يمدح عمر في شعره.
جزا الله خيرا من إمام وباركت يد الله في ذلك الأديم الممزق.
وقد شاعت الإشاعات الإسلامية في أشعار كثيرين من الفاتحين وغير الفاتحين فمنهم سويد بن أبي كاهل اليشكري .
تطور الشعر في العصر الأموي مع الحياة :
1- الحياة الدينية :
والواضح في هذا العصر انتشار حياة التقشف والزهد والنسك ولم تمتلئ أجواءهم بعبادتهم وتقشفهم فحسب بل ملئوها أيضا بمواعظهم وإرشادهم وتوجيهاتهم وقد اشتهر في ذلك أبو زحام الأعرج ومحمد بن كعب القرظي واعظ عمر بن عبدا لعزيز ، وبنظره ثاقبة إلى هذا العصر من التقشف والزهد لدلنا بوضوح على إن شعراء بني أميه نبتوا في جو جديد فيه روحية مثالية وإيمان بعالم آخر فوق حسهم وشعورهم وان هناك علة نهائية تدبر هذا الكون مما اثر ذلك على أشعاره :
أخاف وراء القبر إن لم يعافني أشد من القبر التهابا وأضيقا l .
ويدلنا على هذا الفرزدق الذي اشتهر باستهتاره فقد تأثر بالإسلام في شعره ، ومعنى هذا إن الحياة الدينية طورت الشعر الأموي وأثرت اثراً عميقا في نفوس الشعراء وأصبح من الصعب وجود شعر لا تتضح فيه عناصر هذه الحياة وهذا كثير يمدح عمر وتجد في مديحه الصفات الدينية لها تأثيرها سلبا أو إيجابا ..
وصدقت بالفعل المقال مع الذي أتيت فأمسى راضيا كل مسلم
وقد لبست لبس الهلوك ثيابها تراءى لك الدنيا بكف ومعصم
حتى أصبح كثير من الشعراء يحاولون قطع الشعر إلى عظات وابتهالات .
2- الحياة العقلية:
في هذه الفترة كان شعراء بني أميه يصبغ على شعرهم كل ما ينضح في بيئات الفقهاء وأصحاب الكلام ، وكانوا يشتركون في المناقشات الدائرة في هذه البيئات حيث كان الجو جو بحث وكان كل شاعر يعرض عقله ورأيه فيه ويخيل إلى الإنسان انه لم تكن هناك مسألة إلا ويجب مناقشتها في سلمهم وحربهم
فقد اختلفت عقيلة الشاعر الأموي عن عقلية الشاعر القديم فخضع في تفكيره لأشياء لم يكن يخضع لها الشاعر الجاهلي فأنتج النقائض وهاشميات الكميت من جهة وأنتج عمقا وطرافة في التفكير ، وقد اخذ يتناول حرفته تناولا جديدا عماده البحث والدرس وهناك من يقول إن هؤلاء الشعراء كانوا أميين ، والصحيح إن معظمهم كانوا كتبه ومنهم جرير ؟، وعمر ابن أبي ربيعه والأحوص وعدي بن الرقاع فشاعر العصر الأموي كان كاتبا شاعرا أو شاعرا كاتبا ، والشاعر الأموي تعلق بمعرفة المعاني الجاهلية و أخضعها للدرس المنظم على نحو ما كان المحدثون والفقهاء وأصحاب الكلام .، ولا شك إن في هذا من آثار العقلية العربية في العصر آلامي وما أصابها من تطور ومن هنا فقد أخذ هذا التفكير بكل ما كان في العصر من ثقافة فكرية أو عقلية وهذا البناء اخذ يتشكل في أوضاع جديدة تحت تأثير الرقي الفكري والذي أصاب العقلية العربية.
3- الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية:
فقد تأثر الشعر الأموي بالحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية مع تطورها حيث إن الشيعة اخذوا في الظهور بشكل واضح قبل أن يقتل عثمان ومبايعة على ابن أبي طالب للخلافة وانتقاله وأساس عقائد الشيعة الأمامية وأنها من حقوق البيت النبوي وذهبوا إلى إن إمامة على نص عليها الرسول صلى الله عليه وسلم ، وفي هذا العصر اشتهرت فرقة الكيسانية والزيدية ومن هنا نجد أن الشعر قد تأثر بحياة العرب من الناحية السياسية والاجتماعية والاقتصادية وما كان فيها من طبقات بعضها فوق بعض . فالموالي وموقف العرب منهم وشعوبيتهم ، والعرب وعصبيتهم وما انطوى فيها من فخر وهجاء وصور نظم الدولة الاقتصادية وصور ضرورة المال في حياة العرب الجديدة، كل هذا مصور في الشعر الأموي أروع تصوير .
