في نصف القرن الثامن عشر ازدهر الأدب في العصر العباسي حيث أعتبر هذا العصر هو العصر الذهبي للشعر والأدب
في بداية هذا العصر نشب صراع بين الأمين والمأمون على السلطة وهما من أبناء هارون الرشيد حيث استوجب على كل
منهما الاستعانة بقوة لتناصره على أخيه
فاستعان الأمين بالترك والمأمون بالفرس وكان لابد لأحدها أن يصرع الآخر وانتهى الصراع بمقتل الأمين وفوز المأمون
بالخلافة وانفرد بالحكم وحده وزاد من تحكم الفرس في الدولة وبموت المأمون وتولى المعتصم الحكم بدله
بدأ الفرس في الانحسار وذلك لاستعانة المعتصم بالترك الذين عاثوا في البلاد فسادا فكان منهم الجند والقواد بل
تحكموا في مقاليد حكم البلاد وأصبح الخلفاء العباسيين لعبة في أيديهم
ووصل بهم الأمر أنهم أصبحوا يعينون من يريدون خليفة ويعزلون من يشاءون
لذلك نجد قيام ثورات كثيرة انفصالية أدت في النهاية إلى تفسخ الدولة العباسية وتقطيع أواصرها وانقسمت إلى
عدة دويلات
ومن هنا نجد ظاهرتين مهمتين ميزتا هذا العصر هما :
1/ انه عصر الدويلات حيث قيام عدة ثورات انفصالية أدت إلى تفتيت الدولة العباسية إلى دويلات.
2/ غارات الروم على دمياط بمـــــــــــصر والشام .
على الرغم من الانحلال السياسي الذي أصاب الدولة العباسية في العصر العباسي الثاني إلا أن الأدب
شعرا ونثرا ظل مزدهرا وذلك لوجود عدة عوامل منها:
1_ النضج العقلي والعلمي .
2_ اهتمام الحكام بالعلم والثقافة والفن والأدب .
3_ تعدد الحواضر الأدبية من مثل القاهرة ودمشق وحلب وقرطبة .
4_ التنافس الشديد بين الدويلات ومنافستها بعضها البعض في جذب الشعراء والعلماء والأدباء والفنانين .
5_ التنافس الشديد بين الشعراء وذلك ليحظوا بالمكانة المرموقة .
6_ ظهور فلتات في الشعر والأدب كالمتنبي وأبى العلاء المعري
نبغ عدد كبير من الشعراء في العصر العباسي ، من أشهرهم " أبو نواس " ، وهو ممن أذاع القول في الخمر
والغزل والصيد ، و" أبو العتاهية " الذي برَع في فنون الشعر واشتهر بالغزل الرقيق والحكمة والموعظة .
وأيضاَ " أبو تمام " ، الذي اشتهر بنزعته العقلية والفلسفية في الشعر وتلميذه " البحتري " ، الذي ضُرب فيه
المثل ، ويُقال أن كلامه يجمع الجزالة والحلاوة والفصاحة والسلاسة ، ويُقالُ أيضاً ان شعره كتابة معقودَة
بالقوافي .
ولما استلم زمام الأمر العنصر العَجَمي في الدولة العباسية ، ضعف أمر الشعر ، حتى إذا قامَت دولة
بني حمدانوهم عربٌ ، عاد الشعر إلى مكانته ورونقه ، ورعاه سيف الدولة الحمداني ، وقد كان شاعراً وأديباً ، وكان يرى
أن إعطاء الشعراء من فروض الامراء
واشتهر في عصره عدد كبير من الشعراء كأبي فراس الحمداني ، وأبي الطيب المتنبي الذي كان نادرة الفلك
وواسطة عقَد الدهر في صناعة الشعر ، ثم هو شاعر سيف الدولة الذي رفع من قدره وألقى عليه شعاع سعادته
حتى سار ذكره مسير الشمس والقمر ، وسافر كلامه في البدو والحضر ، فهو الذي قال :
وما الدهر إلا من رواة قصائدي ..... إذا قلتُ شعراً أصبح الدهرُ مُنشِدا
رأي / لكل عصر من عصور الشعر خطوط وتأثير على الأدب بشكل عام وكلها مجتمعة خلدت لنا
تاريخ العرب و أمجادها
بقلم
غدير الشوق