منذ سنوات طويلة يحاول الأستاذ الجامعي ترسيخ في أذهان الطلاب والمجتمع فكرة الألوهية وأنه فوق الجميع فهو الذي يمنح وهو الذي يمنع بل وهو كل شئ فلا رقيب عليه ولا يوجد من يحاسبه طالما أنه وصل وأصبح أستاذ دكتور فيفعل ما يحلو له بالباحثين والطلاب ولا يستطيع أحداً منهم أن يتظلم ومن يتظلم فعليه أن يضرب رأسه في أتخن حائط لأنه لن يلتفت إلى مظلمته ولن ينظر إليها أحد فمن ذا الذي سوف ينصره على الإله الأسطورة وعجباً كل العجب ففي المجتمعات الغربية هناك شروط ومعايير موضوعية واختبارات وتقييمات دورية لمن يعمل كعضو هيئة تدريس بالجامعة وإذا قلت كفاءته فعليه أن يرحل فوراً ودون نقاش ولكن نجد في مصرنا الحبيبة يطالب الأستاذ الجامعي بأن يبقى طيلة حياته بدعوة أنه ملهم وأنه شخصية عظيمة لا يمكن أن تتكرر ولا يوجد مثلها في العالم كله وإذا نظرنا وتفحصنا فسوف نجد أن الغالبية العظمى منهم لا يرتقون للعمل في هذه الرسالة العظيمة إلا من منطلق التعالي والكبر وليس من منطلق العلماء ورثة الأنبياء إلا قلة قليلة منهم وقد أن الأوان لتحطيم فكره الإله الأسطورة ووضع شروط ومعايير واضحة لاستمرار وبقاء عضو هيئة التدريس بالجامعة أو رحيله عنها كما يجب وضع آلية تضمن للباحثين والطلاب حقوقهم من سطوة الأستاذ الجامعي وإلغاء فكرة أن الكبير يأكل الصغير والتأكيد على أن الكل سواسية وكما أن الأستاذ الجامعي هو الذي يقيم الباحثين والطلاب وبيده أن ينجح هذا ويجعل هذا راسباً فيجب أيضاً إشراكهم في عملية تقييم الأستاذ الجامعي ومن ثم بقاءه كعضو هيئة تدريس أو رحيله من هذه المكانة الكبيرة فكثيراً ما نجد أن الأستاذ الجامعي لا يشرح شئ ولا يفهم منه الباحثين أو الطلاب شئ ولكنه مفروض عليهم لماذا؟ لأنه أستاذ جامعي وكبير وملهم بل هو الإله الأسطورة
بقلم
الأديب الدكتور/ وليد فهمى