وأما السر في تخفيف الهمز فهو أنه صوت شديد يحتاج إلى مجهود فى النطق ولهذا مالت لغة العرب إلى تخفيفه  .
وفى هذا يقول الدكتور إبراهيم أنيس : " مالت اللهجات العربية فى العصور الإسلامية إلى تخفيف الهمزة والفرار من نطقها محققة ، لما تحتاج إليه حينئذ من جهد عضلي . فالهمزة المشكلة بالسكون قد تسقط من الكلام ويستعاض عن سقوطها بإطالة صوت اللين قبلها ، فينطق بعض القراء : (يومنون ) فى (يؤمنون ) ، (ذيب) فى (ذئب) ، (راس) فى (رأس)  .
وقد أرجع الدكتور / عبد الصبور شاهين تحقيق الهمز إلى عامل السرعة في النطق الذى كان من سمات القبائل البدوية يقول : وإذا كانت القبائل البدوية تميل إلى السرعة في النطق وتلمس أيسر السبل إلى هذه السرعة فى فإن تحقيق الهمزة كان فى لسانها الخاصة التى تخفف من عيب هذه السرعة أما القبائل الحضرية فعلى العكس من ذلك كانت متأنية في نطقها متئدة في أدائها ولم يشتهر عنها إدغام أو إمالة ولذا لم تكن بها حاجة إلى التماس المزيد من مظاهر الأناة فأهملت همز كلماتها .
أما أهل الحواضر فقد اشتهروا بالأناة فى النطق ، فلم يكونوا بحاجة إلى المزيد من وسائل إيضاح اللفظ فلم يهمزوا ، بل لجأوا إلى طرائق أخرى عبر عنها العلماء بتسهيل الهمزة أو تليينها أو تخفيفها أو إبدالها أو حذفها  .

المصدر: ينظر : الاصوات اللغوية د- ابراهيم انيس
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 358 مشاهدة

عدد زيارات الموقع

12,499