إني وجدك ما عودي بذي خور عند الحفاظ ولا حوضي بمهدوم
أصلي كريم ومجدي لا يقاس به ولي لسان كحد السيف مسموم .
*- التجديد في المديح والهجاء :
لقد اختلفت صور المديح والهجاء في هذا العصر عن غيرها من العصور وذلك لاختلاف الحياة العربية ولتطورها وما حدث بها من انقلاب سواء من حيث النظام أو من حيث تصور الناس للخلافة وما ينبغي أن يكون عليه الخليفة وكان الشاعر الأموي وما يزال يطلب التجديد والتغيير في الإطار القديم لهذه القصيدة ، ولا شك أن الأخطل استطاع أن يغير هذا الإطار ولا نقول انه هدمه ولكن حاول أن يجدد فيه ، وإذا تركنا الأخطل إلى صاحبة الفرزدق وجرير وجدنهما ينتميان إلى شجرة تميم والتي كانت تشغل الجزء الأكبر من شبه الجزيرة العربية وكانت تميم في الجاهلية وثنية إلا نفر قليل منها ، ومهما يكن فغن قصيدة المديح لم تكن تجري على النمط القديم أو الأسلوب القديم لان الحياة اختلفت وانتقل العرب إلى أقاليم جديدة ، وأسسوا دولة دينية تعتنق مثالية جديدة وكذا اختلفت الحياة الخارجية وانتقل هذا إلى خلفاء الدولة الأمويةوشعر جرير يعتبر مرجع لمعرفة حقيقة هؤلاء الخلفاء لان الشعر بني على المبالغة ومن هنا نرى أن جريرا يعتبر شاعرا أمويا بالمعنى الدقيق للكلمة ولعل هذا يجعلنا نصدق بأن الجديد في قصيدة المديح الإسلامية لم تنتظر إلى العصر العباسي حتى توجد ، بل أخذت توجد منذ هذا العصر الأموي .
ومن المحقق أننا لكما اطلنا النظر في هذه الحياة في أثناء العصر الأموي أمكننا أن نجلب إلى الشعر العربي موضوعات جديدة ، وان نلاحظ فيه جوانب طريفة تستحق الوقوف عندها والتأمل خلالها فيما أصابه من تغيير وتطور وتجديد ومن الجوانب المهمة التي تلفت الأنظار في نصوص الشعر الأموي جانب الحروب والفتوحات الإسلامية فقد أنتجت هذه الحروب شعرا كثيرا ، نتاج للبيئة التي شاهدها العرب ، ونتاج للنبات والحيوان ، ونتاج من راقه العيش والطعام وفاخر الفرش والثياب والجواري الأجنبيات ، وظهر أيضا موضوع جديد في هذا العصر هو الحنين إلى الوطن وجرى على ألسنة الشعراء
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا
فليت الغضا لم يقطع الركب عرضه وليت الغضا ماشي الركاب لباليا
وقد دخلت أيضا في الحياة العربية لهذا العصر نظم القيود والقصاص والحدود مما شرعه الإسلام ، ودخلها الخوف من بطش الولاة وخاصة من عرفوا بالقسوة والشدة مثل زياد والحجاج ، ولا شك في أن هذا الخوف من الخلفاء والولاة اثر في نفسية الشاعر الأموي ، فجعله يفكر ويقدر ويتأنى ويتمهل حتى إذا ظن الخليفة أو الوالي غاضبا عليه كاد يطير قلبه أخوف بالحجاج حتى كأنما يرحك عظم في الفؤاد مهيضوكان بعض الشعراء يسجن لما اقترف من جرائم وتوضع في أيديهم وأرجلهم الأغلال والقيود فكانوا يتعرضون للخلفاء والولاة يستعطفونهم حتى يطلقونهم وأيضا كانوا يصفون ما يلقون في السجون وفي كتب الأدب طرف من ذلك كثيرة.
حي ذا الزور وانهه إن يعودا إن بالباب حارسين قعود .
رأي / من الرائع في الشعر الأموي أنه شعر كان من شعراء أتسمو بالعلم والمعرفة ولم يكونوا شعراء أمين .
بقلم
غدير الشوق