أدى نقل حاضرة الخلافة من الشام للعراق إلى تأثر الدولة الجديدة بالحضارة الساسانية الفارسية وبما كان يميزها.
فظهرت فنون شعرية جديدة للشعر العباسي وهذه الفنون الجديدة :
1/شعر الزهد والحكمة :
الذي أصبح موضوعا أساسيا نظم فيه الشعراء ممن زهدوا في الحياة ودعوا إلى التقشف ,وذلك مقابل التيار الذي جذبه الترف وانساق وراء المجون .ومن أشهر شعراء هذا الاتجاه أبو العتاهية,,,وصالح بن عبد القدوس
2/ الشعر التعليمي :
وهو القصص أو المعارف أو بعض السير والأخبار التي ينظمها جماعة من الشعراء لتعليم النا س ..وكان أبان بن عبد الحميد اللاحقي هو الذي عمل على إشاعة مثل هذا الشعر حيث نظم بابي الصوم والزكاة شعرا ونظم كليلة ودمنة في أربعة عشر ألف بيت يستهلها بقوله :..
( هذا كتاب أدب ومحنه×××× وهو الذي يدعى كليلة ودمنه)

وكل ذلك من اجل التهذيب والتعليم لأنهم نظموا مسائل علمية ودينية وفقهية وفلسفية وتاريخية.

معاني الشعر وأخيلته _

من الطبيعي إن ينعكس هذا التغير الجذري الذي حدث في الحياة العربية ثقافيا وفكريا وحضاريا واجتماعيا .على الأدب شعره ونثره فيعمق نظرة الشعراء إلى الحياة .لان الحياة العقلية ارتقت وأصبح الشعراء يلتمسون المعرفة ويتزودون بها ويحيلون هذه المعرفة ,بعد أن يتمثلوا إلى شعر يتميز بالمعاني العميقة والتصوير الحسن .وترصيعه بلآليء البديع وتقريبه وتجميله بصور التشبيه والاستعارة وترتيبه وتنسيق أفكاره لميلهم إلى المنطق واستفادتهم من الفلسفة وعلم الكلام

ألفاظ الشعر _
_
إن لغة الشاعر أصبحت سهلة واضحة مألوفة ابتعدت عن الغرابة والغموض ..ولكن مظاهر الحضارة المادية وأوجه الثقافة الأجنبية فتحت الباب على مصراعيه لدخول الألفاظ غير العربية في الشعر كالنيروز والبستان والإسطرلاب والمهند س..
وظهرت الزخرفة اللفظية في هذا العصر بشكل واضح بل من الشعراء من اخذ يكثر منها مثل أبي تمام وقد سبقه إليها مسلم بن الوليد واهتم الشعراء كما قلنا بالصور الشعرية خاصة أبا تمام والبحتري وغيرهما ممن عنوا بالتعبير عن المعان بألفاظ تأنقوا في اختيارها.
بناء القصيدة من حيث الوزن والقافية .... _

أصبح المجتمع الجديد مترفا ميالا إلى اللهو وشاع فيه الغناء والغناء يلزمه المقطوعة الشعرية ذات الأوزان الخفيفة لا القصائد ذات الأوزان الطويلة فطوروا الأوزان القديمة بل استنبطوا أخرى جديدة أكمل نغما و إيقاعاَ .....

.... من حيث المنهج ..
لقد تغيرت الحياة في المجتمع العباسي وطغت عليه المظاهر المدنية فترك أثره في الشعر حيث هجر بعض الشعراء المقدمة الطللية ولم يكتف بل دعا إلى ذلك في شعره كما فعل أبو نواس في مطلع خمرياته وذلك بقوله :
((دع الرسم الذي دثرا....... يقاسي الريح والمطرا))
وقوله:
((صفة الطلول بلاغة القدم""""" فاجعل صفاتك لابن الكرم))

ومن الشعراء من ظل ينهج في بناء القصيدة النهج القديم محافظا على تماسكها وترابط أجزائها..

رأي / كل التعريفات والفلسفات التي قيلت عن الشعر ما هي إلا مفاهيم فردية تصور وجهة النظر الشخصية لصاحبها وهي في مجملها رغم تباينها لا تتعدى في الواقع السطح وماهيته أما باطنه وكنهه فلا يزال في مجاهل الغيب

بقلم

غدير الشوق

المصدر: بقلم : غدير الشوق _ محررة إلكترونية
caheft

صحيفة الأدب العربى الإلكترونية

  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 591 مشاهدة
نشرت فى 6 يوليو 2011 بواسطة caheft

صحيفة الأدب العربى الإلكترونية

caheft
صحيفة الأدب العربى الإلكترونية - على كنانة أون لاين »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

166,518