مخرج الهمزة :
 وأما عن مخرجها فقد وقع خلاف لفظي في تحديد مخرجها بين القدماء والمحدثين ، فمخرجها عند القدماء من أقصى الحلق مهتوتة مضغوطة فإذا رُفَّه عنها لانت إلى الياء والواو والألف عن غير طريقة الحروف الصحاح ، أو هى : حرف مجهور شديد يخرج من أقصى الحلق ، أو هى : حرف شديد مجهور من أسفل وأقصى الحلق ، أو هى : حرف شديد مستثقل يخرج من أقصى الحلق  ، أو هى : حرف بعيد المخرج جَلْد صعب على اللافظ به بخلاف سائر الحروف . وهذا هو الرأى المعتمد عندهم فلا نظر لرأى الخليل الذى يعتبرالهمزة فى الهواء وليس لها حيز تنسب اليه وأنها تخرج من الجوف .
ومن خلال ما سبق يتضح لنا أن القدماء اتفقوا على وصف الهمزة بالجهر والشدة ، كما اتفقوا على أن مخرجها من أقصى الحلق . يقول : سيبوية " فأما المجهورة فالهمزة والألف والعين والغين والقاف والجيم والياء والضاد واللام والنون والراء والطاء والدال والزاي والظاء والذال والميم والواو فذلك تسعة عشر حرفا ".
وعن مخرج صوت الهمزة عند المحدثين فيختلف عما قرره القدماء . إذ يذهب الدكتور محمود السعران إلى أن صوت الهمزة صوت حنجوري انفجاري لا هو مهموس ولا هو مجهور ويحدث نتيجة لانطباق الوترين الصوتيين انطباقاً تاما فلا يسمح للهواء بالمرور من الحنجرة ثم ينفرج الوتران فيندفع الهواء محدثا صوتا انفجاريا  .
ويرى د/ إبراهيم أنيس أن مخرج الهمزة المحققة من المزمار نفسه إذ عند النطق بها تنطبق فتحة المزمار انطباقا تاما فلا يسمح بمرور الهواء إلى الحلق ، ثم تنفرج فتحة المزمارفيسمع صوت انفجاري هو ما نعبر عنه بالهمزة فالهمزة إذن –عنده – صوت شديد، لا هو بالمجهور ولا بالمهموس () .
ويقرر الدكتور / محمد حسن جبل أن الهمزة تخرج من فتحة المزمارنفسها بعصر زمير الأوتارلحظة اتجاهها للالتقاء وإغلاق تلك الفتحة،أو لحظة افتراقها بعد أن كانت مغلقة ()
ويقرب الدكتور / محمد حسن جبل بين ما ذهب إليه القدماء والمحدثين فيقول : " أما بالنسبة لقولهم إن الهمزة تخرج من أقصى الحلق فيمكن فهم ذلك في ضوء قول سيبوية – إن الهمزة صوت الصدر تخرج باجتهاد ، وتسميته زمير الجهر ( صوت الصدر ) وقد عرفنا أن الزمير ينشأ عن اهتزاز الأغشية الصوتية زهذا يعني أنه كان يعرف أنها تخرج من الأغشية الصوتية كما ثبت للمحدثين – وإن لم يعبر بذلك صراحة ............ والذي فات القدماء هو التعبير الدقيق عن الحقيقة لا الحقيقة ذاتها  ().