<!--<!--
ثورة 25يناير 2011 هي من أعظم وأرقى الثورات في تاريخ مصر والتي قادها الشعب بإرادته الواعية بكل عزيمة وإصرار وتحدى حتى أزاح رأس النظام السابق عن الحكم وكانت الثورة في بدايتها عبارة عن تلاحم وتكاتف كل أطياف الشعب لتحقيق هدف واحد وهو الإطاحة بكل رموز الفساد وبكل المفسدين وتطهير البلد من كل شئ سلبي وقد زاد الثورة توهجاً هو طابعها السلمي ومحافظة الثوار على بلدهم الغالي مصر وفشلت كل القوى على تفريقهم وعلى تشتيت شملهم أو حتى تخويفهم بكل الطرق والسبل فقد أظهر الشعب قوة لم يكن لها مثيل في تاريخه على مر العصور في أجرأ ثورة شعبية حاشدة سلمية نظيفة أظهر فيها الشعب المصري معدنه الأصيل وأنه شعب فعلاً قادر على فعل المعجزات وقادر على التحدي بكل عزيمة . كما اعتقد البعض أنه بالإطاحة برأس النظام السابق أن الثورة قد نجحت وخرج الجميع رافعاً شعارات الثورة ومذكياً نفسه على الثورة سواء كان من الثوار أو لم يكن ثم تخلى الثوار الحقيقيين عن ثورتهم وانشغلوا جميعاً بجني المكاسب وأسرعوا في إنشاء الأحزاب وبدل من سعى أعضاء الحزب الوطني السابق وأعضاء الأحزاب الأخرى للحصول على مقعد في مجلس الشعب فأصبحوا جميعاً يتبارون للحصول على مقعد رئاسة الجمهورية ولا مانع من أن نرى في الفترة القادمة رئيس مصر من رموز الحزب الوطني السابق حيث تفكك هذا الحزب إلى أحزاب صغيرة وبأسماء تنمم عن ثورة 25يناير وليس كل الأحزاب . وأصبح من له في الثورة ومن كان ضدها الكل يتحدث عن الثورة بل عن الكعكة وكيفية تقسيمها مما زاد من الفوضى في البلاد وكل هذا على حساب مصرنا الغالية. هذا بالنسبة للمنشغلين بالسياسة والمقاعد الرئاسية وأصبح المبدأ هو الحصول على الكرسي وليس مصلحة البلد .وأما فئات الشعب الكادح فأصبح كل منهم يتسارع لاستقطاع جزء من الرصيف لبناء سنتر للملابس أو الأحذية أو سوبر ماركت شعبي ولا مانع للنزول واستقطاع جزء من الشارع لعرض بضاعتهم ولا يهمهم كيف تتحرك المارة أو تسير ولا يهمهم تعطيلهم للمرور أو عمل تكدسات واختناقات مرورية فهذه شريحة من الكادحين وهناك شريحة أخرى من المستغليين من سائقي الميكروباص يقومون بمضاعفة الأجرة في فترات الزحام والاستعلاء على الركاب بتركهم في الشارع لا يجدون مكان للوقوف فيه وبينهم الكبير والمسن والمريض ممن لا يقدرون على الانتظار ساعات على أقدامهم على الرغم أن هؤلاء السائقين من هذا الشعب فلماذا نستغل أنفسنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ويحاول هؤلاء السائقين أخذ حمولتهم للمكان الأقرب غير خط سيرهم للحصول على ربح مادي أعلى في وقت قصير جداً كنوع من الانتهازية للزحمة والمتاجرة بمعاناة المجتمع وإذا حاول أحد المواطنين الشرفاء الاعتراض تحدث مشاجرة بينه وبين السائق ويغلق السائق سيارته ويقول بصوت عالي أنه لا يريد أن يتحرك ويجب على الركاب ترك السيارة فوراً والنزول منها ثم يأخذ السيارة فارغة ويتحرك أمام المعذبون من الناس وكأنه يمارس عليهم نوع من القهر بجهله وعدم إدراكه .فهل هؤلاء المستغليين هم من قاموا بالثورة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أم أنهم ضد الثورة وجاءت هذه الثورة ليمارسوا أفعالهم التخريبية بالبلاد . وفى مشهد أخر للتجار والبائعين من المتاجرين والمضاربين بأقوات الشعب ليضيقوا عليه حياته ويزيدوا من معاناته وهمومه تجدهم يرفعون الأسعار بغير وجه حق وكما يقول المثل الشعبي إل عجبه الكحل يتكحل وإل مش مش عجبه يترحل . هذا هو مبدأهم مولد وصحبه غائب . فهل هؤلاء أيضاً كانوا من الثوار الذين قامت على أكتافهم الثورة أم أنهم فئة المنتفعين من الثورة والمستغليين لها ليقهروا ويرهقوا الشعب المصري في معناته .
وهل هذه هي الثورة التي قامت من أجل التطوير أم أن هناك مخططات لقتل الثورة ووأدها ؟؟؟ أين هم الثوار الحقيقيين؟ لماذا لم يحافظوا على بلدهم؟ لماذا لم يحموا مجتمعاتهم من العبث والعابثين؟ وإذا كان المجتمع يطالب بالتغيير فلماذا لم يغير نفسه أولاً ويتخلى الناس عن ظلمهم لبعضهم البعض وعن عاداتهم السيئة وعن أفكارهم الخربة ويعودوا إلى ويحكموا ضمائرهم؟. فالحفاظ على الثورة يحتاج إلى الثوار الحقيقيين وإلى الوحدة الحقيقية التي كان عليها الشعب يوم 25 يناير 2011 وألا يتناحر ويتسارع الكل مع البعض والبعض مع الكل ويهملوا مصلحة مصرنا الغالية في تحقيق الأهداف والمطالب التي قامت الثورة من أجلها و إلا فلماذا قمت الثورة ؟ هل قامت من أجل الفوضى أو لأننا شعب فوضوي . ولا يتبقى سوى أن أتساءل هل فشلت الثورة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بقلم
الأديب الدكتور/ وليد فهمى